***** الكونت دراكولا ..يريدنى *****

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال عمران
    رئيس ملتقى العامي
    • 30-06-2010
    • 5363

    ***** الكونت دراكولا ..يريدنى *****

    عدت ألى قريتى بعد انتصاف الليل ، أردت أن اظل مع سائق ( الكارو ) إلا أنه رفض وشد مقود حماره ألى الجهة المعاكسة ، فاضطررت إلى السير وحدى متجها ألى بيتنا ، اسرع فى خطوى وأنا أشعره وراءى وقد أشرف على اللحاق بى فأنطلقت وهو فى أعقابى ولم أبطئ من عدوى إلا عندما شارفت أول القرية ...
    خالية هى الطرقات من المارة ، وهى كذلك عادة فى مثل تلك الليالى الشتوية ..
    بعض المصابيح الزيتية فى الشارع الرئيسى ينبعث منها ضوء خافت يزيد الرعب فى قلبى ، أنعطف الى حارتنا الضيقة الطويلة الخالية إلا من بعض الكلاب التى يرعبنى نباحها وأتخيلها هووقد غيرهيئته ...وتتوارد الأفكار كالبرق فى خاطرى ..ماذا لو ظهر أمامى فجأة ؟؟
    وقفت فى مكانى ..ترتعد فرائصى ، لاشئ حولى وقد سارعت الكلاب تطارد بعضها الى حارة اخرى ، الظلام الدامس يبدو لى عالم ملئ بالحياة ويعج بالأحياء ، وهو أيضاً هناك ، سيد ذلك العالم السفلى ، والذى يطاردنى بلا سبب واضح ..
    لم أستطع حراكا ، تسمرت فى مكانى وبدت البيوت السابحة فى الظلام وكأنها تتحدث عنى وتشير الىّ وتشى له عن مكانى فيقشعر بدنى وتصطك أسنانى وتعتصر تيارات الفزع كيانى ويكاد يتوقف عن النبض قلبى وتتحجر دموعى ..
    أريد العودة عدواً إلى الشارع الرئيسى فلا تقو قدماى على حملى ، أتكور بجوار أحد الأبواب الخشبية الكبيرة ذات المزلاج ، أمنع عينى من النظر فى أى اتجاه ، لكن خوفى المسيطر يدفعنى الى النظر صوب أسطح المنازل المجاورة لأتيقن من عدم وجوده اعلى إحداها ، لكنى ألمحه هناك ، وأسمع صوته مرعباً يدعونى إليه ، أفكر فى الهروب والإندفاع بسرعة الى الشارع ، لكن خوفى يعقلنى ..
    يترك مكانه أعلى البيت ويقترب منى وهو يسبح فى الهواء ، لا أملك لنفسى مهربا ، ولا أستطيع حراكا ، تجحظ عيناى هلعا ورعبا وقد إقترب منى ألى حد أن شعرت بأنفاسه ، أردت أن أصرخ بكل قوتى فلم أستطع وقد ألقى علىّ بعباءته وضمنى تحتها ، وأنشب نابيه فى رقبتى ............
    انتبهت على همهمات كثيرة ، ويد تضرب صدغى برفق وترش وجهى ببعض الماء..وكثرت الأصوات من حولى وأستطعت أن أميز من بينها صوت الشيخ ( حامد ) مؤذن المسجد وهو يبسمل ويحوقل ، وماهى إلا دقائق حتى علا صراخ آت من آخر الحارة ، لقد كانت أمى ومعها والدى ، وما أن وصلا الىّ حتى وقف أبى يستوضح الأمر من الشيح بينما إنهالت أمى على وجهى بالصفعات وهى تصرخ فىّ ألم تقل أنك ستعود فى التاسعة ؟ ( ودينى وأيمانى لأحرمك من مرواح السيما طول عمرك )..
    وبالرغم من ضرب أمى المبرح إلا اننى أحسست بالفرحة تحملنى على جناحيها وأنا أتحسس رقبتى فأجدها سليمة دون ثقوب ...
    التعديل الأخير تم بواسطة جمال عمران; الساعة 21-03-2012, 21:04.
    *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #2
    أستاذ جمال
    هي الخيالات التي تطاردنا بقوة عند مشاهدة الأفلام خاصة المرعبة
    فيظل الفيلم عالقا بخيالنا .. نتوهم أن هناك شبحا يطاردنا
    و نعيش ليلة مرعبة
    هي ليلة مشاهدة الفيلم
    قصة بها من الواقع الكثير
    جميعنا يعيش هذا التوهم حد الرعب
    استطعت أن تترجم هذا التوهم المريب ببراعة جعلتنا نحبس أنفاسنا
    و نحمد الله أنك كنت تتخيل ما حدث

    شكرا لك أستاذ جمال
    سرد بسيط جميل قريب و محبب للقارىء
    استطعت أن توصل الفكرة بسهولة

    تعليق

    • جمال عمران
      رئيس ملتقى العامي
      • 30-06-2010
      • 5363

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
      أستاذ جمال
      هي الخيالات التي تطاردنا بقوة عند مشاهدة الأفلام خاصة المرعبة
      فيظل الفيلم عالقا بخيالنا .. نتوهم أن هناك شبحا يطاردنا
      و نعيش ليلة مرعبة
      هي ليلة مشاهدة الفيلم
      قصة بها من الواقع الكثير
      جميعنا يعيش هذا التوهم حد الرعب
      استطعت أن تترجم هذا التوهم المريب ببراعة جعلتنا نحبس أنفاسنا
      و نحمد الله أنك كنت تتخيل ما حدث

      شكرا لك أستاذ جمال
      سرد بسيط جميل قريب و محبب للقارىء
      استطعت أن توصل الفكرة بسهولة
      الاستاذة منار
      مرحباً بك سيدتى من القمة لتشرفى بمرورك الكريم متصفح ( الغلابة )..واشكر لك تفهمك لجو القصة ..
      واقسم اننى عندما كنت اشاهد فيلم دراكولا ( القديم ) كنت أخرج من السينما لأبيت ليلتى على بابها مؤتنسا بضؤأعمدة الانارة هناك ولا يتوقف رعبى الا عند بزوغ ضؤ النهار.. وكان ( العقاب ) أشد وأفتك .. لكننى لم أكره السينما وظللت احبها لأنها كانت تثبت ما فى خيالى من قراءة لمجلة سوبرمان وطرزان وزورو ..فكانت الصورة ترسيخا لما تكتظ به الخيالات ..
      تحيتى ومودتى ايتها المبدعة ..
      *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

      تعليق

      • كلثومة جمال
        أديب وكاتب
        • 12-02-2012
        • 665

        #4
        المبدع جمال
        هي هواجسنا قلقنا اليومي مخاوفنا تتجسد على شكل كوابيس ليلية تجعلنا نستشعر جمال حياتنا رغم كل منغصاتها .نص واقعي لدرجة يجعلك تتفوق على نفسك واقيعية وابداعا.مودتي وزهور اللوز.
        دع الأمور تجرى فى أعنتها .. ولا تبيتن إلا خالى البال
        مابين طرفة عين وإنتباهتها .. يغير الله من حال إلى حالِ

        تعليق

        • جمال عمران
          رئيس ملتقى العامي
          • 30-06-2010
          • 5363

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة كلثومة جمال مشاهدة المشاركة
          المبدع جمال
          هي هواجسنا قلقنا اليومي مخاوفنا تتجسد على شكل كوابيس ليلية تجعلنا نستشعر جمال حياتنا رغم كل منغصاتها .نص واقعي لدرجة يجعلك تتفوق على نفسك واقيعية وابداعا.مودتي وزهور اللوز.
          الاستاذة كلثومة ( اقصوصة الشعر )
          هو نص ليس واقعى فقط ...بل حدث بالفعل !!
          ولا تورية وراء الحروف ولا كتابة بين السطور ..هى حقيقة عشناها أيام الظلام والجهل ..فكانت مشاهدة فيلم رعب هى أدهى وأعظم تأثيرا فينا ..فكنا نرتعد ونخاف لأيام .. وكانت تلك الافلام اقوى وطأة على نفوسنا البريئة من حكايات امنا الغولة وابو رجل مسلوخه..
          مرحبا بك فى متصفح ( الغلابة )
          تحيتى ومودتى ..
          *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

          تعليق

          • ريما ريماوي
            عضو الملتقى
            • 07-05-2011
            • 8501

            #6
            والله أعجبتني القصة سردا ولغة (يا شاعر الغلابة المشاغب)...

            ونحن اطفال حتى الملابس المعلقة على المشجب كان تنقلب

            في أذهاننا وحوشا، فكيف بالله عليك وأنت قد حضرت فيلما لمصاص

            الدماء دراكولا؟! رعب ما بعده رعب

            شكرا لك على نص جميل، لا أدري لماذا كاد يفوتني.

            احترامي وتقديري.


            أنين ناي
            يبث الحنين لأصله
            غصن مورّق صغير.

            تعليق

            • جمال عمران
              رئيس ملتقى العامي
              • 30-06-2010
              • 5363

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
              والله أعجبتني القصة سردا ولغة (يا شاعر الغلابة المشاغب)...

              ونحن اطفال حتى الملابس المعلقة على المشجب كان تنقلب

              في أذهاننا وحوشا، فكيف بالله عليك وأنت قد حضرت فيلما لمصاص

              الدماء دراكولا؟! رعب ما بعده رعب

              شكرا لك على نص جميل، لا أدري لماذا كاد يفوتني.

              احترامي وتقديري.
              الاستاذة ريما ( المشاغبة دوما )
              وكان يخيفنا حفيف اوراق الشجر مساءً ، وكان يرعبنا صوت الهواء خارج الدار ..وكان يرعبنا كابوس ماتحكيه لنا امهاتنا وجداتنا إبان ايام الجهل والظلام والمرض..وأعدك بسلسلة قصص عن ( حكايات جدتى ) والرعب الذى كنا ننام عليه إثر تلك الحكايات ..
              شكرا ريما المشاغبة..
              *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

              تعليق

              • مصطفى الصالح
                لمسة شفق
                • 08-12-2009
                • 6443

                #8
                ههه... حضور فلم مرعب ليس مناسبا للأطفال

                وهذه هي النتيجة

                خوف وتهيؤات

                الحمد لله سليمة

                سرد مشوق جميل

                تحياتي
                [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                حديث الشمس
                مصطفى الصالح[/align]

                تعليق

                • جمال عمران
                  رئيس ملتقى العامي
                  • 30-06-2010
                  • 5363

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                  ههه... حضور فلم مرعب ليس مناسبا للأطفال

                  وهذه هي النتيجة

                  خوف وتهيؤات

                  الحمد لله سليمة

                  سرد مشوق جميل

                  تحياتي
                  الاستاذ مصطفى ( عاشق الحروف )
                  نعم هو سرد فيما يشبه حكى لموقف قد نكون جميعنا مررنا بمثله فى طفولتنا ..
                  تحيتى ومودتى ..
                  *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                  تعليق

                  يعمل...
                  X