وجع القصيدة
وعدت أبحث بين الندى ، عن سرجٍ للحصان
وجدت الحصار حول المدى ، يطرّز الغيوم بالسواد
كان التاريخ والحصان يبكيان ، على رجع الصدى
يحدث أحيانا ، أن يرنّ الصدى
فتجفل القصائد من وحشة المكان
يحدث أحياناً ، أن نهادنَ الفراغ والأعداء ، أو نزجر القطط
فتحرن القصائد ، من رائحة المكان
لم يكن للندى ، مذاق الأنوثة في آخر الليل
لم يكن للأرض ، جسد الحبيبة المُخبّأ في الضباب
لم يكن على الخارطة ، غير المغول الجدد
وحبر دجلة كان يجري مزرقّا ومصفرّا ، في خشوعٍ ، وفي خشوع
كان يتلو صلواته ، ويمحو عن الحصى – في هدوءٍ – تضاريس الرحيل
يبكي حينا ، ويقبّل التراب المبلّل أحيانا كثيرة
سقط سهوا منديل (قطر الندى ) ، على باب بغداد
فغاص الحصان في الرخامِ
وانبلجت ، سبع قصائد في الحفل الكبير :
عن الميلاد والثوار والزخرفة
عن البطولة أو عطايا الملوك
عن فلاسفة فارهين
وعن زنادقة ، يكسّرون شكل النشيد .
كانت الغيوم ، تبكي كثيرا على الأندلس
قطنا ناعما ، يكسر الضجّة بالهدوء
وشعراءَ يحرقون أوتار أعوادهم ، بين البحر والزغب الكثير
والاحتراق له – أيضا – نغمٌ ورقصٌ وصمتٌ حزين
يتلو تعاليمه على الوقت والبحر ويعيد ترتيب السياج من جديد
كأن يقول :
لأشواك الورود وظيفة الجمال ، ولأوراقها ألم العاشقين وبياض وسائدهم والذكريات .
عاد البحر محمّلا بالماء والملح والوداع الثقيل
ينزّ من العطايا ما يكفي
الشعراء والناظمين ، وحديثٍ مشبعٍ بالوطن
لن أخالف كلماتي لو هادنت البحر
ولن أهادن البحر ، لو رسمت على مرآى من أمواجه
وجع القصيدة .
هيثم الريماوي
تعليق