انسل عمي جعـوان من فراشه كعادته والصباح ينزف من ضباب أبيض ، اختفى بين زقاق ضيق ، فراغ المكان يراقـص خواء السماء ...
هناك ، قطط جامحة تتسلى ، تتبادل المواء ، تعبر عن فرحتها ، تحس أنها في حارتها ، في موطنها . توقف عن المشي ، انتظرها . تجمعت عليه قطط كثيرة ، تمسحت به . قفزت قطة صغيرة على كتفه ، تعلقت به أخرى، تشممت فمه ، قبلها بحرارة .. قاد جميع القطط إلى حاوية النفايات، بحث ، شتت ، مزق الأكياس البلاستيكية ، وزع عليها كل الأطعمة الفائضة عن البشر .. أكل معها ، أحس بنشوة كبيرة ..
في رأس الزقاق ، قطيع من المتسكعين ينثرون الشتائم ، يتوعدون . أخرج أحدهم قطعة لحم من كيس بلاستيكي ، راقصها بين أعين القطط ، طوح بها بعيداً .. كل القطــط انقضت عليها ، نبشتها ، حامت حولها ، لحستها ، تقاسمت اللذة ..
تمنى عمي جـعـوان لو يستطيع أن يمنعها من الأكل ..؟ لكن المشهد هرب عن سلطته ، فنامت الحسرة بين عينيه .. مضى وهو يدحرج على لسانه كلمات ..
تعليق