بسم الله الرحمن الرحيم
الله الهادي وهو المستعان قبل البدء وأثناء القيد وبعد أن يقيد ...
فبه ومنه وإليه يعود كل شئ ......
أقترب من ظلي لأسامر من باتوا أشلاءً ممزقة يتنعمون بما أوتوا فرحين مستبشرين ينتظرون اللاحقين ..
هم إلى بساتينهم زُفوا ولم يبقَ منهم لنا سوى لونٌ نخافه ونخشاه هم يرون الخضرة ونحن نعيش بين الحمرة ...
في الحواصل يسكنون وعلى الأزاهير مهتدون فيالجمال الخضرة من تلك الطيور ....
هم في ظلالهم يتنعمون ومبغضيهم في غيهم يعمهون ...
هم في أعالي الدور وزخارف القصور بين ثغور الحور وقاتليهم في المخاوف والوساوس والهواجس لا يغمض لهم جفن ولا يرتاح لهم غليل , من خوفهم يزيدون في الأحمال ويزفون إلى الجنات رجال ...
بالله لو خرجت عليهم روحٌ منهم واحدة بقوتها وفرحتها وصدقها لأذابتهم ولأحرقتهم من شدة بؤسهم ونكالهم فكيف بأرواح وأرواح ..." فلتهنئي يا روح الشهيد ولتنم يا عزيزي وترتاح " ... نعلم أنك على أحوالنا مشفق وتعلم أننا لك نشتاق ولما أنت فيه يشتد السباق فيا هناه ويا محلاه ذاك الوطيس يوم أن يحمى على الرؤوس وتتوق إليه النفوس وتتقطع لأجل ما بعده الأوصال ويذوب على ما هنالك الحال , فلتفرح ولتمرح وليزِد هذا القاتل في قتلك ... أعذرهم يا ذا السعيد فهم لا يعون ما معنى الخلود هم يرسلون لكم إخوانكم بالمئات بل والآلاف فلتتأهب الحور لذاك الزفاف .....
حبيبنا الشهيد من اجل كرامتنا بعت جسدك الفاني وها أنت بين الأرواح لا تعاني تعيش في سلام وها نحن بين الركام والحطام , نقدرك يا حبيب ونقدر ما بذلت ونعلم من أنت ولكننا نرجوك بل نأمل منك أن تقيد ما ترى وأن تعلمهم بما جرى ولو في الأحلام , يا من ملكت روحاً بلا حدود وأصبحت لا تهيبك السدود يامن لليقين رأى وللمحصول عاين , هنيئاً لك يا صاحب الوسام هنيئاً لك وليس يكفيك الكلام , لا تخشى أخي الحبيب على إخوانك وانتظر منا المزيد فنحن لا نريد إلا ما أنت فيه ولا نرجوا من ربنا سوى ما وصلت له وحصلت عليه ... حبيبنا الشهيد أما والله لك منا السلام ولك منا بالغ التقدير والإحترام لا نملك إلا أن نحبك ولا تملك القريحة إلا أن تذوب في مساراتها الصحيحة فأنت على خط مستقيم والطريق إليك طريق قويم فياله من عليم من سار على دربك واقتفى أثرك وتتبع خطاك من طرح الدنيا خلف ظهره وتغلب على هزيمته وقهره , وبالغ في الصدق حتى تخلص من العبودية والرق , وليس من رمى كمن احتمى , ولا من أقبل كمن أدبر , وليس من بيده أشار كما وهنت قواه وخار , يا من ثار حتى عشق النار ( نار الدنيا) , ورأى الحق وفاز في السبق لك منا كل تحية وبالهمة الصادقة تكون المطية والموفق من وفقه مولاه لما فيه مأواه ... يا من في الفضل تنعم ومن الخير تربح وتغنم إخوانك على الثغور بالمرصاد وبما يقدرون عليه يتقدمون فمنا من سلاحه كفاحه ومنا من كفاحه بالعلم .. نعم حبيبنا الشهيد منا من يمتطي قلمه ففينا من يملك ترسانةً من كلام إذا وقف في وجه الحطام كأنه الصهد من تلك الألغام , فقط يا صاحب الروح المعبرة بصدق الطويةِ وإخلاص المطية وجود المحبرة .. يا صاحب الروح المطهرة نعلم أنك تتمنى أن تعود لنا كي تعود لعالمك من هنا آلاف المرات نعم نعلم ذلك ويعلم إخوانك الكثير ونعلم أنك بنا تستبشر ولأجل ما أنت فيه تحب أن يرافقك إخوانك المحبون فإن جاؤوك فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ... حبيبنا الشهيد أنت في فضلٍ ما بعده فضل نعلم أنك تعلم ذلك .. لذا لا نريد أن نتباطئ ولا على ما أنت فيه نتكاسل نريد أن نكون كأنت لا تهيبنا الحواجز ولا تثني عزائمنا الهواجس .. نريد أن نشري الآخرة بالدنيا .. نريد أن لا يوقفنا القهر ولا يزحزحنا المُهاب فكل ما نهابه أنت فتحت بابه وكل ما نخشاه أنت أوهنت قواه ... نريدك أن تعلمنا كيف نودع الدنيا ونبتسم لموت الحياة كي نحيا بالموت نريد أن نحيا قبل أن نموت .. نريد أن نتعلم كيف لما أنت فيه نسلم ... يا حبيباً علمنا كيف تكون التضحية ..... نعلم أينما نكون سيأتينا اليقين وموت العظماء ليس كموت البلهاء فالصادق الصنديد من يختار لنفسه البقاء ويؤثره على ذاك الفناء ... الله الله على حياة النعيم ما أنت فيه مقيم هنيئاً لك ولا نحسدك بل نغبطك وندعوا الله أن يقرب البعيد وأن يلين الحديد وأن تفتح السدود وأن تزال الحدود وأن تتحطم القيود حتى نأتيك ولنا يا حبيبنا تعود .
تعليق