فصولٌ مَنْسِيَّةٌ مِن مأساةِ النرجسِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
عبد اللطيف غسري
1
أتفَتَّقُ
على كَتِفِ النهرِ
وأنحَنِي
لألثمَ جَبينَ الماءِ
يَرسُمُني لسانُ الضوءِ
أبْعَدَ مِن سحابَةِ الحُلمِ
حولي تشْرَئِبُّ أعناقُ النوايَا
ويَغْلِي لُعابُ النهارِ
في مَرَاجَلِ الاشتِهاءِ
ما كنتُ إلا بِدْعَةً من خيالِ المطرِ
وَصَلْتُ
حينَ تثاءَبَتْ ألوانُ الشعور
في مَرْسَمِ الرُّوحِ
2
أداعِبُ "نارْسِيسُوسَ" الجَاثِي
فوق أعْتابِ حقيقتي
منذ ألفِ شَهْقةٍ ونَيْفٍ
اِعْشَوشَبَ الليلُ
مِن أنفاسِكَ الليلكِيةِ
كفاكَ تعَلقًا بمِشجبِ الوَهمِِ
ما تزالُ مُمسِكًا بظلالِكَ الشاحِبةِ
ورأسُكَ المُجَلَّلُ بإكليلِ اللعنةِ
يُساقُ
إلى مقصَلةِ "أفرُودِيتَ"
3
الكونُ مَزروعٌ في وجهي
تفَّاحًا
من فردوسِ الجاذبيةِ
لا شيءَ يُشبهُني
لا شيءَ يثبُتُ لي
أنا إلياذةٌ من ذاكرةِ الربيعِِ
تُورقُ
فوق أجفانِ الأنهارِ
لمْ أتَدَجَّجْ بِشِهابِ الكينونةِ
إلا لِأخَضِّبَ وَجْهَ الرتابةِ
بحِنَّاءِ الانعِطافِ
4
في مَرْسَمِ الرُّوحِ
تثاءَبَتْ ألوانُ الشعور
فوصَلْتُ
ولثَمتُ جَبينَ الماءِ
وأُريقَ حولي لُعابُ النهارِ
مِن مرَاجِلِ الاشِتِهاءِ
لم أكترثْ لابتِهالاتِ المرايا
حبَسْتُ سَنُونُوَتِي
في حَيِّزِ الانزواءِ
كيْ لا تأكُلَ
إلا منْ خَشَاشِ الذاتِ
5
الآنَ ينمُو عَوسجُ الزمنِ
في جانبي الأيسَرِ
وتصْحو زوبعةُ الانهيار
الكونُ يَخلعُ خوَاطرَهُ الباليةَ
ولكني لا أبْرَحُ
زاويَةَ الانكِماشِ المعكوسِ
كل أخدودٍ في كينونتِي
يمتدُّ مِن بُؤرَةِ انفِلاتٍ
المركز الثاني في مسابقة الفينيق لقصيدة النثر 2012 (المركز الأول في تقييم لجنة التحكيم)
تعليق