أطلّت علينا من بين الركام -وعلى استحياء- دعوة لعودة القوة الناعمة ...! سمعتها من أحد المذيعيين سرعان ماخفت وهجها وخبا ضوءها ... سألت نفسى : ولم لا ..؟ ألم تكن مصر من أوائل الدول التى امتلكت قوتها الناعمة منذ العصر الفرعوني الأول .. ؟ ألم تنطلق قوتها الناعمة الحديثة منذ أربعينات القرن الماضى بجناحي الآداب والفنون والتى استمرت حتى أخمدها الجهّال والخونة بتجفيف المنابع مباشرة (تدنّي التعليم ) من ناحية وانحدار الفنون من ناحية أخرى ...!!
وبالقراءة المتأنية فى اوراق التاريخ نرى أن الدول المختلفة استثمرت قوتها الناعمة كأفضل مايكون .. وسأعرض نموذجيين جديريين بالاهتمام .. النموذج الأول : اليابان والتى خرجت بعد الحرب العالمية الثانية بعدما أصابها من -عملية الولد الصغير - ماأصابها حيث تم تدمير أكبر مدينتيين صناعيتين ومصرع أكثر من مليون شخص واستسلام امبراطور اليابان .. لكن ارادة الشعب لم تستسلم إذ نهضت فى معجزة قلما تتحقق وبزغ فى نجم الاقتصاد العالمي نجم تمثّل فى شركات سونى وناشيونال وسانيو وغيرهم .. واجتاحت منتجاتهم العالم فكانت خير سفير وخير قوة ... والنموذج الثاني هو الهند والتى شرعت بعد استقلالها مباشرة فى بسط قوتها الناعمة على العالم بإنتاج أفلام سينمائية أبهرت المشاهدين فى شتى أنحاء المعمورة وبقي فيلمي سنجام وسوراج علامتان مضيئتان فى تاريخ الفن السينمائى فى العالم ثم سرعان ماتطوّرت فنونها الى واقع ملموس وهاهي أحدى أكبر دول العالم فى انتاج الألكترونات .
أما فى مصر فإن قوتها الناعمة الحديثة (اربعينات القرن الماضى) بدأت بالتقدم المضطرد فى الآداب والفنون قادته نخبة ممتازة إبتداءّ من أحمد لطفى السيد والعقاد والمازنى مرورا بطه حسين وتوفيق الحكيم وصاحب نوبل نجيب محفوظ وغيرهم ..أما من ناحية الفنون فلقد تنوعت فهذا المثّال مختار والسينمائي حسن الإمام وصوت الست (أم كلثوم) والحان عبد الوهاب وشدو فريد الأطرش وغناء عبد الحليم وترتيل الحصري وفقه الشيخ شلتوت .. كل هذه المنظومة تعملقت وصنعت وليمة دسمة نهل منها العالم كله ولا زال .. غير أنه وبعد حرب اكتوبر ومن المؤكد أن القوى الاستعمارية وبمساعدة الخونة من الحكام بحثت عن سر هذا الانتشار المكثف والرائع للقوة الناعمة المصرية فعمدت الى تجفيف المنابع عن طريق الهاء الشعب بمستجدات استهلاكية سريعة تصيبها بالإعياء وتسقط شبابها فى ضحالة الفكر وخواء العقل وغياب المنهج .. فكان ماكان من سقوط ممنهج لكل أشكال الفكر الانساني الخلاّق ..
ثم أعود كسيف البال والحال الى السؤال : ولم لا ..؟ .
وبالقراءة المتأنية فى اوراق التاريخ نرى أن الدول المختلفة استثمرت قوتها الناعمة كأفضل مايكون .. وسأعرض نموذجيين جديريين بالاهتمام .. النموذج الأول : اليابان والتى خرجت بعد الحرب العالمية الثانية بعدما أصابها من -عملية الولد الصغير - ماأصابها حيث تم تدمير أكبر مدينتيين صناعيتين ومصرع أكثر من مليون شخص واستسلام امبراطور اليابان .. لكن ارادة الشعب لم تستسلم إذ نهضت فى معجزة قلما تتحقق وبزغ فى نجم الاقتصاد العالمي نجم تمثّل فى شركات سونى وناشيونال وسانيو وغيرهم .. واجتاحت منتجاتهم العالم فكانت خير سفير وخير قوة ... والنموذج الثاني هو الهند والتى شرعت بعد استقلالها مباشرة فى بسط قوتها الناعمة على العالم بإنتاج أفلام سينمائية أبهرت المشاهدين فى شتى أنحاء المعمورة وبقي فيلمي سنجام وسوراج علامتان مضيئتان فى تاريخ الفن السينمائى فى العالم ثم سرعان ماتطوّرت فنونها الى واقع ملموس وهاهي أحدى أكبر دول العالم فى انتاج الألكترونات .
أما فى مصر فإن قوتها الناعمة الحديثة (اربعينات القرن الماضى) بدأت بالتقدم المضطرد فى الآداب والفنون قادته نخبة ممتازة إبتداءّ من أحمد لطفى السيد والعقاد والمازنى مرورا بطه حسين وتوفيق الحكيم وصاحب نوبل نجيب محفوظ وغيرهم ..أما من ناحية الفنون فلقد تنوعت فهذا المثّال مختار والسينمائي حسن الإمام وصوت الست (أم كلثوم) والحان عبد الوهاب وشدو فريد الأطرش وغناء عبد الحليم وترتيل الحصري وفقه الشيخ شلتوت .. كل هذه المنظومة تعملقت وصنعت وليمة دسمة نهل منها العالم كله ولا زال .. غير أنه وبعد حرب اكتوبر ومن المؤكد أن القوى الاستعمارية وبمساعدة الخونة من الحكام بحثت عن سر هذا الانتشار المكثف والرائع للقوة الناعمة المصرية فعمدت الى تجفيف المنابع عن طريق الهاء الشعب بمستجدات استهلاكية سريعة تصيبها بالإعياء وتسقط شبابها فى ضحالة الفكر وخواء العقل وغياب المنهج .. فكان ماكان من سقوط ممنهج لكل أشكال الفكر الانساني الخلاّق ..
ثم أعود كسيف البال والحال الى السؤال : ولم لا ..؟ .
تعليق