شعر حسين على محمد (1977م - 2000م): دراسة فنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فرج مجاهد
    • 12-10-2007
    • 8

    شعر حسين على محمد (1977م - 2000م): دراسة فنية

    رسائل جامعية
    شعر حسين على محمد (1977م - 2000م): دراسة فنية
    رسالة ماجستير للباحث السيد مختار جاب الله الحسيني القهوجي
    كلية الآداب ـ جامعة المنصورة 2007م.


    عرض: فرج مجاهد عبد الوهاب

    «يقدم هذا البحث نموذجا شعريا معاصرا يجهله كثيرون، عن أحد الأصوات الشعرية المعاصرة فى محافظة الشرقية بمصر.
    ... حالة هائمة من الاغتراب عبر عشرين عاما من الترحال المتواصل .. كونت وجدانه، ورسخت قدرا هائلا من التأزم فى مخزونه الانفعالي. إنه الشاعر حسين على محمد أو الصوت المرتحل دائما فى الشاطئ الأخر..
    كتب شاعرنا عبر مدة الدراسة ما يناهز الثلاثة عشر ديوانا فأعطى لقرائه مساحة شافية من التدبر الموضوعي ، وأعطى لنقاده مساحة أرحب من التدبر النقدي والفني، وعكس فى إنتاجه هذا قدرا هائلا من همومه الخاصة، التي تنطلق دائما من الحيز الاغترابي النفسي، كذلك الهموم الجمعية التي تشكل وجداننا المعاصر المتأزم ، والمتعطش إلى صنوف من الطمأنينة النفسية والوجدانية والاجتماعية والاقتصادية».
    بهذه السطور يقدم الباحث السيد مختار جاب الله الحسيني القهوجي لبحثه الذي نال عنه درجة الماجستير بدرجة امتياز مؤخرا من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة المنصورة تحت إشراف الدكتور عبد الحميد عبد العظيم القط أستاذ الأدب والنقد بكلية التربية جامعة المنصورة ود. مختار عطية عبد العزيز أستاذ الدراسات البلاغية المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة، واشترك فى المناقشة د. حلمي بدير أبو الحاج الأستاذ المتفرغ بآداب المنصورة ود ، محمد مصطفى أبو شوارب رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة الإسكندرية.
    والرسالة تقع فى ما يقرب من (760) سبعمائة وستين صفحة وتنقسم إلى تمهيد وبابين ثلاثة وتوصيف إحصائي وقد اتبع فيها الباحثُ المنهج التكاملي الذي يوظف المناهج النقدية الأخرى مجتمعة للبحث والتحليل ، مثل المنهج التاريخي والمنهج النفسي والمنهج التحليلي الموضوعي ثم المنهج الفني .
    فى التمهيد يقدم الباحث تعريفا شافيا بالشاعر الذي ولد بقرية العصايد مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية بمصر فى الخامس من مايو سنة1950م، ودخل الكتاب وهو دون السابعة فأتم حفظ ما يقرب من نصف القرآن، ثم ترك الكتاب ليكتفي بالدراسة المدنية. وكانت لتلك النشأة الدينية فى القرية آثارها فى تحديد التوجه الثقافي له، فظهر ذلك فى إنتاجه الشعري والتوجه القرآني.
    ويعترف الشاعر بفضل والده عليه الذي كان يعمل بالتجارة وكان يلبى كل احتياجات الشاعر التي تختص بالقراءة حتى أنه اشترى له (سيرة النبي) لابن هشام و(صحيح مسلم) و(تجريد الأغاني) لابن واصل الحموي وهو فى المرحلة الإعدادية. بالإضافة إلى نحو خمسمائة كتاب من سلاسل وزارة الثقافة. الأمر الذي ساعده على نشر مقالاته وهو فى الصف الأول الثانوي. بمجلة "الإصلاح الاجتماعي" عن مجموعة «لغة الآي آي» ليوسف إدريس الذي كان معجبا به. وتواصلت المسيرة فى الجامعة فى قسم اللغة العربية بآداب القاهرة فتأثر بالأساتذة الدكاترة: شوقي ضيف، ورشاد رشدي، وحسين نصار، وعبد المحسن طه بدر، وعبد المنعم تليمة، والنعمان القاضي.
    ثم عمل بالتعليم العام بعد حصوله على الليسانس، ثم تقدم للماجستير فحصل عليها فى المسرح الشعري عند عدنان مردم بك. كما حصل على الدكتوراه فى الأدب المعاصر سنة 1990م.
    وكان أول مقال فى حياته نشر فى مجلة «الرسالة» عام 1964م بعنوان «أفريقيا فى شعرها شم الرفاعي»، ثم نشر مقالين أو ثلاثة فى بريد القراء بمجلة «الثقافة»، ثم نشر أول أعماله وكان ديواناً بالعامية المصرية بعنوان «عشان مهر الصبية» فى بداية 1969م ثم نشر الديوان الثاني «المغناوي» فى منتصف 1972م، عن سلسلة «اخترنا للفلاح»، بعدها ترك شعر العامية إلى الآن.
    وأصدر عشر مجموعات شعرية في فترة الدراسة، هي: «السقوط فى الليل» 1977م، و«شجرة الحلم» 1980م، و«أوراق من عام الرمادة » (1980م)، و«رباعيات» 1982م، و«الحلم والأسوار » 1984م، و «الرحيل على جواد النار» 1985م، و«حدائق الصوت» 1993م، و«غناء الأشياء» 1997م، و«النائي ينفجر بوحاً» 2000م. كما قدم العديد من المسرحيات الشعرية، ومنها: «الرجل الذي قال»، و«الباحث عن النور»، و«الفتى مهران 99»، و «بيت الأشباح»، و«سهرة مع عنترة»، و«الزلزال».
    وله «مذكرات فيل مغرور»،وهي شعر قصصي للأطفال ..
    هذا بالإضافة إلى عشرات الدراسات النقدية والكتب الإبداعية الأخرى ..
    فى الباب الأول يتناول الباحث «شعر حسين على محمد .. الموقف الفكري» فنجد الفصل الأول بعنوان الرؤى الموضوعية العامة قراءة وتحليل ونقد ، فقد كان للشاعر رؤى فكرية منوعة تجاه قضايا حياتية خاصة وعامة تشكلت بفاعلية ونضج فى إبداعه الشعري فكان يرى المرأة من منظوره عاطفي خالص ، بعيدا عن التعقيدات الفكرية المتشابكة ، فجاءت المرأة فى شعره انسيابية / براقة / من الوجهة العاطفية .
    كذلك استثمر غرض المدح ليدعم الصلات النفسية بينه وبين الأصدقاء والأسرة والرموز القيمة التي أثرت فى حياته
    أما الرثاء فكان وسيلته الفاعلة للتعبير عن انكسار الذات والبحث عن المفقودات، فكان ينتقل دائما من العام الى الخاص، وكانت انطلاقته الأكثر فاعلية عندما عبر عن اغترابه داخل الوطن وخارجه مدعما رؤاه الاغترابية بمنظومة حاكية تامة النضج طرفاها ( الموت والحنين ) . أما رؤاه الإسلامية فاستحدث فاعليتها من تفعيل بعض الرموز الإسلامية الخالدة وإعطائها أدواراً معاصرة للذود عن هموم المسلم المعاصر .
    ويتناول البحث الرؤى الموضوعية للمضامين التقليدية من الغزل والمدح وقضايا الرثاء وصنوف الاغتراب، ثم الرؤية الوطنية ومنظومة والوطن من حيث المفهوم العام والقيمة، والرموز ، الثورة ، قضايا وأحداث خالدة .
    أما الفصل الثاني: «من قضايا الذات الشاعرة» وهو قراءة نقدية فى المؤثرات والمضامين وفيه يتناول أربع فرضيات بحثية – شكلت قضايا فكرية ومواقف عقلية أصيلة في الموقف الفكري لدى الشاعر، أولها: العوامل النفسية الضاغطة التي شكلت تجربته النفسية المغلقة. ثانيها: يتناول الحلم الذي صنعه شاعرنا شعرا تميز بالفردية حينا وبالجمعية حينا آخر، ومع الآخر فى موضع ثالث. ثالثها: مواجهات متأزمة بين الذات الشاعرة والآخر، وهى مواجهات ذات طابع تصادمي يرصده البحث مبررات تداعياته، وماهية الصدام وكيف ينعكس على الموقف الفكري. رابعها: الرؤى النقدية المتفاوتة من حيث الأهمية لشاعرنا وهى ثلاث فئات، نقد الشاعر لذاته ، نقد الشاعر لقضايا سياسية ، نقد الشاعر للواقع الجمعي.
    استدعاء الشخصيات التراثية والحس القصصي الشعري
    يرى الباحث أن شاعرنا عندما يوظف شخصياته التاريخية والتراثية لا يقصد التواصل الضمني والفني مع إيقاع الحياة المعاصرة فحسب، بل هو فى المقام الأول تحاول مجاراة ما يقبع داخل نفسه من هواجس وآلام وصراعات، ويحاول خلالها التنفيس الانفعالي عن عواطف ضاغطة من التوتر والقلق بفعل الغربة ، فكل شخصية يصادقها شاعرنا ( مستدعيا / موظِّفا ) تمثل قضيتها جانبا ما فى حياته، ونفسه، ويرى الباحث أيضاً أن الحاجة الإبداعية قد ترفع الشاعر أيضا إلى أبعد من مجرد التستر وراء حجاب أو قناع مهربا من قهر بعض السلطات التي اعتادت قصف الأقلام، فالشاعر العربي المعاصر ربما احتاج من خلال استدعاء الشخصيات التراثية إلى تبنى قضايا بعينها هي قضايا شخصياته المستدعاة وقد تكون قضاياه هو، من وحي أزمته الخالصة فيتنفس عن أزمته تلك تنفيسا لا إراديا، كذلك قد تعلن الشخصيات المستدعاة عن مواجهات صاحبها النفسية والفكرية والاجتماعية ولعل صاحبها يستملح كثيرا أن يعبر عن نفسه من خلالها، وهى تشير أيضا إلى نوعية ثقافية صاحبها.
    ويتناول البحث بعد ذلك مصادر الشخصيات التراثية فى شعر حسين على محمد، ووجوه التأزم فى قضايا الشخصيات التي استدعاها، والتقنيات الفنية في استخدام الشخصية التراثية، ثم المآخذ التي رآها الباحث على ظاهرة استدعاء الشخصيات التراثية عنده.
    أما الحس القصصي عند الشاعر فيقدم الباحث عنه قراءة فى المحتوى والتقنيات فيتناول الأنساق المضمونية لتجارب الحس القصصي من خلال قصيدة ( عصفوران ) المنشورة بديوان «حدائق الصوت»؛ حيث يصنع النسق القصصي مقاربة ذكية مركزة بين قصة العصفورين المتحاربين / المنهارين وبين أزمة الإنسان المعاصر فى افتقاد القيمة مدفوعا بالضغوط الحياتية.
    وقد استعان شاعرنا بتقنيات الحس القصصي فى شعره من فني القصة والمسرح وأعانه ذلك على خلق حس قصصي دينامي في قصائده تشكل من مخزونه الانفعالي بالحدث / القضية الفكرية التي يتبناها ذاتيا / جمعيا، واستعان بالسرد والحوار واللغة، والشخصيات /و الراوي والصراع الدرامي ليقدم نصَّه الجديد.
    الدراسة الفنية
    والباب الثاني من الدراسة يتضمن الدراسة الفنية لشعر حسين على محمد من خلال فصول ثلاثة يتحدث الفصل الأول: عن الموسيقى فى شعر الشاعر، وكانت رؤية الباحث تتمثل فى البحث عن القيم الفنية الجمالية والفكرية عبر أطر عدة.
    الأول: دراسة موسيقاه الظاهرة عبر شعره التفعيلي / العمودي ، واضعا فى الاعتبار الاعتماد المنهجي على أوزان الخليل.
    الثاني:: الوقوف عند أهم مثيرات الإيقاع الداخلي لفظا ومعنى وأكثرها شيوعا .
    الثالث: الموسيقى الشعرية وقد ارتبطت ارتباطا تلقائيا وثيقا بفكره ومضمونه ، كما نلتمس ضربا من ضرب تلك العلاقة الجدلية بين البحر وقوافيه / والمضمون من وجهته الدلالية ، وذلك لرسم رؤية نقاشية جدلية قد تربط بينهما.
    واللغة والتركيب عند شاعرنا لغة معاصرة تميزت بإطارها التصويري فكانت أداة منطقية لمزج المركبات الحسية بالمشاعر والانفعالات على المستوى المعنوي المجرد ، قد تتميز بالحزن أحيانا.
    أما الصورة الفنية فيقسمها الباحث إلى ثلاثة أنماط موضوعية وهى:
    1 -الصورة الدرامية.
    2 –الصورة الذهنية / التجريدية
    3 –الصورة الحسية.
    وعن الصورة الشعرية الفنية ذات الحس الدرامي يرى الباحث أنها هي النمط التصويري الأكثر شيوعا / قيمة / تأثيرا ، لأنها كما يرى تتناسب موضوعيا وطاقات البوح تلك التي شكلت معظم الرؤى الموضوعية شديدة الذاتية لدى شاعرنا ، فهو يملك قدرة فنية موضوعية لافتة دأب من خلالها على الصراخ والبوح الذاتي، لذلك كان ميلة المنطقي للأبنية الدرامية ذات الحس الدرامي بما فيها من طاقات تصويرية خلاقة تستوعب فنيا كل أنماط التأزم التي قد تحتاجها. وقد تأثرت بالأدوار البلاغية لفنون التشبيه / الاستعارة / الكناية / وكذلك البناء النامي وطاقات السرد التصويري البلاغي.
    ومصادر الصورة الفنية عند حسين على محمد هي:
    1 - مصادر حسية، وهى حية ومتحركة وحسية ثابتة.
    2 –مصادر معنوية / موروثاته فكرية ، وهى الموروث الديني، والموروث الاجتماعي، والموروث الشعبي، والموروث الثقافي.
    كما تلعب وظائف الصورة الفنية عنده أدواراً وجدانية وجماليه لتدعيم الرسالة النصية فى ذهن المتلقي، وأدواراً للتقريب والتوضيح لتحقيق مصداقية البوح الذاتي، كما أن لها وظيفة نفعية للقيمة الدينية الوعظية.
    ولا شك أن هذا التنوع الكيفي لأنماط الصورة عند حسين على محمد قد أعطى فرصة فنية قيمه لتنوع مصادر الصورة الفنية ووظائفها.
    ..........................................
يعمل...
X