نحن لا نزرع المكرونه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السيد الحسيسى
    أديب وكاتب
    • 13-03-2011
    • 290

    نحن لا نزرع المكرونه

    نحن لا نزرع المكرونه
    السيده المدهشه ام ابراهيم تفهم فى كل شىء حتى قراءه الكف والفنجان وتفهم فى السياسه والاقتصاد والكوره كما تعرف كل شىء ولها مقامات عجيبه ومدهشه انها موسوعه فهرس فى امور الحياه
    تستطيع ان ترجع اليها لتتعرف على ما تريد انها ارشيف فى القانون فى الفن والادب والتاريخ وجميع العلوم الانسانيه انها من اكتشفت قانون الجاذبيه وليس نبوتن بل هى مخترعه قانون النسبيه وليس اينشتين وهى من اخترعت المصباح الكهربائى والديناميت يا له من تاريخ مزيف خدعنا زمنا دون ان نشعر
    السيده ام ابراهيم فى زمره الاحداث المحليه رجعنا اليها لنتعرف على الحقيقه فقالت بلسان واثق وهى تقرا الفنجان
    سوف يتم حل البرلمان بعد ان يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد
    وجميع اعضاء البرلمان شله حراميه ونصابين شعارات وبس
    والفساد ما زال فى الزارات للركب
    والسلفيين شويه طيبيين ما يفهموش حاجه لا فى السياسه ولا فى الجغرافيا
    والاخوان انتهازيون
    والمرشحين للرئاسه شويه عيال
    ومصر عمرها ما هتنصلح بشعارات لازم لها واحد مخلص زى محمد على باشا
    والعسكر لن يتركوا الحكم الا على جثتهم
    والفلوس اللى متهربه رجعت فى السر وتم توزيعها على الاحزاب واصحاب المنافع واعضاء البرلمان ثمن سكوتهم
    ونصف الثوار فى السجون الحربيه
    وبعدما تحدثت بثقه اجابت
    شوف بصراحه كده نحن لانزرع المكرونه
    كما لا نزرع القطن طويل التيله فاجبتها بكل اهتمام
    نحن لا نزرع اى شىء له قيمه والحقيقه اننا شعب كسلى خملان يحيا على المعونات والهيافه فى دمه وطالما ان هناك ملايين المعجبين والمعجبات بفيفى عبده وهيفاء وهبى قول على مصر السلام
    نحن الشعب الوحيد الذى نهتم بصناعه المانكير والروج واحمر الشفايف ونحن الشعب الوحيد الذى نهتم بافلام الرعب والكاوبوى الامريكيه بل نعشق الكوره ويقتل الناس انفسهم من اجل ماتش
    وننفق نصف ثرواتنا على الهيافه والتفاهه من كيس العصير الى كيس اللب والسودانى
    وتهتم نساءنا اكثر بطلاء الاظافر والذهاب الى السينما وخاصه حفله من 3الى 6
    ونحن الشعب الوحيد الذى نصدق اى شىء ونهتم بالتفاصيل خاصه تفاصيل حياه الممثلين والممثلات
    اننا بحاجه الى اعاده برمجه عقولنا بحاجه الى عقد اجتماعى جديد بل بحاجه الى اعاده هيكله قطاع النفس وترتيب البيت الذاتى قبل ترتيب البيت العائلى
    علينا ان نكتب تاريخنا بايدينا لا بايدى غيرنا وان نبنى بلادنا بانفسنا لا بغيرنا
    نريد ان تمارس السياسه فى الجامعات لا فى المساجد نريد ان يحاكم الجميع وكلنا سواء امام القانون نريد ان نرى الوزير يقدم للمحاكمه ويعتذر للشعب عن خطاه نريد ان يقف الرئيس ليعلن انه نادم على غلطته
    نريد ان نجد الفقير اصبح بقدره قادر غنيا بلا رشوه او استغلال او بلطجه وان نرى المجرم تائب ورجل صالح اصلحه المجتمع وليس السجن نريد ان نرى الفضيله اقوى تاثيرا من شارع الهرم
    نريد عملا وانتاجا وعقول تفهم وتعى وتنتج وترى فى العمل عباده وليس فى العمل سرقه وسطو مسلح واختلاس
    نريد اصلاح الجوهر قبل المظهرنريد رئيس له ضمير وشعب له ضمير نريد الاصلاح الاخلاقى قبل الاقتصادى
    نريد رئيسا يحاسب ويقدم للجميع فاتوره باعماله لا رئيسا يقص امامه الشريط كاننا نفتح محل تجارى
    لا نريد رئيسا عميلا وخائنا يبيع الوطن ببلاش ولا حكومه تشحت وتقدم لها الاموال كمساعده ولا يحاسبها احد وتقدم للمنظمات اموالا فتقدم الى المحاكمه والجميع خونه فى النهايه
    ولقد اخترع لومبروزو فى علم الاجرام ما يسمى بالتدابير الاحترازيه ولكنه اوصى قبل موته بعدم تطبيقها فى مصر بسبب حراره الجو وسوء التخزين
    وحينما دخل الكونت السجن اوصى بالكنز الى محافظ البنك المركزى غير ان المحافظ يصر على ان الفلوس مشموجوده
    وفى الحقيقه تم اختراع قانون الطوارىء للحفاظ على هيبه الدوله من الشعب المتسلط المنحرف
    وبعد هروب المماليك من السجون بدا عصر محمد على الجديد وتم تجنيد الالاف من المماليك للقضاء على الشعب
    ورغم لجان تقصى الحقائق المتعدده الا اننا لم نصل الى اى جديد ولم نعرف الحقيقه واصبحت لجان تقصى الحقائق امر مسلى قد نضحك كثيرا خاصه ونحن نشاهدالحديث عنها فى برنامج تليفزيونى
    والفاعل دائما غير معروف
    وصدق لومبروزا لانه اخترع التدابير الاحترازيه فغالبا القاتل يطبق تلك التدابير مع وجود عوامل مساعده اخرى
    وعندما قامت الثوره كان لابد من ثوره مضاده وثوره مضاده اخرى للثوره المضاده وغالبا تلك الثورات تقوم من اجل عيون الرجل الكبير والرجل الكبير دائما ما يكون هو اللهو الخفى
    وحيث ان الرجل الكبير لا يظهر طول الفيلم الا اننا يمكن ان نتعرف عليه من خلال صوته وحتى لا يتعرف عليه احد تتدخل التكنولوجيا لتغيير نبره الصوت الحقيقيه فنظل فى دوامه اللغز والجميع يتسابقون حول السؤال من هو الرجل الكبير
    واكثر كلمه نسمعها فى مصر كلمه ديمقراطيه حتى داخل المسمط نجد صاحب المحل يصرخ بصوته الجهورى انا ديمقراطى المدام امبارح هى والعيال اختلفوا ياكلو كوارع ولا بتلوا فاختارت الاغلبيه الكوارع اه هى دى الديمقراطيه
    وبسبب الديمقراطيه من حقك ان تكون رئيس لكن مش من حقك تعاتبنى
    كما انه من حقك ان تكتب مذكراتك لكن ليس من حقك ان تضعنى عنوانا لها
    كما انه من حقك ان تختار المرشح الذى تفضله لكن ليس من حقك ان تجبرنى على من تفضله
    كما انه من حقك ان تشجع فريق برشلونه لكن ليس من حقك ان تقذفنى بالطوب
    وحيث ان لغه السلاح اصبحت بديل عن لغه العقل فانت من حقك ان تدافع عن نفسك وان لم اجدك على الهاتف اسمح لى ان اتصل بك علىرقم السلاح بتاعك
    وكل شىء فى البلد يتم فى موعده الا العدل دائما لم ياتى موعده
    وكثره القوانين تؤكد علىغياب العداله
    وحمورابى وجستنيان اول من صنعوا القوانين واول من داسوها باقدامهم والقانون ضعيف امام سلطه تتحكم فيه حسب المزاج والمزاج كارثه وبدون شرب الحشيش لا احد يستطيع ان يعيش فالسلطه مخدره تماما امام القانون
    وتعرف كيف تطبقه وتنفذه الحقيقه ان القانون لا يفهم اى شىء لان من وضعه لم يحبكه بل تركه عرضه لرياح الخماسين
    وكل سنه وسيادتك طيب النهارده عيد الحب وبكره عيد راس السنه الفرعونيه
    والحقيقه ان القانون ليس فيه زينب وحيث انه ليس فيه زينب فقد لا نجد فيه اى مواد عن عيد الحب او الاعفاء الضريبى وقد تم تعديل قانون العقوبات ليناسب المجتمع وحيث ان المجتمع ملىء بالبلطجيه وناهبى ثروات الشعب علنا فقد تم الصاق جميع الجرائم بام ابراهيم
    فام ابراهيم هى من نفذت مذبحه بورسعيد ومذبحه ماسبيرو ومذبحه محمد محمود كما انها من نفذت مذبحه المماليك وهى من باعت مصر وليس الخديو سعيد
    ولم تنفع ام ابراهيم التدابير الاحترازيه للخواجه لومبروزو لان لومبروزوا اصلا شهد ضدها فى المحكمه
    وده جزاء من يتكلم فى السياسه
    عندما يدخل فصل الربيع يدخل فصل البيض وصفاره وننتهى من موسم اللحمه والخرفان الى موسم الفراخ والكتاكيت وكلما ارى عضو البرلمان اتذكر اللحمه وكلما ارى جدتى اتذكر البيض ومهما كثر البيض فجميعنا عنده نقص كالسيوم كما جميعنا مصاب بالضغط والسكر حيث لا علاج لتلك الامراض اللعينه حتى لو حشرنا انوفنا وادعينا العلم مع الاعتذار البالغ لانف البلكيمى والحقيقه ان المناخير مشكله تراودنى منذ فتره فحينما كنت طالبا فى الجامعه كان صديقى الصعيدى دائما ما يشخر حتى لا استطيع النوم بسبب مناخيره ومناخير البلكيمى ليست مشكله وانما مشكلته انه ينتمى الى حزب الصحابه الجدد الذى يدعى العصمه فى كل شىء رغم الصخب حول كتابه الدستور
    والاهم من كتابه الدستور هو كشف المستور واعاده المليارات المهربه بدلا من السلف من البنك الدولى ومحاسبه المسؤليين وليس تبرئتهم والقضاء على النظام السابق وليس ترقيته وتقديم له النياشين وفروض الطاعه وبدلا من محاسبه الناشطين وتلفيق الاتهامات لهم البحث عن الحراميه وقطاع الطرق وحل مشكله الانفلات الامنى وبدل من تهريب الامريكيين بطائرات خاصه تهريب المخدرات فى سرنجات خاصه والحقيقه انهم مجهولين العنوان فيلزمنا ضبط واحضار حتى يقدموا للمحاكمه من جديد
    ونحن غالبا لا نغير عناويننا كما لا نغير الحذاء ولا الحلاق ولا المقهى ولا مبادئنا فقط نغير دمنا بل يتغير مرغما كما اننا لا نتغير الا حينما نتهرب من الديون
    وقد علمونا زمنا ان مصر فوق الجميع وانها اعز شىء عند الجميع واكتشفنا ان مصر تم بيعها منذ زمن وعلمونا اننا لا نفرط فى شبر من مصر واكتشفنا انهم شله حراميه وقد باعوا مصر وفرطوا فيها من زمان وحينما تم تهريب الامريكان اكتشفنا ان مصر ولايه امريكيه وليست بلد عربى وحينما انعقد البرلمان لبحث القضيه فوجئنا ان اعضاء البرلمان يقدمون الشكروالعمليه كلها شعارات والشعب انضحك عليه وطول عمرى استلطفك لانه باختصار كان املى اعرفك وحينما استلطفنا البرلمان اكتشفنا اننا ندمنا لاننا عرفناه لانه انضم الى طابور الحراميه ولكن بشكل اخر
    ولقد خرج علينا العضو السلفى ليقول انه لابد من تطبيق حد الحرابه لان الوقت مناسبا جدا وانه من شرع الله وحكمه للقضاء على الانفلات الامنى والحقيقه ان المشكله ليست فى اصدار القوانين بل فى تطبيقها وحد الحرابه يتنوع ما بين الاعدام والقطع والنفى وهكذا حسب الفقهاء لكن المشكله فى التطبيق وقانون العقوبات ملىء بالمواد التى تجرم الانفلات الامنى والبلطجه والعقوبه الاعدام فالنائب لم ياتى بجديد الا التسميه حد الحرابه الا ان حد الحرابه معمول به قانونا بصيغ اخرى قانونيه لكن العضو لا يقرا القانون لانه لا يريد ان يقرا والمهم ليس فى اصدار القوانين المهم تطبيقها فهناك مئات من القوانين الرادعه لكنها لم تطيق
    -والسيده ام ابراهيم بجلاله قدرها تقرا الفنجان والكف والطالع وتقول انها تفهم فى كل شىء حتى السياسه وحينما نظرت اليها مبتسما اقتربت منها مستمعا لما تقوله للسيد البدين للغايه الذى كان يحلم بان يصبح نحيفا ووجد عند ام ابراهيم الحل الوحيد الا ان ام ابراهيم تفهم فى الطب ايضا وليس فى السياسه فقط ومن ضمن تنبؤاتها اصرت على ان مجلس الشعب سوف يتم حله قريبا بمجرد انتخاب الرئيس علاوه على ان الرئيس الجديد سيكون توافقى رغم انف البرلمان والشعب الغلبان بل وتلك اللعنه بسبب الظلم الذى وقع على البلكيمى بسبب انفه العجيب وان دعوه المظلوم سوف تستجاب حتما كما انها قالت ان الخناقات التى تحدث يوميا بالبرلمان ما هى الا نفاق سياسى ونوع من انواع الاستعراض كانك فى سيرك كما ان الجميع مشتركون فى الثوره المضاده بشكل او باخر والاحزاب ما هى الا منظره واستهلاك محلى والمليارات المهربه نصفها دخل البلد دون علم احد من الشعب العدمان المهلهل الجائع وانها تمت اقتسامها بين جميع الاحزاب والحزب الحاكم وكل واحد قبض ثمن سكوته
    لا شك فى ان ام براهيم تخرف لكننا نستمع اليها بنهم حيث قالت ايضا ان الانفلات الامنى مفتعل ومصر بخير لكن اصحاب الكراسى لا يريدونها بخير وان الخبز موجود لكن الحراميه اكتر وان انابيب البوتاجاز متوفره
    ومشكله سرعه القذف لن يحلها تايجر كينج بل العزوف عن الزواج لان الزواج يحتاج الى شقه ووظيفه وبهدله
    والطريقه الوحيده لحل جميع المشكلات هى مواجهتها
    الا اننا فى النهايه لا نستطيع فعل اى شىء امام الكم الهائل من الفساد وصناعه الفساد اسهل من انتاج فيلم سينمائى وزراعه الاعضاء اسهل من زراعه القمح وغسيل الادمغه اسهل من غسيل الملابس
    وكل سنه وانت طيب النهارده عيد زواجك انصحك بان لا تدخل على زوجتك بهديه حتى لا تطمع فيك وادخل مكشر مبوز والعن السياسه وسنينها السوده ولو سالتك زعلان ليه العن ام ابراهيم السيده قارئه الفنجان
    وصدقنى اول واحده هتروح لها تانى يوم عشان تعملك حجاب
    كل سنه وانت طيب فصل الصيف على الابواب وخلى بالك من زوزو وما تحرمشى الاولاد من زياره نهر النيل بس بلاش تكلمهم عن مشاكلك وعندما تتيقن من ان الماكنه طلعت قماش ابقى قول لهم عن انجازاتك فى الشغل
    ولما ترجع بيهم بعد رحله طويله ومجهده خلى بالك من السلمه المكسوره
    لقد اكتشفنا ان السلمه ليست هى فقط المكسوره وانما البلد كلها مكسوره
    وكل سنه وانت طيب
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيسى; الساعة 15-03-2012, 23:02.
  • أحمد على
    السهم المصري
    • 07-10-2011
    • 2980

    #2
    نص لاذع وساخر
    وإن ضخم الأمر كثيرا
    فالخير باق في شعب مصر والأمل أيضا موجود

    شكرا لك أخي السيد الحسيسي

    تقبل تحياتي لك

    تعليق

    • منار يوسف
      مستشار الساخر
      همس الأمواج
      • 03-12-2010
      • 4240

      #3
      أم ابراهيم فعلا سرها باتع
      و قدرت توصل للمستخبي
      واضح أن مكشوف عنها الحجاب
      أستاذ الحسيسي
      قدرت بهذا النص الساخر اللاذع
      أن تلخص الحال كله
      كنت أظن أن الأمر يحتاج مجلدات و صفحات لا يكفيها مداد البحر
      لكن حضرتك كمان سرك باتع
      في انتظار من يرمم مصر المكسورة
      و كل سنة و أنت طيب
      شكرا لك أستاذ السيد
      و ربنا يجعلنا من بركات أم ابراهيم و نعرف المستخبي أول بأول
      بدل ما نصحى في يوم مش نلاقي مصر
      و نكتشف أنها اتخطفت و مطلوب مننا فدية لأعادتها

      تعليق

      • حسين يعقوب الحمداني
        أديب وكاتب
        • 06-07-2010
        • 1884

        #4
        تحيه السيد الحسيسي
        مقال لاذع ورائع وأرى أنه أوجه التقارب العربي كبيرة جدا اليوم بيننا كنا مختلفين واليوم نشترك معك كثيرا كثيرا
        ولقد تطور الشعب عندنا ووصل الى ماوصلت اليه ربما أكثر ولأول مرة في العراق صار للحشاش صوت ديمقراطي ولقد توسعت عندنا الديمقراطيه كم تتوسع كومات المزابل وكما تتوسع الحفر فرمت بخيراتها الى منابع التفكك وما يعرف بالفدراليات , ووو لذا أخي الكريم أشعر جدا بما تكتبون وبالبلوى التي جاءت بأسم الديمقراطيه والتي هي تحلل وتمزق وتفكك كل شيء وتقود الى التِّيهَ
        شكرا للمقال وأنا بحق أرى قوة وتمسك وتوحد جماهيري رائع في مصر العربيه والخوف من القوى التي تتحرك في البرلمان والأحزاب التي تزيد يوم بعد بأسم الديمقراطيه . الأسلوب النقدي جميل وممتع رغم القهر الذي أتثقل السطور .. الف شكر

        تعليق

        يعمل...
        X