الصهيل الأبيض ،،،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
أبدا فقلبيلا يعيش بلاها=بل لا يريد على الزمان سواها
فورود بستاني عبير غصونها=وتجف أزهار الربالولاها
من ذا يمل على الغرام حديثها=أو من يعيب على الزهور شذاها
شفتاك تقطر سكرا وحروفها=متنسكا تغويه فيطغواها
إن هامستك سكرت من لا خمرة=وبلا كؤوس لو رشفتُشفاها
وعلمتُ أن نبيذها لا أرتوي=منه هياما إذ أقبـّل فاها
من ذا يعين المبتلى في حبها=لو هام في خصرالجمال وتاها
وعلى الهضاب قد ابتنى محرابه=متعبدا في حسنهاالله
وبخالها المزروع في واد اللظى=يقضي شهيد الحبفي دنياها
الورد من وجناتها قد أخجلت=فغدا أسيرا إن بداخداها
منها استعار فلونه من خدها=واحمر زهر الحقل من أشياها
جلت عظائم من تبدى سره=لما بسر جماله سواها
لا تسألوني إن مكثت بصدرها=عمري ، لبثت عشيةوضحاها ؟
فأنا بسفحك أرزة مجنونة=تأبى الرحيل لظبيةإلاها
لما تبدى عاج ناهدها غدا=قلبي المعنى في نخيلرباها
فجمعت من درر البحار أعزها=لتكون في جيد الجمالتناهى
وهززت جذعا مرمرا وهصرته=رطبا تساقط تمرهاوجناها
فعرفت أنْ ليس النساء جميعها=شبها لتمرك رائعايتباهى
فيك الجمال مع البهاء تفردا=قد بات يرفض للحلاأشباها
فيك البيان يلذ لي تسطيره=شعرا وينسج من بحورذراها
شفتاك إن همست أذوب بلثغة=مترنحا أرنو لضمصباها
ويطير قلبي من ضلوعي عندما=يبدو حرير قميصها وبهاها
لو غبت عني لحظة قلبي اكتوى=وأراه يأخذني لنورفضاها
يا ويح صب فيك جن جنونه=إن غبت جن ، وجن حين يراها
في خصرك الرائي يسبـّـح ربه=ويقول جل الرب حينبراها
يا من غرست بذور وردي حسنها=فغدت جميعا أنت منحلاها
فجمال عينيك الذي يجتاحني=ويثير فيّ كوامني لسناها
أهدى غصوني للحياة جداولا=فاضت جنونا لوعةومياها
فغدت ربيعا باهرا متوسلا=أن ترتوى من جدولي عيناها
يا كل عمري أنت لو ضيعته=في دفء همسك قلت راحفداها
لما بدت كالفجر غادر ليله=ما عدت أملك خافقيبهواها
فالشعر شلال على أكتافها=وأنا الغريق بموجهاوضياها
يا ويح قلبي إن تلفت لحظها=نحوي وأغمض لحظة جفناها
فأرى براكين الهوى قد أمطرت=جمرا يحطمني جحيملظاها
في عصف حبك هل أظل مسافرا=ليضيع موجي في جميل سماها
كوني كما عودتني يا لوزتي=فل الورود مسافراأرجاها
فأنا بعشقك لوعة لا تنتهي=وبشهد عينك نحلةترعاها
كل الحروف إليك يا عصفورتي=وبيان حرفي من عبيرشفاها !
وسعادتيأني مزجت بنبضتي=زهر البنفسج هب من دنياها
تعليق