كيف تتعامل مع تراجع الدخل في عملك
حكايتي اليوم غريبة عجيبة . لا أدري كيف سأرويها لكم ، ومن أين أبدأ ؟
بداية الحدوتة هي نهايتها . ونهايتها ، بداية تتكرر بينما نحن نُغمض
أعيننا عنها ، وندفن رؤوسنا تحت الرمال كما النعام .
سوف أدخل في صلب الموضوع مباشرة ومن غير لف ودوران .
لاحظت من مدة ليست قصيرة أن شغل العيادة في تراجع .
وغرفة الإنتظار التي كانت تعج بالزبائن أيام زمان . غدت تشكو الهجر والحرمان .
ربما أصيبت بزهايمر العواجيز الذي يصيب كبار السن أمثالي ؟
والتلفون الذي كان يصدح كالعنادل ، انخرس بقدرة قادر .
وصاحبكم أبو الفوز انضم إلى فرق كشّاشين الذباب . مع الأخذ بعين الإعتبار أن
آخر ذبابة على وجه الأرض قد بلعها الأستاذ محمد شعبان الموجي على رأي بثينة يوسف .
هل أفعل كما يفعل ( البنشرجية ) عندما يرشّون المسامير أمام دكاكينهم ؟
وأتفق مع جاري أبو محمد كي يخلط الحصا بالفول الذي يقدمه لزبائنه فتتكسر أسنانهم ؟
هل يرضيكم هذا الحال ؟ ما لسبب يا ترى ؟!
الطقس وتقلّباته المفاجئة ؟ امتحانات المدارس ؟ مصاريف الأعياد ؟
أم أنه ربيع الثورات الذي ما فتيء يشطّب على بلد تلو الآخر ؟
أم أنني أصبحت موضة قديمة ، والزباين يبحثون عن كل ما هو جديد ، ولتذهب الخبرة في ستين داهية ؟
أم أنه النت وما يتفرَّع عنه من فيسبوك وتويتر وملتقيات وغرف دردشة مليئة بالتوابل والمغريات
والجواري ممشوقات القوام الَّلواتي يتمايلن بدلال كما هو الحال في متصفح العمدة محمد سليم ؟
قلت في نفسي . اليد التي لا تعمل حلال قطعها كالشجرة التي لا تُثمر . وهناك عمل متراكم ومهمل منذ
سنين في مكتبة النقابة التي أنا أمينها والمسؤول عن تنظيمها .
دخلت المكتبة وبدأت في تبويب وتصنيف المجلات والكتب كلٌ في مكانه .
وبينما أنا منهمك في تصفّح المجلات الواردة حديثا ، وقع نظري على عنوان لمقال شدّني .
سبحان الله ، كأنه كُتب لي . " كيف تتعامل مع تراجع العمل في عيادتك " هذا هو العنوان .
اعمل ( نيو لوك ) لشكلك ، للعيادة . البس الّي على الحبل واخرج إلى الشارع . اذهب للصلاة
فيعرف الناس أنك طبيب مؤمن وتعرف الله . شارك في العزاء للناس الذين تعرفهم ولا تعرفهم .
شارك في الإحتفالات العامة التي تقام في الحي . ادخل المحلات التجارية واشتر من هنا ومن هناك .
تكلّم مع أصحاب المحلات ومع الزبائن وعرّف بنفسك . باختصار . أكل العيش يحب الخِفِّية .
أول شيء قمت به هو قص شاربي وصبغ شعر رأسي . ولبست البدلة المخططة بتاعة أخويا شلبي ،
وطبّقت ما جاء في المقال بحذافيره . أجدت لعب الدور حتى خلت نفسي متسولا بحق وحقيق وأنا أرسم
ابتسامة بلهاء في وجوه حشود المصلين وهم يخرجون من باب الكنيسة وباب المسجد .
مرَّت الأيام والأسابع والأشهر ، والعمل في العيادة ينحدر من سيّء إلى أسوأ .
حكايتي اليوم غريبة عجيبة . لا أدري كيف سأرويها لكم ، ومن أين أبدأ ؟
بداية الحدوتة هي نهايتها . ونهايتها ، بداية تتكرر بينما نحن نُغمض
أعيننا عنها ، وندفن رؤوسنا تحت الرمال كما النعام .
سوف أدخل في صلب الموضوع مباشرة ومن غير لف ودوران .
لاحظت من مدة ليست قصيرة أن شغل العيادة في تراجع .
وغرفة الإنتظار التي كانت تعج بالزبائن أيام زمان . غدت تشكو الهجر والحرمان .
ربما أصيبت بزهايمر العواجيز الذي يصيب كبار السن أمثالي ؟
والتلفون الذي كان يصدح كالعنادل ، انخرس بقدرة قادر .
وصاحبكم أبو الفوز انضم إلى فرق كشّاشين الذباب . مع الأخذ بعين الإعتبار أن
آخر ذبابة على وجه الأرض قد بلعها الأستاذ محمد شعبان الموجي على رأي بثينة يوسف .
هل أفعل كما يفعل ( البنشرجية ) عندما يرشّون المسامير أمام دكاكينهم ؟
وأتفق مع جاري أبو محمد كي يخلط الحصا بالفول الذي يقدمه لزبائنه فتتكسر أسنانهم ؟
هل يرضيكم هذا الحال ؟ ما لسبب يا ترى ؟!
الطقس وتقلّباته المفاجئة ؟ امتحانات المدارس ؟ مصاريف الأعياد ؟
أم أنه ربيع الثورات الذي ما فتيء يشطّب على بلد تلو الآخر ؟
أم أنني أصبحت موضة قديمة ، والزباين يبحثون عن كل ما هو جديد ، ولتذهب الخبرة في ستين داهية ؟
أم أنه النت وما يتفرَّع عنه من فيسبوك وتويتر وملتقيات وغرف دردشة مليئة بالتوابل والمغريات
والجواري ممشوقات القوام الَّلواتي يتمايلن بدلال كما هو الحال في متصفح العمدة محمد سليم ؟
قلت في نفسي . اليد التي لا تعمل حلال قطعها كالشجرة التي لا تُثمر . وهناك عمل متراكم ومهمل منذ
سنين في مكتبة النقابة التي أنا أمينها والمسؤول عن تنظيمها .
دخلت المكتبة وبدأت في تبويب وتصنيف المجلات والكتب كلٌ في مكانه .
وبينما أنا منهمك في تصفّح المجلات الواردة حديثا ، وقع نظري على عنوان لمقال شدّني .
سبحان الله ، كأنه كُتب لي . " كيف تتعامل مع تراجع العمل في عيادتك " هذا هو العنوان .
اعمل ( نيو لوك ) لشكلك ، للعيادة . البس الّي على الحبل واخرج إلى الشارع . اذهب للصلاة
فيعرف الناس أنك طبيب مؤمن وتعرف الله . شارك في العزاء للناس الذين تعرفهم ولا تعرفهم .
شارك في الإحتفالات العامة التي تقام في الحي . ادخل المحلات التجارية واشتر من هنا ومن هناك .
تكلّم مع أصحاب المحلات ومع الزبائن وعرّف بنفسك . باختصار . أكل العيش يحب الخِفِّية .
أول شيء قمت به هو قص شاربي وصبغ شعر رأسي . ولبست البدلة المخططة بتاعة أخويا شلبي ،
وطبّقت ما جاء في المقال بحذافيره . أجدت لعب الدور حتى خلت نفسي متسولا بحق وحقيق وأنا أرسم
ابتسامة بلهاء في وجوه حشود المصلين وهم يخرجون من باب الكنيسة وباب المسجد .
مرَّت الأيام والأسابع والأشهر ، والعمل في العيادة ينحدر من سيّء إلى أسوأ .
جائني في نهاية العام كشف التقدير الذاتي لضريبة الدخل . يا حلاوة .
أنا إنسان صادق مع نفسي ، ومع ضريبة الدخل . يأتيني الكشف كل سنة ، أعبئه وأرسله .
فتأتي الموافقة على ما قدّرته دون استدعاء من قبلهم لي .
قمت بالجمع والضرب والطرح والقسمة ، ولم استعمل الآلة الحاسبة . الأرقام كانت بسيطة ولا تحتاج .
مجموع الدخل كان متواضعا ، وأقل من السنين السابقة بشكل ملحوظ .
إن أرسلته هكذا ، فلن يصدقونني .
فقرّرت أن أعدِّل " أعدِّل هي تلطيف لكلمة أزوِّر " في البيانات ، فأخفض من المصاريف .
وأرفع من الدخل حتى يتوازى على الأقل مع السنين السابقة . وأرسلته .
بعد أسبوع بالتمام والكمال ، وإذ بتلفون العيادة يخرج عن صمته وتسري في أسلاكه الحرارة وينطق .
أنه مأمور ضريبة الدخل . يا فرحتي .
ــ دكتور فوزي . تفضل لزيارتنا في ضريبة الدخل كي نناقش معك الكشف الضريبي الذي أرسلته لنا .
شفتوا . احترنا يا ... من أين نبوسك ؟!
تذكرت جاري أبو الحكم الموظف الكبير في الضريبة حين قال لي :
ــ يا دكتور فوزي نحن لا تستدعي أحدا من المكلفين إلا إذا شككنا في صدق معلوماته .
إذا أنا مزوِّر وكاذب ومخادع وإبن ستين على سبعين لأنني قمت بتجميل صورتي
وأنني ما زلت عائشا وقادرا على العطاء .
ــ لا يا دكتور فوزي . ما حزرت . استدعائهم لك ليس كما قال إحسان عبد القدوس " أنا لا أكذب
ولكني أتجمَّل " . إنما لأنك تسخر من الوضع الإقتصادي في البلد . وحضرتك تتخفى وراء حُسن النيّة
وتتبرع بحسنتك وكأن الحكومة عاجزة عن القيام بواجباتها .
هكذا قال لي جاري أبو أديب الموظف الكبير في المخابرات .
يااااااااه . كل هذا طلع منك يا أبو الفوز . والله ما أنت قليل وتستاهل كل ما سوف يجري لك
حتى وإن جرجروك إلى بيت خالتك !.
بيت خالتك لمن لا يعرف ، هو السجن .
تعليق