فلا تعتدوا بما نسخت الأحبار ..
هذي جنين الريح و خيول الصفاء !
طفل تسلل
ثم توسد الأنامل
فالقصيدة
لم يكن سوى نجمة
غادرت ثغر حبيبتي
في ذاك المساء الشارد
ليعيد ترتيب ذاكرة مفخخة
بورود سوداء غادرها الرحيق !
يا من تمرون بقفصي المنهك
بين حروف القصائد
ألم تغتل حزنكم
روعة ما روعني
و أنهك ارتحالي
في بحار اللغة و حكمة البرق ؟
حدق جيدا
و عايش اللحظة كما تراها
قابل اللون باللون المناسب
اللحن باللحن المناسب
الشجو بالترنح
بلا نوتة مسبقة
سوف تستهويك الفكرة
وسوف لن تضيّع فرصة
أن ترى حلما راودك
أنثى تشهيتها
غواية عضت روحك
حين عبرتك ساحرة تومض
فيرقص الفجر على هدب بسمتها
يرسلك إلي مهدك
وتلك التي فرشت أغصانها
بين ريشك المنثور
تعطي سرها المكنون لبكائك
لتشرق الفراشات
في مركبة اليمام
في رحلتي الصباح و المساء !
أرأيتم كم أنا مخادع
درت حول المعصم
نزلت بكم البحر
كنست
وحرثت
زرعت وحصدت
حزمت الموج
طرحتها كمدينة لؤلؤية الشطوط
حين كان على سرير الريح
خلعت جوهرتي من قبضة القمر
و أنا ما غادرت لغة ترشها عيناها ؟
تلك أبجدية لم تدركها الأمم
من سام
و يافث
و حام
و .....
لأنها تأتي كفكرة محاصرة
تستوطن الدم
لا تذعن لقبضة القوارير
ولا تعطي حروفها لنباهة الطرقات
أليست الروح نفحة الإله للغصن
وتلك بصمة أخرى
فلا تعتدوا بما نسخت الأحبار !
تعليق