السفسطائي الأخير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبراهيم عبد الله
    أديب وكاتب
    • 06-11-2008
    • 280

    السفسطائي الأخير

    السفسطائي الأخير




    غَارَتْ قَدَمَاهُ فيِ لُجَجِ الزُّهُورِ
    هَزَمَتْهُ الْمُقَلُ،
    سَكَنَ الأَجْوَاءَ
    أَحْضَانَ الوَارِدَاتِ
    مَرَابِعَ الغَزَلِ.

    °°°
    وَهَذَا اَلْكَهْلُ في طُفُولَتِهِ
    يَطْويِ الْمَسَافَاتِ
    يُرَصَّعُ بِالنَّيَاشيِنِ
    وَيَبْنيِ صُرُوحَ الأَمَلِ.

    °°°
    يَنْتَفِضُ السُّفْسَطَائِيُّ
    مِنْ قُرُونٍ خَبَرْتُ الأَضْدَادَ
    بِالإِكْسيِرِ أَقْلِبُ الضِّيَاءَ
    أَبْعَثُ العيَ سُحْبَانا
    بسُلَحْفَاتي المُقَدسَة
    أَخْتَلِسُ الأَزْمَانَ،
    بِالنُّدْرَةِ أَفُلُّ الْهَامَاتِ
    أُؤَجِّجُ الإِحَنَ،
    أنا الفَوْضىَ
    فلأَزْرَعِ الْخَبَلَ!!

    °°°
    الكَهْلُ والكَهْفُ جَسَدٌ وَاحِدٌ
    تَطْرُدُ الظُّلْمَةُ الْخِلاَنَ
    البَلاَهَةُ تَجْلُو القَلْبَ الْمَخْمُومَ
    وَالأَحْلاَمُ تَتَسَوَّرُ.

    °°°
    يَتيِهُ السُّفْسَطَائِيُّ؛
    أَمَاميِ التَّدْليِسُ
    وَخَلْفيِ الأَغَالِيطُ،
    فَوْقيِ التَّمْويهُ
    وَتَحْتيِ الأََحَابيٍِِلُ.
    قَتَلَ الظََّمْآنَ الْمَاءُ
    وَالسُّمُّ فيِ دَسَمِ الْحِجَاجِ.

    °°°
    بَدَّلَ السُّفْسَطَائِيُّ عَتَبَةَ البَابِ
    وَهَّنَ الوَشيِجَةََ
    مَمْلَكُتُهُ الوَحيِدَةُ زُلَيْخَةُ
    وَعَاشِقَةُ الْمَنُونِ،
    سَتَتَجَّمَعُ الْخَلِيَّةُ
    بِمَكْرِ "الأَميِر" 1
    مَا ضَرَّهُ لَوْ أَخْطَأَتْهُ الكُهُولَةُ !

    °°°
    يَنْتَصِبُ الْمِعْرَاجُ
    وَالسُّفْسَطَائِيُّ عَلَى جَنَاحِ الذَّهَبِ
    يَصْنَعُ العَجَبَ.

    °°°
    تَتَجَمَّعُ البُحَيْرَةُ
    و السُّفْسَطَائِيُّ يَحْميِ الغَمَامَةَ
    يَخْشىَ الطُّفُولَةََ
    "العَيْنَ الْحَمْرَاءَ"
    وَالنُّدْرَةَ القَاصِمَةََ.

    °°°
    يُوَزِّعُ السُّفْسَطَائِيُّ الْمَهَامَّ
    سِبَارُ الْجُنُونِ فيِ يَدِ الْحِرْبَاءِ
    عِيَّاَرُ التَّقْوىَ فيِ يَدِ اَلْحَافِظَةِ
    وَالْفُرُوعُ شُهُودُ زُورٍ.

    °°°
    بَيْنَ العَصَا وَالْجَزَرَةِ تُرْسَمُ الْمَكَائِدُ
    َمَقاَصِدُ مَرْسُومَةٌ
    وَمَكْرُ الْعَزَازيِلِ.

    °°°
    الْكَهْلُ فيِ غَيَابَاتِ الْجُبِّ يَحْرُسُ القَنَاديِلَ
    يَحْميِ الأَكْبَادَ
    يُرَمِّمُ الْخَلِيَّةَ
    يُصَارِعُ النُّدْرَةَ
    يُدَافِعُ الزَّنَابِيرَ
    يَنْفُثُ الغُصَصَ فيِ الْحرُوفِ
    وَيُسَابِقُ الْجُنوُنَ.

    °°°
    يتََوهَّجُ السُّفْسَطَائِيُّ
    يَنْتَفِخُ كَديِكٍ
    يُعْتَقَلُ الدَّوْحُ
    الأَغْصَانُ وَالفُرُوعُ تَتَايَعَتْ
    تَضيِقُ جَزيِرَةُ السُّعَداَءِ
    حَوْلٌ فيِ العَسَلِ
    وَحَوْلٌ بَيْنَ بَرَاثِنِ القَدَرِ.

    °°°
    تُحْتَكَرُ الأَفْرَاحُ
    يُرَضُّ الدَّوْحُ
    يَنْفُثُ السُّفْسَطَائِيُّ السُّمَّ الأَخيِرَ
    وَالرَّهيِنَةُ تَتَحَسَّرُ.

    °°°
    يَتْلُو السُفْسَطَائِيُ قَوَافيِهِ
    تُحْمَلُ عَلَى المَوَائِدِ أَطْرَافُهُ
    القَوْمُ يَرْقُصُونَ
    وَسُورَةُ يَسنْ تُتُلَى عَلَى الجَدَثِ الحَزِينِ
    °°°
    أَزْهَرَ الرَّبيِعُ
    الكَهْلُ فيِ بُؤْرَةِ النُّورِ
    أَتَى الدَّوْحُ رَوْضَتَهُ
    وَالسُّفْسَطَائِيُّ الأَخيِرُ فيِ لُجَجِ السَّرَابِ.

    -------------------------------------

    1-الأمير : اسم كتاب ميكيافيلي الشهير
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    #2
    رسالة الشعر وعي بالذات والموضوع
    حتى نرتقي
    كنت هنا وما زلت
    هناك شعر لم نقله بعد

    تعليق

    • إبراهيم عبد الله
      أديب وكاتب
      • 06-11-2008
      • 280

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة زياد هديب مشاهدة المشاركة
      رسالة الشعر وعي بالذات والموضوع
      حتى نرتقي
      كنت هنا وما زلت
      شكرا على جمال حضورك أخي الحبيب زياد ..........حقا الشعر انكشاف وكشف .....وكلما كان صادقا كلما أحرق الذات بسُبحاته وربما أحرق حتى الموضوع المفترض من فرط تحول النور إلى نار مقدسة ..........لك أخي الشاعر الجميل خالص امتناني

      تعليق

      • نجلاء الرسول
        أديب وكاتب
        • 27-02-2009
        • 7272

        #4
        أعترف أخي بأني لم أصل إلى عمق تجربتك بعد وفي نصوص أخرى لك
        قد تعتم اللغة أحيانا فأقف حائرة بين المفردة الجزلى وبين التأثيث الذي تبتكره

        تحيتي لك أستاذ عبدالله ولحرفك الذي أقدره
        نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


        مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
        أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

        على الجهات التي عضها الملح
        لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
        وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

        شكري بوترعة

        [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
        بصوت المبدعة سليمى السرايري

        تعليق

        • إبراهيم عبد الله
          أديب وكاتب
          • 06-11-2008
          • 280

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
          أعترف أخي بأني لم أصل إلى عمق تجربتك بعد وفي نصوص أخرى لك
          قد تعتم اللغة أحيانا فأقف حائرة بين المفردة الجزلى وبين التأثيث الذي تبتكره

          تحيتي لك أستاذ عبدالله ولحرفك الذي أقدره
          أختي الكريمة نجلاء

          يكفيني هاهنا شرفا حضورك وقراءتك لنصوصي


          أعتز بذلك وأقدره


          لك مني خالص الامتنان



          إبراهيم عبد الله
          المغرب


          ي

          تعليق

          • زياد هديب
            عضو الملتقى
            • 17-09-2010
            • 800

            #6
            أرى أن اللغة حاضرة بقوة هنا
            وللقدير ابراهيم عبد الله توقيع خاص يشي بانزياح على مستوى الفكرة دون تركيب غرائبي يقحم الأشياء في صور تخلو من الروح
            تميل قصيدة النثر إلى المفردة البسيطة التي تحاكي اليومي، لكنها في نفس الوقت تمتلك الحق في التعبير عن مضمونها باستخدام كل ما بين دفتي اللغة باستثناء الوحشي من القول.
            شكراً مرة أخرى
            هناك شعر لم نقله بعد

            تعليق

            • حكيم الراجي
              أديب وكاتب
              • 03-11-2010
              • 2623

              #7
              أستاذي وصديقي الغالي / ابراهيم عبد الله
              لك ولحرفك الزاهي وحشة تقطر شوقا ..
              لربما اختلاف الذائقة بما علق عليها من صلد المفردات فيصل القبول عندها ..
              وإنه ليعجبني هذا الثراء اللغوي الضارب في المدى ..
              دمت لنا ودامت لك هذه الجزالة المنعشة ..
              نطمح بالمزيد من صروحك الماتعة ...
              محبتي وأكثر ...



              للتثبيــــــــــــــت
              [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

              أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
              بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



              تعليق

              • آمال محمد
                رئيس ملتقى قصيدة النثر
                • 19-08-2011
                • 4507

                #8


                قلم يقدم الفلسفة
                بلغة السفسطائي الأخير
                المولعة بكنوز المعرفة
                ترقد بين آيات الحسن

                سيدي
                وعيك اللغوي ...شديد

                تعليق

                • إيمان عبد الغني سوار
                  إليزابيث
                  • 28-01-2011
                  • 1340

                  #9
                  إبراهيم عبد الله

                  نص مثالي كان الخطاب متنقل بين التبليغي والدلالي
                  وجدت بعض كثافة الملفوظ ,لكن المحور المتعمق يتطلب منا
                  التوغل في استكشاف هذه الرؤيا
                  التي اتخذت الترميز كمساحة أرقى لانبثاقها
                  سلمت أيها الفاضل وسلم يراقك الواعي .

                  تحياتي:
                  " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
                  أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

                  تعليق

                  • إبراهيم عبد الله
                    أديب وكاتب
                    • 06-11-2008
                    • 280

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حكيم الراجي مشاهدة المشاركة
                    أستاذي وصديقي الغالي / ابراهيم عبد الله
                    لك ولحرفك الزاهي وحشة تقطر شوقا ..
                    لربما اختلاف الذائقة بما علق عليها من صلد المفردات فيصل القبول عندها ..
                    وإنه ليعجبني هذا الثراء اللغوي الضارب في المدى ..
                    دمت لنا ودامت لك هذه الجزالة المنعشة ..
                    نطمح بالمزيد من صروحك الماتعة ...
                    محبتي وأكثر ...



                    للتثبيــــــــــــــت

                    أخي حكيم

                    شكرا لك ان احتفيت بهذا النص هذا الاحتفاء الكبير

                    وأنزلته منك هذه المنزلة


                    لك مني خالص المودة اخي الودود

                    تعليق

                    • إبراهيم عبد الله
                      أديب وكاتب
                      • 06-11-2008
                      • 280

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة


                      قلم يقدم الفلسفة
                      بلغة السفسطائي الأخير
                      المولعة بكنوز المعرفة
                      ترقد بين آيات الحسن

                      سيدي
                      وعيك اللغوي ...شديد

                      الأخت العزيزة آمال

                      تشرفيني دوما بحضورك البهي


                      شكرا لك سيدتي


                      شكرا على جميل احتفائك وجمال حرفك


                      خالص مودتي
                      التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم عبد الله; الساعة 06-06-2012, 18:06.

                      تعليق

                      • إبراهيم عبد الله
                        أديب وكاتب
                        • 06-11-2008
                        • 280

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عبد الغني مشاهدة المشاركة
                        إبراهيم عبد الله

                        نص مثالي كان الخطاب متنقل بين التبليغي والدلالي
                        وجدت بعض كثافة الملفوظ ,لكن المحور المتعمق يتطلب منا
                        التوغل في استكشاف هذه الرؤيا
                        التي اتخذت الترميز كمساحة أرقى لانبثاقها
                        سلمت أيها الفاضل وسلم يراقك الواعي .

                        تحياتي:
                        الأخت الكريمة إيمان

                        هذا فقط من حسن ظنك بي وبهذا القصيد

                        سررت كثيرا لرأيك وسعدت به

                        أرجوك سيدتي أن تتقبلي مني خالص التقدير والامتنان

                        تعليق

                        • موسى الزعيم
                          أديب وكاتب
                          • 20-05-2011
                          • 1216

                          #13
                          الكَهْلُ والكَهْفُ جَسَدٌ وَاحِدٌ
                          تَطْرُدُ الظُّلْمَةُ الْخِلاَنَ
                          البَلاَهَةُ تَجْلُو القَلْبَ الْمَخْمُومَ
                          وَالأَحْلاَمُ تَتَسَوَّرُ.

                          أخلتف مع بعض الذين مروا من هنا
                          فقد وجدت الجمال في الاختلاف
                          تحياتي لك الاستاذ ابراهيم ولقلمك النابض

                          تعليق

                          • إبراهيم عبد الله
                            أديب وكاتب
                            • 06-11-2008
                            • 280

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة زياد هديب مشاهدة المشاركة
                            أرى أن اللغة حاضرة بقوة هنا
                            وللقدير ابراهيم عبد الله توقيع خاص يشي بانزياح على مستوى الفكرة دون تركيب غرائبي يقحم الأشياء في صور تخلو من الروح
                            تميل قصيدة النثر إلى المفردة البسيطة التي تحاكي اليومي، لكنها في نفس الوقت تمتلك الحق في التعبير عن مضمونها باستخدام كل ما بين دفتي اللغة باستثناء الوحشي من القول.
                            شكراً مرة أخرى
                            أخي زياد

                            لك كل الامتنان على حضورك المتجدد

                            فقد جددت مودتي لك

                            شكرا لك على تقييمك الجميل لهذا النص


                            خالص المحبة

                            تعليق

                            يعمل...
                            X