تعاويذ مجنونة
ضاقَتْ بِيَ الدّنْيا
هَمَمْتُ باحِثاً
مِنْ أخْمُصِ القَدَمَيْنِ
وَحَتّى القَوافي
زَهِدَتْ كَلِماتي
فَصِرْتُ كَهْلاً
وَجَدْتُ دَليلي بَيْنَ ثناياكِ
جُودي عَلَيّ بِذِكرى تَدُلُني
عَلى ضَياعِ العُمْرِ بَيْنَ السّطورِِ ِ
مُنْذُ النُّعومَةِ .. يَحْبو
فَوَجَدْتَني أنْبُشُ الطّينَ في عَلياكِ
فاحَتْ نُسَيْماتِ النّوى مُتَسَتّرَةً
بَيْنَ وِهادِ التلِ وَالأخدودِ
عِنْدَ عَبيرِ القَلْبِ
وَروحِ الفُؤادِ
تَتَماسَكْ .. تََتَدَلّى كَما الأشْواكِ
عَبيرَ فُؤادي تَهادَيْ وَتَعالَيْ
وَتَحَللي مِنْ قُيودِ النّسْيانِ
نَرْقُبِ التاريخَ القادِمَ
لَقَدْ أعْياكِ
وَعَبيرُ روحيَ تَسْمو مُحَلّقَةً
بَيْنَ الجِسْرَ
وَبَيْنَ الحارَةِ وَحاكورَةِ جَدّي
وَمَا بَيْنَ خُصُلاتِ شَعْرَكِ
فَماذا دَهاكِ
مُدّي يَدَيْكِ
لا أهْذي هَلْوَساتِ الزّمَنْ
قـَدْ عاثَ بِنا الضّالونَ وَالنسّاكِ
لا تَأبَهي .. طاغُونَ
فَجَنَباتِ الطّرُقاتِ تَهاوَتْ بِعَزاكِ
إنّي لأبْحَثُ عَنْكِ مُتَجَلّداُ
حَتّى أفيقَ وَألثـُمَ وَرْداكِ
هاكِ العَبيرُ أضْحى باسِماً
يَنْظُرْ بِشَغْفٍ لِيَلْثـُمَ فاكِ
إرْمي إلَيْهِ بِعْضاً مِنْ هَوى
لَعَلَ البابَ يَبُوحُ بِالأسْرارِ
حينَ يَراكِ
وَالبَوْحُ أسْمى ما لَهُ
وَحينَ يَبوحُ .. يَسْمو بِعَلياكِ
جودي بِخَفْقَةِ قَلْبٍ مُتَمايِلاً
لَعَلَ روحي تـُفارِقُ ..
تـُعانِقُ مَثـْواكِ
وَتـَمَرّغي مِثـْلَ اليَراعِ مُنْسابَةً
فَكَليمُ قَلْبي يَنْتَظِرْ رُؤياكِ
كوني كَما أنْتِ .. لا تَصْمُتي
حَتى تَنْزِفي دَمْعَ الفُراقِ وَراكِ
إبقي بابَ بَيْتَكِ جاحِظاً
حتى أنيرَ ثـَغْرُكِ المِسْواكِ
وَنَيازِكِ الجُوري وَعَبيرُهُ
أقِرُُّّ .. أنّي وَقَعْتُ بِهَواكِ
وَشَقَقْتُ دُروبِ المُرّ لَعَلّي باحِثاً
عَنْ كاهِنٍ أوْ اسْقـُفٍ مُتَعَبّدٍ
بـِوادي العِشْقِ يَنْدُبُ .. باكي
مَدَدْتُ أنامِلي ، مُداعِبَةً
ثـَغْرِ الفُؤادِ وَعَبيرُهُ
حَيْثُ حاكورَةٍ تـَفْصِلُ بَيْنَنا
وَحاكورَةٍ مَدّتْ عُمْرِنا
وَشاخَ الزّمَنِ وَلا زِلْنا نُحاكي
عودي .. ضُمّي إلَيْكِ ما تَبَقّى
مِنْ هَوى
وَاروي لِناسِكي مِنْ عَيْناكِ
خُضْتُ غِمارَ العِشْقِ
صَعَدْتُ .. نَزَلْتُ الجِبالِ
بَحَثْتُ .. فَقَدْتُ الوِهادِ
وَكُنْتُ أنادي .. بِصَوْتٍ أجَشّ
عَبيرُ الفُؤادِ .. نَسيمُ الهَوى
تَرَدّدَ صَوْتي
تـَزَبّّدَ صَوْتـُكِ
تَمازَجَ صَوْتي
تَماوَجَ صَوْتـكِ
تَرَدّدَ .. تَمازَجَ
تَعانَقَ قـَلْبي .. تَعانَقَ قـَلْبُكْ
إنْصَهَرا مَعاً
هَمَمْتُ رُوَيْداً .. خَطَوْتُ إلَيْكِ
أحِثّ الخُطى مِنْ مَسْمَعِكْ
مِنْ مَدْمَعِكْ
ها أنا جاثِم
على صَدْرِ حُبّي
أدَغْدِغُ فيهِ ثنايا الذكرياتِ
غابَتْ طَويلاً وَعُمْراً مَديداً
فَكَسْرُ الجَليدِ بِنارِ العَذابِ
يَطالُ الحُدودْ
يَطالُ الرّوابي
سَمِعْتُ أنيناً مِنْ مُحَيّاكِ
أفَقْتُ لأغفو بِحُجْرِكِ
لَعَليَ أبْقى وَنَسْمو مَعاً
فَمُدّي يَداكِ وَضُمّي الكَرى
عَبيرُ فُؤادي
مُدّي يَداكِ
وَدَثّري كُلَ عُشّاقِ الأرْضِِ
فَصَدْرُكِ يَحْنو كَما عَلْياكِ
أنـْثُري عَبيرُكِ عَلى أشْلائي
لَعَلَ اللحْظَةَ نَعيشُها وَلا أسْلاكِ
ضَمّي لِصَدْرِكِ ماضِياً نَسْتَعيدُهُ
وَاجْعَلي ذاكَ الطّفْلُ .. مِنّي
وَأدْفِني العُقودِ الأرْبَعَةِ
تَحْتَ خارِطَةِ الزّمَنْ
لأهْواكِ
جُودي عَلَيّ بِخَفْقَةٍ
وَرَجْفَةِ عَيْنٍ
وَاصْنَعي مِنّي التاريخَ وَالآتي
يَحْتَضِرُ الماضي الدّفينُ
وَتَلَمْلَمَ زَغَبُ الماضي السّحيقِ
وَأحْمِلُكِ عَلى دَفّاتِ الزّمَنِ
وَأشْرِعَةِ الرّيحِ
وَنَخْتَرِقُ وَجْناتِ المَوْتِ
وَنَفيقُ عَلى سَحابَةِ القادِمْ
وَرَحيْقِ الفُراقِ
وَجُنونِ عَيْناكِ
تَعالَي نَنْبُشُ الماضي وَحَواريهِ
وَنُعَفّرُ الجَديلةِ وَغُبارِ الماضي
لأبْحَثَ عَنـْكِ
بَيْنَ طيّاتِ وَغُبارِ الزّمَنْ
وَأحْشاءِ الحَواكيرِ القَديمَةِ
وَغُبارِ العِشْقِ الأزَلِيُّ الدّفينُ
وَنَنْفُضَ العَتْمَةِ عَنْ هَوانا
وَألقي نَظَراتي العابِرَةِ
وِأمْسَحْ جُفونِكْ
وَأقـْتُلُ فيكِ حِرْمانَ القـَوافي
كفى .. كفى
الجُنونُ أدْماني وَأدْماكِ
آنَ الأوانَ لِنَلْتَقي
نَمْحو خَطايايَ .. خَطاياكِ
أهَذيانُ كُلُ هذا هَذَوْتَهُ
أمْ ما بَيْنَ الضُلوعِ .. ألقاكِ
هَيّا لِنَصْنَعَ مَجْدِ الحُبِ مُجَدّداً
وَنَتَمَرّدْ عَلى كِلام النُسّاكِ
إني مُجِدّ .. هاكِ بِذْرَةُ حُبّنا
إني أراكِ بِعَبيرُ هَواكِ
هاكِ الهَوى يُنادينا
فـَلَنْ أعْيشَ بَلاكي..
تعليق