غلت القهوة، فتقلبت وفارت في الإبريق. أطفأت النارسريعا، وراحت تسكبها في الفناجين قبل أن تسلم الصينية للعروس.
رأيت القهوة تغلي في الشاشة، فعبقت رائحتها، وفارت الذكريات ...
: دخلت غرفة الضيوف وأنا أحمل الصينية. رفع نظره وراح يراقبني. لم يرمش، ولم يحول نظره لحظة.
لم أرفع نظري عن القهوة، لكني كنت أحس نظرته تخترقني، وأبدا لا تتحول عني.كنت متوترة. كنت في امتحان قررت أن أنجح فيه.. رغم أني أعرف بأنه امتحان يحتاج لأكثر من الإرادة.
كنت ألبس حذاءً منخفض الكعب مريحا، كنت أطلب المريح في كل شيء.
مشيت بخطوات بطيئة متوترة، لكنها رشيقة. لم أنظر إليه.لم أنظر إلى أحد.. فقط القهوة.
لم يرفع نظره عني.. كنت أشعره..
لم أرفع نظري إليه.. هل كان يشعرني؟!
كنت أسمع طبول الحرب في صدري، وكنت أخاف أن تتحرك عصا الطبل خطأ فتدق الصينية.. فتهتز..
وصلت. أخذ فنجانه. أخذوا فناجينهم. خفضت الصينية الفارغةونظرت إليه، أتلمس الرضا في وجهه.
كان راضيا، بل وأكثر.. كانت الفرحة تفيض من عينيه.
ولا قطرة سكبت! لقد كنت بارعة، وكان توازني رائعا !!
--
من الذكريات..
حين كان حمل صينية ممكنا مع التركيز
--
من الذكريات..
حين كان حمل صينية ممكنا مع التركيز
تعليق