يبدا العميد عمله الأساسي كل ليلة أمام الإنترنت من الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وحتى مطلع الفجر .. منتشيا وفرحا بما يلقاه من تعظيم وتبجيل يتعمد معه أن يرفع صوت السماعات ليسمع زوجته وأولاده الذين يتعجبون من هذه الألقاب التي يطلقها رواد الغرفة الصوتية ..
ناهيك عن عبارات الإعجاب بكل ما يكتبه أو ينطق بـه سيادة العميد .. فإذا تكلم العميد فكلامه درر ، وإذا تنفس فأنفاسه أطيب من المسك ، وريحه تحمل عبير الربيع حتى ولو كان في عز الشتاء .. وإذا كتب تعليقا أعتبره البعض من المأثورات ..
وهكذا عاش العميد ليله يفرح كلما سمع " تكة " دخول العضو للغرفة ، ويمتعض كلما سمع " تكة " خروج العضو من الغرفة .. ولايعكر صفوه إلا ذبابة تطارده وهو يمسك باللاقط ويخطب خطبته العصماء عن الأوضاع في مصر وسوريا .. فيهشها بجريدة ثقيلة في عدد صفحاتها أو بأي شىء في يديه .. وأحيانا تستحوذ هذه الذبابة على ليله كله فيقضيه في مطاردتها ..
ولكنه لاحظ أنه كلما أمسك بالجريدة ليترقب مجئ الذبابة لاتأتي أبدا إلا إذا ترك الجريدة من يده حتى أنه أطلق عليها الذبابة الذكية ..رغم أن هذا هو حال كل الذباب ..
وصبر العميد على رخامة تلك الذبابة .. ولكنها لم تصبر عليه حيث أنها داهمته في إحدى الليالي التي كان ينتقد فيها أداء المجلس العسكري ومعها سرب من أخواتها الذباب .. ولم تفلح الجريدة في هش هذه الجحافل .. فأسرع إلى " عبوة بيرسول " وقام برشها بغل رغم علمه بخطورة البيرسول على ثقب الأوزون رغم أنه لايعرف ماهو هذا الأوزون بالضبط .. وظل يرش ويرش حتى أغمى عليه .. وعندما أفاق .. وجد سرب الذباب يزداد انتعاشا .. فكاد أن يكفر والعياذ بالله إلا أن زوجته سارعت إليه تذكره أن هذا انتقام إلهي لغفلته عن ذكر الله في هذا الوقت المتأخر من الليل .. واستماعه إلى الشعر والقصة والأغاني بدلا من القرآن الكريم ..
اكفهر وجه وكاد أن يعصف بها برشة بيرسول .. بينما سارع الابن قائلا إن هذا ابتلاء من الله ، وأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه .. فانشرح صدره ، وارتسمت على وجهه ابتسامة قلقة .. انتقام أم ابتلاء ..
وهنا علا صوته في الغرفة الصوتية كانه يخطب في الجامع الأزهر الشريف .. فسارعت الذبابة إلى فمه فابتلعها مضطرا واضطر بعدها إلى ترك اللاقط وأمسك آخر باللاقط مناديا عليه ومكررا النداء .. لقد سقط اللاقط منك سيادة العميد ..
لكن العميد كان يعاني من كحة ذبابية .. ولكنه قال في سره رب ضارة نافعة .. هاأنذا قد تخلصت من الذبابة الأم .. وهذا سيخيف بالتأكيد جحافل الذباب الآتية مع الأم .. فقد تصوروا أن وحشا كاسرا قد ابتلع الذبابة القائد .. إلا أن ظنه قد خاب .. فاضطر إلى الدخول على جوجل والبحث عن طريقة إلكترونية للتخلص من الذباب الذي يعكر صفو ليله ..
فقرأ عن مضرب صيني صاعق للناموس والذباب .. فسارع إلى شرائه بعد أن قام البائع بتجربة على ذبابة كانت تحلق بالجو بالقرب منه .. فسمع صوت الصعقة فعشقها وانتشى بها كانتشائه بأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب .. وسارع إلى بيته وهو يكاد أن يطير من الفرح ..
وبمجرد دخول المنزل .. رأته الزوجة وهو ممسكا بالمضرب الذي يشبع مضرب التنس .. وقالت له خير ياعميد هو أنت ناوي تعيد أيام زمان .. مع أن العميد لم يلعب في حياته إلا رياضة البلي والكرة الشراب .. لكنه أخبرها بأمر المضرب الصاعق .. وظل يحكي لها عن بركات هذا المضرب الصاعق وسره الباتع .. وأنه سيجعل ليله أكثر سعادة بعد زوال الغمة والانتقام الإلهي في رواية أو الابتلاء الإلهي في رواية أخرى ..
ولكن حدث في الحسبان مالم يخطر على بال .. فقد اختفى الذباب تماما من المنزل وانشغل الجميع بالبحث عن ذبابة لصعقها ولكن دون جدوى ..
هنا جن جنون العميد الذي عشق صوت الصعقة وطقطقة الذبابة وهي تحترق .. فقطع البيت ذهابا وإيابا .. فلم يفلح في العثور على ذبابة لصعقها ..
اتصل بالأبناء والأصدقاء يسألهم أن يأتوه بذبابة بأي طريقة .. لم يفلح .. نزل إلى الشارع لم يجد ذبابا .. جن جنونه مرة أخرى ..
وقف أمام باب السيدة ينادي على المارة ويقول ذبابة لله يامحسنين ذبابة .
ناهيك عن عبارات الإعجاب بكل ما يكتبه أو ينطق بـه سيادة العميد .. فإذا تكلم العميد فكلامه درر ، وإذا تنفس فأنفاسه أطيب من المسك ، وريحه تحمل عبير الربيع حتى ولو كان في عز الشتاء .. وإذا كتب تعليقا أعتبره البعض من المأثورات ..
وهكذا عاش العميد ليله يفرح كلما سمع " تكة " دخول العضو للغرفة ، ويمتعض كلما سمع " تكة " خروج العضو من الغرفة .. ولايعكر صفوه إلا ذبابة تطارده وهو يمسك باللاقط ويخطب خطبته العصماء عن الأوضاع في مصر وسوريا .. فيهشها بجريدة ثقيلة في عدد صفحاتها أو بأي شىء في يديه .. وأحيانا تستحوذ هذه الذبابة على ليله كله فيقضيه في مطاردتها ..
ولكنه لاحظ أنه كلما أمسك بالجريدة ليترقب مجئ الذبابة لاتأتي أبدا إلا إذا ترك الجريدة من يده حتى أنه أطلق عليها الذبابة الذكية ..رغم أن هذا هو حال كل الذباب ..
وصبر العميد على رخامة تلك الذبابة .. ولكنها لم تصبر عليه حيث أنها داهمته في إحدى الليالي التي كان ينتقد فيها أداء المجلس العسكري ومعها سرب من أخواتها الذباب .. ولم تفلح الجريدة في هش هذه الجحافل .. فأسرع إلى " عبوة بيرسول " وقام برشها بغل رغم علمه بخطورة البيرسول على ثقب الأوزون رغم أنه لايعرف ماهو هذا الأوزون بالضبط .. وظل يرش ويرش حتى أغمى عليه .. وعندما أفاق .. وجد سرب الذباب يزداد انتعاشا .. فكاد أن يكفر والعياذ بالله إلا أن زوجته سارعت إليه تذكره أن هذا انتقام إلهي لغفلته عن ذكر الله في هذا الوقت المتأخر من الليل .. واستماعه إلى الشعر والقصة والأغاني بدلا من القرآن الكريم ..
اكفهر وجه وكاد أن يعصف بها برشة بيرسول .. بينما سارع الابن قائلا إن هذا ابتلاء من الله ، وأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه .. فانشرح صدره ، وارتسمت على وجهه ابتسامة قلقة .. انتقام أم ابتلاء ..
وهنا علا صوته في الغرفة الصوتية كانه يخطب في الجامع الأزهر الشريف .. فسارعت الذبابة إلى فمه فابتلعها مضطرا واضطر بعدها إلى ترك اللاقط وأمسك آخر باللاقط مناديا عليه ومكررا النداء .. لقد سقط اللاقط منك سيادة العميد ..
لكن العميد كان يعاني من كحة ذبابية .. ولكنه قال في سره رب ضارة نافعة .. هاأنذا قد تخلصت من الذبابة الأم .. وهذا سيخيف بالتأكيد جحافل الذباب الآتية مع الأم .. فقد تصوروا أن وحشا كاسرا قد ابتلع الذبابة القائد .. إلا أن ظنه قد خاب .. فاضطر إلى الدخول على جوجل والبحث عن طريقة إلكترونية للتخلص من الذباب الذي يعكر صفو ليله ..
فقرأ عن مضرب صيني صاعق للناموس والذباب .. فسارع إلى شرائه بعد أن قام البائع بتجربة على ذبابة كانت تحلق بالجو بالقرب منه .. فسمع صوت الصعقة فعشقها وانتشى بها كانتشائه بأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب .. وسارع إلى بيته وهو يكاد أن يطير من الفرح ..
وبمجرد دخول المنزل .. رأته الزوجة وهو ممسكا بالمضرب الذي يشبع مضرب التنس .. وقالت له خير ياعميد هو أنت ناوي تعيد أيام زمان .. مع أن العميد لم يلعب في حياته إلا رياضة البلي والكرة الشراب .. لكنه أخبرها بأمر المضرب الصاعق .. وظل يحكي لها عن بركات هذا المضرب الصاعق وسره الباتع .. وأنه سيجعل ليله أكثر سعادة بعد زوال الغمة والانتقام الإلهي في رواية أو الابتلاء الإلهي في رواية أخرى ..
ولكن حدث في الحسبان مالم يخطر على بال .. فقد اختفى الذباب تماما من المنزل وانشغل الجميع بالبحث عن ذبابة لصعقها ولكن دون جدوى ..
هنا جن جنون العميد الذي عشق صوت الصعقة وطقطقة الذبابة وهي تحترق .. فقطع البيت ذهابا وإيابا .. فلم يفلح في العثور على ذبابة لصعقها ..
اتصل بالأبناء والأصدقاء يسألهم أن يأتوه بذبابة بأي طريقة .. لم يفلح .. نزل إلى الشارع لم يجد ذبابا .. جن جنونه مرة أخرى ..
وقف أمام باب السيدة ينادي على المارة ويقول ذبابة لله يامحسنين ذبابة .
تعليق