( ما بين سعد الصغير وسعد الكتاتني )
رئيس على واحدة ونص
رئيس على واحدة ونص
كانت ولا زالت حديقة الحيوانات الواقعة بحي الجيزة وإمام قاعة عبد الناصر التي تتصدر جامعة القاهرة,أحد المناطق القاهرية الجميلة والتي عشقتها ( زمن إحنا الطلبة والشاطر يرفع إيده )
من المعلوم أن إتحاد بين دولة الحيوان ودولة النبات ودولة الإنسان قد تأسس منذ سنين لإدارة دولة الحديقة,وأن دستورها المتفق عليه ينص على:
1- أن الحاكم والناهي والآمر (سعادة الرئيس) من أبناء جنسية الإنسان , يجمع بين يديه كل السلطات التشريعية والتنفيذية
2- لسعادة الرئيس وأبناءه وأحفاده الخير والأمر والتصرف بالأموال دون حسيب أو رقيب وعلى أبناء وأحفاد جنسية الحيوان والنبات خدمة الحديقة دون أدنى اعتراض بل أن نشيد الحديقة يجب أن يتضمن ذلك على أن يحفظه الكبار ويكرره الصغار قبل الطعام وبعده.
3- أبناء جنسية النبات عليهم خدمة تقديم الظل والنسيم وكافة المتع البصرية للزوار , تحمل الطيور ومساكنها ومخلفاتها دون ضجر أو تمرد بل أن من واجبها تغيير شكلها سنويا وخاصة عند الربيع , وإلا فإنها تعرض نفسها لعقوبات القطع والحرق والعطش إسوة بحال كل من تسول له نفسه بعدم الخضوع .
4- أبناء جنسية الحيوان عليهم تقديم التسلية من الأسد حتى القرود,وأن لا تغرهم قوتهم الفطرية ووحشية محافظة الأسود والنمور والثعابين والكلاب وعلى الكل أن يبقى مستأنسا وخاضعا ومستسلما مثلهم مثل محافظة الدجاج والفيلة والحصان والحمار , إلا فإنهم يعرضون أنفسهم لعقوبات الحرمان والجوع وربما القتل , كقتل الأسد لتأكله الكلاب, أو رمي الحمار لنمر جائع , أو قتل كلب بخرطوش ورميه في صندوق زبالة , أو ترك غزالة لاغتصاب قرد .
أعوام مرت والدولة الحديقة في نظام وتحتفل سنويا بعيد النصر وشم النسيم , والنخب تتكلم ,بعضهم أدعى أن دولة الحديقة ازدهرت طالما أن السيد سيد والعبد عبد, السيد سعيد لأنه يأكل ولا يجوع, والعبد سعيد لأنه ما زال يأكل, وبعضهم قال أن دولة الحديقة تدهورت فالسيد أكل إلى أن أصابته السمنة وما يرافقها من أمراض السكر والضغط والبلادة الفكرية, والعبد أصابته أمراض القرحة والقالون العصبي من القلق والجوع وكظم الغيظ, لكن الهدهد ....إختار شجرة عالية جدا يستطلع من خلالها أخبار المحيط , شجرة تطل على قاعة ناصر عن شماله وسفارة إسرائيل عن يمينه , وإذا ما نظر إمامه وجد الملايين من كافة الجنسيات تسعى .....
وبين هذا وذاك سمع الهدهد نبأ تذيعه الجزيرة حمار مباشر أن الربيع قد حل في غير ميعاد, ذهب كعادته يستطلع الخبر, فوجد أن بالقرب منه من خرج يقول الشعب يريد إسقاط النظام, تعجب وقال وهل النظام أصبح مكروها في هذا الزمان,ومن منا لا يحب النظام !!!!
ولم يطل عجبه بعدما تذكر دولة حديقة الحيوان فقال: يبدو أن القوم مثلنا , فالنظام ليس نظامهم , بل هو نظام السادة والعبيد, حدث نفسه وقال : وجدتها ......على الذهاب لإخوتي في الحديقة لأعلن الخبر
وتم إعلان الخبر.....
ومن الهدهد مباشر إلى الغراب مباشر إلى أبو فصادة مباشر إلى كل أصناف وألوان الثعالب مباشر...
وتم الحشد.... وبحثوا عن أسد يقودهم فلم يجدوا,
وقع القوم في مأزق...
لابد من أسد وأسود الحديقة مابين خريج السرك القومي وخريج أمراض الشيخوخة, ولابد لنا من يحمينا!!!!!!
وهنا تقدم الثعلب صارخا:
يا قوم...الحكمة تقول: في غيبة الأسود علينا بما هو موجود,
فلا مانع أن تحمينا حينا النمور أو القرود أو حتى الذئاب, إلى أن نتعرف على حامينا وسيدنا المنتظر,
وعليه أقترح عليكم, أن نحكم بصورة جماعية ( مجلس رئاسي ), بنبدأ أولا بائتلاف, فعلى ائتلاف الذئاب أن يقدم مرشحه, وائتلاف القرود مرشحه, وائتلاف الدجاج مرشحه, وكل من يجد لديه القدرة والسطوة يقدم مرشحه, ونعقد لجنة انتخابات, ومنها نختار سيدنا القادم...إندهش القوم لحكمة الثعلب
.صفق الذي سمع والذي لم يسمع
وتفرق القوم على أن ينتخبوا سيدهم في المشاركة القادمة
تعليق