اعاده صناعه النفس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السيد الحسيسى
    أديب وكاتب
    • 13-03-2011
    • 290

    اعاده صناعه النفس

    لماذا خلق الله سبحانه وتعالى انف فى كل وجه
    باختصار حتى نشم به ونستنشق الهواء تبدوا اجابه بديهيه الا انها مضحكه فى نفس الوقت لان الشم ليس الا سبب واحد من الاف الاسباب التى خلق لنا من اجلها ذلك الانف وحيث ان الانف له اهداف اخرى غير الشم علميه وغير علميه الا اننا فى زحمه الحياه قد لا نشم ابدا رغم ان الانف موجود كما قد لا نسمع رغم ان الاذن تعمل وموجوده وقد لا نشعر رغم وجود القلب والمخ معا ما السر اذن السر هو فى اللامبالاه وعدم الاحساس والضنك الذى نعيش فيه والاسى والحزن الذى يخيم على حياتنا دائما والتى تبدوا حياه مزعجه للغايه وقاسيه ايضا وذلك الازعاج وتلك القسوه هم وليدا الواقع المرير ونتاج السخط الذى نحن نعيش فيه
    وحين ننظر حولنا نشعر بهذا السخط وذلك الازعاج فالمغنون اصواتهم بها تشنجات والموسيقى نحاسيه مقززه
    والحياه ماديه بحته وتلاشت منها الروح لم تعد هناك روح فى الحياه والكل يتصارع من اجل البقاء المزيف بلا هدف غير الماده المقززه والقتال والتناحر والحقد والحسد وجميع انتشار القيم المؤسفه والمرزيه هى نتاج هذا التخبط والسخط والتمرد على الحياه وتحويلها الى كومه من الحديد ليس بها مشاعر او فكر
    وبدلا من ان نتصارع من اجل تحقيق الحق والعدل والقيم النبيله نتصارع ونتقاتل من اجل ترسيخ مبادى الخداع والنفاق وعباده الماده والتكالب على الحياه بشكل مؤسف ومحزن ونكذب ونسرق وننافق ونقتل من اجل متع زائله زائفه لن تفيد بل تضر
    لقد غرقنا لانوفنا فى كل ما هو مادى مزيف شهوانى حتى اصبح الحياه اكبر همنا جميعا فلا وقت عندنا للتفكير فى الموت وكاننا لن نموت فالكل مجرم فى حق نفسه
    وجميعنا يفتقر الى المواجهه مع نفسه بل نهرب من المواجهه ونستمتع بالغرق فى بحر الغيبوبه بحر الماده جميعنا نفتقر الى الحقيقه بل لا نرغب فى معرفتها و أكثر الأنظار متعلقة بالزائل و العاجل و الهالك.+
    الإيقاع الهمجي قد حول الكل إلى قطعان بدائية ترقص في شبه غيبوبة.
    و تلك هي احتفالية العالم بنهاية الإيمان.
    لقد تخصصنا فى صناعه الغيبوبه وتعلمنا الهروب الى اللاعوده فغرقنا فى وهم اسمه الماده
    صارت الهنا الجديد المصنوع من الشمع
    و لا أحد يكره أن يهرب من مشاكله في ساعة لذة و إغماء غيبوبة بل كل مراهق يحلم بهذا الهروب اللذيذ و يسعى إليه.
    و أصبح من لزوميات هذا العصر أن يكون في أذن كل مستمع (( فلتر )) لكشف الزيف في الكلمات و المرائي و المشاهد..ولذا فنحن مطالبون بالتمهل ومحاسبه النفس والوقوف على الحقيقه والتخلص من نتاج الحضاره الفاسد وان نعيد ترتيب اوارقنا من جديد لاننا فى النهايه لن نخسر فقط انوفنا بل سوف نخسر انفسنا
    والحقيقه انه صراع واضح بين قوى الخير والشر بداخلنا فلابد من هزيمه ذلك الاله الجديد وتحطيمه
    والناس المتزاحمون في طوابير يتهامسون في ريبة ويتبادلون الخوف ويتناقلون الأكاذيب ويتعاطون الأقراص المنومة ولا يعرفون للنوم طعما .
    .الوجوه التي غطتها المساحيق .. الأظافر التي كساها الطلاء .. الشفاه التي احتجبت خلف بسمات باردة تقليدية لا تدل على شيء .. اللغة التي أصبحت... رخيصة مهلهلة مبتذلة لكثرة ما دخلها من النفاق والتظرف والصنعة .. الصداقة التي أصبحت حرفة .. العاطفة التي تحولت إلى طريقة للوصول ..
    نهازو الفرص الذين انتشروا في كل مكان يطنون كالذباب .. البراءة التي ماتت.

    المرض المزمن الذي أصبح له ألف اسم واسم .. القرحة .. القولون .. الأملاح .. السكر .. الضغط .. الكبد .. الذبحة .. الأرق .. القلق .. وهو مرض واحد اسمه الحقيقي .. عباده الماده الاله الجديد
    اننا افتقدنا الطهاره النقاء السمو التغلب على الانانيه افتدقنا الصراحه وغرقنا فى النفاق دون وعى حتى اصبحت عاده مقززه بل محزنه للغايه اعتدنا على التبلد والرتابه على الهبل والدجل والموت عشقا فى حب الهيافه والتفاهه
    اذن يجب ان نعى تماما اننا مرضى لاننا تخلصنا قديما من عباده الاصنام ودخلنا فى عباده انفسنا وشهواتها المتعدده وقديما قال الفلاسفه والحكماء ان اخطر الامراض الجرى وراء رغبات النفس المتكرره والتى لا تنتهى واعظم الامراض مرض الشهوه وعباده الذات
    اذن الحل لما نحن فيه من اثام وتمرد وسخط وانهماك فى عباده الماده وتسلط الهوى على نفوسنا هو التخلص من امراض القلوب وجاهده النفس وتطهيرها من الامراض بالاخلاق الحسنه والايمان بل تعميق الايمان فيها
    والمؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول و انسجام مع كل ما يحدث له من خير و شر.. و هو دائما مطمئن القلب ساكن النفس يرى بنور بصيرته أن الدنيا دار امتحان و بلاء و أنها ممر لا مقر، و أنها ضيافة مؤقتة شرها زائل و خيرها زائل.. و أن الصابر فيها هو الكاسب و الشاكر هو الغالب.
    لا مدخل لوسواس على قلبه و لا لهاجس على نفسه، لأن نفسه دائما مشغولة بذكر العظيم الرحيم الجليل و قلبه يهمس: الله.. الله.. مع كل نبضة، فلا يجد الشيطان محلا و لا موطئ قدم و لا ركنا مظلما في ذلك القلب يتسلل منه.و هو قلب لا تحركه النوازل و لا تزلزله الزلازل لأنه في مقعد الصدق الذي لا تناله الأغيار.و الشهوات درجات سلم يصعد عليها بقمعها و يعلو عليها بكبحها الى منازل الصفاء النفسي و القوة الروحية
    اليأس و الحقد و الحسد أمراض نفسية لا يعرفها و لا تخطر له على بال
    و الغل و الثأر و الانتقام مشاعر تخطاها بالعفو و الصفح و المغفرة
    و هو لا يغضب الا لمظلوم و لا يعرف العنف الا كبحا لظالم
    و المشاعر النفسية السائدة عنده هي المودة و الرحمة و الصبر و الشكر و الحلم و الرأفة و الوداعة و السماحة و القبول و الرضا
    تلك هي دولة المؤمن التي لا تعرف الأمراض النفسية و لا الطب النفسي..
    و الأصنام المعبودة مثل المال و الجنس و الجاه و السلطان، تحطمت و لم تعد قادرة على تفتيت المشاعر و تبديد الانتباه.. فاجتمعت النفس على ذاتها و توحدت همتها، و انقشع ضباب الرغبات و صفت الرؤية و هدأت الدوامة و ساد الاطمئنان و أصبح الانسان أملك لنفسه و أقدر على قيادها و تحول من عبد لنفسه الى حر بفضل الشعور بلا اله الا الله.. و بأنه لا حاكم و لا مهيمن و لا مالك للملك الا واحد، فتحرر من الخوف من كل حاكم و من أي كبير بل ان الموت أصبح في نظره تحررا و انطلاقا و لقاء سعيد بالحبيب.
    بتلك المشاعر الروحانيه الايمانيه يستطيع الانسان ان يتغلب على الهوى كما يستطيع ان يتخول ويتغير الى انسان حضارى اخلاقى رائع واكبر هدف هو التخلص من شرور النفس لانه بذلك يتحول من عابد للماده الى محطم لها
    هنا يتعرف الانسان على نفسه الحقيقيه
  • شيماءعبدالله
    أديب وكاتب
    • 06-08-2010
    • 7583

    #2
    العقيدة الصحيحة ..
    الوازع الديني ..
    حب الله في كل شيء ؛
    بحواسنا بأعمالنا
    بمراقبة أنفسنا
    قبل أن يأتي يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
    سلامة القلب هو مفتاح كل خير
    جلاء القلب من صدأ هذه الحياة الدنيا بكل مافيها
    هو حتما مفتاح السعادة والسلامة

    الفاضل القدير السيد حسيسي
    واقع ولا شك
    رؤى وتجليات رائعة من لدنكم
    بارك الله بكم ولكم
    سلسبيل شكر على مانثرت
    كل التحية والتقدير

    تعليق

    • السيد الحسيسى
      أديب وكاتب
      • 13-03-2011
      • 290

      #3
      الرائعه شيماء شكرا لك

      تعليق

      • السيد الحسيسى
        أديب وكاتب
        • 13-03-2011
        • 290

        #4
        شكرا لك سيدتى الرائعه

        تعليق

        • مها منصور
          أديبة
          • 30-10-2011
          • 1212

          #5

          فلسفة غريبة وجميلة

          والأهم إنها حقيقة

          حين ابتسم وأنا أقرأ يعني إني سعيدة

          كثير من الأمور لا تبدو على حقيقتها

          وبعضها لا نعلم عنه الكثير

          ولكننا نتعلم وقد لا نفعل

          فقط نسير ..

          شكراً لقلمك

          تقديري ..

          تعليق

          • آمال محمد
            رئيس ملتقى قصيدة النثر
            • 19-08-2011
            • 4507

            #6


            أسئلة في صميم الجوهر الانساني
            حيث المادة والروح
            والانسان الضائع بينهما
            حتى لحظة الرجوع الى الله

            هناك تعلو الروح ويصغر البدن
            فلا يبقى سوى نفس تطلب الرحمة

            تقديري الكبير

            تعليق

            • السيد الحسيسى
              أديب وكاتب
              • 13-03-2011
              • 290

              #7
              الفاضله مها والرائعه امال شكرا لمروركم العطر

              تعليق

              يعمل...
              X