دعاوى بن جيلا
سأفترض
أنّ ليَ الأرضَ
و العشقَ
و الحكمةَ حتّى...
و أنّي ما زلتُ أملكُ علّةَ قال (وهي قديمة)
و أنّ حواسيّ جميعَها جُلّى
و أنّ لديّ ما يزالُ كلامُ
لذا سأدّعي
أنّ الأرضينَ مأهولة بجرذانها
و أنّ السّماوات ضيّقة بالأحلام جدّا
و أنّ أهل القرى في مجتمع من الأرض عطشى
(يأكلون الطّعام و يمشون في الأسواق)
و ينامون -حين ينامون- وحيدين وحيدين...
و نحن - كما نحن نحن-
فم الكلمات علينا حرامُ.
***
و سأدّعي
أنّي أعيش كغيري
و أنّي أرحّب بغيري كغيري
و أبتهل إلى الله أن لا يكون ما أريد أن لا يكون
لأنّا كما نحن نحن فم الكلمات علينا حرامُ
***
و سأفترض
أنّ لي ما أريد -و ما أريد كثيرا-
سأدعو زوج حمام يتّخذ وطني إلفه و الهديل
و سأدع الخيل-أصيلة أم هجينة كانت-
تركض تركض تركض
و تغتني بالصّهيل
سأفتح نوافذ بيتي قبري
أنضحه بمياه القرنفل و الياسمين
أهيّئ شايا لروحي ضيفي
عندما تقدم في الأصيل
سأملأ جرّتي و سلّة خبزي
و قلبيَ (قبلُ) بالشّهد أو السّهد سيّان
و سأدّعي
أنّنا نحن ونحن و نحن
فنحن كما نحن نحن فم الكلمات علينا حرامُ.
***
و سأدّعي - مثل غيري -
أنّ لي في السّماء سميّا
و أنّ الأرض يرثها الصّالحون
لكن
لماذا هناك أراض للأمراء فقط
و أراض مرشّحةٌ الضّياع فقط
و أراض مُهيّأةٌ لمواء القطط
و أخرى...
و أخرى...مسلّمةٌ للغزاة الجدد
و نحن كما نحن نحن
فم الكلمات علينا حرام
نسمّي الكلام في الرّأي حربا
و في الماء حربا
وفي الحبّ حربا
فماذا إذن من كلام تبقَّى
و كم من حروب سوف أقيمُ
وكم من دعاوَى سوف أقول
لتبقى لنا الأمنيات ... و يبقى
فم الكلمات شهيّا و يبقى
للقادمين فم و صهيل
شعر الفتى الهلالي - تونس -
شعر الفتى الهلالي - تونس -
تعليق