أنغام فيروزية
حددت شفتيها بمحدد الشفاة و طفقت عليه بلمسات من ملمع وردي حلت قيدشعرها المشذب لينسدل على ظهرها بحرية تامة و بعفوية شديدة آستدارت
لتلقي عليه نظرة من الخلف من خلال آنعكاسه في المرآة نزلت رمقاتها لأسفل
تطمئن على كامل هيئتها خصرها و من ثم آستدارة ما تحته زفرت زفرة حارقة
فقد زاد حجمها و تربل جسدها بالكامل لم يعد مثلما كانت في السابق ، رجعت تتأمل شحمها المندلق من بطنها حاولت خمصه للداخل بشهيق مطيلة جذعها لأعلى
لا فائدة لازال بارز آمتعضت لما ألت إليه فأمامها حمية طويلة لم تعد تلك الهيفاء الخمرية التي أسرت لب زوجها ، تهادى إلى أسماعها صوت أغنية لفيروز تحمل لها حنين في حنايا الذاكرة منبعثة من مذياع سيارة مرقت
بجانب منزلها رددت معها
( يا أنا يا أنا أنا وياك صرنا القصص الغريبة
يا أنا يا انا انا وياك وآنسرقت مكاتيبي
و عرفوا إنك حبيبي )
تذكرت كم كانت هي وحسن يعشقها و تشاركا في حبها و كانا يرددان كلماتهاسويا يطوفان شوارع القاهرة بسيارته جمعتهما حينها تارة ذهبية توضع في الخنصر لتصل مباشرة عبر شريان المودة لمهجة القلب برباطات حب عمقية كثيرا ما خفق قلبها سعادة لدنوه و دفق فرحا لقربه و استطاعا سويا الإنتصار على كل العوائق التي وقفت أمام زواجهما إبتداء من رغبة والدها في تزوجيها آبن عمها و انتهاء بعدم إتمام حسن دراسته بعد
وتمتمت : حسن أيها الواقف على شاهق أمنياتي تبعثرت تفاصيلي أمامك
و تناثرت روحي على أعتابك ذابت عشقا وتلاشت في ذاتك ذاتي
كديمة نضبت أخر قطرتها على أرضك حزمت جل أحلامي و دسستها في حضنك الدافىء على ضفتيك ترفأ أمالي فيك أسكن فأنت عنواني تسبح ذراتي في وتينك و آستوطنت نبضاتك المرجانية لا تستطيع العيش خارجها كــ حورية بحر أسطورية لماذا تغيرت ؟ هل فتر حبك ؟ أين ذهبت أماسينا الدافئة ؟ آستبدلتها بمجالس الندماء جعلتني آستوحش وحدتي دونك ترى جسدي الذي ترهل أم إمرأة أخرى غيداء قطع هسيسها صوت صليل آصطكاك مفاتيحه غلفت حزنها بإبتسامة وادعة لتستقبله ولج إلى غرفة النوم ألقى عليها السلام استلقى على سريره و تدثر بالغطاء تفرسته و آطرقت عزوفه عنها فرت دمعة حارة من أكنانها ، مع إشراقة صباح اليوم التالي بحثت عن أثيرتهما و أدارت الإسطوانة لتصدح بأنغام الذكريات توددت إليه بتؤدة ترنم لتستجدي مشاعره المهاجرة للأوبة لأوطانها أثناء تناوله الفطور لم يتجاوب آنشغل بقراءة الجريدة أنهى الطعام و تركها تنادم يأسها تتجرع أسى تجافيه بقلب ملتاع
تواترت لياليها الباردة لكنها لم تستسلم و في محاولة أخيرة ذهبت لإجراء عملية ( شفط دهون ) لتعيد الحياة لأرضها اليباب فتذدهر أودية العشق من جديد تفعم مروجه بأريج الأشواق فيرنو من فراشته يرقصان على إيقاعات قصائد الغزل النابض ، في غرفة الإنتظار بالمشفى دلفت إليه الممرضة و بدت الشفقة على محياها شاحبة تنعيه بأسف بين لمى شفتيها خبر أسود بلون الرحيل و قعه كدمدمة الطبول البائسة دست في يده ورقة أوصتها بأن تعطيها إياه في حال عدم عودتها فتح الورقة ليجدها طبعت قبلة و كتبت مقطع لأغنيتهما
( يا أنا يا أنا هرب الصيف هربت عناقيد الزينة
و آذا ضيعني الهوا شي صيف بقلبك بتلاقيني
و خبيني لتخبيني
و خبيني لتخبيني ......
تعليق