أمي والخاتم....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    أمي والخاتم....

    أمي والخاتم الذهبي

    - آه اصبعي المتورم يكاد يقتلني ألما.. هتفت والدتي:
    - لو سمحت يا "أحمد" أحضر المقص وقصه.

    بالبدء أود وصف أمي وأهم ما يميزها حسن التزامها، هي كالملكة وبيتها مملكتها لا تخرج منه إلا لماما، مكتفية بالمحافظة عليه وعلينا أنا وإخوتي الثلاثة، و تحرص على تربيتنا تربية دينية سليمة وتشرف بنفسها على دراستنا.. عازفة عن القيل والقال لا تتبادل الأحاديث العقيمة ولاتزور الجارات إلا بالمناسبات المهمة. لا أذكر بأنها راجعت أي طبيب مهما اشتد بها المرض، بل تكتفي بعلاج نفسها بالتداوي بالأعشاب.



    ذات عيد زواج قدّم لها والدي الخاتم موضع بحثنا من الذهب الخالص يزينه حجر كريم تعبيرا عن حبه وتقديره لها.. فرحت بالخاتم وأبقته في اصبعها لم تنزعه قط.



    ذات حين وهي تقطع اللحم بالسكين آذت اصبعها الذي يحمل الخاتم وجرحته، مم أدى لالتهابه فتورم كثيرا وضاق عليها الخاتم، وهذا أدى إلى انحباس الدم فيه وهذا ضاعف آلامها. لما ازرق اصبعها ولم تعد تحتمل الوجع طلبت من أخي الكبير "أحمد" قصه حتى تستطيع التخلص منه ومن أذاه، وهذا ما فعل..

    لكنها أوصتنا بأن لا نخبر والدنا بذلك قائلة:

    - أعتقده لو عرف بالأمر فسيطلقني لأن الخاتم ثمين، ووالدكم فلوسه قليلة ولقد وّفر مصاريفه الشخصية لأشهر حتى استطاع شراءه لي، بالتأكيد سيغضب مني لأنني لم أعرف كيف أحافظ عليه... فلنجعل ذلك سرا بيننا.

    حينئذٍ.. اكتشفت خطأها بهذه التوصية، وذلك لحدوث سوء تفاهم بينها و "أحمد"، فهددها بكل وقاحة بأنه سيقوم بإبلاغ والدنا عن أمر الخاتم.

    في نفس اليوم عندما عاد والدي من عمله جمعنا عنده، ثم خاطبنا بهدوء قائلا:

    - أنتم تعرفون يا أولادي كم ثمن علبة الكبريت الرخيصة، وبالتالي عود الثقاب فيها سعره لا يتجاوز بضعة فلوس.. لكن لو أحد منكم أشعل هذا العود دون حاجة فعليّة وبلا داعي، من المؤكّد أنّني ساغضب منه ولن أكون راضيا عنه لإهداره إيّاه بلا سبب وبلا أي طائل.
    أما لو كان الامر يستدعي ذلك فلا أجد أي غضاضة، وهذا بالضبط ما حصل مع أمكم عندما لجأت إلى كسر الخاتم الثمين لإنقاذ اصبعها، وهو إجراء صحيح لا بدّ منه ولا تثريب عليها، فالموقف اقتضى ذلك ومن الطبيعي أن لا أغضب لأن الضرورات تبيح المحظورات...



    ثم وجه حديثه إلى أخي الذي طأطأ رأسه خجلا، عندما سمعه يقول:

    -وهذه آخر مرة يا أحمد أسمع عنك تهدد أحدا انتقاما أو من أجل مصلحتك، فكيف وتلك التي تهددها أمك التي تحبك وتكد وتتعب من أجلنا جميعا، وعندما تختلف معك يكون ذلك من أجل مصلحتك كي تنجح في حياتك. ولا تنس يا ابني قول الرسول الكريم "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك" .. وقال الشافعي "إخضع لأمك وارضها فعقوقها إحدى الكبر".



    مع تحيات

    ريما ريماوي


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.
  • حنين حمودة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2010
    • 402

    #2
    أستاذة ريمة الريماوي،
    وقفاتك حلوة!
    لكني أود أن اعترف لك:حين لمست سعة صدرك، وجدت في نفسي رغبة في مشاغبتك قليلا..
    ماذا لو جعلت أحمد يروي الحكاية؟
    ماذا لو كان يروي واصفا مشاعره: الإجلال لأمه ولعملها المضمخ بالحب..
    الغيظ من أمه مما يدفعه للأن يفتن عليها..
    الخزي لأنه ارتكب معصيتين في آن دون ان يفكر.

    أحب القصص التي يرويها البطل..
    وأحب أن أعيش مشاعره!

    هل طلباتي كثيرة؟
    ربما.. لكنها ليست ثقيلة على قلمك الجميل،
    إن فسحت له.. وتركته يسيل بحرية.

    شكرا لجمال روحك

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #3
      نص رائع وبالإضافة لما تفضلت به الغالية حنين..
      كلمة "طلاق "كبيرة على الطفل ربما ينبغي استبدالها بمفهوم اقرب.
      تحيتي وشكري

      تعليق

      • جومرد حاجي
        أديب وكاتب
        • 17-07-2010
        • 698

        #4
        شكرا لكِ ريما ريماوي على القصة
        الجميلة و المفيدة ، بارك الله فيكِ

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حنين حمودة مشاهدة المشاركة
          أستاذة ريمة الريماوي،
          وقفاتك حلوة!
          لكني أود أن اعترف لك:حين لمست سعة صدرك، وجدت في نفسي رغبة في مشاغبتك قليلا..
          ماذا لو جعلت أحمد يروي الحكاية؟
          ماذا لو كان يروي واصفا مشاعره: الإجلال لأمه ولعملها المضمخ بالحب..
          الغيظ من أمه مما يدفعه للأن يفتن عليها..
          الخزي لأنه ارتكب معصيتين في آن دون ان يفكر.

          أحب القصص التي يرويها البطل..
          وأحب أن أعيش مشاعره!

          هل طلباتي كثيرة؟
          ربما.. لكنها ليست ثقيلة على قلمك الجميل،
          إن فسحت له.. وتركته يسيل بحرية.

          شكرا لجمال روحك
          شكرا لك غاليتي حنين،
          مجرد وجودك هنا، إثراء للمتصفح،
          وملاحظاتك القيمة سآخذها في مواضيعي القادمة
          للطفل باذن الله, فأنا مازلت جديدة في طرق مجال أدب الطفل.
          لك خالص مودتي وتقديري.
          تحيتي.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • ريما ريماوي
            عضو الملتقى
            • 07-05-2011
            • 8501

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
            نص رائع وبالإضافة لما تفضلت به الغالية حنين..
            كلمة "طلاق "كبيرة على الطفل ربما ينبغي استبدالها بمفهوم اقرب.
            تحيتي وشكري
            شكرا لك الأستاذة ريما ...
            على الحضور الجميل،
            أما كلمة الطلاق فصار كل
            الأطفال يعرفونها، وغالبية من
            في الروضة عندهم زميل أو زميلة
            والديهما مطلقين... أعرف انها ثقيلة
            ولكن لو كانت أخف لما كان هنالك إغراء
            للطفل كي يحاول ابتزاز امه. على كل حال
            أرجو أن أتحسن في محاولاتي القادمة..
            تحيتي واحترامي.


            أنين ناي
            يبث الحنين لأصله
            غصن مورّق صغير.

            تعليق

            • ريما ريماوي
              عضو الملتقى
              • 07-05-2011
              • 8501

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة جومرد حاجي مشاهدة المشاركة
              شكرا لكِ ريما ريماوي على القصة
              الجميلة و المفيدة ، بارك الله فيكِ
              اهلا ومرحبا بك الاستاذ جومرد حجي...
              اسعدني إعجابك بالقصة...
              الله يسعدك ويحفظك ويوفقك...
              تحيتي وتقديري.


              أنين ناي
              يبث الحنين لأصله
              غصن مورّق صغير.

              تعليق

              يعمل...
              X