متجر الكتب
قصة قصيرة
*************
كان ياما كان في هذا العصر و الأوان و ما يطيب الكلام إلا بذكر خير الأنام محمد عليه وعلى آله الصلاة و السلام، هكذا كانت أمي تبدأ الحكايه عندما كنت طفلا، و اليوم بدا لي أن أبدأ قصتي القصيرة بها. كانت ليلة شتاء باردة، كما هي حال ليالي الشتاء في مدينتي بارده و جافه، و لكنها ليست قاسيه بقساوة القانون الذي يعتبرني غريبا، فيما مضى عندما كنت أصغر سنّا كنت أحب المكان، و لكن شيئا فشيئا بدأ ذلك يتناقص بعد أن علمت أنه من المستحيل أن يصبح وطنا.
كم أحب ليالي الشتاء فهى تفرغ مخزون الحرارة التي اكتسبتها في أشهر الصيف الطويله، دخلت إلى متجر الكتب كعادتي من مساء كل يوم جمعه... آه ... و لكن قبل ذلك أريد أن أعرفكم بنفسي أنا "عبد الكريم" هذه هي صفتي فأنا "عبد" لآله اسمه وصفته "الكريم" و يشترك معي في ذلك كل البشر ذكورا وإناثا، ولكن الأنثى يطلق عليها في لغتنا "أمة" بدل"عبد" و لم أسمع من قبل بأنثى تسمى "أمة الكريم"، و لكني سمعت باسم "أمة الرحمن"، جدي رجل عظيم اسمه "آدم" و ذريته التي علي قيد الحياة الآن تقدر بستة مليارات نسمه من الذكور والإناث، لذا فأنا "عبدالكريم آدم" و أدعى " كريم ". أعيش الآن في القرن الواحد والعشرين، تحديدا سنة 2012 للميلاد متزوج و لي أولاد، فإن كنت تقرأ قصتي هذه وأنت تعيش في قرن قد خلا، ربما تجد بعض وصوفها فيه غرابة و يشبه السحر، أما إن كنت تعيش في قرون المستقبل ربما تجدها أثرية. لي صديقة اسمها "أحلام"تعرفت عليها في شبكة الكترونيه عنكبوتية ساحرة، تستطيع التحدث من خلالها من أي مكان بالكتابة و الصورة المتحركة و الصوت أيضا، لم أر أحلام بعد وهي متقلبة المزاج في أحيان تكون ممله، و أحيانا تكون مسليه، كما ومرت علي دقائق، فقط دقائق، شعرت بالحنين لها، و لكن كما يقولون أن الرجل لا يكتمل حبه إلا بالنظر ولم أرها بعد، إن رأيتها يوما سأحدثكم بالتأكيد عنها بتفصيل أكثر، هذا بعض أنا.
في متجر الكتب، و أنا أنظر إلى عناوين الروايات والقصص لمحت بطرف خفي هيفاء لها خصر قد ضمر، كانت تنظر هي أيضا و تبحث في الكتب، جالت بخاطري هواجس وفكر ليس لها شكل و لا معنى، كنت أتمنى أن تتقاطع الطرق بيننا في الممر، وفعلا هذا ما حصل دون تخطيط و لا قصد، تلاقت العيون و لا أدري إن كانت قد أطلقت سهام نظرتها، أم إن فيّ بعض من خبل أو سكرات من ثمل، مرت و لم تعقب، و لكني عقبت على أثرها وعلى دربها أنا ذهبت أرسلت عيوني، و التقينا صدفة أخرى عند كتب الفلسفة، و كانت لي فيها قراءات لا بأس بها ، وصلت هي أولا ثم وصلت أنا، وانحازت لتفسح لي الطريق، فابتسمت و أشرت أن هذا المكان الذي أريد، لا أدري أكانت هي قد شعرت بأني أنظر إليها و نظرت هي الأخرى؟ و استمر الصمت و النظر إلى عناوين الكتب و فقدت التركيز، و بعد دقائق جاءت صديقة لها، علمت أنها تبحث عن مقدمة في العلم، و بدا لي أن أرشدها إلى قصة كنت قد اقتنيتها، و تتحدث بشكل قصصي عن تاريخ الفلسفة، وأفتح مجالا للتعارف بما أن لنا نفس الاهتمام، ولكني لم أفعل!! وغادرت المكان.. هل يا ترى أضعت الفرصة؟
و في تلك الليله استرجعت ذكريات ما مر بي في متجر الكتب وكتبت فيها نصا يقول البعض إنه شعر حر و البعض يقول إنه شعر نثري، و الحقيقة أني لا أدري و لا أعلم علوم الشعر وأصوله ولكنني اختزلت أحاسيسي في هذه السطور و سأخبر" أحلام " بذلك ...
في متجر الكتب...
كان لي موعد مع القدر...
وقفت هي وإلى الروايات أرسلت النظر...
هيفاء عيناء وخصرها قد ضمر...
جالت في خاطري أحاسيس وفكر...
وتقاطعت خطواتنا في الممر...
أرسلت سهم نظرتها و في القلب استقر...
أصابني دوار كأنه سكرة ثمل...
يا ويح قلبي... إلى أين المفر...
انتهت ...
قصة قصيرة
*************
كان ياما كان في هذا العصر و الأوان و ما يطيب الكلام إلا بذكر خير الأنام محمد عليه وعلى آله الصلاة و السلام، هكذا كانت أمي تبدأ الحكايه عندما كنت طفلا، و اليوم بدا لي أن أبدأ قصتي القصيرة بها. كانت ليلة شتاء باردة، كما هي حال ليالي الشتاء في مدينتي بارده و جافه، و لكنها ليست قاسيه بقساوة القانون الذي يعتبرني غريبا، فيما مضى عندما كنت أصغر سنّا كنت أحب المكان، و لكن شيئا فشيئا بدأ ذلك يتناقص بعد أن علمت أنه من المستحيل أن يصبح وطنا.
كم أحب ليالي الشتاء فهى تفرغ مخزون الحرارة التي اكتسبتها في أشهر الصيف الطويله، دخلت إلى متجر الكتب كعادتي من مساء كل يوم جمعه... آه ... و لكن قبل ذلك أريد أن أعرفكم بنفسي أنا "عبد الكريم" هذه هي صفتي فأنا "عبد" لآله اسمه وصفته "الكريم" و يشترك معي في ذلك كل البشر ذكورا وإناثا، ولكن الأنثى يطلق عليها في لغتنا "أمة" بدل"عبد" و لم أسمع من قبل بأنثى تسمى "أمة الكريم"، و لكني سمعت باسم "أمة الرحمن"، جدي رجل عظيم اسمه "آدم" و ذريته التي علي قيد الحياة الآن تقدر بستة مليارات نسمه من الذكور والإناث، لذا فأنا "عبدالكريم آدم" و أدعى " كريم ". أعيش الآن في القرن الواحد والعشرين، تحديدا سنة 2012 للميلاد متزوج و لي أولاد، فإن كنت تقرأ قصتي هذه وأنت تعيش في قرن قد خلا، ربما تجد بعض وصوفها فيه غرابة و يشبه السحر، أما إن كنت تعيش في قرون المستقبل ربما تجدها أثرية. لي صديقة اسمها "أحلام"تعرفت عليها في شبكة الكترونيه عنكبوتية ساحرة، تستطيع التحدث من خلالها من أي مكان بالكتابة و الصورة المتحركة و الصوت أيضا، لم أر أحلام بعد وهي متقلبة المزاج في أحيان تكون ممله، و أحيانا تكون مسليه، كما ومرت علي دقائق، فقط دقائق، شعرت بالحنين لها، و لكن كما يقولون أن الرجل لا يكتمل حبه إلا بالنظر ولم أرها بعد، إن رأيتها يوما سأحدثكم بالتأكيد عنها بتفصيل أكثر، هذا بعض أنا.
في متجر الكتب، و أنا أنظر إلى عناوين الروايات والقصص لمحت بطرف خفي هيفاء لها خصر قد ضمر، كانت تنظر هي أيضا و تبحث في الكتب، جالت بخاطري هواجس وفكر ليس لها شكل و لا معنى، كنت أتمنى أن تتقاطع الطرق بيننا في الممر، وفعلا هذا ما حصل دون تخطيط و لا قصد، تلاقت العيون و لا أدري إن كانت قد أطلقت سهام نظرتها، أم إن فيّ بعض من خبل أو سكرات من ثمل، مرت و لم تعقب، و لكني عقبت على أثرها وعلى دربها أنا ذهبت أرسلت عيوني، و التقينا صدفة أخرى عند كتب الفلسفة، و كانت لي فيها قراءات لا بأس بها ، وصلت هي أولا ثم وصلت أنا، وانحازت لتفسح لي الطريق، فابتسمت و أشرت أن هذا المكان الذي أريد، لا أدري أكانت هي قد شعرت بأني أنظر إليها و نظرت هي الأخرى؟ و استمر الصمت و النظر إلى عناوين الكتب و فقدت التركيز، و بعد دقائق جاءت صديقة لها، علمت أنها تبحث عن مقدمة في العلم، و بدا لي أن أرشدها إلى قصة كنت قد اقتنيتها، و تتحدث بشكل قصصي عن تاريخ الفلسفة، وأفتح مجالا للتعارف بما أن لنا نفس الاهتمام، ولكني لم أفعل!! وغادرت المكان.. هل يا ترى أضعت الفرصة؟
و في تلك الليله استرجعت ذكريات ما مر بي في متجر الكتب وكتبت فيها نصا يقول البعض إنه شعر حر و البعض يقول إنه شعر نثري، و الحقيقة أني لا أدري و لا أعلم علوم الشعر وأصوله ولكنني اختزلت أحاسيسي في هذه السطور و سأخبر" أحلام " بذلك ...
في متجر الكتب...
كان لي موعد مع القدر...
وقفت هي وإلى الروايات أرسلت النظر...
هيفاء عيناء وخصرها قد ضمر...
جالت في خاطري أحاسيس وفكر...
وتقاطعت خطواتنا في الممر...
أرسلت سهم نظرتها و في القلب استقر...
أصابني دوار كأنه سكرة ثمل...
يا ويح قلبي... إلى أين المفر...
انتهت ...
تعليق