"احلام" -حكاية قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كريم قاسم
    أديب وكاتب
    • 03-04-2012
    • 732

    "احلام" -حكاية قصيرة

    "احلام"
    قصة قصيرة
    *************
    ذات يوم وعلى شبكة التواصل الاجتماعي وصلتني رساله الكترونية تقول ان ليس لديها مانع فى التواصل معي وانها تقبل صداقتي وان اسمها "احلام" ، ومنذ ذلك اليوم و انا غارق فى تلك الاحلام و لااريد ان استيقظ . هكذا تعرفت على احلام ، ومضى اليوم ثم اليوم والاسبوع ثم الاسبوعوالشهر ثم الشهر ، ادمنتها ، و في كل يوم اكتب لها و ترد بكلمات معدودات، قلبت مواعيد اعمالي راسا على عقب، ربما هي الان تقرأ هذه القصة التي سانشرها قريبا على الملأ.
    فى ليلة تزينت فيها الكلمات وتراقصت على لحن شجي ، و أسرعت هي بالهرب ، و انا أصغي الى دقات قلبها التي تسارعت نبضاته واشم رائحة عطرها الذي كان ينضح من مسامات جسدها جميعا رغم اننا كنا في فضاء افتراضي فقط ، وبلغ بي الاشتياق لسماع صوتها ورؤية محياها مبلغا شديدا وشعرت بجوع لها في جميع جسدي ، كنت افكر، كيف لى ان احتفظ بها صديقة اتحدث اليها اطول مدة من الزمن، وكنت اخشى ان تتركني و ترحل.
    وعندما افقت من سكرات ثمل الكلمات التي طاف بنا كأسها تلك الليلة ، وجدت انى قد رسمت صورة لها في خيالي ثم احببت تلك الصورة ، وانا صادق، ياويلي بحت لها بسري، وكنت اظن ان مثلي لا يذاع له سر ، ماهذا الاحساس الذي انتابني و انا اتحدث اليها ، ءاحبها ؟ ، كلا ، لا يكمن لهذا ان يكون حبا بكل مقايس العقل و المنطق ، لم اسمع صوتها و لم ارى صورتها بعد ، و هي تردد" لن تراني " ، فمازلت ترددها حتى خفت ان يصبح ذلك قدرا محتوما . اذن مايكون ذلك ؟ . الحديث معها كان مثل عطر ذكرني عبيره بمكان و زمان قد مضى ، او ربما كمقطع من اغنية كنت اسمعها فى صباي ، اظنكم تعرفون هذا الشعور ، هذا الاحساس انما هو حب "لذكريات حب" قد مضت و كنت اغلق باب قلبي دون اي حب، استهزاءا به واستضعافا لاهله ، يا ويح قلبي وعقلي ، اتظهر اثاره الان بعدما بلغت اشدي و بلغت اربعين سنه ، كيف بي وقد احتر قلبي بالحب و شبم قلب من احب، اتراني اهيم على وجهي و ينبري جسدي و يسقم . ثم صرخت دون صوت في نفسي : اريد ان اراها ... نعم اريد ان اراها ... لكن.... أتدرون ؟.... لا .... لم اعد اريد ان اراها ، نعم لا اريد ان اراها، لان رؤيتها لن تكون حدثا عابرا ، سيتفجر في بركان حبها ، و يعزلني عن الدنيا، رؤيتها ستؤلمني، و بدلا من ان تحيطها ذراعاي ستحيطها عيناي فقط رغم انه ربما لن يفصلني عنها سوي امتار قليلة.
    ووجدت انه ليس من العدالة ان اتحدث معها عن الحب ، فكيف يكون لي أن اتحدث مع فتاة غضه ، غافلة عنه ، و اثير فى قلبها وعقلها مشاعر يمكن ان ترهقها فى حياتها التى تبدو لي هادئة خالية من الهموم ، بالتاكيد لا اريد ان افعل ذلك .
    حاولت ان ألملم و اربط كثيرا من الاحداث حتى اصل الى الاجابه علي سؤالي : كيف بدأت احبها؟ ولماذا؟ . ربما كان ظاهر السؤال سهلا ولكنى اكتشفت انه يغوص فى اعماقى ، لذا آثرت ان يكون بحثا معمقا فى ذاتي حتى أنى شعرت بالصداع والارهاق من كثرة ما توالت الافكارعلى عقلى و قلبى فكانت الافكار تقفز من هنا وهناك.
    لما بدأت الكتابة لها و من ثم كانت الكلمات القليلة من الاعجاب و التقدير التى كتبتها لى ... كانت تلك هي البداية !! ... وربما يتسآءل المرء: هل للكلمات كل هذا السحر فتجعلني احبها؟ ، و اتذكر اني قرأت ان "جبران"احب "مي زيادة" و احبته دون يري اي منهما الآخر كل ذلك كان من سحر بيان الكلمات، كما ان "تأثير الفراشة" فعل فعله، و اقول نعم ربما الفعل من جهتها كان قليلا، كلمات معدودات، ولكنها وقعت على نفس مهيئة فانتجت طاقة تراكمية تعاظمت مثل كرة الثلج و هي تتدحرج.
    منذ زمن بعيد، في صباي كانت هناك احاسيس حب، و كانت فى اغلب الاحيان من طرفي انا فقط ، بعد ذلك وانا علي مقاعد الدراسة فى الجامعة قررت ان الحب ضعف و مهلكه، يرهق الجسد و يشوش الذهن، فأغلقت باب قلبى دونه واستمر ذلك. وعندما سافرت الى الغرب جعلت اهدد نفسي بالويل و الثبور ان هى صبت اليهن، واطاعت. ثم تزوجت تقليديا وانهمكت فى الاعمال و الاشغال، حتى اذا بلغت الاربعين وهدأت ثورة الاعمال و استقرت، بدأت اشفق على نفسي و ارثى لحالها، وهكذا كانت نفسي مهيئة لاول طارق يتحدث اليها برقة .
    النفس مهيئة وادوات الاتصال متوفرة و كانت هي على الطرف الآخر، فرسمت لها صورة فى خيالي و جعلت نفسي تحب هذة الصورة، و فجأة جاء تهديدها بالانسحاب، فاسرعت و كتبت لها "انى احبك" ، وندمت بعد ذلك على انى ربما استدرجت قلبها بهذة الكلمة ، و لكنى مازلت اشعر بالحب تجاه الصورة التي رسمتها لها فى خيالي.
    انتهت ....
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    زميلي القدير: كريم قاسم
    علاقات الشابكة يحكمها هواء الفضاء
    سطحية العمق
    تذروها هبة من ريح
    عند أوّل اهتزاز لها
    يحكمها الخيال
    وتراكمات قديمة في الحياة، كما أشرت وحلّلت الأمر تماماً .
    أشبّه عالم الفضاء بكتاب مفتوح ..ماله سقف ..
    كل وجه يعبر فيه ..هو صفحة من هذا الكتاب..
    قد تبدو باهتة الألوان تمضي بلا أثر
    قد تبدو وشماً قويّاً في الذاكرة، يدعوك للإنصات ، والتأمّل .
    أو تستدعي منك ابتسامة، أو دمعة ..أو ..أو ..
    ولكنها في النهاية ..تقع بين فكّي هذه الشابكة الملوّنة ..المتبدّلة ..الشائكة.. الخيالية.
    نصّ معاش من الواقع
    حيّاااااااااااكَ أخي كريم.

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • كريم قاسم
      أديب وكاتب
      • 03-04-2012
      • 732

      #3
      ايمان ...
      اسعدني مرورك ... كما اعجبني تسميتك "الشابكة" كنت اظن فى البداية انه خطأ مطبعي و لكن عندما تكرر جعلت اتأمله ... فوجدت ان فيه حكمة .
      تحياتي ... فقد عطرتني انفاسك الطيبة .. فلا تحرميني من مرورك على بقية ما نشرت هنا ...
      دمت ... بمحبة و سعادة ...

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        بعقلانية لخّصت القصة في السطر الأخير بقولك :
        و لكنى مازلت اشعر بالحب تجاه الصورة التي رسمتها لها فى خيالي.
        نعم ...هو حب الصورة إذا ، التي في الخيال ، الصورة الحلم ، و التي نضفي
        عليها كل ما نهوى و نحب من مزايا و مآثر و جمال .
        أعجبتني القصة .
        حاول فقط أن تجدّد في البدايات و لا تبدأ بعبارة ذات يوم .
        تقديري.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • كريم قاسم
          أديب وكاتب
          • 03-04-2012
          • 732

          #5
          اسيا ... سيدتي
          اشكر حضورك ... و ملاحظاتك
          ارجوا ان تكوني معي دائما ....
          تحية طيبة ...

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            جميل أن قرأت هذه الحكاية
            التي كانت تتحدث عن طبيعة الأمور و الأحوال بين براثن العنكبوتة
            و التي اتخذت فيها دور البطل السارد ،
            ربما لتتحكم أكثر في كونها حكاية .. و ليس إلا حكاية
            ربما القفلة كانت في حاجة إلي اهتمام أكبر !
            ومع ذلك استمتعت بحضورك هنا و هذا العمل

            اللغة كانت سليمة أخي كريم
            إلا أن الهمزات لم تفرق بين الوصل و القطع
            كان التناص و المتنبي جميلا و مستساغا

            محبتي
            sigpic

            تعليق

            • كريم قاسم
              أديب وكاتب
              • 03-04-2012
              • 732

              #7
              أستاذي ... ربيع
              كم اسعدني مرورك هنا ... واحتاج الى النقد و أتمني منك ان تمر على بقية ما نشرت ... ما أنا الا مبتدئ لا اعرف للقصة أصولا و لا قواعد ...

              تحية طيبة ...

              تعليق

              • ريما ريماوي
                عضو الملتقى
                • 07-05-2011
                • 8501

                #8
                تعجبني قصصك أستاذ كريم...
                وصرت أحب أحلامك، كما هي أحلامنا جميعا...

                لكن ملاحظاتي في جميع قصصك ما زالت هي هي...
                تقبل احترامي وتقديري.
                تحيتي.


                أنين ناي
                يبث الحنين لأصله
                غصن مورّق صغير.

                تعليق

                • كريم قاسم
                  أديب وكاتب
                  • 03-04-2012
                  • 732

                  #9
                  سيدتي ... ريما
                  مازلت اكتبني ... لذا ستجدين تشابها كثيرا ... حتى اذا بلغت اشدي و اتقنت الصنعه ربما تجدين اختلافا كثيرا ... فما انا الامحض مبتدئ
                  ارجوا ان اراك دائما هنا ...
                  تحية طيبة

                  تعليق

                  يعمل...
                  X