تراتيل على سنا البرق ( النّص الثاني عشر )
***
في كنف هذي التي لم تبارح بَهو الحواس
لا زلتُ أجد الملاذ
تقف كالمعتاد تمد يدها
تهدهِد وجع الزمن وعلقم الأيام
تعانق روحي …
في عتمة ليالي الوحدة والوسواس
أتوسّد نفس الحلم ... وألتحف ذات الكلام
وكل الفصول بعدها أصبحتْ متشابهة
لا سموم الصيف يلفح الوجوه
ولا الشتاء يدفعني لطلب الدفء
وتمضي الأيام رتيبة
الليلة مثل الغد
والبارحة مثل كل يوم آتٍ
أيا أنتِ :
أشتاق إليك ليس كشوق الناس
أختلس النظر للدنيا من خلالك ...
وترمقني الدنيا من ثناياك
وتمضي حياتي بنفس زحام وجودك ...
ومكانك فارغ ... ومليء بك
تقفين علامة بمنتصف الطريق ..
ترشدني همساتك ... في تيه أيامي
وأحس بأني ليس وحدي
أحيانا .. أخطو على دروب الحياة .. وأمشي حتى تتعب دروبي من وقْع خطواتي ..
أواصل دون أن أتعب.. كأنك لا زلتِ معي
وأواصل .. وأنت البوصلة ونهاية الدرب ...
أمشي دون كلل ودون ملل
لكني لا أصل ... لا أصل
أحيانا .. أقتفي أثر أشياء تحاكي وَهَج سبحة كهرمان في العتمة
أتبعها وأردد أسمك .. وأردد وأردد .. كصوفي في تهويمة حلقة ذِكر
تأخذني إلى وديان لا أسمع فيها غير صفير الريح .. لكنه يحاكي صوتك
كل سنة أزداد يقينا ... بأن الموت مجرد جدار فاصل ..
جدار عالي .... لكنه شفاف
فعند مناداتي لك .. أسمع نفس رنة صوتك تجاوب ندائي
وأرى نفس العيون تختلس النظر ...
تنتظرين مني كلمة
هي نفس نظرة القلق عند الخوف من المجهول
هي تلك النظرة التي تجعلني أراك وأنا أسْبح وحدي في ظلام الغرفة
ثم .. و ما أقسى كلمة ثم
حزمة يأس .. تنجرف بتيار أمل
ودمعة شوق .. تستحم بومضة ذكرى
ترتيلة تلو الأخرى .. ترسم صورتك كنقش الحناء في باطن كف اليد
وسنا برقك لا يزال ... يجعلني أكتبك وأقرؤك..
يجعلني أرسمك … وصورتك ترمقني من كل أطرافها
وأُرَتِّلُكِ همسا وجهرا
في وحدتي .. وفي حضور الناس
فيما معناه : الشوق نهر طامح
وأنا الغريق ..
أتنفس هواء الذكرى وأقتاتُ من طمِي الماضي ..
وتيار نهرك يقف منذئذ في محطة رحيلك
يقف بلا تقديم وبلا تأخير
كساعة زمن مغروسة في خاصرة الحنين.
أما بعد وأما قبْل :
سلام عليك .. يوم التلاقي ..
سلامٌ عليك .. مادام في القلب نبضة ..
ومادامت تراتيلك في الروح تسكن فيني سكون اليقين
لا زلتُ أجد الملاذ
تقف كالمعتاد تمد يدها
تهدهِد وجع الزمن وعلقم الأيام
تعانق روحي …
في عتمة ليالي الوحدة والوسواس
أتوسّد نفس الحلم ... وألتحف ذات الكلام
وكل الفصول بعدها أصبحتْ متشابهة
لا سموم الصيف يلفح الوجوه
ولا الشتاء يدفعني لطلب الدفء
وتمضي الأيام رتيبة
الليلة مثل الغد
والبارحة مثل كل يوم آتٍ
أيا أنتِ :
أشتاق إليك ليس كشوق الناس
أختلس النظر للدنيا من خلالك ...
وترمقني الدنيا من ثناياك
وتمضي حياتي بنفس زحام وجودك ...
ومكانك فارغ ... ومليء بك
تقفين علامة بمنتصف الطريق ..
ترشدني همساتك ... في تيه أيامي
وأحس بأني ليس وحدي
أحيانا .. أخطو على دروب الحياة .. وأمشي حتى تتعب دروبي من وقْع خطواتي ..
أواصل دون أن أتعب.. كأنك لا زلتِ معي
وأواصل .. وأنت البوصلة ونهاية الدرب ...
أمشي دون كلل ودون ملل
لكني لا أصل ... لا أصل
أحيانا .. أقتفي أثر أشياء تحاكي وَهَج سبحة كهرمان في العتمة
أتبعها وأردد أسمك .. وأردد وأردد .. كصوفي في تهويمة حلقة ذِكر
تأخذني إلى وديان لا أسمع فيها غير صفير الريح .. لكنه يحاكي صوتك
كل سنة أزداد يقينا ... بأن الموت مجرد جدار فاصل ..
جدار عالي .... لكنه شفاف
فعند مناداتي لك .. أسمع نفس رنة صوتك تجاوب ندائي
وأرى نفس العيون تختلس النظر ...
تنتظرين مني كلمة
هي نفس نظرة القلق عند الخوف من المجهول
هي تلك النظرة التي تجعلني أراك وأنا أسْبح وحدي في ظلام الغرفة
ثم .. و ما أقسى كلمة ثم
حزمة يأس .. تنجرف بتيار أمل
ودمعة شوق .. تستحم بومضة ذكرى
ترتيلة تلو الأخرى .. ترسم صورتك كنقش الحناء في باطن كف اليد
وسنا برقك لا يزال ... يجعلني أكتبك وأقرؤك..
يجعلني أرسمك … وصورتك ترمقني من كل أطرافها
وأُرَتِّلُكِ همسا وجهرا
في وحدتي .. وفي حضور الناس
فيما معناه : الشوق نهر طامح
وأنا الغريق ..
أتنفس هواء الذكرى وأقتاتُ من طمِي الماضي ..
وتيار نهرك يقف منذئذ في محطة رحيلك
يقف بلا تقديم وبلا تأخير
كساعة زمن مغروسة في خاصرة الحنين.
أما بعد وأما قبْل :
سلام عليك .. يوم التلاقي ..
سلامٌ عليك .. مادام في القلب نبضة ..
ومادامت تراتيلك في الروح تسكن فيني سكون اليقين
***
جلال داود - مُرتِّلا الذكرى على سناها
جلال داود - مُرتِّلا الذكرى على سناها
تعليق