المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب
مشاهدة المشاركة
المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب
مشاهدة المشاركة
ذكَّرني كلامك أيها الكبير والحبيب، بمحبوبٍ كان قد قال عنه سيِّد الخلق بأنه: "يمشي وحده، ويموت وحده، ويُبعث يوم القيامة وحده".
وأصدقك القول بأن رعشةً أصابتني لأول وهلة، وربما كانت كلمة "وحدك" هي السبب. لكنَّ نظرةً أبعد مدى وأقرب حضوراً جعلتني أسكن وأستبشر؛ إذ حضرني الخليل يوم كان وحده فكان أمَّةً بتميُّز الفكرة التي يحملها.
ومن هنا، ومن قلب الخليل أشمُّ عبق العود في هذه؛ فلولا نار النمرود لما فاح العبير وانتشر، ثمَّ تراكم فأمطر وأزهر؛ فكانت الاستجابة لفكرته حتى صار إماماً.
فالنار والحال هذه، مهما اشتدَّ أوارها، وعلا لهيبها، فلن تكون إلا برداً وسلاماً على صاحب الفكر النيِّر، وتكون سعيراً تحرق الطواغيت الذين سعَّروها؛ إنها سنَّة كونيَّة.
ومَن ينهل من المورد الصافي العذب كالرائع معاذ، لا بدَّ أن يكون متفرِّداً، ليس في مُكنته الأدبيَّة وحسب، بل في النور الذي يشع من كلماته.
في ظلِّ الكبار يأنس المرء وتتبدَّد وحشته، لأنه وارفٌ يظلِّل دون أن يحجب؛ فهنيئاً لي بكما.
تعليق