عدت ألى قريتى بعد انتصاف الليل ، أردت أن اظل مع سائق ( الكارو ) إلا أنه رفض وشد مقود حماره ألى الجهة المعاكسة ، فاضطررت إلى السير وحدى متجها ألى بيتنا ، اسرع فى خطوى وأنا أشعره وراءى وقد أشرف على اللحاق بى فأنطلقت وهو فى أعقابى ولم أبطئ من عدوى إلا عندما شارفت أول القرية ...
خالية هى الطرقات من المارة ، وهى كذلك عادة فى مثل تلك الليالى الشتوية ..
بعض المصابيح الزيتية فى الشارع الرئيسى ينبعث منها ضوء خافت يزيد الرعب فى قلبى ، أنعطف الى حارتنا الضيقة الطويلة الخالية إلا من بعض الكلاب التى يرعبنى نباحها وأتخيلها هووقد غيرهيئته ...وتتوارد الأفكار كالبرق فى خاطرى ..ماذا لو ظهر أمامى فجأة ؟؟
وقفت فى مكانى ..ترتعد فرائصى ، لاشئ حولى وقد سارعت الكلاب تطارد بعضها الى حارة اخرى ، الظلام الدامس يبدو لى عالم ملئ بالحياة ويعج بالأحياء ، وهو أيضاً هناك ، سيد ذلك العالم السفلى ، والذى يطاردنى بلا سبب واضح ..
لم أستطع حراكا ، تسمرت فى مكانى وبدت البيوت السابحة فى الظلام وكأنها تتحدث عنى وتشير الىّ وتشى له عن مكانى فيقشعر بدنى وتصطك أسنانى وتعتصر تيارات الفزع كيانى ويكاد يتوقف عن النبض قلبى وتتحجر دموعى ..
أريد العودة عدواً إلى الشارع الرئيسى فلا تقو قدماى على حملى ، أتكور بجوار أحد الأبواب الخشبية الكبيرة ذات المزلاج ، أمنع عينى من النظر فى أى اتجاه ، لكن خوفى المسيطر يدفعنى الى النظر صوب أسطح المنازل المجاورة لأتيقن من عدم وجوده اعلى إحداها ، لكنى ألمحه هناك ، وأسمع صوته مرعباً يدعونى إليه ، أفكر فى الهروب والإندفاع بسرعة الى الشارع ، لكن خوفى يعقلنى ..
يترك مكانه أعلى البيت ويقترب منى وهو يسبح فى الهواء ، لا أملك لنفسى مهربا ، ولا أستطيع حراكا ، تجحظ عيناى هلعا ورعبا وقد إقترب منى ألى حد أن شعرت بأنفاسه ، أردت أن أصرخ بكل قوتى فلم أستطع وقد ألقى علىّ بعباءته وضمنى تحتها ، وأنشب نابيه فى رقبتى ............
انتبهت على همهمات كثيرة ، ويد تضرب صدغى برفق وترش وجهى ببعض الماء..وكثرت الأصوات من حولى وأستطعت أن أميز من بينها صوت الشيخ ( حامد ) مؤذن المسجد وهو يبسمل ويحوقل ، وماهى إلا دقائق حتى علا صراخ آت من آخر الحارة ، لقد كانت أمى ومعها والدى ، وما أن وصلا الىّ حتى وقف أبى يستوضح الأمر من الشيح بينما إنهالت أمى على وجهى بالصفعات وهى تصرخ فىّ ألم تقل أنك ستعود فى التاسعة ؟ ( ودينى وأيمانى لأحرمك من مرواح السيما طول عمرك )..
وبالرغم من ضرب أمى المبرح إلا اننى أحسست بالفرحة تحملنى على جناحيها وأنا أتحسس رقبتى فأجدها سليمة دون ثقوب ...
خالية هى الطرقات من المارة ، وهى كذلك عادة فى مثل تلك الليالى الشتوية ..
بعض المصابيح الزيتية فى الشارع الرئيسى ينبعث منها ضوء خافت يزيد الرعب فى قلبى ، أنعطف الى حارتنا الضيقة الطويلة الخالية إلا من بعض الكلاب التى يرعبنى نباحها وأتخيلها هووقد غيرهيئته ...وتتوارد الأفكار كالبرق فى خاطرى ..ماذا لو ظهر أمامى فجأة ؟؟
وقفت فى مكانى ..ترتعد فرائصى ، لاشئ حولى وقد سارعت الكلاب تطارد بعضها الى حارة اخرى ، الظلام الدامس يبدو لى عالم ملئ بالحياة ويعج بالأحياء ، وهو أيضاً هناك ، سيد ذلك العالم السفلى ، والذى يطاردنى بلا سبب واضح ..
لم أستطع حراكا ، تسمرت فى مكانى وبدت البيوت السابحة فى الظلام وكأنها تتحدث عنى وتشير الىّ وتشى له عن مكانى فيقشعر بدنى وتصطك أسنانى وتعتصر تيارات الفزع كيانى ويكاد يتوقف عن النبض قلبى وتتحجر دموعى ..
أريد العودة عدواً إلى الشارع الرئيسى فلا تقو قدماى على حملى ، أتكور بجوار أحد الأبواب الخشبية الكبيرة ذات المزلاج ، أمنع عينى من النظر فى أى اتجاه ، لكن خوفى المسيطر يدفعنى الى النظر صوب أسطح المنازل المجاورة لأتيقن من عدم وجوده اعلى إحداها ، لكنى ألمحه هناك ، وأسمع صوته مرعباً يدعونى إليه ، أفكر فى الهروب والإندفاع بسرعة الى الشارع ، لكن خوفى يعقلنى ..
يترك مكانه أعلى البيت ويقترب منى وهو يسبح فى الهواء ، لا أملك لنفسى مهربا ، ولا أستطيع حراكا ، تجحظ عيناى هلعا ورعبا وقد إقترب منى ألى حد أن شعرت بأنفاسه ، أردت أن أصرخ بكل قوتى فلم أستطع وقد ألقى علىّ بعباءته وضمنى تحتها ، وأنشب نابيه فى رقبتى ............
انتبهت على همهمات كثيرة ، ويد تضرب صدغى برفق وترش وجهى ببعض الماء..وكثرت الأصوات من حولى وأستطعت أن أميز من بينها صوت الشيخ ( حامد ) مؤذن المسجد وهو يبسمل ويحوقل ، وماهى إلا دقائق حتى علا صراخ آت من آخر الحارة ، لقد كانت أمى ومعها والدى ، وما أن وصلا الىّ حتى وقف أبى يستوضح الأمر من الشيح بينما إنهالت أمى على وجهى بالصفعات وهى تصرخ فىّ ألم تقل أنك ستعود فى التاسعة ؟ ( ودينى وأيمانى لأحرمك من مرواح السيما طول عمرك )..
وبالرغم من ضرب أمى المبرح إلا اننى أحسست بالفرحة تحملنى على جناحيها وأنا أتحسس رقبتى فأجدها سليمة دون ثقوب ...
تعليق