خلود ..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نواف الملاحي
    أديب وكاتب
    • 23-03-2012
    • 24

    خلود ..!!

    من المؤلم جداً أن نسخّر كل طاقاتنا وذواتنا في أشياء كمالية لسنا في أمس الحاجة لها ..
    في حين يسخّر آخرون كل طاقاتهم وذواتهم في سبيل الحصول على الخبز طمعاً في موتٍ أفضل
    هذا يجلب الشقاء لنفسه ..
    وذاك أتاه الشقاء على طبقٍ من تعب وكدر وضيق
    خلود
    بنت السنوات التسع
    ذات الشعر الذهبي المسكون بغبار الطرقات
    رأيتها في زيارة إلى إحدى الدول وهي تعرض بضاعتها "إن صح أنها بضاعة" فوق أحد الأرصفة ..
    ممسكة بقلم رصاص وبين يديها كتاب
    بدا لي وأنا أرقبها من بعيد أنها تذاكر
    اقتربت منها ورغبة جارفة تجتاحني لسبر أغوار هذه الطفلة
    كيف يستطيع من يحمل كل هذا البؤس أن يذاكر ..!!!
    قلّبتُ بضاعتها كمن يدعي الرغبة في الشراء
    ابتعت منها مشطاً ثم سألتها: ما اسمك يا شاطرة ؟
    ردت وابتسامة خجلى تنتزعها من أكوام البؤس: خلود
    الله ما أجمل هذه الاسم
    وكم عمرك يا خلود؟
    تسعه
    ما شاء الله .. تدرسين ؟
    بطفولة أجابت: "أيوا .. بكرا عندي امتحان"
    أيُّ إصرارٍ على الحياة هذا ؟!!
    لو تعلمين يا خلود أن أمماً من الناس تصر وتسعى وتستميت في الجهل رغم ما تملكه !!!
    تحدثت معها كثيراً .. وأخذت تفاصيل عن كل شيء في حياتها حتى بتنا أصدقاء أو قريباً من ذلك
    لم أعرف أن للشقاء عناوين أخرى كما عرفتها من خلود
    ولم أعرف أن بعض البؤس نعمة إذا ما قورن ببؤس آخر
    وليس الخبر كالمعاينة
    ودارت رحى الأيام
    وعرى العلاقة بيني وبين خلود تزداد توثقاً يوماً بعد آخر
    اعتدت عليها حتى باتت جزءاً من يومياتي
    أشتاق إليها وإلى حديثها المليء بالطهر والفقر والسذاجة والقهر
    يكفيها صنيعاً أنها الوحيدة التي جعلتني دائم الارتباط بالأرض عندما تدعوني نفسي للطيران عاليا
    هي من أرتني الوجه الآخر للعالم وفتحت لي الباب على مصراعيه
    هي من جعلني أشعر أنني لا شيء .. لا شيء
    في المقابل
    كان الطريق إلى منزلي يحتم علي المرور من أمام "بسطتها"
    لذا كانت كثيراً ما تقلق إذا ما تأخرت عليها ليومٍ أو اثنين
    وعندما أعود بعد غياب تبادرني باللوم والعتاب بعباراتها البسيطة
    "وين كنت" ؟ "ليه تأخرت" ؟
    ثم ما تلبث أن تعود المياه إلى مجاريها وكأن شيئاً لم يكن
    مثل هذه الفرص لم تكن تمر مرور الكرام
    سألتها: خلود .. ما هي أمنيتك ؟
    تجيبني ولا تدري ما الذي تفعله بي إجاباتها: "فستان"
    أجبتها: "بس فستان" ؟
    فتجيبني نظرتها باندهاش جعلتني أخجل من نفسي
    عرفت أن "الفستان" لأمثالها غاية وطموح
    قررت من فوري أن لا تبيت ليلتها إلا والفستان بين يديها
    في المساء عدت إليها بالفستان لكنها لم تكن في مكانها لتأخذه
    ما الخبر ؟
    سألت عنها هنا وهناك ..
    والجواب ؟!!!
    قضت في حادث !!!!!
    أدركت جنازتها في اليوم الثاني
    وبات قبرها مزاراً لي كلما سنحت الفرصة
    وغصّة



    نواف
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    قصّة مؤلمة للغاية
    كتبت بإحساسٍ عالٍ
    وقلب يشعر بأنين الفقراء، وعذاباتهم
    وأحلامهم التي تذهب مع الريح، حتى يغيّبهم الثرى
    ماتت خلود
    ولكنها ستبقى خالد في الذاكرة
    تسأل دائما؟؟ بأيّ ذنبٍ قتلت.
    سلمتْ يداك أستاذ نواف الملاحي..
    حيّاااااااكَ.

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • نواف الملاحي
      أديب وكاتب
      • 23-03-2012
      • 24

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
      قصّة مؤلمة للغاية
      كتبت بإحساسٍ عالٍ
      وقلب يشعر بأنين الفقراء، وعذاباتهم
      وأحلامهم التي تذهب مع الريح، حتى يغيّبهم الثرى
      ماتت خلود
      ولكنها ستبقى خالد في الذاكرة
      تسأل دائما؟؟ بأيّ ذنبٍ قتلت.
      سلمتْ يداك أستاذ نواف الملاحي..
      حيّاااااااكَ.
      الأخت إيمان
      هؤلاء نعمه
      هؤلاء من نحتاجهم في حياتنا ليحدث التوازن
      ولنعرف أي نعمة نحن فيها

      شكراً لك

      تعليق

      • وردة الجنيني
        أديب وكاتب
        • 11-04-2012
        • 266

        #4
        القصة فكرتها جميلة وأسلوبها جيد ومشوق/
        لكن قرات قصة تشابهها سابقا/
        شكرا//

        تعليق

        • نواف الملاحي
          أديب وكاتب
          • 23-03-2012
          • 24

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة وردة الجنيني مشاهدة المشاركة
          القصة فكرتها جميلة وأسلوبها جيد ومشوق/
          لكن قرات قصة تشابهها سابقا/
          شكرا//
          الأخت وردة الجنيني
          لعل الحقيقة أحياناً تجبرنا على قولها كما هي
          شكراً لك

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            قصة مجترة
            ألم يسبق لك أستاذي نشرها في مكان آخر ؟
            حتى إن كنت لم تفعل هذا .. أهلا بك دائما و أبدا
            و لكن تتشابه القصص من هذا النوع
            المسألة ليست كونها نعمة أو نقمة
            المسالة انها بشر من لحم و دم
            لها مالنا على وجه البسيطة
            و لكن ارداة الله أبت إلا أن تكون هذه و تكون تلك في النعيم ترفل

            ما أحببت كثيرا تدخل الكاتب أو السارد
            ووزن بعض التصرفات
            ربما لو تركها على ما هي عليه كانت أجمل و أروع


            محبتي
            sigpic

            تعليق

            • نواف الملاحي
              أديب وكاتب
              • 23-03-2012
              • 24

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              قصة مجترة
              ألم يسبق لك أستاذي نشرها في مكان آخر ؟
              حتى إن كنت لم تفعل هذا .. أهلا بك دائما و أبدا
              و لكن تتشابه القصص من هذا النوع
              المسألة ليست كونها نعمة أو نقمة
              المسالة انها بشر من لحم و دم
              لها مالنا على وجه البسيطة
              و لكن ارداة الله أبت إلا أن تكون هذه و تكون تلك في النعيم ترفل

              ما أحببت كثيرا تدخل الكاتب أو السارد
              ووزن بعض التصرفات
              ربما لو تركها على ما هي عليه كانت أجمل و أروع


              محبتي

              مرحبا بك أستاذي الفاضل
              شرفني مرورك وتعليقك ..

              من ناحية النشر نعم سبق لي نشرها في أكثر من موقع ..
              ومن ناحية تشابه القصص فلعلي حين كتبتها لم أحرص على أدبيات القصة بقدر حرصي على إيصال قصة حدثت أمامي ..
              ولا أخفيك سراً أني لست ملماً بعناصر القصة

              أشكرك مرة أخرى لإثرائي سيدي

              تعليق

              يعمل...
              X