مـعـصية عــاشـق
شعر عمودي
(خالد العياري)
صـنـمٌ هـــواكِ وكــان نـهـدكِ سـاجـدًا الـفـجــرُ يـنـزفُ والأسى خـفّـاقُ
ثقبت مــســـافـاتُ الـبكــاءِ تـــلاوتـي و تَسمَّرت في صرختي الأشواقُ
بعض انتمائي هـــــاربٌ مـــن مـنبر الأحـزانِ مــن زمــــنٍ طــواه فـــراقُ
أنـا ضـدّ ضـدِّي نـصـفُ مـــــرآتـي مـكـــاشـفـة و تـرقــدُ في دمي الأنفاقُ
وجـهـي تـغـرزه الـظـنـونُ ولـم يــزل يتنفسُ الـصـمـتَ الـمريرَ عناقُ
شخصت مقاهي الحزنِ فوق أصابعي واستنشقت رحمَ الثرى الأحداقُ
نـصـفُ الـثـقـــوبِ تـمـرّ من جسدي وأنتعـلُ المدى و اليأسُ كيف يطاقُ؟
هـذي الـصـوامعُ فـي العـرى جلست ... فـأرهقها على ستـر المغيبِ وثاقُ
جـلدُ الــعـنـاويـن الـقديـمـةِ يــرتـدي أثـري فتصرخُ في يدي الأوراقُ
ويــطـــوف عـصـيــانـي بـعـصـياني وعرشُ الــريح أعمى و الهوى أفّاقُ
أوحـى الـقصـيـدُ إلـى الـمـنابــر مـوعــد الرؤيا و صفق في السماءِ رواقُ
حجرٌ يَـسـفّ رمــــاد ذاكـــــــرةٍ إذا انتفض الـســـؤالُ ســرى عليه وفـاقُ
هـذي خـطى الإدمان يشنقها الرحيل و الليلُ يـشــربُ دمعه العشاقُ
عكفت على جــــرح الـمـآذن صيحةٌ خـرسـاءَ يسكنُ ظلها المشتاقُ
عرّى الصباحُ حناجر المرسى العتيق بين الــسجودِ دم الغريبِ يُراقُ
مات احتضارُ الأمس يا وحي السماء وجثت على جرح الهوى الآفاقُ
واستبدل الـقــديـسُ مـبـخــرة الحنين بلهيب ظــنّ فــاح مــنـه مــذاقُ
إن فَـكَّ نـســريـنٌ ضــفــائــــــره فقد صليت تبــاريحَ النوى الأطواقُ
مطرٌ يُحـدّقُ في نــزيـف الـذكــريـات و الـــراهـبـاتُ بـــدا لـهـــن نطــاقُ
صلى على الجثمان عطرٌ في الشفاه فـغـــزا رجـــاءَ الـمستحيل خـنــاقُ
حــفـَّرنَ فـي رئــةِ الـمســاءِ جـنازةً و صــدى الـنبــوءةِ للـظـلام يُسـاقُ
الــنـعــشُ يـطــرقُ بـالحرائق معبدًا سكنت لـــوائــح صمتـه الأشـفــاقُ
و الـكـاهـنُ الـمصلـوبُ يكنسُ وجهه فـــوق الـمــذابـح و اللظـى تـرياقُ