الشاعر عبدالرحيم محمود
شاعرنا القدير

غزلية ماتعة بلحنها ومعانيها الرقيقة وعتابها الحار

وهذا وأنت تقول ان الشعر جافاك ؟؟
فكيف لو رقّّت ظبيتك وانهمرت قريحتك..؟؟
تحيتي لك

الشاعر القدير

عبد الرحيم

الله عليك

أهنئك على قلمك الفاخر

الذي يغزل الحروف

بعدَ أن يعطرها بماء الورد

لك أرق تحياتي

وامنياتي لك بالمزيد من الإبداع

شاعرنا الكبير و نهر القصيد
" عبد الرحيم محمود "
روضةٌ خضراء نضرة جامعة للحسن
ازدانت بمفردات الجمال و العذوبة
دمت ملهماً و بديعا
تحيّاتي العطرة

قصيدة جميلة بلا شك...

ولي عودة إذا حل المساء لأتناول بعض ما جاء فيها علَّني أستفيد أو أفيد..

كل الود

لله درك من شاعر مدرسة ايها الشاعر الفحل فطوبى لك
رائعة مميزة ومكانهاخالد ابد الدهر بين اروع الروائع
يطيب لي ويسعدني جدا قراءة ما تكتب استاذنا
سلمت واعطاك القدير ما تود حتى تهنأ
مودتي والشكر

الحبيب الشاعر الكبير عبدالرحيم محمود
نص كبير بحرفه
ويطرب بفكره
أتعبت الشعراء بعدك والله
فلك خالص ودي وحبي

أخي الكريم/ عبد الرحيم محمود..

قصيدة ماتعة.. وخيال خصب... غيرأنه قد لفت انتباهي بعض ما جاء فيها فأحببت أن أشاركك رؤيتي لعله يكون لديك ما يزيدني فهما لبعض ما استوقفني فيا... ولك الفضل أن سمحت لنا مناقشة هذا الإبداع..

قلت:
وحاد بي زورقي والموج يدفعه
في حومة الشك سوء الظن ألقاني

زاد التقديم والتأخير في الشطر الثاني المعنى قوة والبيت بلاغة...

وقلت:
أهكذا الحب موج طبعه نزق
يدمر القصر في رملي وشطآني

لا يتضح المعنى بما اكتفيت به في البيت.. فإن قصر من الرمل على الشاطيء هو حقيق بالدمار بالريح فحسب فما بالك بالموج.. فهذا مما يزري بالمعنى إذ كأنك تصور أن تعلقك كان قصرا من الرمل اجتاحته أمواج الحب.. فهو قصر ضعيف لا يستحق البقاء.. أما إن كان القصر من غير الرمال فيكون ما دفعني لهذا الظن قولك "في رملي وشطآني" فإنه يكون كافيا إن أردت هذا المعنى أن تقول يدمر القصر في شطآني.. فكلمة "رملي" زائدة لا فائدة منها إلا إقامة الوزن وهذا عيب من عيوب الشعر.

وقلت:
أهكذا الحب جمر فيه محرقتي
أهكذا الحب بعد الأسر نسياني؟؟

المحرقة هي المكان حيث يحرق الشيء... فقولك جمر فيه محرقتي .. -لا يستقيم في ظني-، فالجمر يكون في المحرقة ولا تكون المحرقة في الجمر،

وقلت:
أو صرت لا شيء في عينيك منزلة
من بعد ما كنت كحلا بين أجفان ؟

مهلا فإني الذي أعطاك من ألقي
ومن يلون خد الورد بالقاني

في البيتين خطأ عروضي، فقد كتبت قصيدتك على بحر البسيط،
مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن
وقولك "أوصرت لا شيء في عينيك منزلت" لا يستقيم وزنه إلا أن يكون "أصرت لا شيء في عينيك منزلة" فتخبن مستفعلن لتصير متفعلن.
وقولك "مهلا فإني الذي أعطاك من ألقي" لا يستقيم عروضيا إلا أن يكون "مهلا فإن الذي أعطاك من ألقي" هكذا يستقيم الوزن ويسقط المعنى فالبيت يحتاج إلى إعادة صياغة ليستقيم الوزن والمعنى.

وقلت:
أنا الذي من بياني صرت معرفة
وصرت أنت تماثيلي وصلباني

لا يكون المدح أو الفخر إلا من حيث تكون المبالغة، وقولك "صرت معرفة" لا يؤدي هذا المعنى فالمعرفة عامة لا شرف فيها على عكس العلم إلا أن يكون قصدك أنك عرفتَ ببيانك وهذا حسن إلا أن البيت لا يدل عليه بل يحتاج إلى صياغة أخرى توضح المعى المنشود..
أما "تماثيلي وصلباني" فلا دلالة لها في القصيدة من حيث كاتبها.. فقد قرأت اسمك وهذه الدلالات لا تقع غلا لوثني أو مسيحي.. لا لمسلم.. وانعدام الدلالة يقدح في البيت والقصيدة، فهو تفارخ أو ادعاء لما يخالف الكاتب نفسه.. وهذه اشكالية صادفت الأدب العربي في بداية يقظته خاصة مع تبني كثير من الشعراء مدعي التجديد لمثل تلك الألفاظ على انعدام دلالتها حقيقة عند كاتبها.. وقد تناول هذا الأمر باستفاضة أبا فهر محمود شاكر في كتابه أباطيل وأسمار.

وقلت:
وصرت خالدة في حبر محبرتي
وصغت من وتر الشامات الحاني

قولك "حبر محبرتي" .. تكرار غير مفيد.. فهل يكون في المحبرة إلا الحبر!! ولو قيل حبر قلمي أو كلم قلمي أو ما شابه مما يتصل ويتباين ويعطي دلالة عميقة لعله يكون افضل..

وقلت:
جعلت منك سحابات السماء مدى
وفيك طارت على الآفاق جنحاني

ذكرت قبل قليل أن الشاعر يحن به المبالغة.. غير أن المبالغة لا تحسن على كل وجع، فقولك "جعلت منك سحابات السماء مدى" مبالغة غير مستحسنة لأن هذا الأمر لا يملكه بشر ولا يتخيل أن يملحه إلا الله سبحانه وتعالى...

وقلت:
يا أول الحب طيشا كان أوله
وآخر الحب مغموسا بأحزاني

بين أول وآخر طباق ماتع ومقابلة أبرزت المعنى... أحييك بشدة

وقلت:
حبي الوحيد لماذا بات يحرقه
حمق بلا سبب في جمر نيران ؟

لا يستقيم وزن "حبي الوحيد لماذا بات يحرقه" بل يستقيم "حبِ الحيد لماذا بات يحرقه" بكسر الباء وبه لا يتقسم المعنى فزيادة الياء خرجت بالشطر عن البسيط.

وقلت:
مجنونة أنت أشقيت الحبيب فتى
وبعد أن شبت حبي فيك أشقاني

جناس وطباق ومقابلة وتقديم وتأخير.. هذا بيت هو درة في القصيدة....

وقلت:
وهل نسيت جنود الخوف قد رفعت
سلاح موتي لأفدي طرفك الحاني

مجاز بديع... أحسدك عليه...

وقلت:
وهل تناسيت من بالموت هددني
هل بحت سرك لو أودى بشرياني؟؟

أدرك المعنى الذي تقصده غير أنه لا يستقيم... فإ تساؤلك لا يصح إلا أن يكون أودى بشريانك او كاد فيكون الأصوب أن تقول "هل بحت سرك إذ أودى بشرياني" أما لو فمعناه أنك تظهر لها مدى حبك فافتراض قد يحدث وهذا ما لا سبيل لإثباته فلا سبيل لإظهار فضلك به ...

وقلت:
مجنونة أنت لو كل النساء غدت
أنثى لكانت بعيني بعدك الثاني

لا أدري أيصح تذكير الثاني والمعنى يقتضي أن تكون الثانية..

وقلت:
في كل مفترق أو كل زاوية
أليس عطرك لي فلي وريحاني

أكثرت من "أليس" وكان الأولى أن تنوع بالاتأكيد والإثبات لا أن تقصر الأمر على الاستفهام.. كأن تقول "لاقيت عطرك لي فلي وريحاني" ، أرد فقط إعطاء المثال، لا أن هذا كلام بليغ في نسجه الذي نسجتُه..

وقلت:
أليس نخلك نخلي إن هززت به
ساقط الرطب الممزوج قنواني ؟؟

لعل التاء في "تساقط" سقطت سهوا غذ لا يستقيم الوزن إلا بها.

وقلت:
سلي حريرك كم غازلته فأنا
طرزت أنجمه من وشي خيطاني
أظنك قصدت بخيطان جمع خيط، وهذا خطأ فجمع خيط خيوط، أما الخيطان فهو جمع الخيط وجماعة النعام أو البقر كما جاء في لسان العرب، وعلى هذا لا يستقيم المعنى.

في المجمل قصيدتك جيدة ورائقة غير أنه قد يشوبها انعدام الدلالة في التوصيف خاصة فيما يتعلق بالقوافي، فبعض أبياتك تعاني من اجتلاب القافية لسبك البيت وهذا قد يجعل المعنى ناقصا أو مفتعلا أو يقدح في دلالته..

تحية معطرة وأتمنى أن تمتع نظري بجديدك....

خالص الود ..