إعدام وتطهير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمير طبيل
    عضو الملتقى
    • 04-12-2007
    • 120

    إعدام وتطهير

    [align=center]جلس في احد أركان زنزانته، رائحة الرطوبة تخنقه لا يكاد يبصر يديه من الظلام يرتجف من البرد والخوف،يردي لباس احمر، طالت لحيته، شعره أشعث لم يرى ماء منذ فترة طويلة ،حفرت دموعه مجري لها بين ملامحه.

    سمع وقع أقدام تقترب ارتجف بشدة تكور في ركن الزنزانة هل حان وقت تنفيذ الحكم ألان؟ زاد ارتجافته مع ارتفع صوت أقدام القادمة، انهمرت دموعه بغزارة ،فتح الباب، وقف أمامه السجان نظر أليه بلا مبالاة ،وضع صحن على الأرض يحتوي على بقايا طعام أغلق الباب وانصرف ، خارت قواه لم تستطع قدماه على حمله فسقط على الأرض، لم يحن الوقت بعد!!.

    نظر إلى صحن الطعام وتذكر الموائد والولائم ، كان يعيش حياة الملوك، يأمر فيطاع، يشتري كل ما يريد بأمواله، يشتري حتى البشر!! انه خائن ويجاهر بذلك لكن الجميع يتوجه بتاج الوطنية والشرف، لم يتوقف احد ليسأل نفسه من أين له كل هذا وهو ابن الأسرة البسيطة لم يهتموا ، جل همهم هو كيف يستفيدوا منه مهما كان الثمن وهو استغل هذا ببراعة إبليس فعاث في الأرض فساد وطغى في العباد ،ظن انه الرب في الأرض ولن يلقى الحساب ،كان يهتك العرض فيزداد شرف، كان يتكبر فيزداد تواضع ،حرامي، قواد ونخاس .

    نظر إلى حاله وتحسر كيف كان؟ وكيف أصبح!! لم يخطر في باله انه في يوم من الأيام سيقف هذا الموقف وعلى يد من ؟! على يد من قهرهم وعذبهم على يد من ظلمهم وحبسهم في سجون الذل والهوان لقد تغير الحال وأصبح المحكوم حاكم والمظلوم جلاد لم تغنيه أمواله ولا عزه وسلطانه، كل من حوله تخلوا عنه، كل نجا بنفسه، الكل تبرأ منه كأنهم فطنوا أخيرا إلى جرمه وخيانته .

    ارتفع صوت الأقدام من جديد فأنخلع قلبه وازدادت ضرباته، تكور أكثر حول نفسه، فتح الباب ،دخلوا عليه عابثين غلاظ الوجوه والملامح، تقدم اثنين منهم يستنهضوه بالقوة والثالث يقرأ عليه لائحة التهام، خيانة ، عمالة ، قتل ، سرقة ، فساد ، رشوة اغتصاب وهتك أعراض لم تقو قدماه على حمله فحمله الرجلان بقوة، تشبث بالجدار، صرخ ، بكى بال في بنطاله، سحبوه إلى مصيره المكتوب، ذهبت كل محاولاته في الهروب سدى، رأى الحبل يتأرجح أمام عينيه صرخ على ربه الذي في الأرض فهو أمده بالمال والقوة والنفوذ وتعهد على حمايته أين هو ألان؟ لماذا يتركه يلقى هذا المصير!! أم ان دوره قد انتهى!! وضع الحبل حول عنقه سألوه عن شعوره ألان ،بكى وانتحب، استعطفهم بكل غالى ونفيس فأشار كبيرهم بيده ان اتركوه وقال له الموت رحمة لك اذهب فأنت ميت منذ زمن بعيد لم يصدق نفسه، ركع على قدم معدمه يقبلها فنهره وتركه وانصرف، اقسم ألا يعود، اقسم أن يتوب لرب العزة والمغفرة ،أخذوه إلى خارج الحدود وأطلقوا سراحه وعندما ابتعد نظر خلفه وقال أنا ربكم في الأرض أني إليكم لات من جديد.[/align]
يعمل...
X