تويت
خلعوك ......يا سى السيد
تأليف: رضا الهجرسى
جلس قاضينا على المنصة فرحا مستبشرا ..لنجاحه بالتوفيق بين الأزواج.. فى معظم قضايا الخلع التى عرضت عليه ..ونظر الى
الحاجب مبتسما ..
القاضى: عندنا كام قضية خلع النهاردة ..يا بنى .
الحاجب: عندنا أربعة ..يا باشا ..
القاضى: هه ..ربنا يقدرنا .ونوفق بينهم ..نادى يا بنى ع القضية الأولى
الحاجب ينادى بصوت عالى ) .محكمة ..القضية الأولى ..المرفوعة
من السيدة..محفوظة على عبد الرحمن لخلع.. السيد..
السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
القاضى: الاسم ده مش غريب على ودانى ..السيد ياسين ...
السيد عبد الجواد ..
لفت نظر قاضينا فى أخر القاعة ..شاب وسيم تخطى العشرين من عمره ..وهو يساعد سيدة تخطت الخمسين من عمرها وهى سمينة الجسم بشكل ملحوظ ..على الوقوف ويحاول أن يشجعها....
والسيدة ترتدى يشمك على وجهها ..من التى كانت ترتدية... سيدات الثلاثينات ..وهى ترفض التوجة الى المنصة ويشدها الشاب مشجعا اياها ..وعندما وقفت أمام القاضى ..
القاضى : أرفعى يا ست محفوظة اليشمك ده عشان اتأكد من شخصيتك ..
محفوظة: يا لهوى ..مقدرش يا خويا ..ده كان قطعنى حتت ..وبالقليلة .. كان طلقنى فيها ..قال أقلع اليشمك ..قال ..
القاضى: مين ده يا ستى ..اللى هيقطعك ..ويطلقك..
محفوظة: سى السيد ..يا خويا ..
القاضى: سى السيد اللى أنتى جاية تخلعيه ..خايفة يطلقك ..
ما يطلقك.. ويريحنا ..
محفوظة: بعد الشر يا خويا ..فال الله ولا فالك ..
القاضى: أنتى هتجننيى يا وليه أنتى ..ما تكلم ..يا استاذ ..أنت مش
المحامى بتاعها برضة ..فين التوكيل اللى معاك ..
فهمى: لا يا سيادة القاضى .أنا مش محامى ..أنا أبنها البكرى ..فهمى ..
ولسة سيادتك فى السنة النهائية ..فى كلية الحقوق..
القاضى: أسمك فهمى ..ده كده الصورة كملت...و فين سى السيد..
يقف رجل تخطى الخمسين.وسيم.رشيق..يهتم بملابسه بطريقةواضحة
سيد: موجود يا باشا وتحت أمر معاليك ..
ينظر الية القاضى بأعجاب ..
القاضى: فهمنى الأول ..أيه تركيبة الأسماء ..الغريبة دى...
أنت أسمك ..السيد وأبوك ياسين ..وجدك السيد عبدالجواد
وأبنك أسمة فهمى ..يعنى أنت مؤمن قوى بسى السيد ..
يا حاج.. ما راحت أيام سى السيد..ومهيش راجعة تانى..
سيد: لا يا باشا ..أنا فعلا ..أبن ياسين ..وحفيد سى السيد..
القاضى : فعلا أنت حفيد سى السيد عبد الجواد ..
سيد: أأكد لمعاليك ..أنى حفيده ..
القاضى: ومالك نافش ريشك كده ..ده أنت بتتخلع.. ياسى السيد ..
ده زمان جدك ..بيتقلى فى تربته م الغيظ والقهر ..المهم ..
أنتى يا ست محفوظة عايزة ..تخلعى سى السيد لية..
هو مقصر معاكى كزوج ..بيعاملك وحش .
.مبيصرفش عليكى وعلى ولادة ..بيضربك ..
محفوظة: يا لهوى سى السيد ..يعمل كدة ..ده مفيش قلب أحن
من قلب سى السيد.. علية وعلى ولادى..وعمره ما
قصر معايا..يا لهوى قول كلام غير ده يا خويا ..
ده سى السيد يتحط ع الجرح يطيب ..ده ذى النسمة..
القاضى: اللة أكبر ..بعد الكلام الحلو دة كلة ..عايزة تخلعية لية
محفوظة: عشان ميجوزش علية يا خويا ..الواد فهمى مفهنى كدة
القاضى: أنت بتكدب من دلوقتى ولسة متخرجتش ..طب أستنى ..
أما تتخرج و تبقى محامى وبعدين أكدب ..
فهمى: أعمل أية بس يا باشا ..معيشنى أنا وخواتى فى جو التلاتينات
أمى دى مشفتش الشارع من سنين ..أخواتى البنات لازم يلبسوا يشمك وهما رايحين مدارسهم ..أتفقنا أنا وخواتى البنات نخلعه ..
عشان نعيش ذى أصحابنا ونجيب كمبيوتر ونخش ع النت
بأه ونشوف الدنيا ..
القاضى: يعنى يا ست محفوظة أنتى مش فاهمة يعنى أيه خلع ..
وأنت يا فهمى أنت وخواتك اللى عايزين تخلعوا أبوكوا
عشان أخواتك يخلعوا اليشمك.وأنت تدخل ع النت..ما تشوف
النت برة يا اخى.. وخواتك يخلعوا وهما رايحين المدرسة
فهمى: ما هو دة اللى بيحصل .. سيادتك ..
سيد: يا ابن الكلب ..يعنى بتخمونى ..أنت وخواتك ..طب صبرك عليه
القاضى: خف شوية على ولادك يا عم سيد أحنا فى الألفية التالتة ..
وسى السيد راحت وراحت أيامه ..وانتى يا ست محفوظة
لازم تعرفى أن الخلع ذى الطلاق ..بس الفرق أن أنتى ..
اللى بتطلقيه ..مش هو اللى بيطلقك ..أنتى عايزة تطلقية..
محفوظة: يا لهوى ..لا عشت ولا كنت ..لما أعمل كده ..سمحنى
يا سى السيد العيال ضحكوا عليه يا خويا وقالولى أنك..ناوى
تجوز عليا ..وأن الخلع مش هيخليك تعرف تتجوز عليا
يكلمها سيد فى عنجهية
سيد: طيب ..طيب ..يالا أتنازلى ..وأنت يا فهمى الكلب ..حسابنا فى البيت.
محفوظة: طبعا يا خويا متنازلة ..الا مرة.. تطلق راجلها وأبوعيالها .
.بطلوده وأسمعوده ..ده أحنا فى زمن العجايب يا ولاد ..
يشير القاضى للكاتب ..
القاضى: أكتب يا بنى تنازل الست محفوظة ومضيها عليه ..
محفوظة: أنا ببصم ..يا خويا ..
بعد أن تبصم تغادر القاعة هى وأبنها ..ويجلس سيد فى مكانة
وينظر القاضى لة بأستغراب ..ويطلب من الحاجب أن ينادى
على القضية التالية..
الحاجب: القضية التانية ..المرفوعة من السيدة ..دلال محمود العطار
لخلع السيد..السيد ياسين عبدالجواد..
القاضى: عشان كده قعدت ..
تتجة الى المنصة.. سيدة تخطت الأربعين من عمرها ..رشيقة . .ترتدى..حجاب ..تظهر على ملامحها علامات الذكاء ..ومعها
رجل تخطى الخمسين من عمره ..يناول القاضى ورقة ..
مصطفى: مصطفى درويش المحامى .حاضر مع السيدة دلال..
القاضى: قرب عندى هنا ..يا سى السيد ..عشان كده فضلت قاعد..
يقترب سيد وقد بدى عليه الأحراج والأرتباك
سيد: أعمل أيه بس معاليك ..النسوان أتجننت ..والله ما عارف ..
أأقول لمعاليك أيه بس ..
القاضى: لا تقول ولا تعيد ..الله يكسفك يا شيخ ..أيوه يا ست دلال
عايز أسمعك ..بعد أذن المحامى بتاعك ..عايزة تخلعى
سى السيد ليه ..أنتى كمان ..أنتى باين عليكى ست ذكية
دلال: أنا سيادتك معايا ..بكالوريوس تجارة ..والمرحوم جوزى
الأولانى ..ورث محل العطارة من بعد موت أبوة ..وبعد
موتة ..أضطريت أأقف ..فيه ..وكان قريب من محلة..
ومسكنى فى الروحة والجية ...
باحبك يا أبيض ..توبنا الى الله ..حنوا ع المتيم الغلبان.
القاضى: حنوا ع المتيم الغلبان ..دى جديدة يا سيد..
سيد: ما هو لازم نجدد برضة.. معاليك ..
القاضى: لا جديدة ..وبعدين يا ست دلال ..
دلال: أأقولك الحق سيادتك .قلبى رق له .وأشترطت عليه... أن جوازنا يفضل فى السر عشان أهل جوزى ..وأم عياله وعيالة ميعرفوش..وكان شرطى التانى ..أنه ميجوزش علية ..
وعلى أم العيال تانى... وصلتنى أخبار مؤكدة ..أنة أجوز عليه ..فصممت ع الطلاق
وهو رفض وأنكر ..فقلت أخلعه ..وأرجع أقف فى محل ..
جوزى اللى كان ضفره برقابته ..وعمره ما وعد وخلف
فى وعدة ..وكان راجل بحق وحقيق ..مش منظر ع الفاضى
سيد: عيب قوى اللى بتقولية دة..يا دلال ..أنتى عارفة أنى راجل ومن
ضهر راجل ..وجدى سى السيد كلمته ذى السيف ..
دلال: من ضهر راجل ..يا خى أتلهى على عينك ..هو أبوك ياسين
النسونجى ..اللى كان بيريل على أى مرة لابسة يشمك ..
وبملاية لف...تسمية راجل..ولا جدك..أبو وشين..اللي فى البيت
سى السيد الأسد ..وبرة هلاس وخمورجى ..مش دول ..
الرجالة اللى جاى من ضهرهم ..
القاضى: كفاية كده يا ست دلال ..أنتى كسفتينى أنا وكل الرجالة.. . . . ولو مصممة ع الخلع ..أنا هخلعهولك ..
دلال: طبعا مصممة يا حضرة القاضى ..لأنة نزل من عينى خلاص ..
القاضى: الحكم بالخلع الجلسة الجاية ..وأعتبرية أتخلع..وأتفضلوا
خلونا نشوف القاضيتين اللى باقيين..
يلاحظ القاضى أن سيد لم يغادر القاعة ..وينظر الى الحاجب
الحاجب: القضية التالتة المرفوعة من السيدة ..أمينة على الشبكشى
لخلع ...
يقاطعة القاضى..
القاضى: أكيد لخلع السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
الحاجب: الله أكبر سعادتك ..وسيادتك عرفت أزاى ..
القاضى: ما هى باينة يا بنى ..بدال قعد ..تعالى يا سى السيد تعالى
متكسفش ..ما هو اليوم يومك النهاردة ..
سيد: واللة معاليك ..أنا وشى منك فى الأرض ..
القاضى: والله أنت اللى حطيت وش الرجالة كلها فى الأرض ..
تقترب فتاة فى العشرين من عمرها ..جميلة ممشوقة القوام
تلبس الحجاب ..تتحرك بحيوية ونشاط بنات الحوارى..
القاضى: قربى يا ست ..أمينة ..كدة بقى الأسامى ..كملت ..
أحكيلى بأة عايزة تخلعى ..سى السيد لية ..
أمينة : يا ختى بلا نيلة ..قال سى السيد قال ..الراجل يا خويا ..
دخل علينا بالحنجل والمنجل ..وكل مخ أبويا وأمى ..
وكل ما أروح عندة الوكالة أجيب بضاعة لمحل أبويا .
يحلف ميت يمين ما ياخد تمنها.. ويفضل يقولى ..
القاضى: عارفها دى ...دى بضاعة أتلفها الهوى..
أمينة: اللة..ده كلكوا .تفين فى بق بعض بأه ..ما أنتوا صنف واحد ..
الحاجب: أحترمى نفسك يا وليه ..وأنتى بتكلمى سيادة القاضى
وألا هيحبسك ..
القاضى وقد أحمر وجهه خجلا ..
القاضى: جبت لنا الكلام يا سى السيد ..الصنف المرة دى مش هو
يا سيد ..المهم يا ستى أنتي عايزة تخلعيه ليه ..
أمينة: أعذرنى يا خويا أنا جاهلة وفهمى على قدى ..ومدب كدة
فى الكلام ..أوعى تكون زعلت منى ومتخلعوش..ده ضحك
علينا وفهمنى أن أنا أول بخته..قلت يا بت هتورثى أنتى
وعيالك الوكالة وأهو راجل عجوز فاضل له كام سنة ويودع..
وعيش أنا وعيالى فى العز ده كلة بعد ما يودع ..يقوم ولاد الحلال يعرفوا أبويا ..أنه متجوز أتنين قبلى ..وعنده عيال يسدوا عين
الشمس ..يبقى يتخلع ولا ميتخلعش..أحكم أنت يا قاضى..
سيد: أموت وعرف ولاد الحلال دول ..اللى جرسونى وفضحونى
القاضى يشير للسيد أن يقترب منة ويكلمة همسا فى أذنية
القاضى: أنا هخلعك ..لمصلحتك ومصلحة أم عيالك وعيالك
وبطل رمرمة ..وأنتبة لعيالك ..وأخرج بأه من عباية جدك ..
وأعرف أن الزمن أتغير ..
وعايزك تصارحنى ..الخلع الرابع.. تبعك برضة ..
سيد: لا معاليك ..خلاص ..هما التلاتة دول وبس ..
القاضى: الحمدلله ..يعنى هنشوف وجوة جديدة ..أكتب يا بنى
الحكم الجلسة الجاية ..ومتخافيش يا ست أمينة..
سى السيد مخلوع ...مخلوع ..نادى يا بنى ع القضية
الرابعة والأخيرة ..
يغادر السيد قاعة المحكمة
الحاجب: القضية الرابعة ..المرفوعة من السيدة جليلة مسعود الدهل
لخلع ..
يتوقف الحاجب
القاضى: أية يا بنى وقفت ليه ..
الحاجب : أصل مش معقولة سيادتك ..هو برضة ..
السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
القاضى: أتأكد يا بنى ..
الحاجب: دة المكتوب ..فى ملف القضية ..
القاضى: طب ألحقه ..بسرعة وهاته..
تتقدم فى أتجاة المنصة امرأة ملفوفة العود تتحرك بميوعة
تلبس يشمك على وجهها وملاءة لف ..التى كانت تلبسها
بنات البلد الى وقت قريب ..
يدخل بعدها سيد ويسحبه الحاجب من يده الى المنصة
سيد: خير معاليك ..
القاضى : أنت يا راجل.. مش قلت لى ..أنهم تلاتة بس ..
سيد: أيوه معاليك ..
يشير القاضى الى جليلة ..
القاضى: امال مين دى .
سيد: معرفش معاليك ..
ترفع جليلة اليشمك من على وجهها ..وتنزع الملاءة ..وتظهر
ملابسها وهى بدلة رقص شرقية..وترقص أمام القاضى ..
جليلة: هه ..عرفتنى دلوقتى يا سى السيد..
يحمر وجة سيد خجلا ويطأطأ رأسه..
القاضى: هه ..عرفتها دلوقتى..يا سى السيد..قولى دى الرابعة
سيد: الرابعة معاليك ...
جليلة: هو يقدر ينكر ..ده أنا كنت دبيت صوابعى فى عنيه ..
سيد: ليه يا جليلة عملتى كده ..بعد الحب الكبير اللى كان بينا..
جليلة: حب أية ..يا موكوس أنت ..بأه أنا جليلة اللى كبارات البلد
كلها بيترموا تحت رجليه..هبص لك..يا معفن أنت ..يا بن
ياسين المعفن ..وحفيد أكبر هلاس ونسونجى ..
القاضى: أرجوكى يا ست جليلة تحافظى على ملافظك ..ومتنسيش
أنك فى محكمة ..وقوليلى عايزة تخلعى المعفن ..يوووه
عايزة تخلعى سيد ليه ..
جليلة: شوف يا قاضى ..أنا هجيبهالك كده على بلاطة ..أنا عملت
اللالى عشان أتجوزه ..وفهمته أن أنا ست بيت محترمة ..
وعايزة أشغل فلوسى فى تجارته ..طب الجردل وريل ..
ذى أبوه وجده ..وتجوزنى ..وهو ميعرفش أنى صاحبة
أكبر كبارية فى شارع الهرم ..وأنا اللى فضحته عند
نسوانه ..أنه متجوز عليهم ..وبعت لابنه البكرى ..وأديته
فلوس و أغريته بالبنات اللى عندى ..لو خلى أمه تخلع أبوه
وزى ما بيقولوا ..العرق يمد لسابع جد ..
الواد طلع أعفن من أبوه .. وسحب أمه على عماها ..
وأنا اللى بلغت مراته التانية والتالتة ..أنه مجوز عليهم ..
سيد: طب والحب اللى كان بينا ..
جليلة: حب أيه يا مخبل أنت ..
القاضى: طب فهمينى أنا يا ست جليلة ..أنتى عملتى كل ده ليه..
فى غل وحقد ردت جليلة..
جليلة: ده تار بايت من سنين طويلة ..
القاضى: تار بايت من سنين ..أنت عملتلها أيه يا سيد ..
جليلة: لا مش الخرع ده اللى عمل..
ده جده سى السيد الكبير..اللى خد جدتى جليلة لحم ..
ورماها عضم وسابها... وراح لزبيدة العالمة.. . حلفت على قبرها ..اخد بتارها من الدهل ده..
( النهاية )
تأليف: رضا الهجرسى
جلس قاضينا على المنصة فرحا مستبشرا ..لنجاحه بالتوفيق بين الأزواج.. فى معظم قضايا الخلع التى عرضت عليه ..ونظر الى
الحاجب مبتسما ..
القاضى: عندنا كام قضية خلع النهاردة ..يا بنى .
الحاجب: عندنا أربعة ..يا باشا ..
القاضى: هه ..ربنا يقدرنا .ونوفق بينهم ..نادى يا بنى ع القضية الأولى
الحاجب ينادى بصوت عالى ) .محكمة ..القضية الأولى ..المرفوعة
من السيدة..محفوظة على عبد الرحمن لخلع.. السيد..
السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
القاضى: الاسم ده مش غريب على ودانى ..السيد ياسين ...
السيد عبد الجواد ..
لفت نظر قاضينا فى أخر القاعة ..شاب وسيم تخطى العشرين من عمره ..وهو يساعد سيدة تخطت الخمسين من عمرها وهى سمينة الجسم بشكل ملحوظ ..على الوقوف ويحاول أن يشجعها....
والسيدة ترتدى يشمك على وجهها ..من التى كانت ترتدية... سيدات الثلاثينات ..وهى ترفض التوجة الى المنصة ويشدها الشاب مشجعا اياها ..وعندما وقفت أمام القاضى ..
القاضى : أرفعى يا ست محفوظة اليشمك ده عشان اتأكد من شخصيتك ..
محفوظة: يا لهوى ..مقدرش يا خويا ..ده كان قطعنى حتت ..وبالقليلة .. كان طلقنى فيها ..قال أقلع اليشمك ..قال ..
القاضى: مين ده يا ستى ..اللى هيقطعك ..ويطلقك..
محفوظة: سى السيد ..يا خويا ..
القاضى: سى السيد اللى أنتى جاية تخلعيه ..خايفة يطلقك ..
ما يطلقك.. ويريحنا ..
محفوظة: بعد الشر يا خويا ..فال الله ولا فالك ..
القاضى: أنتى هتجننيى يا وليه أنتى ..ما تكلم ..يا استاذ ..أنت مش
المحامى بتاعها برضة ..فين التوكيل اللى معاك ..
فهمى: لا يا سيادة القاضى .أنا مش محامى ..أنا أبنها البكرى ..فهمى ..
ولسة سيادتك فى السنة النهائية ..فى كلية الحقوق..
القاضى: أسمك فهمى ..ده كده الصورة كملت...و فين سى السيد..
يقف رجل تخطى الخمسين.وسيم.رشيق..يهتم بملابسه بطريقةواضحة
سيد: موجود يا باشا وتحت أمر معاليك ..
ينظر الية القاضى بأعجاب ..
القاضى: فهمنى الأول ..أيه تركيبة الأسماء ..الغريبة دى...
أنت أسمك ..السيد وأبوك ياسين ..وجدك السيد عبدالجواد
وأبنك أسمة فهمى ..يعنى أنت مؤمن قوى بسى السيد ..
يا حاج.. ما راحت أيام سى السيد..ومهيش راجعة تانى..
سيد: لا يا باشا ..أنا فعلا ..أبن ياسين ..وحفيد سى السيد..
القاضى : فعلا أنت حفيد سى السيد عبد الجواد ..
سيد: أأكد لمعاليك ..أنى حفيده ..
القاضى: ومالك نافش ريشك كده ..ده أنت بتتخلع.. ياسى السيد ..
ده زمان جدك ..بيتقلى فى تربته م الغيظ والقهر ..المهم ..
أنتى يا ست محفوظة عايزة ..تخلعى سى السيد لية..
هو مقصر معاكى كزوج ..بيعاملك وحش .
.مبيصرفش عليكى وعلى ولادة ..بيضربك ..
محفوظة: يا لهوى سى السيد ..يعمل كدة ..ده مفيش قلب أحن
من قلب سى السيد.. علية وعلى ولادى..وعمره ما
قصر معايا..يا لهوى قول كلام غير ده يا خويا ..
ده سى السيد يتحط ع الجرح يطيب ..ده ذى النسمة..
القاضى: اللة أكبر ..بعد الكلام الحلو دة كلة ..عايزة تخلعية لية
محفوظة: عشان ميجوزش علية يا خويا ..الواد فهمى مفهنى كدة
القاضى: أنت بتكدب من دلوقتى ولسة متخرجتش ..طب أستنى ..
أما تتخرج و تبقى محامى وبعدين أكدب ..
فهمى: أعمل أية بس يا باشا ..معيشنى أنا وخواتى فى جو التلاتينات
أمى دى مشفتش الشارع من سنين ..أخواتى البنات لازم يلبسوا يشمك وهما رايحين مدارسهم ..أتفقنا أنا وخواتى البنات نخلعه ..
عشان نعيش ذى أصحابنا ونجيب كمبيوتر ونخش ع النت
بأه ونشوف الدنيا ..
القاضى: يعنى يا ست محفوظة أنتى مش فاهمة يعنى أيه خلع ..
وأنت يا فهمى أنت وخواتك اللى عايزين تخلعوا أبوكوا
عشان أخواتك يخلعوا اليشمك.وأنت تدخل ع النت..ما تشوف
النت برة يا اخى.. وخواتك يخلعوا وهما رايحين المدرسة
فهمى: ما هو دة اللى بيحصل .. سيادتك ..
سيد: يا ابن الكلب ..يعنى بتخمونى ..أنت وخواتك ..طب صبرك عليه
القاضى: خف شوية على ولادك يا عم سيد أحنا فى الألفية التالتة ..
وسى السيد راحت وراحت أيامه ..وانتى يا ست محفوظة
لازم تعرفى أن الخلع ذى الطلاق ..بس الفرق أن أنتى ..
اللى بتطلقيه ..مش هو اللى بيطلقك ..أنتى عايزة تطلقية..
محفوظة: يا لهوى ..لا عشت ولا كنت ..لما أعمل كده ..سمحنى
يا سى السيد العيال ضحكوا عليه يا خويا وقالولى أنك..ناوى
تجوز عليا ..وأن الخلع مش هيخليك تعرف تتجوز عليا
يكلمها سيد فى عنجهية
سيد: طيب ..طيب ..يالا أتنازلى ..وأنت يا فهمى الكلب ..حسابنا فى البيت.
محفوظة: طبعا يا خويا متنازلة ..الا مرة.. تطلق راجلها وأبوعيالها .
.بطلوده وأسمعوده ..ده أحنا فى زمن العجايب يا ولاد ..
يشير القاضى للكاتب ..
القاضى: أكتب يا بنى تنازل الست محفوظة ومضيها عليه ..
محفوظة: أنا ببصم ..يا خويا ..
بعد أن تبصم تغادر القاعة هى وأبنها ..ويجلس سيد فى مكانة
وينظر القاضى لة بأستغراب ..ويطلب من الحاجب أن ينادى
على القضية التالية..
الحاجب: القضية التانية ..المرفوعة من السيدة ..دلال محمود العطار
لخلع السيد..السيد ياسين عبدالجواد..
القاضى: عشان كده قعدت ..
تتجة الى المنصة.. سيدة تخطت الأربعين من عمرها ..رشيقة . .ترتدى..حجاب ..تظهر على ملامحها علامات الذكاء ..ومعها
رجل تخطى الخمسين من عمره ..يناول القاضى ورقة ..
مصطفى: مصطفى درويش المحامى .حاضر مع السيدة دلال..
القاضى: قرب عندى هنا ..يا سى السيد ..عشان كده فضلت قاعد..
يقترب سيد وقد بدى عليه الأحراج والأرتباك
سيد: أعمل أيه بس معاليك ..النسوان أتجننت ..والله ما عارف ..
أأقول لمعاليك أيه بس ..
القاضى: لا تقول ولا تعيد ..الله يكسفك يا شيخ ..أيوه يا ست دلال
عايز أسمعك ..بعد أذن المحامى بتاعك ..عايزة تخلعى
سى السيد ليه ..أنتى كمان ..أنتى باين عليكى ست ذكية
دلال: أنا سيادتك معايا ..بكالوريوس تجارة ..والمرحوم جوزى
الأولانى ..ورث محل العطارة من بعد موت أبوة ..وبعد
موتة ..أضطريت أأقف ..فيه ..وكان قريب من محلة..
ومسكنى فى الروحة والجية ...
باحبك يا أبيض ..توبنا الى الله ..حنوا ع المتيم الغلبان.
القاضى: حنوا ع المتيم الغلبان ..دى جديدة يا سيد..
سيد: ما هو لازم نجدد برضة.. معاليك ..
القاضى: لا جديدة ..وبعدين يا ست دلال ..
دلال: أأقولك الحق سيادتك .قلبى رق له .وأشترطت عليه... أن جوازنا يفضل فى السر عشان أهل جوزى ..وأم عياله وعيالة ميعرفوش..وكان شرطى التانى ..أنه ميجوزش علية ..
وعلى أم العيال تانى... وصلتنى أخبار مؤكدة ..أنة أجوز عليه ..فصممت ع الطلاق
وهو رفض وأنكر ..فقلت أخلعه ..وأرجع أقف فى محل ..
جوزى اللى كان ضفره برقابته ..وعمره ما وعد وخلف
فى وعدة ..وكان راجل بحق وحقيق ..مش منظر ع الفاضى
سيد: عيب قوى اللى بتقولية دة..يا دلال ..أنتى عارفة أنى راجل ومن
ضهر راجل ..وجدى سى السيد كلمته ذى السيف ..
دلال: من ضهر راجل ..يا خى أتلهى على عينك ..هو أبوك ياسين
النسونجى ..اللى كان بيريل على أى مرة لابسة يشمك ..
وبملاية لف...تسمية راجل..ولا جدك..أبو وشين..اللي فى البيت
سى السيد الأسد ..وبرة هلاس وخمورجى ..مش دول ..
الرجالة اللى جاى من ضهرهم ..
القاضى: كفاية كده يا ست دلال ..أنتى كسفتينى أنا وكل الرجالة.. . . . ولو مصممة ع الخلع ..أنا هخلعهولك ..
دلال: طبعا مصممة يا حضرة القاضى ..لأنة نزل من عينى خلاص ..
القاضى: الحكم بالخلع الجلسة الجاية ..وأعتبرية أتخلع..وأتفضلوا
خلونا نشوف القاضيتين اللى باقيين..
يلاحظ القاضى أن سيد لم يغادر القاعة ..وينظر الى الحاجب
الحاجب: القضية التالتة المرفوعة من السيدة ..أمينة على الشبكشى
لخلع ...
يقاطعة القاضى..
القاضى: أكيد لخلع السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
الحاجب: الله أكبر سعادتك ..وسيادتك عرفت أزاى ..
القاضى: ما هى باينة يا بنى ..بدال قعد ..تعالى يا سى السيد تعالى
متكسفش ..ما هو اليوم يومك النهاردة ..
سيد: واللة معاليك ..أنا وشى منك فى الأرض ..
القاضى: والله أنت اللى حطيت وش الرجالة كلها فى الأرض ..
تقترب فتاة فى العشرين من عمرها ..جميلة ممشوقة القوام
تلبس الحجاب ..تتحرك بحيوية ونشاط بنات الحوارى..
القاضى: قربى يا ست ..أمينة ..كدة بقى الأسامى ..كملت ..
أحكيلى بأة عايزة تخلعى ..سى السيد لية ..
أمينة : يا ختى بلا نيلة ..قال سى السيد قال ..الراجل يا خويا ..
دخل علينا بالحنجل والمنجل ..وكل مخ أبويا وأمى ..
وكل ما أروح عندة الوكالة أجيب بضاعة لمحل أبويا .
يحلف ميت يمين ما ياخد تمنها.. ويفضل يقولى ..
القاضى: عارفها دى ...دى بضاعة أتلفها الهوى..
أمينة: اللة..ده كلكوا .تفين فى بق بعض بأه ..ما أنتوا صنف واحد ..
الحاجب: أحترمى نفسك يا وليه ..وأنتى بتكلمى سيادة القاضى
وألا هيحبسك ..
القاضى وقد أحمر وجهه خجلا ..
القاضى: جبت لنا الكلام يا سى السيد ..الصنف المرة دى مش هو
يا سيد ..المهم يا ستى أنتي عايزة تخلعيه ليه ..
أمينة: أعذرنى يا خويا أنا جاهلة وفهمى على قدى ..ومدب كدة
فى الكلام ..أوعى تكون زعلت منى ومتخلعوش..ده ضحك
علينا وفهمنى أن أنا أول بخته..قلت يا بت هتورثى أنتى
وعيالك الوكالة وأهو راجل عجوز فاضل له كام سنة ويودع..
وعيش أنا وعيالى فى العز ده كلة بعد ما يودع ..يقوم ولاد الحلال يعرفوا أبويا ..أنه متجوز أتنين قبلى ..وعنده عيال يسدوا عين
الشمس ..يبقى يتخلع ولا ميتخلعش..أحكم أنت يا قاضى..
سيد: أموت وعرف ولاد الحلال دول ..اللى جرسونى وفضحونى
القاضى يشير للسيد أن يقترب منة ويكلمة همسا فى أذنية
القاضى: أنا هخلعك ..لمصلحتك ومصلحة أم عيالك وعيالك
وبطل رمرمة ..وأنتبة لعيالك ..وأخرج بأه من عباية جدك ..
وأعرف أن الزمن أتغير ..
وعايزك تصارحنى ..الخلع الرابع.. تبعك برضة ..
سيد: لا معاليك ..خلاص ..هما التلاتة دول وبس ..
القاضى: الحمدلله ..يعنى هنشوف وجوة جديدة ..أكتب يا بنى
الحكم الجلسة الجاية ..ومتخافيش يا ست أمينة..
سى السيد مخلوع ...مخلوع ..نادى يا بنى ع القضية
الرابعة والأخيرة ..
يغادر السيد قاعة المحكمة
الحاجب: القضية الرابعة ..المرفوعة من السيدة جليلة مسعود الدهل
لخلع ..
يتوقف الحاجب
القاضى: أية يا بنى وقفت ليه ..
الحاجب : أصل مش معقولة سيادتك ..هو برضة ..
السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
القاضى: أتأكد يا بنى ..
الحاجب: دة المكتوب ..فى ملف القضية ..
القاضى: طب ألحقه ..بسرعة وهاته..
تتقدم فى أتجاة المنصة امرأة ملفوفة العود تتحرك بميوعة
تلبس يشمك على وجهها وملاءة لف ..التى كانت تلبسها
بنات البلد الى وقت قريب ..
يدخل بعدها سيد ويسحبه الحاجب من يده الى المنصة
سيد: خير معاليك ..
القاضى : أنت يا راجل.. مش قلت لى ..أنهم تلاتة بس ..
سيد: أيوه معاليك ..
يشير القاضى الى جليلة ..
القاضى: امال مين دى .
سيد: معرفش معاليك ..
ترفع جليلة اليشمك من على وجهها ..وتنزع الملاءة ..وتظهر
ملابسها وهى بدلة رقص شرقية..وترقص أمام القاضى ..
جليلة: هه ..عرفتنى دلوقتى يا سى السيد..
يحمر وجة سيد خجلا ويطأطأ رأسه..
القاضى: هه ..عرفتها دلوقتى..يا سى السيد..قولى دى الرابعة
سيد: الرابعة معاليك ...
جليلة: هو يقدر ينكر ..ده أنا كنت دبيت صوابعى فى عنيه ..
سيد: ليه يا جليلة عملتى كده ..بعد الحب الكبير اللى كان بينا..
جليلة: حب أية ..يا موكوس أنت ..بأه أنا جليلة اللى كبارات البلد
كلها بيترموا تحت رجليه..هبص لك..يا معفن أنت ..يا بن
ياسين المعفن ..وحفيد أكبر هلاس ونسونجى ..
القاضى: أرجوكى يا ست جليلة تحافظى على ملافظك ..ومتنسيش
أنك فى محكمة ..وقوليلى عايزة تخلعى المعفن ..يوووه
عايزة تخلعى سيد ليه ..
جليلة: شوف يا قاضى ..أنا هجيبهالك كده على بلاطة ..أنا عملت
اللالى عشان أتجوزه ..وفهمته أن أنا ست بيت محترمة ..
وعايزة أشغل فلوسى فى تجارته ..طب الجردل وريل ..
ذى أبوه وجده ..وتجوزنى ..وهو ميعرفش أنى صاحبة
أكبر كبارية فى شارع الهرم ..وأنا اللى فضحته عند
نسوانه ..أنه متجوز عليهم ..وبعت لابنه البكرى ..وأديته
فلوس و أغريته بالبنات اللى عندى ..لو خلى أمه تخلع أبوه
وزى ما بيقولوا ..العرق يمد لسابع جد ..
الواد طلع أعفن من أبوه .. وسحب أمه على عماها ..
وأنا اللى بلغت مراته التانية والتالتة ..أنه مجوز عليهم ..
سيد: طب والحب اللى كان بينا ..
جليلة: حب أيه يا مخبل أنت ..
القاضى: طب فهمينى أنا يا ست جليلة ..أنتى عملتى كل ده ليه..
فى غل وحقد ردت جليلة..
جليلة: ده تار بايت من سنين طويلة ..
القاضى: تار بايت من سنين ..أنت عملتلها أيه يا سيد ..
جليلة: لا مش الخرع ده اللى عمل..
ده جده سى السيد الكبير..اللى خد جدتى جليلة لحم ..
ورماها عضم وسابها... وراح لزبيدة العالمة.. . حلفت على قبرها ..اخد بتارها من الدهل ده..
( النهاية )
تعليق