تتزاحم الآهات بين جوانحي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هائل الصرمي
    أديب وكاتب
    • 31-05-2011
    • 857

    تتزاحم الآهات بين جوانحي

    رَبــَّاهُ إنـــي مـُــذعــنٌ وفـــقـيــرُ
    مـُـتـذلِّـلٌ مِمَـــا جَـــنَــيتُ كَـســيرُ
    تَـتَـزَاحـمُ الآهَاتُ بـينَ جَوَانِحي
    والــقـلـبُ فــيــهِ تـَبتلٌ وزَفِـــيرُ
    فـاغْــفرْ إلهـــي كـــل ما أذنــبتــهُ
    فـالـدَّمـعُ من فرطِ الـذُّنوبِ غَـزيرُ
    فلأنـتَ أعـظمُ من يجــودُ بعــفوهِ
    وأنـَا المــقِرُّ وشـِيـمـتي الـتَّـقـصيرُ
    يـا رب خُذ بيدي فــإنـي مُبْحرٌ
    عـزمـي بأغـلالِ الذًّنـوبِ أسِــيرُ
    آلاؤكَ العـظمَى جَرتْ أنهـارهَـا
    والـنـَّفسُ في فلكِ الشَّتاتِ تَدورُ
    من للمـسـيء إذا رددتَ يُـقيلهُ
    ولـمَ القُنُوطُ ُوذُو الجَلالٍِ غفــورُ؟
    كُلُّ المـعَـــــــاني لا تَطالُ ثَناءهُ
    تجـثــو أمـام جــلالــهِ وتَمورُ
    مَهمَا كتبنَا في عُـلاهُ قَـصائداً
    مـشْـبوبة ًيَـتـَقاصـرُ الـتـَّعــبيرُ
    ملكُ الملـــــوكِ وليسَ شئٌ مثلـهُ
    عَجزَ المـصـوِّرُ عنـهُ والتَّصويرُ
    لا تدركُ الأبصارُ كنهَ جلاله الْـ
    أعـلـى ولا يُحصي ثناهُ شكورُ
    فوقَ السَّماواتِ العلىَ عن وصفهِ
    يـَتـَقاصرُ الـتَّـعـظـيمُ والـتَّـقـديرُ
    نـُورُ السَّما والأرض مالكُ أمرهَـا
    ما ندَّ عـن سـُـلـطَـانـهِ قــِطــمــيرُ
    ملكٌ تَعالى في الوجـودِ مُهـيْمـنٌ
    وبـأمـرهِ كُلُّ الــوجــودِ يُـسـيـرُ
    الأرضُ تَـسـجـدُ والسَّماءُ ومابهَا
    وإلــيهِ بعدَ وفاتِهـــــَـا سَتَحُورُ
    فالكونُ في سُبحَــــاتِ نُوركَ قَائمٌ
    وبـِكــفــكَ الأقــدارُ والمــقــدورُ
    لولاكَ ما انفطرَ الوجودُ ولا سَرىَ
    في حَقلهِ الإبداعُ والتَّقديرُ
    لـولاكَ ما وُرْقُ الحـَمـَام بـأيْـكـهَـا
    تَشْدو ويَرقـصُ في الفـضاءِ صُـقُـورُ
    ولمـا رأيْنـَا الـنـَّهرَ شَـقَّ فـجَـاجــهُ
    والمــوجُ في كـبـدِ الـبِـحَــارِ يَـثــُورُ
    لولاكَ ما نَـضَجتْ عنـاقـيـدُ الجَـنـَى
    ولمــَا تـَفـجـرَ في الـصُّـخُـورِ غَـديـرُ
    والجـدْولُ الـرَّقْرَاقُ يَسري ضَاحـكـاً
    وعـلـى الـسُّـهولِ بشـَاشـةٌ وسُرورُ
    وسـَنَـابـلُ الـوديـانِ تُحْـنـي رأسـهَـا
    وعُـيـونُ وجْـهِ الْمُـعْـصِـرَاتِ مَـطـيرُ
    لـولاكَ لم تَـغـدُ الـو هـادُ نـَضـيرةً
    يُـسـبى بِحُـسْـنِ جَمَــالهَـا الشُّحْرورُ
    أبـداً ولا أرضُ البَرَاري أنـْبَـتَـتْ
    عُـشـْبـاً وغَـنّـَتْ فَـوقـَـــهُـنَّ طُـيـُورُ
    ولَمـَـا جَــرتْ مِلْياَرُ آلفِ مَجــــرَّةٍ
    وحُــدَاؤهــا التَّـسـْبـيـحُ والـتَّكـبـيرُ
    لـولاكَ مـا انْسلخَ النـَّهارُ من الـدُّجىَ
    ولمـــا تَـبسمَ في الحــيــاةِ عَــبـــيرُ
    لولاكَ ما انْـفَـلـــقَ الـصَّباحُ ولاكَستْ
    وجـهَ الـليــالــي الــدَّاجِـيَـاتِ بـُدورُ
    مـنْ أتْـقـَنَ الإنـسـانَ ؟ قــوَّمَ خَـلـقـهُ
    حـُسـْنـاً فـمـا في الــكـائِـنـَاتِ نَـظــيرُ
    يـا مـن خَلقتَ الكونَ يَلهَــــجُ بالثَّنَا
    كــلُّ الــوجُـــودِ إلى عـُــلاكَ يُـشـيـرُ
    فـلـك المحــــامدُ بامْتِدَادَاتِ المدَى
    ما افترَّ ثَغْرٌ أو تَنــَفَّسَ نـُــــــــــورُ
  • مها منصور
    أديبة
    • 30-10-2011
    • 1212

    #2
    قليلةٌ هي النصوص الأدبية الدينية
    مناجاة .. تجعل المضطر يتبسَّم
    الاعتراف والتذلل لله
    تمجيد الله وتعظيمه
    الاعتراف بفضائله

    نص روحاني جميل
    بلغة صاخبة ..
    تقديري

    تعليق

    • هائل الصرمي
      أديب وكاتب
      • 31-05-2011
      • 857

      #3
      أشكرك أختي مهما من كل قلبي على مرورك وتعليقك الراقي
      دمت بألق

      تعليق

      • فتحي أبوعامرية
        أديب وكاتب
        • 13-07-2012
        • 58

        #4
        وباديء ذي بدء أشكرك أخي على أنك وضعت قصيدتك هنا ولا يخفى علينا إنك لم تضع
        قصيدتك هنا إلا لتفيد وتستفيد وصدقني أن كل كلمة تقال هنا يجب وضعها بعين الأعتبار لتستفيد منها مستقبلاً

        لن أتناول قصيدتك بالكامل فالوقت لا يسمح لي ولكن سأكتفي بالشرح على الأبيات الأولى
        وقس أنت على الباقي:

        القصيدة نظمت على البحر الكامل وتفعيلته:
        متفاعلن متفاعلن متفاعلن

        قلت في مطلع القصيدة:

        رَبــَّاهُ إنـــي مـُــذعــنٌ وفـــقـيــرُ
        مـُـتـذلِّـلٌ مِمَـــا جَـــنَــيتُ كَـســيرُ

        جميل هذا المطلع للقصيدة ولكن يعاب على الصدر كلمة مذعن فأنت لم تأت في السياق بما يدل على الإذعان فلا وافقت بين إختيار الكلمات
        كلمتي الإذعان والفقر فلا توافق بينهما، وكلمة مذعن هنا تأتي في سياق الحشو وهو من عيوب الشعر.

        تَـتَـزَاحـمُ الآهَاتُ بـينَ جَوَانِحي
        والــقـلـبُ فــيــهِ تـَبتلٌ وزَفِـــيرُ

        في قولك تتزاحم الآهات بين جوانحي وصف سطحي جداً ولم تترك مجالاً لبلاغة اللغة العربية ما يتيح تحرك الخيال فقد ضربت بالبلاغة عرض الحائط فأنظر لقول يزيد بن معاوية في وصف حبيبته حين قال: وامطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ** ورودا وعضت على العناب بالبرد
        فأنظر كيف أنه ترك مجالاً للخيال يتحرك فقد شبه دموع حبيبته كمطر متلألأ يتساقط من على العيون النرجسية الشكل واللون وكأن تلك الدموع تسقي الخدود الوردية وعندما خجلت الحبيبة عضت على شفتيها الحمراء اللون بتلك الأسنان التي تشبه البرد فأنظر كيف جمالية الوصف عند يزيد وسبك الكلمات التي تنساب أنسياب الماء لشاربه واحكم أنت بنفسك أي تشبيه يستحق الثناء تشبيه يزيد أم وصفك لإحساسك بالذنب.

        يـا رب خُذ بيدي فــإنـي مُبْحرٌ
        عـزمـي بأغـلالِ الذًّنـوبِ أسِــيرُ

        هذا البيت مكسور عروضياً إن أردت كتابة كلا اليدين وأما إن أردت اليد الواحدة فيعاب عليه التخليع.

        في قولك:
        آلاؤكَ العـظمَى جَرتْ أنهـارهَـا
        والـنـَّفسُ في فلكِ الشَّتاتِ تَدورُ
        أنى للآلاء أن تكون أنهار فهذا التشبيه بعيد كل البعد عن المقصد فآلاء الله سبحانه تظهر وتبين ولا تكون ماء يجري فقد أبتعدت بالتشبيه الخاطيء بغرض مليء البيت وهنا وقعت في الحشو بلفظ لا تحتاجه فيه.

        أما قولك:
        كُلُّ المـعَـــــــاني لا تَطالُ ثَناءهُ
        تجـثــو أمـام جــلالــهِ وتَمورُ

        صدر البيت هنا جيد وليتك أكملت على نفس الوتير ولكن حرت عندما لم تجد المعنى فحاولت ملىء البيت بما لايتوافق مع المعنى فقولك تجثو الكلمات أمام الله فمن الطبيعي أن كل شيء يجثو أما الخالق سبحانه وهذه هي سنة الحياة ويجب عليك إعادة صياغة البيت بما يتوافق وفكرته وكلمة تمور أي تنثني وتهرب وهذه العبارة تختلف كلياً مع ما قبلها فكيف للكلمات التي تخضع و تجثو أمام الخالق خوفاً منه أن تفر؟. يجب أن يكون المعنى واضحاً ومتوافق مع ما قبله.

        لن أكمل القصيدة وأكتفي بهذا القدر بعد أن تبين لك أين مكامن الخلل فقس على ما تبقى.

        نصيحة أخوية:

        عليك أخي بقرائة الشعر الجيد والإكثار منه لنه في يوم من الأيام سيخرج على لسانك أنت فأترك عنك الحداثة وما أقحموه في الشعر وهو براء منه وأقرأ الشعر الحقيقي الذي يفتح آفاقك وحاول إتباعه.
        [GASIDA="type=2 width="100%" border="none" font="bold x-large 'Traditional Arabic'" bkimage="""]
        قد أكثر القوم في الفتوى بجهلهم=حتى أدَّعوا أنهم للشعر أنساب
        يرومنا السفه من نذلٍ فنتركه ** إن اللبيب لقول النذل جناب؟!
        أسبابهم كان كالجهلاء مبتذلاً ** جهل الوشاة وما للجهل أسباب
        أمضى من السيف أقوال أسيرها ** لها وربك بين العُرب إِطناب
        [/GASIDA]

        تعليق

        • هائل الصرمي
          أديب وكاتب
          • 31-05-2011
          • 857

          #5
          أعجبني مجرد تناولك للنص بالنقد فهذا يدل على اهتمامك بالشعر والشاعر وإن كنت خالفك في بعض مانقدت وأوافقك في بعض
          مثال
          البيت التي تقول
          آلاؤكَ العـظمَى جَرتْ أنهـارهَـا
          والـنـَّفسُ في فلكِ الشَّتاتِ تَدورُ
          تشبيه النعم بأنها كالنهر يراد بها الكثرة
          جرت أنهارها كناية عن الكثرة التي تقابل بشتات النفس وتشعبها في الدنيا بدلا من الشكر واجتماعها على الله
          وهي صورة جديدة لم يسيق إليها أحد فيما أحسب
          لكنك وفقت في اليت الأول وكلامك في محله فالإذعان لا يناسب
          وكذلك وفقت في ليد الواحده لأني أقصدها ولكني لم أفهم معنى الخلع كنت أحب أن تكمل نقد القصيدة
          عموما بارك الله فيك وزادك من علمه
          انقد كما تشاء كي نستفيد
          تحياتي وشكرا

          تعليق

          • فتحي أبوعامرية
            أديب وكاتب
            • 13-07-2012
            • 58

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة هائل الصرمي مشاهدة المشاركة
            أعجبني مجرد تناولك للنص بالنقد فهذا يدل على اهتمامك بالشعر والشاعر وإن كنت خالفك في بعض مانقدت وأوافقك في بعض
            مثال
            البيت التي تقول
            آلاؤكَ العـظمَى جَرتْ أنهـارهَـا
            والـنـَّفسُ في فلكِ الشَّتاتِ تَدورُ
            تشبيه النعم بأنها كالنهر يراد بها الكثرة
            جرت أنهارها كناية عن الكثرة التي تقابل بشتات النفس وتشعبها في الدنيا بدلا من الشكر واجتماعها على الله
            وهي صورة جديدة لم يسيق إليها أحد فيما أحسب
            لكنك وفقت في اليت الأول وكلامك في محله فالإذعان لا يناسب
            وكذلك وفقت في ليد الواحده لأني أقصدها ولكني لم أفهم معنى الخلع كنت أحب أن تكمل نقد القصيدة
            عموما بارك الله فيك وزادك من علمه
            انقد كما تشاء كي نستفيد
            تحياتي وشكرا
            اهلاً بك أخي هائل
            دعني أبين لك ما أختلفنا فيه بخصوص تشبيهك الآلاء بالماء الجاري فلقد تبادر إلى ذهني ما تطرقت إليه ولكنك نسيت ماهو المضمون يا رعاك الله
            فهدف التشبيه هو الوفرة والبيان، بما أننا متفقين على هذا الجانب دعني أسرد لك بعض الامثلة علّ الفكرة تصل إليك لتتفاداها مستقبلاً بحول الله
            فللمثال لا الحصر عندما نشبه أي شخص بالثريا نريد بذلك أنه هامة أو قامة عالية لا يطال في أي سجية من سجاياه سواء في الكرم أو في غيره ومضمون
            التشبيه أن هذا الشخص المشبه به تفرد عن باقي أقرانه.
            إذا أردنا أن نسوق تشبيه لرجل سريع العدو فلا نستطيع أن نشبهه بالسلحفاة كونها أبطء المخلوقات ولا نستطيع أيضاً أن نشبهه بالحية علماً بأنها سريعة جداً وتسبق العدائين ولا نستطيع تشبيهه بأي شي سريع ولكنه قبيح لأن الغرض من التشبيه هنا سيجير إلى الضد هل وصلت لك الفكرة.

            تشبيهك للآلاء هنا لا يجوز كون وجه الشبه أنقطع بين الشبيهين فلو شبهت كرم شخص ماء بالنهر الجاري لكان التشبيه نافع لأنك شبهت الكرم بالشيء الذي لا ينقطع ولكن كيف لنا أن نشبه الآلاء بالشي الذي لا ينقطع؟
            إن الآلاء من وفرتها تصبح جلية للقاصي والداني فلو بالغت وقلت أن الأعمى أصبح يراها لكان تشبيه منك رائع فحاول صياغة البيت بما يتوافق مع الغرض.

            أما التخليع هو ان يكون الوزن قبيحاً بالإفراط في التزحيف حتى يظهر للقاريء وكأنه مكسور حتى وإن كان مستقيماً وهو أحد عيوب نظم القصيد.

            وأما طلبك للمرور على القصيدة باكملها فمشكلتي في الوقت فلا أجد الوقت الكافي سيما في رمضان ولكن بحول الله أني أمرّ عليها ولكن دعني أجد الوقت المناسب.
            [GASIDA="type=2 width="100%" border="none" font="bold x-large 'Traditional Arabic'" bkimage="""]
            قد أكثر القوم في الفتوى بجهلهم=حتى أدَّعوا أنهم للشعر أنساب
            يرومنا السفه من نذلٍ فنتركه ** إن اللبيب لقول النذل جناب؟!
            أسبابهم كان كالجهلاء مبتذلاً ** جهل الوشاة وما للجهل أسباب
            أمضى من السيف أقوال أسيرها ** لها وربك بين العُرب إِطناب
            [/GASIDA]

            تعليق

            • هائل الصرمي
              أديب وكاتب
              • 31-05-2011
              • 857

              #7
              عموم القصيدة فازت بمسابقة شاعر العرب التي أجرتها قناة المستقلة في لندن وقد تناولها النقاد وأكثر ما أشادوا بهذا البيت على أنه أجود بيت في القصيدة كلها ولكن النقاد يختلفون في وجهة نظرهم وهذه محمدة فما يجيزه هذا لا يقره الآخر
              أشكرك من كل قلبي
              وفي انتظار نقدك القادم

              تعليق

              يعمل...
              X