السلام عليكم ورحمة الله

هو ذا شاعرنا الثائر
رحل ولم يرحل
كلماته في قلوبنا كالنبض

شاعرنا القدير المميز الفارس الهمام
كان صعب فقده
ولا يصعب علينا تخليد ذكراه ولو بالبسيط تعبيرا عن امتنانا وعرفاننا وودنا الأكيد لشاعرنا الهمام

كان قرطاسا ومرجعا لغويا مترع بالثراء

استلهم موهبته من مدينته العريقة على ضفاف عذب الفرات نضح لنا عذب الحروف

يعز علينا فراقك أبا غيث
وكلنا راحل ومردنا إلى الله

سأبين لكم من اقرب القصائد إلى نفسه

معكم أكون في هذا الرواق
رحمك الله أيها الفارس
ولي عودة إن شاء الله

كانت المعاناة بفقد الإبن وقسوة الأيام تجسدت في أقرب قصيد إلى نفسه
"ليل الليلك"


ليل الليلك ..!

شجرُ الليلك ِ...
قد أدمنَ سكون ليلك..
وليلُ..سكونكَ...
ما أعطى..
لسكونِ الليل ِ..
ضوعُ الليلك..
مفردة العبث...
بعثرة الفهم..!!!
على طرقات اللغو ِ..
وجـــــــه ٌمنحوت..
من إبهام..
من إلهام..
جلمود....
أعجز إزميلك...!!!
ونطاق الأفق...
ضيق المنطق..
قد أحرج كثيركَ..
وأقل قليلك....!!
أعذاق النخل..
لم تحمل رطباً..
أشواكٌ...
تمنحكَ الفـــيء..؟؟؟
شـبعٌ..؟
زهـــــو العذق ِ..
لا فــمُ لاكَ....!
لا عقلُ وعـــــى...
هـــجر خــليلك....!!
###
2
فانوس العتمة ِ..
أنارَ نهاراً..!!!
أكان العتمُ إبصـار يُعــيلك..؟؟
حشــــرجةُ الأنفاسِ...
توقُ الشــهقة....!!
ألغـــير وجع ِ العمر..
كان يُحـــيلك..؟؟؟
رؤاك تيهُ متاهات ٍ....
أكنــــت بديلهُ...
أم كان بديـــــلك...؟؟
كنه الأمـــــرِ....
أن تنزعَ روحــــاً...
من ذاتِ الهــيكلِ....!!
وأحّل الروح...
بكـــــاء الدهشه...
ســيحســـدكَ...
أنين عويــلك..! !
###
3
نُلت كلَّ...
ما أتعبك برحلة عمر ٍ...
ولم تَنّل...
ما كُنتَ تهوى...
أطاردتَ خيالا ً.!!؟
في واقع أمر ٍ..
أم أنكرت واقعا ً..
وعشتَ خيالك...؟
ماكان الأمر مستحيلا ً..
أنت مَن...
غلبتَ بديدنكَ...
كل مستحيلك...!!
###
4
ألقتكَ ســـــــماء...
أتلقفــــتك أرضٌ....!؟
مملــكةُ الأنثى ..
ما كانت لتعطـــــيك...
حباً كــــافِ....
طباً شــــافِ...
لداءِ هواكَ...
قلـــبٌ مرهفٌ..
وخيــــالٌ هائمٌ..
والكل عـليلك...!!
ذاك....
َ الوجه ُ المعاند..
إعتراضاً..!!
في عمق ِ جراحكَ.
أحاولت...
أن تنفيه عنك.؟
أو قتل هواك..؟؟
ما كنتَ لتغلبهُ..!
قلبُــــكَ...
مَن كان قتيلهُ...!!
وعُمركَ...
مَن كانَ قَتيلـــك...!!
ستطاردكَ...
الأزمانُ...!
أحلامكَ....
أوهامكَ....
أيامـــك َ...
قـَـطرُ اللذة ِ,.
هـــباءٌ....!!
أيــنَ هوَ...
من هديــرِ ســـيولك..!؟
###
5
أمضيتَ...
سنينَ القهر...
مخرومَ القلب....!!
من كل اتجاه ٍ...
زهــوكَ...
رث ثيــاب ٍ...
وقدمٌ حــاف ٍ...
تلبسُ على غُرتكَ...
غصنَ الزيتون..
ملكاً صعلوكاً...!!
ما هادنــتَ...
ولا ارتضيتَ...
يوما...
لمليــك ٍ..
أن يكون مَليــكك...!!!
###
6
كل الأنهــــار ِ...
تتهادى جــنوباً...
نــهرُ حنانكَ...
عنــادٌ مجــراهُ...
شمالاً يمضِ...!
جهــــةَ الوجــدِ!!!!
دونَ دليل ٍ..
أكـانَ سوء حظ ٍ....؟
أم مكـر امراة ٍ..
عـمياء القلبِ...؟
مَن قاد نهــركَ...
من غير دليل ٍ....!!
أعــطيتَ...
لذاكَ...الوجهِ ...
هـــواك َ...
كل..وفائــكَ...!
طيـباً.. متنـاه...!
واحسرتاه....
ما حـفظَ لكَ يوماً..
طيب جمـيلك..
###
7
قَلبتـك الدُنيا..
ودُنيــــاك َ...!
حــالٌ وحـال..!!
رفضاً وقناعـةً...
ما ارتضاكَ غير الحزن...
ولم يقبلكَ سواه ُ..
لتمض ِ بصحبته ِ...
ظلا لكَ...
وحده ُ..
من أجاد الصحبة..!
ولم يخذُلــــــكَ..!
يـــاه.....
كم كان كبيراً...
وفــاء زميلك...!!!
###
8
مغالـبـة ُ...
الفنــــاءِ بالعـنادِ...
تمضي مأزومــاً بغــربتكَ
كلُ الارض ِلهــا وجهُ المنفى...
ويـــــــومَ رحلتَ..
إلى أعمــاقِ الفردوس..
ما كـان الفردوس..
ليعتادَ..!
تكرارَ رحـــــــيلك.....!!
###
9
تسكنكَ..
المنافي تغــــرباً..
غــــربــةٌ...
تُســـــلمكَ لغربـةٍ..
وحيدًا تمضِ..
هــــواكَ...
هـــــواك...!!
ماكنتَ لتبدلهُُ...
جنونَ تمـردكَ..
ظلٌ هاربٌ...
وظــلكَ هاربٌ..!
أيّ الأثنـــين كـــانَ ظَليلــك..؟
أطلقتَ خيولَ الشوقِ...
من أعنتها...
تعدو لبعيد...
في صحار ِاللوعـة ِ..
عطشٌ أهلككَ..
وأماتَ هواكَ...
عطشُ خُيولك...!!!
###
10
اقتربت كثيرا ً..
وكثيرا جداً..
من فكـك رمــــوز الحيرة..!
وســــــرُ عناكَ...
مجـــهولٌ يبقى...
غموضكَ أنتَ...
من بعضِ غموضــه ِ..!!
أكنت سليلهُ..؟
أم كان..
ســَـليلـك ..!!؟
###
11
ما أبقيت..
لنفسك شيأ ً ..
حتى النجم تسألهُ الطالع ..!!
تستنهض...
غيبا مفقودا ً
محّوتَ نساءالأرض جميعاً..
إلا وجه ٌمن وجع ٍ..
الحزن..
في عينيه ِ..
على شفتيه ِ..
ممدود..
أنزلـــكَ .
عوالم سحر ٍ..
أتاهكَ...
في أصقاع ِ الدنيا
تبحث عنهُ...
وطـناً...
سَـكنا ً...
أكنت نزيله ُ...؟؟
ما كان له أبدا ً..
أن يكون...
نَزيـلك...!!
###
12
أضفتَ إليكَ...
خطى مَن سبقوكَ...
وتنازلــتَ...
مختارا ً...
عن كل خطــــاكَ...!
جيل مضى..
وجـــــيل سيأتـــــي...
وما بين..
جيل وجيل...
أضعتَ..
بخرافة حـب ٍ..
زهـو الأيام
وكل حكايا الفرح..
لرفاق ِ جيلـــك...!!!
####
13
كفــاكَ...
إحتـــراقاً....
لهــفاً..
طالَ النـــــأيُ....
غربةَ روح ٍ
ألغير الغــــــربة...
كانَ رحــيلكَ....؟
دع ْ الشــمسَ...
تطـاردُ أفيـائك َ...
رواء تعــــــدو..
صوبَ هواكَ....
وابـــسم....
لصـهـيل خيولــك...! !
***************
ثـــائــر الحــــيالي
2008-7-6

الرثائية الثانية
من الأستاذ والشاعر الكبير خلف دلف الحديثي
له وافر التقدير والتحية

وداعاً وداعاً رفيقَ الشّبابِ
إلى روح أخي وصديقي الشاعر الذي رحل قبل أوانه (ثائر الحيالي):

وداعاً أخي يا رفيق الشبابْ = نواكَ أثار بروحي العذابْ
لقد أتعبتني صروفُ السنين = وعيشيَ بعدك لا يُستطابْ
رحلتَ وعرشك بين الضلوعِ = وتنبضُ طيّ فؤادي المصابْ
أتنأى وفي أنفاسيَ الواهيات = تنامُ ويقطنُ روحي التهابْ
وأكتم مابي من صدئ الجراحِ = ودمعي له من جفاكْ انسكابْ
وليلي حنينٌ وللذكريات = احتشادٌ بهنّ فؤادي مُذابْ
بذكرك أبقى رفيق الطريقِ = مع الله وهو إليه المآبْ
بكل جوارح نفسي أراك = وحين صلاتي كلمحِ السرابْ
أراك خيالاً أميرَ الحروف = = تبرّأت من أي سوءٍ وعابْ
صديقي وكم ليلة بتّها = ضجيعَ الشجا في مَطاوي الثيابْ
سأنزفُ حتى تجفَّ العروق = وأرجو من الله حسنَ الثوابْ
فتحكي المدامع عن حالها = وأسمع حتى لقلبي انتحابْ
أودِّع فيك ربيع العطاء = على الدربِ كنت وفيّ الترابْ
فكم جولة قدّتها في الظلام = وجنحَ الدجى في بطون الشّعابْ
وتجبهُ غدرَ العدوّ الجبان = بجأش وتنقض مثل العُقابْ
ولا تعرفُ الخوفَ صلدَ الفؤاد = ولستَ الذي بالوغى مَن يَهابْ
وكنتَ من الطهر في لطفه = نَشاكَ الإلهُ كقطر السحابْ
وتأبى يجرّ خطاك الضلالُ = حياءً من الله خوفَ العِقابْ
وريثَ العلا أنت زين الشبابِ = أكتّم نزفي وجوفي اضطرابْ
وما زال نبضك خفق الشعاع = تناهي بصدري عظيمَ المُصابْ
وأفخر فيك بكل الشموخِ = وأرجو لنفسي إليكَ انتسابْ
بمثلك نرفو لصدع الضلوع = ومثلك من يرتجي في الطلابْ
ولكن ولله أحكامَه = لكل امرئٍ في الحياةِ كتابْ
فمنهم يموتُ على مهده = ومنهم يموتُ بظفرٍ ونابْ
فما الطبّ يوماً لها نافع = إذا حان وعدٌ وصاحَ الذهابْ
فلا رقية فيه تجدي وراقٍ = إذا التفَّ ساقٌ ولا من إيابْ
فذاك هو المنزلُ المستطابُ = وفيه إلى الحقِّ دربُ الصوابْ
فنم يا صديقي قريرَ العيون = بما فيه ربي عليك أنابْ
فذي نعمة منّ فيها الإله = جزاءً وخيراً عليك أثابْ
أفاضَ على خلقهِ رحمة = إذا العبد يوما دنا واستتابْ
ولطف إذا النفس قد أخلصت = ومرّت وليس هناك حجابْ
له رحمة لا تنلها العقولُ = وبابُ الدخول ولا أي بابْ
فنم يا صديقي بلغتَ المنالَ = وحُطَّ لديه مناخُ الركابْ
خلدت إلى راحةٍ في الجنان = وليس لها مُنتهى أو ذهابْ
جوارُك إبنكَ في لحده = وصحبك تشدو بحلو الخطابْ
نزلت على أكرم الأكرمين = من الأم أحنى بدون ارتيابْ
أأرثيك بالدمع دمعي السخين= وأبكي رحيلَ الهوى والشبابْ
أأرثيك أم يا .... إلى أشعر أرثي = فقد بانَ منه عليك الخرابْ
فيا أنت يا ابن فؤادي الشقيِّ = نأيتَ وما لي عليك عتابْ
فإسألْ لي الرحمة المجتباةَ = فإما طلبتَ رَجَاكَ مُجابْ
وأنت حليمٌ رفيعُ المقامِ = دعاؤك يشفع يوم الحسابْ
وداعاً أخي بل إلى الملتقى= وأنتَ على النفس زاهي الثيابْ
***

29/3/2012

رحمك الله شاعرنا الكبير

من أقرب القصائد إلى نفسه رحمه الله رحمة واسعة

أسقط الطبشور

أسقِط ْ الطبشور.. من يدك ْ
ودعْ ..
اللوحة سوداء البـُعد
ماذا تـَخط ؟
في اِنشطار الضوء ..وأي حرف ٍ
سيبعثرهُ الخيال لألف نزف ٍ
مُذ كان الفراق ..
وأنتَ .. لاتقوى ..
على ..التوازن
أو وقف ارتعاش أناملك ْ

*
لن ..توّشح ..
عُري نوازع ما أقض مضجعك ْ
تغفو بعد لأيٍّ ..
على شِفر سكين المُنى
دنى منك كل شيءٍ
إلا موج حلم ٍ شريد ٍ ..
من ضفافك ما دَنى
أتطارد هاجسك اللعين ؟
أم هو من طارَدك ْ ؟
*
ماذا ..سَترسم ..
عبثيّ الوجود ..في خِضم المُعتـَرك ْ
جنح طائر ٍ مهيض الجناح ..
خط َّ على الأرض خَط ّ ؟
أم جسدا ً أرداه ُالرصاص ..
من فوق غصن ٍ فحـَط ّ؟
أتـُراك َ ..
تبحث عن موج بحار ٍ ..صاخبة
من غير ..شط ّ ؟
ستحاصركَ ..
الرؤى ..المُستهامة
أنكاثا ً ..
سَيـُحيل ..الملل ..
ما حاك َ ..مغزلك ْ
*
صخب ..الموج
وهم سِكون ٍ.. لما سَكنَ أخيلتك ْ
ستشرب الزَبد.. النوارس العمياء ْ
متى ما مَزَقتْ كفن الليل..
مخالب.. الضياء ْ
عن ..العويل..
كَفَّ هاجس البكاء ْ
فقل ْ لي بربك َ
متى تـَكفّ.. أنت َ
عن جنون.. هاجسك ْ ؟
*
أتضمر ..هواك ؟
طيّ سماحة سريرتك ْ
سيفضحك ..
ما تنافر في حديثك من نزق
ودخان اتقاد حروفك الثكلى
تتلظى .. فوق الورق
أمعنْ.. مليا ً ..
في عمق ذاتك ..
أيها الصّب المُعنى ..
ستصيخ السمع..مُرغما ً
لمزمار ..التوّحد ..
إذا ما في البوح غنى
سيـُقطـَع ..وترالشجن الخَفيّ
قبل أن تقطع أنتَ إصبعك ْ !
*______*
ثائر الحيالي
29-5-2011