مؤامرة حقيقية: يوم القصف النووي للقاهرة-ترجمة USS Liberty Dead In The Water

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مـستشار في الترجمة المرئية
    • 26-09-2011
    • 386

    مؤامرة حقيقية: يوم القصف النووي للقاهرة-ترجمة USS Liberty Dead In The Water

    أحييكم أيها الأخوة والأخوات الكرام بأطيب تحية وأقدم لكم اليوم موضوعا هاما وخطيرا يتعلق بمستقبلنا كأمة عربية تواجه الآن خيارين لا ثالث لهما. الأول أن تنهض من جديد وتحدد مشروعها وتعمل على بنائه فتكون من الفاعلين بهذا العالم. والثاني أن تبقى أمة مفعولا بها وعليها، ولا حول لها ولا قوة وتنتظر ما يتساقط لها من قمم القوى الأخرى -وهو قليل- وإن سقط سيكون بحساب باهظ. والموضوع يشير للمستقبل رغم أنه يستحضر تجربة مريرة من الماضي، لإننا إن تمكنا من مناقشة تاريخنا المعاصر بانفتاح وتأمل وتعمق سنعمل على بناء جسور سليمة نحو غد يتسم بالأمل والازدهار. وأولى خطوات النجاح تمثلت بالانتفاضات العربية التي تحدث حاليا والتي قد تخرجنا من الواقع المشوه التي أرادت أنظمة الحكم المعتلة إبقاءنا به إلى أجل غير معلوم. ولا بد أن أوضح غرض الموضوع وهو يتلخص بنقطتين هامتين:
    الأولى: استحالة أن تكون أمريكا وسيطا نزيها للسلام أو راعيا له ولن تستطيع أن تقدم سلاما مقبولا وعادلا لأن إسرائيل تمسك بها من أماكن حساسة وبالتالي فإن هذا يعتبر بمثابة رصاصة الرحمة على نظرية "الحل من أمريكا".

    والثانية: أنه ما لم يستفق العرب والمسلمون من غفلتهم واستنامتهم ويضعوا رؤية ومشروع موحد فسنظل في خانة المفعول به إلى أن يشاء الله.

    ومن المهم أن ندرك مسألة يطرحها هذا العمل الوثائقي ونحاول أن نبرزها بثنايا الموضوع، ألا وهي فكرة "المؤامرة". فالمؤامرة ليست مسألة بسيطة أو ساذجة يقوم بها الغرب بوضوح كما يدّعي أحد الأنظمة العربية، الذي يواجه ثورة شعبية عارمة. بل هي مسألة أعقد بكثير وتحاك بخيوط متشابكة ومربكة إلى حد بعيد. ولذلك، فإننا لا ننفي وجود المؤامرة، فهي قائمة منذ أزل بعيد، إلا إن المؤامرة ليست لحافا يتلحف به نظام قمعي فاشل لكي يهرب من الاستحقاقات التي تواجهه بل عملية خطيرة وفعلية تحيق بالأمة. وعلى من يسير بركب الأنظمة الفاشلة أن يدرك أنها غير قادرة على مواجهة مثل هذه المؤامرات والمكائد طالما لا تمتلك قواعد سليمة وصحيحة من ناحية علاقتها مع شعوبها وإدراكها لأهمية موقعها الاستراتيجي وحساسيته في العالم. وهذا الموضوع ليس إلا ومضة على نوع من أنواع المؤامرات التي يجيدها الغرب، أما ما خفي فهو أعظم وأدهى
    .






    BBC. USS Liberty: Dead In The Water


    إنه بلا شك أحد أكثر ملفات حرب 1967 سرية وغموضا وإثارة للفضول. ورغم أن هذه الحرب المشؤومة والتي أطلق عليها العرب مصطلح "النكسة" وأطلق عليها الغرب "حرب الأيام الستة" نوقشت بالكثير من الأروقة والمناسبات والدورات والكتب والسير الذاتية للقادة السياسيين والعسكريين والمؤرخين، إلا إن حادثة الهجوم على السفينة الأمريكية ليبرتي لا تزال إلى يومنا الحاضر تكتنفها الطلاسم والألغاز والتكهنات التي لم تحسَم رغم مرور 43 عاما على وقوعها على مقربة من سواحل العريش-غزة في شمال سيناء في الجانب الجنوبي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط وبتاريخ الثامن من يونيو عام 1967، أي بعد اندلاع الحرب بيومين أو ثلاثة. وقبل التطرق للتفاصيل أود الإشارة إلى أنني سأعتمد كمراجع أساسية للموضوع الاستاذ محمد حسنين هيكل وما تطرق إليه من تفاصيل حول الواقعة عبر برنامجه "تجربة حياة" على قناة الجزيرة. وعلى ما تفضل بعرضه المناضل المصري د. يحيى الشاعر عبر العديد من المواقع والمنتديات منها موقع حقائق مصر ومنتدى المطاريد وغيرها الكثير. وكذلك سنعتمد على الموقع الرسمي لضحايا السفينة ليبرتي USS Liberty Memorial. إلا أن الغرض من الموضوع ليس التعرض لتفاصيل الحادثة وتداعياتها -رغم حيويتها وأهميتها- بل بدرجة أهم الإشارة لمكامن الخطر وعلى استمراره بتهديد وجودنا كأمة لا تزال تحاول البحث عن مصيرها وتحديد آليات وجودها وبناء مستقبلها أمام كم كبير من التهديدات والأخطار الماحقة التي لا تتربص فقط بدور هذه الأمة بل بصميم وجودها ووجدانها. وسنبرهن بعرض مثال على هذه الأخطار عمليا بالموضوع.





    موقع السفينة ليبرتي من سواحل سيناء أثناء الهجوم
    ومجال تغطية تنصتها بالدائرة الزرقاء


    هجوم "إسرائيلي" على سفينة أمريكية:
    تفاصيل المفاجئة


    حكاية الهجوم على السفينة ليبرتي تداولها الكثيرون، والسر لا يكمن بالهجوم عليها فقد حدث هذا جهارا نهارا، ولكن الغموض ينبع من الدوافع الكامنة وراء ذلك الهجوم المحير وما تبعه لاحقا من أحداث سياسية مفاجئة وصاعقة. والقصة لمن لا يعرفها تتلخص بالتالي:

    قبيل اندلاع حرب "النكسة" عام 1967 ما بين الدول العربية والكيان الصهيوني يوم الخامس من يونيو، وصلت لمشارف البحر المطل على سواحل سيناء وقريبا من غزة سفينة أمريكية تابعة
    لوكالة الأمن القومي الأمريكية NSA تدعى USS Liberty. وكانت هذه السفينة، غير المسلحة، تعتبر من أحدث السفن والمراكب البحرية العسكرية تطورا وتقنية من ناحية القدرة على التقاط أي موجات لاسلكية هوائية أو أي إشارات برقية أو حتى اتصالات مشفرة لأي طرف وبكل اللغات. ويبدو أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA قد استعارت خدمات هذه السفينة من وكالة الأمن القومي قبيل اشتعال الحرب بالمنطقة لهدف معين (وهو ما سنناقشه لاحقا). وعند تمركز السفينة بالمواقع التي أشرنا إليها آنفا، وبعد مرور يومين كاملين على الحرب، لاحظ قبطان السفينة (وليام ماكجونجيل) بصباح الثامن من يونيو أن طائرات استطلاع أخذت تحلق فوق السفينة، وكان متيقنا من أنها طائرات إسرائيلية وبالتالي لم يكن قلقا -لأنهم طبعا حلفاء- ولأن السفينة كانت أعلامها وراياتها أمريكية بوضوح، ولكنه زيادة بالإطمئنان أمر برفع علم أمريكي عريض على سطح السفينة حتى لا يحدث مجال للخطأ. وكان كل جنود وضباط السفينة بحالة استرخاء، تام بل أن بعضهم كانوا شبه عرايا لأنهم كانوا مستغرقين بحمام شمس! ولكن مع حلول منتصف النهار انقضّت عليهم طائرات مجهولة حطمت من حالة طمأنينتهم وشتت من استرخائهم. فهاجمتهم هذه الطائرات التي قيل أنها من نوع ميراج ذات أجنحة مثلثة ودكت السفينة دكّا وركزت بهجومها أولا على اللاقطات والهوائيات وعندما حاول البحارة الأمريكان إرسال إشارة استغاثة تبين أنهم كذلك تعرضوا لعملية تشويش مركزة حتى لا يتمكنوا من إرسالها. إلا أن مأساة هؤلاء البحارة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث حدث ما لا يتمنونه وهم بهذه الحال فهجمت عليهم زوارق إسرائيلية وأطلقت عليهم الطوربيدات المتتالية. ويبدو أن هجمات الطيران بالنسبة للسفن أرحم من إطلاق الطوربيدات، لأن مع الأولى تكون هناك فرصة للنجاة، أما مع تفجير الطوربيدات فإن الموت قادم لا محالة خاصة إذا ما أصابت غرفة المحركات. وبعد أن أمعن المهاجمون بضرباتهم يبدو أنهم لم يجهِزوا على السفينة تماما، حيث تقول بعض الروايات أن سفينة سوفييتية تواجدت بالقرب من مكان الواقعة مما جعل الصهاينة يوقفون هجومهم المفاجيء على السفينة الأمريكية حتى لا ينكشف أمرهم أمام العالم. إلا إن الهجوم أوقع 34 قتيلا أمريكيا و174 جريحا ما بين جندي وضابط ومدنيين من المحللين والمترجمين وغيرهم. والغريب كما يذكر الذين نجوا من الحادثة أن المهاجمين الصهاينة أطلقوا النيران بشكل متسق على قوارب النجاة حتى لا يتمكن أي من الجنود الموجودين على ظهر السفينة من "النجاة" وحتى لا يظهر عليهم أي دليل يدينهم لاحقا. وقد تعتبر هذه أول ضربة تتلقاها القوات المسلحة الأمريكية دون أن تلجأ لحق الضربة الانتقامية Retaliation كما جرت عادتها كقوة امبراطورية كبرى بالعالم. ولكن ما كان خفيا وسنناقشه تاليا أن بعضا من القوات الأمريكية كانت على وشك القيام برد مزلزل بعد الحادثة مباشرة. فكيف كان سيقع ذلك؟ وضد من؟





    تصوير الجنود الأمريكان لطائرات
    الهيلكوبتر الإسرائيلية وهي تسقط طوربيدات بحرية





    مقاتلة إسرائيلية مهاجمة تحلق فوق
    السفينة كما صورها جنود ليبرتي





    زورق طوربيدات إسرائيلية يقترب من السفينة



    معدات التجسس والتنصت المتطورة بالسفينة قبل الهجوم



    وحالتها بعيد الهجوم

    ضربت "إسرائيل" -أو بالأصح الكيان الصهيوني- سفينة أمريكية حريية غير مسلحة في عرض البحر، فما علاقتنا نحن بذلك؟ قد يتساءل إنسان بمثل هذا التساؤل الذي يبدو مشروعا. لكنه تساؤل يقترب نحو السذاجة ولا يتعمق بتداعيات هذا الأمر الخطير. وبالتالي، يجب علينا هنا أن نطرح بالمقابل تساؤلا بديهيا:


    لماذا أرسلت الولايات المتحدة السفينة ليبرتي لمنطقة الحرب قبيل اندلاع الحرب؟

    الجواب يكمن فيما أورده الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل عبر برنامجه "تجربة حياة" بقناة الجزيرة، حيث عرض معلومات مثيرة للاهتمام -وهو ما لم يعرضه الفيلم الوثائقي- وتشير إلى أن الأميركان كانوا يريدون من الصهاينة إيقاع الأذى بمصر وتحديدا عبر تحجيم دور الرئيس جمال عبد الناصر كرمز استقلالي عربي مناهض لمشروع الهيمنة الغربية على الشرق الأوسط. ولكنهم، أي الأمريكان، لم يرغبوا بأن تخرج "إسرائيل" عن هذا الدور المحدد بحيث أنهم لم يوافقوا على أي هجوم إسرائيلي على الأردن التي كانت آنذاك تضم الضفة الغربية لمملكتها وذلك لأن الملك حسين يعتبر حليفا لأمريكا والغرب، وكذلك لم يوافقوا على أي هجوم ضد سورية خشية حدوث رد انتقامي من الاتحاد السوفييتي الذي يمول ويتحالف مع السوريين بشكل أكبر. فأرسل الأمريكان سفينة التجسس ليبرتي للتحقق والاطمئنان من أن الإسرائيليين ينفذون هذا الدور المرسوم لهم ولا يخرجون عنه قيد أنملة، لا سيما وأنهم قاموا بتطمين الملك حسين الذي كان يعاني من ضغوط شعبية هائلة تطالبه بضرورة المشاركة بالحرب مساندة لمصر وسورية. ولكن حكام تل أبيب كان لديهم مخططات أخرى مختلفة تماما عن الخطة الأمريكية عبر الجبهة الشرقية أمام الأردن وسورية، فقد كانوا يرغبون بشدة بالحصول على كنز الحرب الثمين ألا وهي القدس الشريف التي كانت بحوزة المملكة الهاشمية ورغبوا كذلك بالسيطرة على مرتفعات هضبة الجولان الاستراتيجية تحت أي ثمن. ويشير الاستاذ هيكل إلى أن المسؤول عن الجبهة ضد الأردن وسورية كان موشي ديان، فيؤكد هيكل أنه بناء على تحليلات كثير من المؤرخين أن جميع القادة العسكريين الصهاينة بتلك الحقبة تبرؤوا بوضوح من مسألة الهجوم على ليبرتي وأخلوا مسؤوليتهم عنها، ما عدا ديان الذي لم يذكر الحادثة بتاتا بمذكراته مما يجعل من أصابع الاتهام تتوجه نحوه بقوة وهو الذي عيّن وزيرا للدفاع قبيل اشتعال الحرب بفترة قصيرة. فدايان لم يكن يرغب بأن تنكشف جميع خططه الطموحة بتوسيع النجاح الذي حققته القوات الصهيونية وخروجها عن إطار الهجوم على سيناء وانكسار أسطورة جمال عبد الناصر العربية وهو ما كانت تريده الولايات المتحدة، ويبدو أن ما تمناه موشي ديان تحقق بفضل التخاذل والتواطؤ الأمريكي ناهيك عن الضعف العربي بالدفاع عن أراضيهم آنذاك. ولهذا فإن هذه المعلومات قد تشكل إجابة لتساؤل جنود السفينة ليبرتي وعائلاتهم وهو من الذي أصدر أمر إطلاق النار على السفينة.


    لم يقدروا على الصهاينة
    فأرادوا ضربنا بالنووي





    لكن الكارثة الكبرى أيها الأخوة والأخوات هو ما حدث تاليا من تداعيات لضرب السفينة الأمريكية ليبرتي. فالقوات الأمريكية المتمثلة بالأسطول السادس والمتواجدة قرب جزيرة كريت في البحر الأبيض المتوسط وبعد أن أتتها إشارة الاستغاثة من ليبرتي أن هجوما مفاجئا وقع عليها، اعتقدوا كما يبدو أن القوات المصرية هي التي قامت بهذا الهجوم. فبادرت قيادة الأسطول السادس وبشكل جنوني أخرق إلى إطلاق طائرات تحمل رؤوسا نووية بهدف قصف القاهرة بأسلحة الدمار الشامل الفتاكة بغية الانتقام -حسب ظنهم المشوّه- من ضرب المصريين للسفينة ليبرتي. ويجزم البرنامج الوثائقي أن الطائرات النووية كانت على بعد دقائق قليلة من القيام بهذا العمل الإجرامي الأهوج حسب شهادات العديد من الضباط في حاملة الطائرات "أميركا" (بينما يقول الاستاذ هيكل أنها "ساراتوجا" وقد لا تكون الأخيرة هي المكلفة بإطلاق الطائرات النووية A-4 بل فقط بإغاثة السفينة ليبرتي). لولا أن لطف الله سبحانه، حيث اتصل باللحظة الأخيرة روبرت ماكنمارا وزير الدفاع الأمريكي بقائد الأسطول (الأرعن) وأمره بإعادة الطائرات مرة أخرى وألا تقوم بأي عمل. وكان هذا منطقيا لولا أنه "زودها شوي" وطالبه بعدم إرسال حتى طائرات إغاثة للسفينة ليبرتي وهو ما استنكره قائد الأسطول فدخل الرئيس جونسون على الخط وأكد أمر وزير دفاعه، فتركوا جنود السفينة يواجهون أشنع ليلة بحياتهم أجمعين.

    امرأة فاتنة وراء الحرب وكارثة ليبرتي



    وعند المصائب فتش عن المرأة. والمرأة هنا مثلت عامل تحول جزئي ولكن شبه حاسم بسير حرب عام 1967. لقد جنّد اللوبي اليهودي امرأة غاية بالجمال واللباقة والذكاء ألا وهي ماتيلدا كريم لكي تصل إلى أعلى مستويات القرار السياسي بالولايات المتحدة، إلا إنها كما يبدو وصلت لما هو أخطر من ذلك ألا وهو قلب الرئيس الأمريكي جونسون رغم أنها متزوجة من السيد آرثر كريم وهو يهودي من أصول أوروبية شرقية أو تركية وتبوأ منصبا وهميا وهو "مستشار الرئيس جونسون" ثم استلم رئاسة عدد من شركات الانتاج السينمائي في هوليود. ويذكر الاستاذ هيكل أن الرئيس كان يستضيف ماتيلدا في البيت الأبيض فما أن أتاه خبر اندلاع الحرب بعد منتصف الليل حتى ذهب إلى حجرتها ليطرق الباب ويخبرها بهذا "النبأ السعيد" وأن كلاهما يعرفان من بدأ بالحرب. وكما يبدو أيضا أن هذه السيدة، التي أصبحت تهتم بمسائل الفن والأمور الاجتماعية والطبية، نجحت بإقناع جونسون أن انتصار إسرائيل بهذه الحرب بمثابة انتصار له شخصيا وبالتالي لا بد من اختفاء هذه السفينة ليبرتي والتي تهدد من زخم هذا الانتصار الكاسح على جميع الدول العربية ومن تماهي الرئيس جونسون مع هذا النصر الملطخ بدماء الأمريكييين لا سيما وأن هذا الرئيس "المتواطيء" كان خائبا بحربه الفاشلة في فييتنام بذلك الوقت ويريد تعمية أبصار الرأي العام الأمريكي عن هذه الخيبة وأكياس الجثث التي تصل تباعا من فييتنام. فوجد من اقتراحات ماتيلدا كريم معينا له كما وجد من أحضانها الدافئة متاعا له بتلك الليال الطوال. وقد أشار القنصل السياسي الأمريكي في القاهرة بالبرنامج الوثائقي ريتشارد باركر بوضوح إلى كذب ليندون جونسون عليهم كذبا صريحا فيما يخص مسألة التستر والتكتم على جريمة إسرائيل النكراء بقتل الجنود الأمريكان بدم بارد، وهذا يؤكد أن ليندون جونسون كان متواطئا بل ومنبطحا لجميع الرغبات الصهيونية، ولو أن الأمور أخذت منحى طبيعيا لكان قد اتهم بالخيانة العظمى High Treason لأنه لم يتستر وحسب على الجريمة بل تآمر لتنفيذها منذ البداية بعد أن انبطح لرغبات اللوبي الصهيوني عبر محبوبته الفاتنة ماتيلدا كريم. ومن الجدير بالذكر، أن جميع الرؤساء التسعة بدءا من جونسون وانتهاء بباراك أوباما رفضوا تماما إجراء تحقيق رسمي لمعرفة الجهة الإسرائيلية التي أصدرت الأمر بإطلاق النار على السفينة ليبرتي وطاقمها المنكوب بالجريمة المتعمدة.



    ليندون جونسون باليمين ويبدو بوسط الصورة
    ماتيلدا كريم وزوجها آرثر كريم




    ماتيلدا كريم تتلقى ميدالية الحرية الرئاسية لجهودها
    بمكافحة السرطان والإيدز عام 2000،
    بعد أن كافحت السلام بالشرق الأوسط!



    القدرة الأمريكية على رعاية السلام:
    شعار رنّان وبيع وهم بالمجان!



    وكل هذه الحقائق المثبتة والمدونة رسميا عبر محاضر ووثائق رسمية أفرجت عنها كل من السلطات الأمريكية والبريطانية بعد مرور 25 أو 30 سنة عليها، يدعو بنا للتوقف أمام تساؤل هام ألا وهو: هل حكومة الولايات المتحدة قادرة على إرساء السلام بمنطقة الشرق الأوسط وإجبار إسرائيل على تطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام كما نصت عليه الشرعية الدولية؟ لا بد أن ندرك أن أول من تبنى نظرية "الحل عند أمريكا" هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات وكان يشاركه بذلك بعض دول الخليج والأردن والمغرب، وكان هذا أمرا مفهوما لتحريك القضية بعد أن تجمدت إثر مبادرة روجرز عام 1970. ولكن من يقرأ مذكرات معظم وزراء الخارجية المصريين الذين عاصروا الرئيس السادات إبان الفترة التي تلت حرب أكتوبر لن يستوعب أسباب تسليم جميع الأوراق للأمريكان تحت شعار أنهم سيضغطون على الصهاينة لتحقيق السلام (والسلام فقط). لأن قضيتنا ليس سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة فهذه أراض احتلتها إسرائيل من خلال الحرب وستعود لأصحابها إن عاجلا أو آجلا، بل قضيتنا تكمن بفلسطين المحتلة نفسها، وإلا لماذا خضنا حروب 1948 و1956 و1967 والاستنزاف و1973؟ فالواضح أمامنا أن الأمريكان لم ولن يقدروا على حل القضية،

    لأسباب داخلية:

    * تتعلق بتغلغل النشاط الصهيوني واليهودي بأمريكا.
    * المصالح الحيوية التي يسيطر عليها اليهود الموالين للصهيونية اقتصاديا.
    * تعقد الصورة المذهبية اليمينية لمسيحيي أمريكا وتحالفهم مع وجود هذا الكيان.
    ولأسباب خارجية:
    * لاعتماد أمريكا طوال الحرب الباردة على إسرائيل التي أثبتت كفاءتها بهذا الجانب.
    * وتشتت العرب وتفرقهم طوال تاريخهم المعاصر بعد انهيار الدولة العثمانية (وهو ما ناقشناه بموضوع الصراع على الشرق الأوسط من هنا).

    وبالتالي فإن فكرة وضع جميع أوراق اللعبة الاستراتيجية سواء سابقا أو لاحقا بيد أمريكا على أمل أن تقدم لنا سلاما نتظلل بظله هو مجرد وهم يعشش بمخيلة الضعفاء الذين استسلموا للواقع المرير وتخاذلوا عن الاجتهاد لرقي أمتهم كما تجتهد جميع الأمم الأخرى، وهذا ليس بالصعب لأن الساحة مفتوحة للجميع ولكن لا بد من توفر عقول ذكية تفكر وتقرأ وتحلل الواقع لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للأمة وحمايتها من الأخطار المتربصة.

    الخطر النووي والدرع العربي



    ولعل الفكرة الكابوسية التي عرضها البرنامج الوثائقي والمتمثلة بالنية الأمريكية بقصف القاهرة نوويا بعد ضربة السفينة ليبرتي -وهو ما لم يتطرق إليه الاستاذ هيكل ببرنامجه الأسبوعي آنذاك- تقودنا إلى التفكير بجدية ومسؤولية حول ضرورة وضع رؤية عربية موحدة لتشكيل درع عربي واقي ضد أخطار أسلحة الدمار الشامل. ورغم أن العمل الجماعي العربي أصبح كالنكتة التي تلوكها ألسن المتندرين والمتفكهين، إلا إننا لو تخيلنا -لا سمح الله- أن الأمريكان نفذوا ما كانوا يهمون به من قصف القاهرة بالرؤوس النووية ما الذي كان سيحصل؟! ستكون كارثة وطامة كبرى على رؤوس العرب أجمعين بلا شك. ومجرد التفكير بهذا الأمر يعد كابوسا يقض المضاجع وجاثوما يفزع النائم بعز نومه. وقد يقول قائل: "على مهلك يا صاح! هل من المعقول أن تنطلق قنابل نووية دون قرار استراتيجي من الحكومة الأمريكية ورئيسها؟ فالعملية ليست بهذه البساطة." فأرد أن هذا استفسار استنكاري منطقي وفي محله. ولكن ما أدرانا يا صاح أنه لا توجد هناك مادة قانونية ما تجيز للقوات المسلحة التي ترى عملا عدائيا واضحا استخدام "قوة ردع نووية" مباشرة ودون الرجوع للحكومة الأمريكية وأذرعها المتشعبة؟ ثم أننا لماذا أصلا نضع مصيرنا تحت يد الأمريكان أو السوفييت ونزواتهم التي لا يمكن التكهن بعواقبها؟ قد يحتاج أمر وجود مادة قانونية أمريكية كالتي أشرنا إليها دراسة للقوانين الأمريكية العسكرية وقوانين التشابك العسكري Rules Of Engagement، ولكن إن فكرنا بالأمر قليلا لا بد أن نتساءل: كيف يطلق قائد الأسطول السادس طائرات نووية وتكون على بعد بضعة دقائق من أهدافها بالقاهرة دون أن يكون تحت يده مسوغ قانوني بهذا الفعل؟ يقول الاستاذ هيكل أن إدارة الولايات المتحدة شبيهة بجسم الآلهة الهندية "كالي" وهي آلهة شريرة تعتمد القتل والحرب ميقاتا للحياة، وهذه الآلهة تمتلك أذرعا متعددة كل منها يعمل بشكل شبه مستقل لتنفيذ الفكرة التي تعتمر برأس الجسم. وهذا التشبيه المتميز يصف بالضبط حالة تعدد أقسام الحكومة الإدارة الأمريكية وتنوع مخططاتها لتنفيذ الفكرة الرئيسية التي تشغل بال رأس الجسد الأمريكي. فالبرنامج الوثائقي الذي بحوزتنا يشير لمؤامرة واضحة من الرئيس الأمريكي وبعض أعوانه لتنفيذ خطة استراتيجية سرية تسمى "سيانايد" حيكت بشهر أبريل من عام 1967 أي قبل الحرب بشهرين وهي ما بين بعض الوحدات الاستخباراتية الأمريكية وبين الموساد الإسرائيلي تفضي إلى توريط أمريكا بالحرب بأي شكل مما يدفعها للهجوم على مصر واحتلالها حسب ما ذكره كل من الفيلم الوثائقي والاستاذ هيكل. وهذا يعد بمثابة خيانة واضحة من إدارة الرئيس جونسون لكل هؤلاء الجنود القتلى والجرحى وعائلاتهم وهذا لا يهمنا بشيء (نارهم تاكل حطبهم)، وهذا دليل على التغلغل والتماهي الشديد مع الكيان الصهيوني واعتباره الولاية رقم 51 وهو ما يهمنا بدحض نظرية "الحل الأمريكي" وإلى الأبد. فهم لم ينجدوا ابناء جلدتهم العسكريين من عملية ذبح مقصودة ومبيتة بوضح النهار فكيف نراهم يساعدوننا بحل قضيتنا المركزية وهي التي لا تعنيهم بشيء. إن هذا تفكير يدعو للرثاء والسخرية.

    وأود أن أضيف تحديثا ضروريا لما ذكرته بنقطة الدرع العربي ضد أسلحة الدمار الشامل، وهي أن هذا الإجراء لا أقصد به من قريب أو بعيد ما يثار حاليا من الدرع الصاروخي المزمع إقامته على الضفة الغربية من الخليج العربي. فالدرع الأخير له مآرب واضحة ضد تعاظم الخطر الإيراني النووي، وهو أمر لا بأس به إن كانت نوايا الأمريكان صادقة بحماية المنطقة. إلا إن الدروس تفيد أن نواياهم معروفة، وتفضحها الخطة التي قدمها الكيان الصهيوني عام 1975 والمعروفة باسم Oil Fields as Military Objectives
    وهي تهدف إلى غزو الصهاينة والأمريكان للشريط النفطي الممتد بسواحل الخليج العربي في حالة إقدام دول الخليج على تكرار ما فعلته بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أوقفت صادرات النفط تضامنا مع أشقائهم في مصر وسورية بمواجهة الإمداد الغربي للصهاينة بالسلاح والعتاد. وبالتالي، فإن هذا الدرع المزعوم بالخليج، والذي أشارت له صحيفة الجارديان البريطانية على أنه نظام صاروخي فاشل وغير واقعي ورفضت الدول الأوروبية إقامته قبل عامي تقريبا، هذا الدرع ليس الغرض منه الدفاع عن دول الخليج بقدر ما هو حماية الآبار النفطية من خطر الاحتلال الإيراني. فشتان ما بين نظام صاروخي دفاعي يقيمه العرب بأنفسهم ولا يعرف أسراره إلا هم، وبين نظام يتحكم به الآخرون.




    السيد نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية الحالي

    الخلاصة: أمم تخطط وترتب وتنسق وتنفذ

    يقابلها

    عرب تتنابز وتغفل وتستنيم




    وبالمحصلة من هذا كله، فإن الحادثة تشير إلى نفوذ صهيوني عميق وغير بسيط بالأوساط والدوائر الأمريكية، ويصعب حتى على الغربيين فهمه كما أقر بذلك صراحة هذا البرنامج الوثائقي. وبالتالي، فإن هذا الوضع لا بد أن يقابله ترتيب أوراق من الجانب العربي المتبعثر وتنظيم لأولياتهم وتحسين للغة تخاطبهم البيني ووضعهم أمام تحديات العصر. وهي مسألة غاية في الصعوبة ولا يمكننا الاعتماد على منظومة الجامعة العربية بصورتها الحالية بتنفيذها. فلعل معظم الناس لا يدركون أن من وضع فكرة تأسيس هذه المنظومة هم البريطانيين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حتى يسهل التعامل معهم، ومسمى "الجامعة العربية" هو ترجمة غير دقيقة للاسم الأصلي Arab League الذي يشير لمعنى الرابطة أو العصبة أو الالتقاء، ومن هذا المسمى نستشعر عدم جديتها كمنظمة تصدر قرارات لا يلتزم بها أحد وتوصيات لا يطبقها أي طرف. ويمكنني أن أضيف على ذلك أن منظمة مجلس التعاون الخليجي أيضا لم تنجح هي الأخرى بأن تقدم نموذجا قابلا لأن يميزها أو يجعلها تتسم بالجدية وتحقيق مصالح الشعوب بالدرجة الأولى رغم تماثل أنظمة دول الخليج العربي وتشابه ظروفها. فزمننا الحاضر يحتاج لإعادة هيكلة صريحة لمنظمة مثل الجامعة العربية التي يطالب الكثير بأن تكون على غرار المفوضية الأوروبية ينتخب بها مفوضا عاما ما بين الدول الأعضاء وتفعل قراراتها بصيغة الأغلبية وليس الإجماع كما هو معمول به حاليا وتكون إلزامية على الجميع. وهو ما سعى إليه بشكل حثيث الأمين العام السابق السيد عمرو موسى. لكن هناك عقولا متجمدة لا تسعى نحو التطوير والإصلاح، ولو تأملوا وتمعنوا كيف أن ألمانيا الدولة الرئيسية والمحورية بالاتحاد الأوروبي توافق على انتخاب مفوض عام من هولندا أو لوكسمبورج أو الدنمارك لكان تخلوا عن التعصب المذموم ومبدأ "أنا الأكثر فهما وقوة وعددا وغيري فلا". فالأمور لا تقاس بالكم بهذا العصر بل بمستوى التفكير والعقلانية والاجتهاد والإخلاص. ولا بد من التخلص من التشرذم والتقوقع حتى ننجح بوضع قدم ما بين الأمم التي سبقتنا بعد أن كنا بالماضي القريب متفوقين عليها، ولن أقول هذه المرة كوريا الجنوبية أو ماليزيا كالعادة، بل إيران أصبح لها موقع مميز عالميا فأخذت القوى العالمية تحترمها وتعطيها وزنها الذي يساوي مجهودها الذي تبذله. فأمريكا وإن كانت تهدد إيران علنا إلا إنها تجري حوارا هادئا وناعما معها منذ ما يزيد عن سبع سنوات، وسمحت لها بالتمدد في العراق حيث لا تتشكل حكومة إلا بعد موافقة طهران ورضاها، وهي نجحت قبل ذلك بالتمدد في سورية ولبنان ولها أذرع طويلة تمتد لأفريقيا حيث لها وجود قوي في موريتانيا ومالي والنيجر وقد تشيع منذ مدة رئيس جمهورية القمر، ويمتد ذراع إيران إلى دول أمريكا اللاتينية كذلك. ولكن إيران تهدف أيضا إلى السيطرة على الضفة الغربية من الخليج العربي وهنا الطامة. فإين العرب وجامعتهم من كل هذه الأمم التي تخطط وتنفذ؟ ليس لهم وجود طبعا، فكل منهم يتندر على الآخر ويستهزيء به بل وقد يتآمر عليه. ولا نعلم إن كانت ألطاف الله ستنجينا في حال لو فكر أي مقامر غربي بحياة الشعوب بقصفنا نوويا بأي زمان وأي مكان.


    الترجمة المئوية: سماعية... لقضية سياسية

    ترجمة الفيلم الوثائقي USS Liberty: Dead In The Water سماعية بلا أي نص متوافق إنجليزي أو أي لغة أخرى، وآمل أن تنال المستوى المطلوب لرضى المشاهدين الكرام. وقد احتوى الحوار على بعض المصطلحات العسكرية التي تمكنا منها بعون الله، وقد ورد مصطلح لم أجد له إلا مصدر واحد وهو ما أورده د. يحيى الشاعر في منتدى حقائق مصر وكذلك المطاريد، والمصطلح هو للعملية السرية الاستخباراتية مع الموساد (ساينايد). والحوار بشكل عام لم يتسم بالصعوبة سوى ببعض الأجزاء التي يتحدث بها بعض كبار السن من جنود السفينة ليبرتي وأصواتهم المتهدجة. ومن ناحية أخرى، لا أنكر استمتاعي بل وحتى ضحكي الشديد أحيانا على تضارب الأمريكان مع الصهاينة وتكذيبهم لبعضهم البعض بشكل مباشر والإحراج الشديد البادي على وجه المسؤولين الأمريكان والإسرائيليين. وأكثر ما أضحكني هو موقف روبرت ماكنمارا الذي تلقى وابلا من الهجوم من قبل اتهامات الجنود بتواطئه مع جونسون مما دعاه لإنكار معرفته بأي شيء جرى بذلك اليوم، ثم طفح به الكيل بآخر البرنامج ورفض التعليق على اسألة المذيع البريطاني. وكذلك أثار ضحكي ذلك المسؤول الصهيوني العجوز بالموساد الذي حشره المذيع بالسؤال عن الخطة (سايانايد) فتلعثم وتوقف وأخذ يكتب بالهواء.

    تعتبر هذه الترجمة هي الحادية عشر من الترجمات السماعية التي قمت بها. وأعني هنا ترجمة سماعية لفيلم كامل. ومع هذه الترجمة الجديدة، اسمحوا لي بالاحتفال معكم بصدور ترجمتي المائة هنا بملتقى الأدباء والمبدعين، حيث صدرت أول ترجمة لي بمواقع الانترنت بتاريخ الأول من ديسمبر عام 2006. وعلى مدار المائة ترجمة هذه، تنوعت الأعمال ما بين أفلام آسيوية وأوروبية وأمريكية وأمريكية كلاسيكية، أما الأعمال الوثائقية فهي تشكل بالنسبة لي عشقا خاصا اندفعت له بقوة ولعل من أهم الأسباب التي جعلتني أتجه للأعمال الوثائقية هو حالة التوتر التي تعيشها المنطقة منذ غزو العراق عام 2003 حيث اتجهتُ نحو الأعمال السياسية التي تناقش وضع منطقتنا المتأزم منذ الأزل واتجهت كذلك للأعمال التاريخية التي نواجه ندرتها النسبية. وكل هذه المجهودات الشاقة أحيانا تشعرني بالسعادة والرضى لتعميم الفائدة على جميع من يرغب بالمعلومة دون تحريف أو تضليل. فرغم أحاديث الصهاينة السمجة في معظم الوقت، فإن المترجم المحترف عليه أن يتسم بركيزتي الترجمة الناجحة: -الموضوعيةالأمانة. حتى لو سمع المترجم أو قرأ ما يكره، لأن دوره يتمثل بكونه مرآة تعكس ما يثار بالطرف الآخر ومتى ما كان غير شفاف أو غير واضح أو سلس فلن يتمكن من أداء دوره المأمول منه. أفخر بهذه التجربة كوني تلقيت تشجيعا ودعما معنويا ونفسيا خلابا من الأعضاء المتابعين والزملاء المخلصين، وهو سيمنحني دافعا بإذن الله لإكمال المسيرة وكسر حاجز المائتي ترجمة إن كان للعمر بقية.



    رابط يوتيوب كامل للفيلم




    رابط تورنت للنسخة عالية الجودة

    BBC.USS.Liberty.Dead.In.The.Water.(2002).WS.PDTV.X viD-HV



    يمكن الحصول عليه بالمرفقات مع الترجمة


    أو

    من هنا


    رابط تورنت لنسخة متوسطة الجودة

    من هنا

    أو

    من هنا






    وبالنهاية أتمنى أن تجدوا فائدة من الموضوع والترجمة
    وصورة منطقية مفهومة توضح مثل هذه الأسرار والغموض
    علنا نفك شيفرات مستقبلنا المبهم.


    تقبلوا مني أطيب تحية

    فيصل كريم
    الملفات المرفقة





    تصميم سائد ريان
  • عباس مشالي
    مستشار في الترجمة المرئية
    • 22-12-2011
    • 117

    #2
    أتـقـدم لك بالشـكـر الـجـزيـل أخـي العـزيـز الفاضـل فـيـصـل كـريــم
    على ترجمة هذا الفيلم الوثائقي الهجوم على السفينة ليبرتي
    وعلى جهدك القوي وتوضيح أن النفوذ الصهيوني
    عميق وغير بسيط بالأوساط والدوائر الأمريكية
    وبتقديمك المميز الشامل وترجمتك الرائعة
    وشكرا على الموضوع والشرح الرائع
    موفق دوما باذن الله
    تحياتي

    تعليق

    • منيره الفهري
      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
      • 21-12-2010
      • 9870

      #3
      أستاذنا الكبير المترجم القدير

      فيصل كريم

      شكرا لهذه الترجمة القيمة كترجماتك دائما

      شكرا لنشاطك الرائع الجميل في ملتقى الترجمة

      شكرا لحضورك المتميز الذي نقل الملتقى نقلة نوعية

      سأحمل التورنت ان شاء الله و لي عودة لترجمك المائزة

      و مرة أخرى شكرااا لجهودك الكبيرة أستاذنا المترجم القدير فيصل كريم

      تعليق

      • يسري مصطفى
        محظور
        • 01-09-2010
        • 72

        #4
        الاديب المفكر والمترجم
        اخي الغالي فيصل الراقي
        للمرة الثانية اجدني مشدودا الى موضوع مترجم لك
        موضوع يحمل فكر قدير
        لمست في حواراته تلك الرواية التي تكتب على شكل مقالة فتغني القاريء وتشده الى متابعتها لسلاسة اللغة وسردية الخبر وادبيات التحليل
        تلك هي المقالة التاريخية بشكل عام
        المقالة التي يكتبها كتاب التحليل السياسي الاكثر اقتدارا
        ولا اعرف ان كنت خبرت باسم المترجم الفلسطيني المقدسي الاستاذ خيري حماد وهو من اكثر الكتاب الذين عشقت الترجمة وقراءة الاعمال المترجمة
        بفضل اسلوبهم اللغوي في النقل الامين والتعقيب بالهوامش على رأي الكاتب لكي يؤكد على وجهة نظره كمترجم
        اتذكر كل الاعمال المترجمة من اللغات الاجنبية الى اللغة العربية في سنوات الشباب الاولى
        ولا ادعي الا انني اكتسبت ثقافتي الاولى قبل اربعين سنة من خلال الافلام الاجنبية وقراءة الترجمة المكتوبة كحوار للفيلم
        بجانب قراءاتي للروايات العالمية التي اصدرتها وزارة الثقافة والارشاد القومي المصري زمان السبعينات وماقبلها في الستينات
        هنا نتذكر ثروت عكاشة راعي الترجمة والثقافة المصرية وعبدالقادر حاتم ثم كاتبنا المفضل استاذ الاساتذة هيكل
        الذين اشرفوا على الحركة الثقافية في مصر/ الجمهورية العربية المتحدة
        هذه الجمهورية التي كان يجب ضربها قبل ان تصبح مشروعا عربي كامل الابعاد
        فكانت حرب يونية عام1967م
        وكانت النكسة العسكرية الكارثة
        وفي تلك الايام الكئيبة كنت في سن الصبا والمراهقة
        وحدث ما حدث لسفينة الاستخبارات الامريكية ليبرتي
        وفي عملية نفذها الصهاينة لكي يكون العقاب امريكي ضد عبدالناصر خاصة وان العملية تمت خلال ايام الحرب النكسة
        اسلوب صهيوني قديم منذ ان كانت قوات الهاجاناه تضرب الاهداف المدنية البريطانية وتتهم فيها العرب
        ثم حين ارسل شاريت مجموعة عمليات صهيونية لتضرب اهداف مدنية ومصالح امريكية وبريطانية في القاهرة عام1955م
        ووسط كل هذا الحصار العالمي كانت مصر رغم الهزيمة تستيقظ
        وتعد لعملية تضرب بها عنان السما
        وتقصف الغرور الصهيوني
        فكانت عملية ضرب المدمرة ايلات في اواخر اكتوبر عام1967م
        حين انطلقت مجموعة من اربعة ابطال مغاوير من قاعدة بحرية مصرية في اكتوبر1967م
        ليطلقوا اربع صواريخ على المدمرةالاسرائيلية ويتم احراقها في لحظات كأنها القدر
        القدر الذي جاء بالامل وانتعشت معه احلام العرب بردع عدو فجر وغدر منذ يونية1967م
        وكلنا اصبح يزغرد فرحة فيوم الثأر اقترب وضربة معلم هزت مركز استخباري عسكري صهيوني كبير وفي ثواني
        كانت فرحة لانها المت العدو الذي انتقم بشن هجمة غادرة على هدف مدني في مصافي النفط المصرية بالسويس
        كانت الخسائر الاقتصادية كبيرة وثقيلة باحراق مصفاة النفط المصرية في السويس ردا من العدو على اغراق السفينة
        وتبعها عمليات انتقامية متعددة على مدرسة بحر البقر وعلى قاعدة عسكرية جنوب السويس اسمها جزيرة شدوان
        اكتب كل هذا من الذاكرة حيث حفر في العقول والقلوب معا ضمن حرب استنزاف دامت ثلاثة اعوام على قناة السويس
        شاركت فيها قوات الفدائيين المصريين من منظمة سيناء العربية مع قوات القطاع الغربي - الارض المحتلة لحركة فتح -
        كانت عمليات يومية وراء خطوط العدو
        كانت عمليات اختراق تصل الى الممرات وسط سيناء المحتلة
        كانت حشود مستمرة لمنع تهويد سيناء من خلال ربط البدو بعرب النقب
        كانت هناك حلقات كثيرة يجب الامساك بها معنويا وماديا
        كانت حرب حقيقية بل اقسى من اي حرب نظامية منظمة
        حرب الذكاء والفداء والبطولة مابين اعوام 1967-1970م
        حين سقطت السفينة الاسرائيلية غريقة في المياه الاقليمية المصرية بمحاذاة الشاطيء الشمالي لسيناء المحتلة
        اجتمع مجلس الحرب الصهيوني وقرر الرد كعادته بضربة انتقامية مضمونة النتائج وتنزل الخسائر مضاعفة على الجانب العربي المصري
        كان واردا التفكير بضرب السد العالي خاصة بقنبلة حارقة ربما نووية عند بعض الموتورين الصهاينة
        دائما ما كان السد العالي هدف صهيوني
        لكنهم عدلوا عن القرار النووي ليضربوا مصفاة النفط في السويس
        ليقصفوا المدارس والمستشفيات والمساكن في كافة مدن القناة
        وبعدها شكلت وزارة خاصة باسكان ابناء منطقة القناة الى العمق المصري
        ثلاثة مليون مواطن مصري ينتقلوا خلال اسابيع قليلة الى عمق مصر
        كل هذا لان السفينة كانت مهمة جدا
        وكان الاهم ان في داخلها قتل اكثر من 130 عنصر صهيوني من الكوادر الاستخبارية المدربة تدريبا عاليا
        هذه السفينة التي رصدت مكالمات تليفونية مابين الملك حسين وعبدالناصر
        هذه السفينة التي حلت شفرة الدفاع الجوي العربية المصرية
        هذه السفينة التي رصدت اشارة الاتصالات السلكية واللاسلكية مابين القوات العسكرية المصرية والاردنية
        انها عملية موازية نفذها عمالقة البحار المصريين باقتدار
        عملية تستحق ان توثق في فيلم سينمائي عربي
        عملية موازية للسفينة ليبرتي وفي ذات السنة
        عملية اثبتت ان العربي حين يحمل ارادته ينتصر
        وهو ما تحقق عام 1973 بارادة الله اكبر
        دمت اخي الغالي فيصل
        دمت سالما منعما وغانما مكرما
        التعديل الأخير تم بواسطة يسري مصطفى; الساعة 10-04-2012, 16:51.

        تعليق

        • فيصل كريم
          مـستشار في الترجمة المرئية
          • 26-09-2011
          • 386

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عباس مشالي مشاهدة المشاركة
          أتـقـدم لك بالشـكـر الـجـزيـل أخـي العـزيـز الفاضـل فـيـصـل كـريــم
          على ترجمة هذا الفيلم الوثائقي الهجوم على السفينة ليبرتي
          وعلى جهدك القوي وتوضيح أن النفوذ الصهيوني
          عميق وغير بسيط بالأوساط والدوائر الأمريكية
          وبتقديمك المميز الشامل وترجمتك الرائعة
          وشكرا على الموضوع والشرح الرائع
          موفق دوما باذن الله
          تحياتي
          حيالك الله أستاذي الفاضل عباس مشالي، ولا أستغني عن توجيهاتكم السديدة وتعاونكم المثمر.
          أما نظرتكم الجمالية لترتيب ووضع وترتيب المواضيع فقد تعلمت منها الكثير واستفدت منها أكثر.
          فلا حرمنا الله من جهودكم الكبيرة وإخلاصكم السخي.

          تقبل أطيب تحية





          تصميم سائد ريان

          تعليق

          • فيصل كريم
            مـستشار في الترجمة المرئية
            • 26-09-2011
            • 386

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
            أستاذنا الكبير المترجم القدير

            فيصل كريم

            شكرا لهذه الترجمة القيمة كترجماتك دائما

            شكرا لنشاطك الرائع الجميل في ملتقى الترجمة

            شكرا لحضورك المتميز الذي نقل الملتقى نقلة نوعية

            سأحمل التورنت ان شاء الله و لي عودة لترجمك المائزة

            و مرة أخرى شكرااا لجهودك الكبيرة أستاذنا المترجم القدير فيصل كريم
            أهلا بأستاذتنا القديرة والأديبة البارعة منيرة الفهري.

            حمدا لله على سلامتك من رحلتكم الميمونة،
            وألف مبروك للمناسبة الطيبة التي ذهبتم من أجلها.

            والملتقى متألق بكم وبجهودكم التي نتشارك بها جميعا للارتقاء والاستنارة.

            تقبلي أطيب تحية





            تصميم سائد ريان

            تعليق

            • فيصل كريم
              مـستشار في الترجمة المرئية
              • 26-09-2011
              • 386

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة يسري مصطفى مشاهدة المشاركة
              الاديب المفكر والمترجم
              اخي الغالي فيصل الراقي
              للمرة الثانية اجدني مشدودا الى موضوع مترجم لك
              موضوع يحمل فكر قدير
              لمست في حواراته تلك الرواية التي تكتب على شكل مقالة فتغني القاريء وتشده الى متابعتها لسلاسة اللغة وسردية الخبر وادبيات التحليل
              تلك هي المقالة التاريخية بشكل عام
              المقالة التي يكتبها كتاب التحليل السياسي الاكثر اقتدارا
              ولا اعرف ان كنت خبرت باسم المترجم الفلسطيني المقدسي الاستاذ خيري حماد وهو من اكثر الكتاب الذين عشقت الترجمة وقراءة الاعمال المترجمة
              بفضل اسلوبهم اللغوي في النقل الامين والتعقيب بالهوامش على رأي الكاتب لكي يؤكد على وجهة نظره كمترجم
              اتذكر كل الاعمال المترجمة من اللغات الاجنبية الى اللغة العربية في سنوات الشباب الاولى
              ولا ادعي الا انني اكتسبت ثقافتي الاولى قبل اربعين سنة من خلال الافلام الاجنبية وقراءة الترجمة المكتوبة كحوار للفيلم
              بجانب قراءاتي للروايات العالمية التي اصدرتها وزارة الثقافة والارشاد القومي المصري زمان السبعينات وماقبلها في الستينات
              هنا نتذكر ثروت عكاشة راعي الترجمة والثقافة المصرية وعبدالقادر حاتم ثم كاتبنا المفضل استاذ الاساتذة هيكل
              الذين اشرفوا على الحركة الثقافية في مصر/ الجمهورية العربية المتحدة
              هذه الجمهورية التي كان يجب ضربها قبل ان تصبح مشروعا عربي كامل الابعاد
              فكانت حرب يونية عام1967م
              وكانت النكسة العسكرية الكارثة
              وفي تلك الايام الكئيبة كنت في سن الصبا والمراهقة
              وحدث ما حدث لسفينة الاستخبارات الامريكية ليبرتي
              وفي عملية نفذها الصهاينة لكي يكون العقاب امريكي ضد عبدالناصر خاصة وان العملية تمت خلال ايام الحرب النكسة
              اسلوب صهيوني قديم منذ ان كانت قوات الهاجاناه تضرب الاهداف المدنية البريطانية وتتهم فيها العرب
              ثم حين ارسل شاريت مجموعة عمليات صهيونية لتضرب اهداف مدنية ومصالح امريكية وبريطانية في القاهرة عام1955م
              ووسط كل هذا الحصار العالمي كانت مصر رغم الهزيمة تستيقظ
              وتعد لعملية تضرب بها عنان السما
              وتقصف الغرور الصهيوني
              فكانت عملية ضرب المدمرة ايلات في اواخر اكتوبر عام1967م
              حين انطلقت مجموعة من اربعة ابطال مغاوير من قاعدة بحرية مصرية في اكتوبر1967م
              ليطلقوا اربع صواريخ على المدمرةالاسرائيلية ويتم احراقها في لحظات كأنها القدر
              القدر الذي جاء بالامل وانتعشت معه احلام العرب بردع عدو فجر وغدر منذ يونية1967م
              وكلنا اصبح يزغرد فرحة فيوم الثأر اقترب وضربة معلم هزت مركز استخباري عسكري صهيوني كبير وفي ثواني
              كانت فرحة لانها المت العدو الذي انتقم بشن هجمة غادرة على هدف مدني في مصافي النفط المصرية بالسويس
              كانت الخسائر الاقتصادية كبيرة وثقيلة باحراق مصفاة النفط المصرية في السويس ردا من العدو على اغراق السفينة
              وتبعها عمليات انتقامية متعددة على مدرسة بحر البقر وعلى قاعدة عسكرية جنوب السويس اسمها جزيرة شدوان
              اكتب كل هذا من الذاكرة حيث حفر في العقول والقلوب معا ضمن حرب استنزاف دامت ثلاثة اعوام على قناة السويس
              شاركت فيها قوات الفدائيين المصريين من منظمة سيناء العربية مع قوات القطاع الغربي - الارض المحتلة لحركة فتح -
              كانت عمليات يومية وراء خطوط العدو
              كانت عمليات اختراق تصل الى الممرات وسط سيناء المحتلة
              كانت حشود مستمرة لمنع تهويد سيناء من خلال ربط البدو بعرب النقب
              كانت هناك حلقات كثيرة يجب الامساك بها معنويا وماديا
              كانت حرب حقيقية بل اقسى من اي حرب نظامية منظمة
              حرب الذكاء والفداء والبطولة مابين اعوام 1967-1970م
              حين سقطت السفينة الاسرائيلية غريقة في المياه الاقليمية المصرية بمحاذاة الشاطيء الشمالي لسيناء المحتلة
              اجتمع مجلس الحرب الصهيوني وقرر الرد كعادته بضربة انتقامية مضمونة النتائج وتنزل الخسائر مضاعفة على الجانب العربي المصري
              كان واردا التفكير بضرب السد العالي خاصة بقنبلة حارقة ربما نووية عند بعض الموتورين الصهاينة
              دائما ما كان السد العالي هدف صهيوني
              لكنهم عدلوا عن القرار النووي ليضربوا مصفاة النفط في السويس
              ليقصفوا المدارس والمستشفيات والمساكن في كافة مدن القناة
              وبعدها شكلت وزارة خاصة باسكان ابناء منطقة القناة الى العمق المصري
              ثلاثة مليون مواطن مصري ينتقلوا خلال اسابيع قليلة الى عمق مصر
              كل هذا لان السفينة كانت مهمة جدا
              وكان الاهم ان في داخلها قتل اكثر من 130 عنصر صهيوني من الكوادر الاستخبارية المدربة تدريبا عاليا
              هذه السفينة التي رصدت مكالمات تليفونية مابين الملك حسين وعبدالناصر
              هذه السفينة التي حلت شفرة الدفاع الجوي العربية المصرية
              هذه السفينة التي رصدت اشارة الاتصالات السلكية واللاسلكية مابين القوات العسكرية المصرية والاردنية
              انها عملية موازية نفذها عمالقة البحار المصريين باقتدار
              عملية تستحق ان توثق في فيلم سينمائي عربي
              عملية موازية للسفينة ليبرتي وفي ذات السنة
              عملية اثبتت ان العربي حين يحمل ارادته ينتصر
              وهو ما تحقق عام 1973 بارادة الله اكبر
              دمت اخي الغالي فيصل
              دمت سالما منعما وغانما مكرما
              شكرا للأستاذ الفاضل والكاتب المميز يسري مصطفى على الأفكار الثرية التي شاطرنا إياها. ومثل هذا النقل للتجارب والخبرات سيؤدي بلا شك إلى استفادة كل من يقرأ مثل هذه الأفكار واستثمارها إيجابيا، لا سيما الشباب المتعطش للمعلومة تحديدا.

              والمترجم الكبير الأستاذ خيري حماد رحمه الله من الذين أثروا المكتبة العربية بالعديد من الكتب والترجمات التي أسهمت بارتقاء الثقافة العربية. وقد أتعسني الحظ ذات مرة أن قرأت نموذجا معاكسا لمهنية وأمانة الأستاذ حماد بالترجمة، حيث ترجم أحدهم كتابا (أظنه مذكرات نيكسون) ولم يترك منه شيئا لم يعجبه على الإطلاق واقتص الأجزاء التي تتحدث عن الشرق الأوسط ما جعلنا لا نفهم عقلية نيكسون حول قضيتنا المركزية. وهذا التعتيم سيئ جدا لأنه يمنعنا من التعرف على أفكار اعدائنا وقادتهم.

              أما بالنسبة لمسألة المقارنة بين ترجمة الكتب والوثائق التاريخية وبين ترجمة الأفلام الوثائقية، فلا شك أنهما مختلفين بدرجة كبيرة. وأتذكر بهذا الإطار، أنه كانت لي العديد من الحوارات حول هذه الجزئية، ورأيي ببساطة أن الأعمال الوثائقية أو التسجيلية لا تقدم لنا حقلا معلوماتيا متكاملا بحيث أنه يمكن اعتبارها مرجعا علميا يعتمد عليه، بل هي مجرد بوابات أو ومضات لمواضيع معينة تسهل على المشاهد استيعاب الموضوع بأيسر وسيلة. ولكنها بذات الوقت قد تقود القارئ إلى التبحر بالمواضيع التي تتطرق لها من خلال رغبته بالتعرف على التفاصيل التي أشار إليها العمل المرئي. بمعنى آخر، لا يمكن الاعتماد على المواد المرئية الوثائقية -رغم تطورها وتشعب تفرعاتها- كمرجع علمي موثّق، ولكن لا بأس بها كرافد معلوماتي يفتح البوابة لكل من يريد التزود بالمعرفة الموضوعية.

              حياك الله أستاذي الفاضل يسري مصطفى وجوزيت خيرا بما أفضت علينا به من علم وتجربة.





              تصميم سائد ريان

              تعليق

              • أحمد أبوزيد
                أديب وكاتب
                • 23-02-2010
                • 1617

                #8
                الأستاذ الفاضل فيصل كريم ...

                معلومات كثيرة نشكرك عليها ... و لدينا آيضاً معلومات عن حرب 67

                و التى مازالت حتى الأن يكتنفها الغموض ...

                ضربة الطيران الإسرائيلى للجيش المصرى ..

                هناك من قال ...

                يوجد مساعدات قدمت من أمريكا و أوروبا لسلاح الطيران الإسرائيلى


                و هناك من قال ...

                إن سلاح الجوى الأمريكى تدخل بالفعل فى ضرب الجيش المصرى

                لأن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل هذا لوحدها


                و هناك من قال إن بعض الدول الأوروبية ساعدت آيضاً فى ضرب الجيش المصرى


                و لكن يجب علينا أن نعمل العقل أولاً

                سواء حدث أو لم يحدث ...

                من المؤكد إن أوروبا و أمريكا ضد العرب و بسهولة جداً يمكنا الوصول إليه من قراءة التاريخ

                ضرب القاهرة بالسلاح النووى أحد خطط الكيان الصهيونى حتى الأن بل ضرب جميع عواصم و المدن الكبرى بالدول العربية و هذا معروف

                و لكن علينا أن نسأل أنفسنا هل تستطيع أن تفعلها إسرائيل أو أمريكا

                نقول ... مستحيل لأن العرب لديهم قوة رد الفعل الكيماوية التى هى أخطر بكثير من السلاح النووى

                هناك الأخطر و هو النفط ... العالم الغربى لا يستطيع العيش لمدة أسبوع بدون النفط العربى

                كيف يضربه و يضرب طرق الملاحة التى تساعده للوصول إليه ..


                و لكن بالأخير السلاح النووى ورقة ضغط فى يد إسرائيل و الغرب و أعداء الأمة

                و لكن لا تخاف يا أخى الكريم

                العرب جثة هامدة لا يمكن أن يصدر منها فعل يهدد وجود إسرائيل التى هى النقطة التى يمكن لإسرائيل إستخدام السلاح النووى عندها ...

                و آيضاً هناك الكثير من الأقوال التى تؤكد على إمتلاك مصر لصواريخ باليستية طويلة المدى تحمل رؤوس غير تقليدية يمكنها من خلال تلك المنظومة الصاروخية تهديد طهران و باريس و دول منابع النيل ..


                معلومات كثيرة لا نعرف مدى مصدقيتها ...

                و لكن بحق نشكرك كل الشكر على هذا المجهود الرائع


                أحمد أبوزيد

                تعليق

                • فيصل كريم
                  مـستشار في الترجمة المرئية
                  • 26-09-2011
                  • 386

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
                  الأستاذ الفاضل فيصل كريم ...

                  معلومات كثيرة نشكرك عليها ... و لدينا آيضاً معلومات عن حرب 67

                  و التى مازالت حتى الأن يكتنفها الغموض ...

                  ضربة الطيران الإسرائيلى للجيش المصرى ..

                  هناك من قال ...

                  يوجد مساعدات قدمت من أمريكا و أوروبا لسلاح الطيران الإسرائيلى


                  و هناك من قال ...

                  إن سلاح الجوى الأمريكى تدخل بالفعل فى ضرب الجيش المصرى

                  لأن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل هذا لوحدها


                  و هناك من قال إن بعض الدول الأوروبية ساعدت آيضاً فى ضرب الجيش المصرى


                  و لكن يجب علينا أن نعمل العقل أولاً

                  سواء حدث أو لم يحدث ...

                  من المؤكد إن أوروبا و أمريكا ضد العرب و بسهولة جداً يمكنا الوصول إليه من قراءة التاريخ

                  ضرب القاهرة بالسلاح النووى أحد خطط الكيان الصهيونى حتى الأن بل ضرب جميع عواصم و المدن الكبرى بالدول العربية و هذا معروف

                  و لكن علينا أن نسأل أنفسنا هل تستطيع أن تفعلها إسرائيل أو أمريكا

                  نقول ... مستحيل لأن العرب لديهم قوة رد الفعل الكيماوية التى هى أخطر بكثير من السلاح النووى

                  هناك الأخطر و هو النفط ... العالم الغربى لا يستطيع العيش لمدة أسبوع بدون النفط العربى

                  كيف يضربه و يضرب طرق الملاحة التى تساعده للوصول إليه ..


                  و لكن بالأخير السلاح النووى ورقة ضغط فى يد إسرائيل و الغرب و أعداء الأمة

                  و لكن لا تخاف يا أخى الكريم

                  العرب جثة هامدة لا يمكن أن يصدر منها فعل يهدد وجود إسرائيل التى هى النقطة التى يمكن لإسرائيل إستخدام السلاح النووى عندها ...

                  و آيضاً هناك الكثير من الأقوال التى تؤكد على إمتلاك مصر لصواريخ باليستية طويلة المدى تحمل رؤوس غير تقليدية يمكنها من خلال تلك المنظومة الصاروخية تهديد طهران و باريس و دول منابع النيل ..


                  معلومات كثيرة لا نعرف مدى مصدقيتها ...

                  و لكن بحق نشكرك كل الشكر على هذا المجهود الرائع


                  أحمد أبوزيد
                  الشكر واجب لكم أستاذ أحمد أبوزيد على ما تفضلتم به من إضافة طيبة وقيمة للموضوع.

                  نعم، كما تفضلت حضرتك فإن هناك غموضا كبيرا يكتنف ملف حرب 1967. وتمثلت إحدى المفاجآت غير السارة بقدوم أولى موجات الإغارة المكثفة (وهي أربع موجات متتالية كما ذكر الاستاذ هيكل في برنامجه المذكور أعلاه) من ليبيا غربا وليس من الكيان الصهيوني، وهو ما أشار له الرئيس عبد الناصر بعبارة "انتظرناهم من الشرق فجاؤونا من الغرب". وهو ما يدلل على خطورة وضع ليبيا الاستراتيجي على مصر التي لا يمكن أن تسمح بوجود نظام غير صديق بها أو حتى محايد، وهو ما كان يزعمه نظام الملك السنوسي البائد. وهذا بالتأكيد درس من دروس حرب 1967.

                  أما بالنسبة لمسألة القصف النووي، فما تفضلتم به أستاذي صحيح، وهو أننا نمتلك مقومات تجعلهم يفكرون كثيرا قبل أن يقدموا على مثل هذا الأمر الشنيع. ولكن من الأفضل ألا نجازف بهذا الأمر ونتركه للصدف، فلا بد أن يكون لنا مشروع ردع واضح، ليس لإسرائيل فقط (فهذا الكيان أمره عسكريا هين مهما بلغت قوة تسليحه) بل لأعداء الخارج أيضا. وليس هناك مقولة أكثر خيبة من "لا أستطيع على أمريكا"، ومقاليد قوتنا متوفرة بأيدينا لولا أن أنظمتنا الفاشلة فرطت بها وتستهل تسليم الأعداء ما يريدون دونما سبب مقنع.

                  وتقبل مني أطيب تحية





                  تصميم سائد ريان

                  تعليق

                  • عبد العزيز عيد
                    أديب وكاتب
                    • 07-05-2010
                    • 1005

                    #10
                    اسمح لي بداية أخي الفاضل الأستاذ القدير فيصل كريم أن أضع مجرد سطر بموضوعك هذا ، حتى أتمكن من العودة إليه ثانية للتعليق بأذن الله تعالى ، بعد أن نسخته ( كوبي ) لأقرأه بدقة ، لأن مواضيعك سيدي لا ينبغي ألا أن تقرأ بدقة وباستمتاع .
                    أخوك / عبد العزيز عيد
                    الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

                    تعليق

                    • رنا خطيب
                      أديب وكاتب
                      • 03-11-2008
                      • 4025

                      #11
                      الأستاذ الراقي فيصل كريم

                      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

                      آسفة لتأخري في الرد على مثل هذا العمل العظيم لكن عذري أنه نفسيتي خارج التغطية بسبب ما نتجرعه من آلالام و أن أكبر الم عندي هو اغتيال العقل .و ألمس هذا الاغتيال في واقعنا لكن ليس بوسعنا عمل شيء.

                      بداية أود أن أشكرك جزيل الشكر على هذا الجهد العظيم الذي تبذله في تنوير شعوبنا العربية بما يخطه الفكر الغربي من مؤامرات تستهدفه ... و مثل هذه الأعمال التطوعية تستحق عليها كل الثناء و التقدير و خصوصا ممن يقدرون تعب المترجم لإخراج نصوص صامتة من مكتبة الغرب تنتظر أقلام عربية لتنقلها ..

                      أتفق معك في وجهة نظرك حول ما تطرقت إليه في البداية و هو وقوع أمتنا بين خيارين إما النهوض و إما السقوط ...
                      ما زلت نظرتي حول الربيع العربي يشوبها الشك حول إمكانية انتصار الشعوب العربية على الطغاة الذين أحرقوا الأهل و أتلفوا الحرث و الزرع و دمروا العقول الفاعلة .. فنحن لنا في مشاهدات الواقع و ما ينتجه من أرقام تحدد تقدم أو تأخر كل الشعوب... و بوجهة نظري لم تتقدم الشعوب العربية بعد لأخذ راية الأمة و تنصيب علمها فوق بلادها ..فما زالت تراوح في مكانها بسبب ضعف إمكانياتها و فوضوية صفوفها و ضعف انتمائها و فقدان هويتها العربية بل حتى القطرية ..

                      ..أن تكون أمة فاعلة أو مفعول بها... هنا تكمن المعضلة ...
                      انظر إلى شعوب الأمة العربية من المشرق إلى المغرب لتجيب بنفسك على هذا السؤال.. كيف لنا أن نكون أمة فاعلة و نحن شعوب مسلوبة حتى من صناعة الرأي و ليس القرار؟؟ كيف نكون أمة فاعلة و عقولنا يحجر عليها أعداء النور سواء داخل الأوطان أم خارجها؟!!..كيف نكون أمة فاعلة و نحن نتطبع بايدولوجية الغرب و بكل ما يلقيه علينا الغرب من فتات معرفته؟!.. و الذي أدى هذا إلى تحولنا من أمة الإبداع و الابتكار إلى امة الاستيراد و التقليد ..فكيف نكون فاعلين و ابسط أدوات النهوض في المجال التكنولوجي لا نملكها.. حتى ثوراتنا قامت بوسائل الغرب و ليس بوسائلنا و لم نكتفي بذلك بل استعان بمنظمات غربية مؤدلجة تم تدريب فيها بعض الشباب العربي المخدوع على أسس الحرية و الديمقراطية وفقا لمنهجهم فأرسلوهم إلى بلادنا و أخذوا يسعون في الأرض فسادا داخل الأوطان و من لم يحقق الغاية استدعوا الناتو لتدمير البلاد تحت اسم التدخل الإنساني لحماية المدنيين ..
                      تقوم أمة عربية و أسلامية كيف؟؟ إن كان شباب الثورة يرفضون أن ينسبوا ثوراتهم إلى أي دين أو مذهب ، بل يصرون على طلبهم بالدولة المدنية. و هل سألتهم ما هي المدنية التي يطلبونها..أكثرهم حائر ..ضائع يستلهم أمله من وعود الغرب الكاذبة و من شعوره المزهو بأنه قادر على صناعة المعجزات و هو تحت أقادم خط الطغيان و الحرمان ..
                      إذا مازلنا أمة مفعول بها حتى تظهر رجال هذه الأمة تنتقل من حيز الكلام إلى حيز الفعل.. من حيز الخوف إلى حيز الشجاعة ..من حيز الاعتماد على الغرب إلى حيز الاعتماد على الذات ...من حيز التوكل على الشيطان إلى حيز التوكل على الله بعد أخذ الأسباب .. و لا أرى هذه الرجال إلا ممن رحمه ربي بعد ربما في المستقبل .الله أعلم.


                      بالنسبة للمحتوى الذي تضمنته ترجمتك لهذه الوثائق .. فلا نختلف على دهاء و مكر و ذكاء من نفذ هذه العملية و ما زال ينفذ لكن العرب في غفلة حتى ما شاء الله..

                      قد يستغرب البعض لو قلت بأن أمريكا ضحية و تعاني من تغلغل نفوذ الكيان الصهيوني و السيطرة على قرارات البيت الأبيض و مراكز صناع القرار في أمريكا ... و قد يستغرب البعض لو قلت أن ترحيب الغرب و بعدها دعم أمريكا لهذا التوجه في إنشاء وطن قوي لليهود في فلسطين لكي تتحرر قليلا من قبضة هذا الكيان الصهيوني في أمريكا و ترسلهم إلى وطن عربي يخففون به من تدخلهم في الشؤون الأمريكية و يقل تمركزهم في أمريكا .. و قد يستغرب البعض لو قلت أن أمريكا تدرك كم هو الإحراج الذي يسببه لها هذا الكيان في تعاملها مع دول المشرق العربي و حوله لكن في نقطة أمن إسرائيل لا تملك قرارا تقف فيه ضد غطرسة هذا الكيان..
                      لذلك يعتبر حفظ ـأمن إسرائيل هو واحد من مصالحها الإستراتجية في منطقة الشرق العربي حيث يها أمريكا في هذه المنطقة أربع مصالح إستراتجية:
                      السيطرة على منابع النفط.. حفظ امن إسرائيل.. محاربة الإرهاب المزعوم – و المطالبة بالإصلاح السياسي .. و ليس الاقتصادي لتلك الدول.
                      و لعل حادثة ليبرتي يشبه كثيرا تفجيرات أيلول و البنتاغون.. فقد غادر قبل التفجير أكثر من 3000 يهودي قائمين في أعمالهم و ألصقوها بالقاعدة .. فكانت هذه الضربة و لو فيها خسارة لكن أرباحها على المدى الطويل مجدية و عليه قادت حرب الإرهاب ضد العرب و المسلمين فدمرت أفغانستان و العراق و ليبيا و ربما غدا سورية ..

                      أما الدرع العربي فإنه من المضحكات المبكيات..فالعرب منقسمون و حكامنا لاهون في السلطة و الكرسي و العرش و يخافون أن يكون هناك توحد بين الشعب و الحاكم داخل البلد الواحد فكيف يحدث توحد بين الدول العربية و حكامها و شعوبها لعلي هي الطامة و الكبرى بالنسبة لهم ..
                      من سيخطط لدرع عربي يحمنا من ضربا الغرب غدا؟؟
                      الجمهوريات التي تمكن الربيع العربي من تفتيتها و تقسيمها حتى أصبحت الدولة الواحدة مقسمة الى دويلات يحكمها الجهل و التعصب الطائفي ، بالإضافة إلى تحويلها إلى ساحات خراب و دمار و فوضى و قتل و نهب و سلي ؟ أم الملكيات و التي تجد قلوب حكامها أشد كفرا من اليهود و كانوا و ما زالوا خنجر في خاصرة الأمة العربية لدعم مصالح أمريكا و إسرائيل..
                      فها هو مالها ينفق على أمريكا لينعش اقتصادها المدمر فقط لتحميهم من عدو وهمي اسمه إيران يهدد عروشهم الخاوية فلماذا لا يوجد وعي لدى ملوك البترول لينفق مال الله في مشاريع تحقق التكامل العربي على جميع الأصعدة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و عسكريا؟؟؟
                      العقول من عندنا و المال من عندهم و يحدث التكامل العربي المطلوب.. لكن قلوبهم اشد قساوة من اليهود و هذا ما يجعل أمتنا لا تقوم لها قائمة..

                      و أما شعار السلام.. فهو ليس إلا مضيعة للوقت لاحتواء أصوات الفلسطينيين و تمرير مزيدا من الوقت لاستكمال المشروع الصهيوني في فلسطين و حولها .. و أما ساسات فلسطين فقد أصابهم أيضا ما أصاب حكام الجمهوريات و الملكيات فحالهم يقول ضعونا في السلطة و خذوا فلسطين.. أعتقد أن أمريكا تؤمن بحل الدولتين و تتمنى ان يصل الصراع الفلسطيني الصهيوني إلى تسوية لكن لان القرار بيد الكيان لا تملك الا المراوغة في مكانها .
                      و أما الشعوب العربية التي يستخدمها العالم كله دروعا لتنفيذ مخططاتهم فهم لا يملكون إلا الصوت و إن عظمت فدمائهم التي رخصت على حكامهم أولا فكيف أصحاب السيطرة و صناعة القرار.

                      أخي الفاضل لا أرى بصيصا من الأمل لنهوض عربي موحد من الشرق إلى الغرب و لا أرى أي مقاومة من قبل شعوبنا لمخططات غربية لأنهم ببساطة أكبر همهم اليوم هو مقاومة ابن بلدهم الطاغي و لا مانع من الاستعانة بالناتو المدمر للمدن لكي نحرق الوطن لنسقط رأس نظام ..و نبقي على أصله ليفرخ من جديد.
                      أية مفاجئة فاجأتنا بها مصر عندما تجرأ واحد من فلول النظام اسمه عمر سلمان من الترشح للحكم ..صديق الصهاينة و عدو المصريين و الفلسطينيين .. هل هدرنا كل هذا الدم لتعيد أمريكا أمجادها في البلاد العربية من خلال دعم حلفائها؟؟؟
                      لم تتغير أوضاع مصر بعد الثورة من خلال حفاظها على علاقاتها كما هي سواء مع أمريكا أم إسرائيل..فأي انتفاضة عربية هذه ستقاوم مخططات ذكية يخطط لها من عشرات السنوات للتقدم خطوة خطوة .

                      نعم نشهد ضعف سياسة القطب الرأسمالي العالمي الأوحد المتمثل بأمريكا و الذي كان يحكم بالغطرسة و القون فترة من الزمن و صعود أقطاب أخرى تحاول مقاومة أمريكا .. لكن نحن ( بعضهم العرب) نختبئ وراء هذا الحلف و بالتالي من يمشي خلف السيد سيظل ينفذ أوامره ..
                      انظر لروسيا و إيران ماذا تفعلا في سورية فقط لتحمي مصالحها ؟؟؟

                      آسفة لنظرتي التشاؤمية في وقتنا الحالي لكي لم يزيدني الربيع العربي الخادع إلا كرها له لما ما وصلنا إليه من خراب و دمار نفسي قبل أن يكون بيئي..
                      ربما في المستقبل يقضي الله أمرا كان مفعولا و هذا ليس ببعيد عليه فسنة الله في هلاك الأمم الطاغية الغابرة موجودا و لن تكون أمريكا الدولة اللقيطة التي أقامت أمجادها على جثث و دماء الآخرين إلا واحدة من التي ستهلك. لكن اعتقد بكوارس طبيعية ينزلها الله عليهم أو بقدرته.

                      أكرر شكري و امتناني لهكذا مترجم رائع ينفق من جهده و أعصابه و ماله لأجل تنوير المثقفين و كشف اللثام عن الحقيقة المختبئة .

                      مع الشكر
                      رنا خطيب

                      تعليق

                      • فيصل كريم
                        مـستشار في الترجمة المرئية
                        • 26-09-2011
                        • 386

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز عيد مشاهدة المشاركة
                        اسمح لي بداية أخي الفاضل الأستاذ القدير فيصل كريم أن أضع مجرد سطر بموضوعك هذا ، حتى أتمكن من العودة إليه ثانية للتعليق بأذن الله تعالى ، بعد أن نسخته ( كوبي ) لأقرأه بدقة ، لأن مواضيعك سيدي لا ينبغي ألا أن تقرأ بدقة وباستمتاع .
                        أخوك / عبد العزيز عيد
                        حياك الله أستاذنا الفاضل وكبير قانونيي الملتقى عبد العزيز عيد، أنرت الموضوع بمجرد وضع بصمتك المنيرة به. وحللت أهلا ونزلت سهلا، متى ما رغبت بتشريح الموضوع أو تفكيكه، أو حتى رفع دعوى فكرية عليه حتى لا يشذ عن جادة الصواب والحقيقة. (دعابة)

                        تقبل أطيب تحية





                        تصميم سائد ريان

                        تعليق

                        • فيصل كريم
                          مـستشار في الترجمة المرئية
                          • 26-09-2011
                          • 386

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة
                          الأستاذ الراقي فيصل كريم

                          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

                          آسفة لتأخري في الرد على مثل هذا العمل العظيم لكن عذري أنه نفسيتي خارج التغطية بسبب ما نتجرعه من آلالام و أن أكبر الم عندي هو اغتيال العقل .و ألمس هذا الاغتيال في واقعنا لكن ليس بوسعنا عمل شيء.

                          بداية أود أن أشكرك جزيل الشكر على هذا الجهد العظيم الذي تبذله في تنوير شعوبنا العربية بما يخطه الفكر الغربي من مؤامرات تستهدفه ... و مثل هذه الأعمال التطوعية تستحق عليها كل الثناء و التقدير و خصوصا ممن يقدرون تعب المترجم لإخراج نصوص صامتة من مكتبة الغرب تنتظر أقلام عربية لتنقلها ..

                          أتفق معك في وجهة نظرك حول ما تطرقت إليه في البداية و هو وقوع أمتنا بين خيارين إما النهوض و إما السقوط ...
                          ما زلت نظرتي حول الربيع العربي يشوبها الشك حول إمكانية انتصار الشعوب العربية على الطغاة الذين أحرقوا الأهل و أتلفوا الحرث و الزرع و دمروا العقول الفاعلة .. فنحن لنا في مشاهدات الواقع و ما ينتجه من أرقام تحدد تقدم أو تأخر كل الشعوب... و بوجهة نظري لم تتقدم الشعوب العربية بعد لأخذ راية الأمة و تنصيب علمها فوق بلادها ..فما زالت تراوح في مكانها بسبب ضعف إمكانياتها و فوضوية صفوفها و ضعف انتمائها و فقدان هويتها العربية بل حتى القطرية ..

                          ..أن تكون أمة فاعلة أو مفعول بها... هنا تكمن المعضلة ...
                          انظر إلى شعوب الأمة العربية من المشرق إلى المغرب لتجيب بنفسك على هذا السؤال.. كيف لنا أن نكون أمة فاعلة و نحن شعوب مسلوبة حتى من صناعة الرأي و ليس القرار؟؟ كيف نكون أمة فاعلة و عقولنا يحجر عليها أعداء النور سواء داخل الأوطان أم خارجها؟!!..كيف نكون أمة فاعلة و نحن نتطبع بايدولوجية الغرب و بكل ما يلقيه علينا الغرب من فتات معرفته؟!.. و الذي أدى هذا إلى تحولنا من أمة الإبداع و الابتكار إلى امة الاستيراد و التقليد ..فكيف نكون فاعلين و ابسط أدوات النهوض في المجال التكنولوجي لا نملكها.. حتى ثوراتنا قامت بوسائل الغرب و ليس بوسائلنا و لم نكتفي بذلك بل استعان بمنظمات غربية مؤدلجة تم تدريب فيها بعض الشباب العربي المخدوع على أسس الحرية و الديمقراطية وفقا لمنهجهم فأرسلوهم إلى بلادنا و أخذوا يسعون في الأرض فسادا داخل الأوطان و من لم يحقق الغاية استدعوا الناتو لتدمير البلاد تحت اسم التدخل الإنساني لحماية المدنيين ..
                          تقوم أمة عربية و أسلامية كيف؟؟ إن كان شباب الثورة يرفضون أن ينسبوا ثوراتهم إلى أي دين أو مذهب ، بل يصرون على طلبهم بالدولة المدنية. و هل سألتهم ما هي المدنية التي يطلبونها..أكثرهم حائر ..ضائع يستلهم أمله من وعود الغرب الكاذبة و من شعوره المزهو بأنه قادر على صناعة المعجزات و هو تحت أقادم خط الطغيان و الحرمان ..
                          إذا مازلنا أمة مفعول بها حتى تظهر رجال هذه الأمة تنتقل من حيز الكلام إلى حيز الفعل.. من حيز الخوف إلى حيز الشجاعة ..من حيز الاعتماد على الغرب إلى حيز الاعتماد على الذات ...من حيز التوكل على الشيطان إلى حيز التوكل على الله بعد أخذ الأسباب .. و لا أرى هذه الرجال إلا ممن رحمه ربي بعد ربما في المستقبل .الله أعلم.


                          بالنسبة للمحتوى الذي تضمنته ترجمتك لهذه الوثائق .. فلا نختلف على دهاء و مكر و ذكاء من نفذ هذه العملية و ما زال ينفذ لكن العرب في غفلة حتى ما شاء الله..

                          قد يستغرب البعض لو قلت بأن أمريكا ضحية و تعاني من تغلغل نفوذ الكيان الصهيوني و السيطرة على قرارات البيت الأبيض و مراكز صناع القرار في أمريكا ... و قد يستغرب البعض لو قلت أن ترحيب الغرب و بعدها دعم أمريكا لهذا التوجه في إنشاء وطن قوي لليهود في فلسطين لكي تتحرر قليلا من قبضة هذا الكيان الصهيوني في أمريكا و ترسلهم إلى وطن عربي يخففون به من تدخلهم في الشؤون الأمريكية و يقل تمركزهم في أمريكا .. و قد يستغرب البعض لو قلت أن أمريكا تدرك كم هو الإحراج الذي يسببه لها هذا الكيان في تعاملها مع دول المشرق العربي و حوله لكن في نقطة أمن إسرائيل لا تملك قرارا تقف فيه ضد غطرسة هذا الكيان..
                          لذلك يعتبر حفظ ـأمن إسرائيل هو واحد من مصالحها الإستراتجية في منطقة الشرق العربي حيث يها أمريكا في هذه المنطقة أربع مصالح إستراتجية:
                          السيطرة على منابع النفط.. حفظ امن إسرائيل.. محاربة الإرهاب المزعوم – و المطالبة بالإصلاح السياسي .. و ليس الاقتصادي لتلك الدول.
                          و لعل حادثة ليبرتي يشبه كثيرا تفجيرات أيلول و البنتاغون.. فقد غادر قبل التفجير أكثر من 3000 يهودي قائمين في أعمالهم و ألصقوها بالقاعدة .. فكانت هذه الضربة و لو فيها خسارة لكن أرباحها على المدى الطويل مجدية و عليه قادت حرب الإرهاب ضد العرب و المسلمين فدمرت أفغانستان و العراق و ليبيا و ربما غدا سورية ..

                          أما الدرع العربي فإنه من المضحكات المبكيات..فالعرب منقسمون و حكامنا لاهون في السلطة و الكرسي و العرش و يخافون أن يكون هناك توحد بين الشعب و الحاكم داخل البلد الواحد فكيف يحدث توحد بين الدول العربية و حكامها و شعوبها لعلي هي الطامة و الكبرى بالنسبة لهم ..
                          من سيخطط لدرع عربي يحمنا من ضربا الغرب غدا؟؟
                          الجمهوريات التي تمكن الربيع العربي من تفتيتها و تقسيمها حتى أصبحت الدولة الواحدة مقسمة الى دويلات يحكمها الجهل و التعصب الطائفي ، بالإضافة إلى تحويلها إلى ساحات خراب و دمار و فوضى و قتل و نهب و سلي ؟ أم الملكيات و التي تجد قلوب حكامها أشد كفرا من اليهود و كانوا و ما زالوا خنجر في خاصرة الأمة العربية لدعم مصالح أمريكا و إسرائيل..
                          فها هو مالها ينفق على أمريكا لينعش اقتصادها المدمر فقط لتحميهم من عدو وهمي اسمه إيران يهدد عروشهم الخاوية فلماذا لا يوجد وعي لدى ملوك البترول لينفق مال الله في مشاريع تحقق التكامل العربي على جميع الأصعدة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و عسكريا؟؟؟
                          العقول من عندنا و المال من عندهم و يحدث التكامل العربي المطلوب.. لكن قلوبهم اشد قساوة من اليهود و هذا ما يجعل أمتنا لا تقوم لها قائمة..

                          و أما شعار السلام.. فهو ليس إلا مضيعة للوقت لاحتواء أصوات الفلسطينيين و تمرير مزيدا من الوقت لاستكمال المشروع الصهيوني في فلسطين و حولها .. و أما ساسات فلسطين فقد أصابهم أيضا ما أصاب حكام الجمهوريات و الملكيات فحالهم يقول ضعونا في السلطة و خذوا فلسطين.. أعتقد أن أمريكا تؤمن بحل الدولتين و تتمنى ان يصل الصراع الفلسطيني الصهيوني إلى تسوية لكن لان القرار بيد الكيان لا تملك الا المراوغة في مكانها .
                          و أما الشعوب العربية التي يستخدمها العالم كله دروعا لتنفيذ مخططاتهم فهم لا يملكون إلا الصوت و إن عظمت فدمائهم التي رخصت على حكامهم أولا فكيف أصحاب السيطرة و صناعة القرار.

                          أخي الفاضل لا أرى بصيصا من الأمل لنهوض عربي موحد من الشرق إلى الغرب و لا أرى أي مقاومة من قبل شعوبنا لمخططات غربية لأنهم ببساطة أكبر همهم اليوم هو مقاومة ابن بلدهم الطاغي و لا مانع من الاستعانة بالناتو المدمر للمدن لكي نحرق الوطن لنسقط رأس نظام ..و نبقي على أصله ليفرخ من جديد.
                          أية مفاجئة فاجأتنا بها مصر عندما تجرأ واحد من فلول النظام اسمه عمر سلمان من الترشح للحكم ..صديق الصهاينة و عدو المصريين و الفلسطينيين .. هل هدرنا كل هذا الدم لتعيد أمريكا أمجادها في البلاد العربية من خلال دعم حلفائها؟؟؟
                          لم تتغير أوضاع مصر بعد الثورة من خلال حفاظها على علاقاتها كما هي سواء مع أمريكا أم إسرائيل..فأي انتفاضة عربية هذه ستقاوم مخططات ذكية يخطط لها من عشرات السنوات للتقدم خطوة خطوة .

                          نعم نشهد ضعف سياسة القطب الرأسمالي العالمي الأوحد المتمثل بأمريكا و الذي كان يحكم بالغطرسة و القون فترة من الزمن و صعود أقطاب أخرى تحاول مقاومة أمريكا .. لكن نحن ( بعضهم العرب) نختبئ وراء هذا الحلف و بالتالي من يمشي خلف السيد سيظل ينفذ أوامره ..
                          انظر لروسيا و إيران ماذا تفعلا في سورية فقط لتحمي مصالحها ؟؟؟

                          آسفة لنظرتي التشاؤمية في وقتنا الحالي لكي لم يزيدني الربيع العربي الخادع إلا كرها له لما ما وصلنا إليه من خراب و دمار نفسي قبل أن يكون بيئي..
                          ربما في المستقبل يقضي الله أمرا كان مفعولا و هذا ليس ببعيد عليه فسنة الله في هلاك الأمم الطاغية الغابرة موجودا و لن تكون أمريكا الدولة اللقيطة التي أقامت أمجادها على جثث و دماء الآخرين إلا واحدة من التي ستهلك. لكن اعتقد بكوارس طبيعية ينزلها الله عليهم أو بقدرته.

                          أكرر شكري و امتناني لهكذا مترجم رائع ينفق من جهده و أعصابه و ماله لأجل تنوير المثقفين و كشف اللثام عن الحقيقة المختبئة .

                          مع الشكر
                          رنا خطيب
                          الأستاذة الكريمة رنا الخطيب،،،

                          حياك الله بهذا الموضوع، وأشكرك على مشاركتك بالأفكار التي طرحتها بكل صدق ووضوح، وهو ما نتمناه دائما بعد أن انتشر الكذب وخلط الأوراق لدى العديد من الناس، ولكن يبقى الأمل قائما مع نور الصدق وشمس الحقيقة والله متم نوره ولو كره الكارهون.


                          الحقيقة أن حضرتك طرحت جملة من النقاط والمسائل تستحق تبادل الآراء والمناقشة. ولكن قبل ذلك، فإني أتمنى أن تتشاركي معنا بالقسم بنشاط الترجمة المرئية، بما إن حضرتك زميلة بنفس التخصص الدراسي (اللغة الإنجليزية)، حيث إن ممارسة الترجمة المرئية لن تصعب عليك، واختيار أي مادة مرئية لترجمتها (سواء درامية أو وثائقية) هو حسب ما يريده المترجم ولا سلطان لأحد عليه بذلك. ومن الممكن أن نضع موضوعا نقدم من خلاله المواد المرئية المعروضة للترجمة سواء القديمة أو الجديدة منها. وهذا طبعا يعتمد على مدى تفرغ المترجم/ـة ورغبته بترجمة عمل معين. وأبرز مثال على ذلك هو الأستاذة منيرة الفهري التي اتقنت الترجمة المرئية بعد أن كانت تجهلها تماما، وأنا مستعد لأي مساعدة أو الإجابة على أي استفسار بهذا الشأن.


                          أما بشأن النقاط التي طرحتها، فالحقيقة يا سيدتي أننا بأمس الحاجة إلى الابتعاد عن التشاؤم، بل إن "التشاؤل" غير مفيد لنا إطلاقا. نعم، نحن نعيش أوقاتا عصيبة وصادمة بكل ما نراه حاليا. لكن متى كانت آخر مرة لم نر بها كوارث أو نكبات أو نكسات أو مصائب بوطننا العربي الكبير؟ لم يمر عامين "على بعضهم" إلا وسمعنا أن فاجعة وقعت هناك أو طامة اشتعلت هنا منذ احتلال فلسطين عام 1916 وحتى الآن. فالتشاؤم لا يفيدنا بشيء فضلا عن أن ديننا نهانا عنه. علينا أن نفكر بإيجابية ونترك جلد الذات حتى نضع حلولا آنية مستقبلية لحياتنا.


                          ثم إن مسألة الهلع من الانقسام والتجزئة -كما قلت في موضوع سقوط الدول- عملية مبالغ بها كثيرا ونحن لا ينقصنا فزاعة جديدة نضعها بخزائن الفزاعات التي وفرتها لنا الأنظمة بغية عدم تأمل واقعنا تأملا واقعيا وحقيقيا. فمن المعلوم أن الدول العربية هي مجزأة فعلا، وإذا آمنا بمقولة "أنا الغرقان فما خوفي من البلل"، فلا داعي لكل هذا التخويف والفزع من سقوط الدول وانقسامها. فكما يدخل التلميذ الامتحان وهو لم يذاكر كلمة واحدة فيسقط ويفشل، فإن الأنظمة العربية فشلت بالامتحانات المتكررة، فهل نتوقع أن هناك من سينجحها ويغششها مجانا؟ ستسقط بالنهاية هذه الأنظمة لأنها فاشلة وغير مخلصة لشعوبها وقبل ذلك غير مخلصة لعقيدتها ولخالقها الذي وضع لها شريعة تمكنها من حكم العالم وادعت ما ليس بها ولبست لباسا غير لباسها فوالت الكفار بشكل أو بآخر، وهذا ديدنهم من المحيط إلى الخليج وإن اختلفت الصور والمقادير، أما من يطالب بحقوقه فيسومونه سوم العذاب، ولا داعي لذكر الأمثلة فهي لا تعد ولا تحصى.


                          أما إن تمنينا زوال أمريكا والصهاينة وبقينا على حالنا نمجد للأصنام أو نخاف منها ونقول لها قولا لينا، فما هي قيمتنا على هذه الأرض؟ غدا قد تنهض الصين وتصبح قوة عظمى، ومن يقرأ تاريخهم بدقة سيعلم أنهم يؤمنون بأن كل ما هو غير صيني هو بربري وهمجي وقذر، فكيف سنواجه القوة الجديدة إذا ما زالت قوة الأمريكان من على وجه الأرض ونحن "محلك سر"؟ فلنصلح حالنا ونعرف هويتنا ونعود إليها حسب الشكل الذي يتطلبه العصر. فمن معجزات القرآن الكريم أنه يتحدث مع كل ابناء زمن معين حسب عصره الذي يعيش به، فهو كتاب معجز تحدث من السلف ففهموه وطبقوه حسب ما تقتضيه أدوات عصرهم، وسيأتي خلفنا ليفهمونه ويطبقون ما يدعوهم له حسب متطلبات عصرهم، أما من يفهم متطلبات عصره والعصور اللاحقة بكتاب الفرقان فهذا ممن فتح الله عليه فتحا مبينا. فالعيب بنا وليس بمنهجنا الواضح والسليم. فلو كنا مؤمنين وأتقياء جدا ودعينا الله عز وجل مثلا على كرسي بالغرفة أن يتحرك أو يزول، فهل سيزول؟ قطعا لا، بل سيزول حين يتحرك أحدنا ببساطة ويزيله بيديه. ومن هنا تأتي أهمية اقتران الإيمان بالعمل. ونفس الأمر ينطبق على أنظمة الطغيان والفجور التي نعيش ظلها.


                          القصة طويلة يا استاذة رنا الخطيب، ولكن علينا ألا نيأس حتى لو حاول أعداء الأمة أن يوقعوننا ببحور الإحباط مع وكلائهم بالمنطقة، على أن نتفق كشعوب ألا نزكي أحدا من هؤلاء الوكلاء، وإلا سنسقط بشراك خديعة النفس وتوهم سراب غير موجود على أرض الواقع.


                          تقبلي أطيب تحية






                          تصميم سائد ريان

                          تعليق

                          • عبد العزيز عيد
                            أديب وكاتب
                            • 07-05-2010
                            • 1005

                            #14
                            الأخ الفاضل والأستاذ المتميز فيصل كريم .
                            لا شك أن العالم العربي كان ولم يزل وسيبقى محط مؤامرة كبيرة لتفتيته إلى دول ودويلات وربما إلى أقاليم صغيرة ، لكي تكون كلها تابعة لأمريكا بوصفها القطب الأوحد ولابنتها المدللة إسرائيل ، وتضرب هذه المؤامرة بجذورها لتعود – على سبيل الواقع العملي والتقريبي - إلى معاهدة لندن سنة 1840 التي أبرمت بين الدولة العثمانية و بعض دول أوربية لوضع المضائق العثمانية تحت تصرف جيوش هذه الدول ، والتي تراجعت بها سيادة الدولة العثمانية على ممتلكاتها وتم سلخ مصر عن الأمة العربية ، وإلى إتفاقية سايكس بيكو سنة 1916 حيث تم بموجبها اقتسام ( الهلال الخصيب ) بين فرنسا والمملكة المتحدة ومن ثم تقسيم الوطن العربى إلى حدود ، ووعد بلفور سنة 1917 الذي كان المقدمة لاغتصاب فلسطين ، وتلاه الإنتداب البريطانى على فلسطين والهجرة اليهودية إليها ، ثم الاعتراف بمشروعية الإغتصاب الصهيونى وإنشاء دولة اسرائيل ... ، و توغل الإستعمار الأجنبي بعد ذلك في هذا الوطن مع نهايات القرنالتاسع عشر وبدايات القرن العشرين بالقوة العسكرية ، ليصنع الحدود الجغرافية بين الدول العربية ويقسمها ومن ثم يلتهم خيراتها ويضمن تبعياتها ، مستغلا في هذا الصدد الوهن والضعف الذي أصاب الإمبراطورية العثمانية والتشتتوالضعف العربي بصفة عامة .
                            وأكبر الوثائق التي لم تزل محفورة في ذاكرة التاريخ المعاصر هي ( وثيقة كامبل ) - نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل – التي نتجت عن مؤتمر لندن أو ما سمي أيضا بمؤتمر كامبل ، حيث اجتمعت الدول الإستعمارية في ذلك الوقت – عام 1905 - وأشهرها ( بريطانيا ، فرنسا ، هولندا ، إيطاليا ) لمدة عامين ، ثم أصدروا بعد ذلك الوثيقة المذكورة – وكانت سرية في هذا الوقت – لتتضمن ما ينص صراحة على أن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي لهذه الدول ( الإستعمارية ) ، ولتحقيق الإستفادة المطلقة منه والقضاء على الإشكاليات التي تعوق هذه الإستفادة ، يجب – حسب الوثيقة - إبـــقاء شــعوب هذه المنطقة مفككة وجاهلة ومتأخرة ، ومن هنا تم زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ليتولى مهمة تقسيم وتفتيت العالم العربي ، خاصة وأن قوة كبرى انضمت لهذه الدول الإستعمارية هي الولايات المتحدة الأميركية ، ساعدت مع حليفتها إسرائيل على إنجاح وتنفيذ هذه المخططات والمؤامرات الرامية إلى تقسيم المنطقة ، وكان أهم ذلك إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وما يستتبع ذلك من تقسيم لبنان إلى مجموعة كانتونات طائفية إلى جانب بيروت ، وتقسيم السودان إلى شمال وجنوب ، وتقسيم العراق إلى دويلات عدة ، وأيضا تقسيم سورية إلى عدة دويلات ، وكذا المغرب وليبيا والصحراء الكبرى ودويلة البوليساريو .
                            وكنت أتصور حتى كتابة موضوعك هذا أن غاية ما اعتمدت عليه هذه الدول المتآمرة أمورا هي موجودة بالفعل وقائمة في الأصل ، وإن أضيفت إليها عوامل أخرى تلتها بعد ذلك ، ففي مصر مثلا اعتمدوا فيما اعتمدوا عليه على زرع بذور الفتنة الطائفية أغلبية سنية مسلمة وأقلية لا يستهان بها مسيحية ، واعتمدوا كذلك على ما يعانيه الملايين من الشعب من البطالة وشظف العيش ، وكان غاية ما ترجوه أمريكا وإسرائيل معا أن تبقى مصر بعيدة عن أن تستخدم خطرها العسكري لتهديدها – أي إسرائيل – وأن ذلك لن يتحقق إلا بتفككها داخليا وبتوتر أوضاع شعبها المعيشية ، خاصة وأن هذا التفكك وهذا التوتر سينعكس بالتالي وحتما على الدول المجاورة مثل ليبيا والسودان .
                            وفي سوريـة كمثال آخر ضربوا على وتر الطائفية الموجودة هناك بين الأغلبية السنية والأقلية الحاكمة من الشيعة العلويين ، وكذا العراق التي لا تختلف كثيرا عن سورية إلا من حيث أن الأغلبية فيها هم من الشيعة والاقلية من السنة .
                            بل وفي السعودية والخليج أيضا حيث جميع إمارات الخليج والسعودية قائمة على بناء ضعيف ليس ثم إلا النفط ، والمستفيد من ثرواته أقليات محدودةلا تستند إلى قاعدة شعبية عريضة ...
                            وهكذا تتابع فصول وبنود المؤامرة الكبرى على العالم العربي حيث سفكت دماء الملايين من العرب بالإعتماد على مظاهر داخلية وعوامل خارجية .
                            وها أنت ذا قدمت - صديقي فيصل - آلية جديدة من آليات التآمر ضد الوطن العربي ، وذلك بضرب سفينة بحجم وقدرات السفينة ليبرتي ، كتوطئة لضرب احدى مدن هذا الوطن بالقنابل النووية ، فتسلم وتذعن بقية المدن العربية الأخرى وتصبح تحت الراية الإسرائيلية أو الأميريكية قلبا وقالبا وحكومة وشعبا ، ولعل ضرب برجي التجارة العالميين ومقر وزارة الخارجية الأميريكية في نوفمبر 2001 بطائرات مدنية ، آلية أخرى أيضا لا تقل في أهميتها وفي تأثيرها الكبير عن ضرب ليبرتي ، وإن بقي اختلاف وحيد بينهما هو أن الأخير نفذ بطريقة دقيقة بنسبة كبيرة جدا جدا ومحققا لكافة نتائجه المرجوة ، حيث تم من بعده مباشرة احتلال أفغانستان والعراق ونشر القواعد والأساطيل الأميريكية بالخليج العربي ، وتم أيضا احتلال عقول وأفئدة الحكام العرب قاطبة وولاءهم ، فسيطرت من ثم أمريكا على العالم العربي تماما بأقل خسائر وباقل مجهود .
                            الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

                            تعليق

                            • فاطمة الضويحي
                              أديب وكاتب
                              • 15-12-2011
                              • 456

                              #15
                              الأخ الفاضل فيصل
                              لانملك سوى الشكر والتقدير على مابذلته وتبذله من جهد ، كلّله ربي بالنجاح والسؤدد ..
                              نحن أمة تأخرت كثيرا عن الركب هذا حاصل ! بيد أن السبب هو من علية القوم الذين
                              يحلون ويربطون ، في منأى عن العدل والشجاعة والدين الحنيف !!
                              ولاشك أن ذنب هذه الأمة في نواصي أولئك العلية من قومنا البواسل ، الذين يقبعون
                              تحت ظل الشعارات الزائفة والهيمنة البغيضة والتبعية العمياء ..
                              غير آبهين بقوله تعالى ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم))
                              ذكريات عبرت مثل الرؤى : ربما أفلح من قد ذكرى
                              ياسماء الوحي قد طال المدى: بلغ السيل الزبى وانحدرى

                              تعليق

                              يعمل...
                              X