
اللوحة هنا بقلملي الرصاصي مقاس 30/سم38سم
بعنوان .. " نظرة وقرط "
بانوراما بعيون القلب
باقيةٌ مع طيفِ جوادي
طيفٌ .. وأن يكنْ :
أعشقه
أرسمهُ
أمطرهُ
أذهبُ
معهُ أبعدَ من حُدودِ العربِ المُوجعةِ
فاليومُ لم أشأ الخروجَ لأعاصيرٍ رماديةٍ
ولمْ أشأ مُشاهدةَ الأخبار
فكلُ الأخبارِ .. أخبارُها غُبار
على الشرفةِ
كُنتُ أُحدق في تَاريخنُا النزقِ تاراتٍ
وتارةِ قطراً منْ ندى
بينَ الحُلمِ والحلمْ وَصلتني جُوريةٌ حَمراءُ
تحملُ أنفاسكَ قَبلتُها
فأشعلتْ الروحَ
بَساتيناً أَحرقتْ رُكامَ العربِ الحاضرِ
في نفسي
رأيتُ أَحلامها البَعيدةَ الهُدبِ
تَلفُني بطقوسِها الفريدة من شغبِ عطرٍ
في لُجتكَ أرّدَاني
تَفردُ يداها مَعبِداً يُوحدُ رُوحي به وبالسماواتِ
ويلفظُ وحلَ العربِ
من الفضاء
دُونَ وجلٍ مما يهذي بهِ الوجودُ
بينما كانَ قلبها يُواسي على الشاطئ الآخرِ
جِرَاحَاً لطفلٍ يعرُبي في أرضِ الياسمين
قَبلتُها ثانية ...
وأخبرتُها بأنَ طيفُ قاسيونَ هو قيثارُ الفرحِ
في سمائيّ
فحينَ كُنتُ أعودُ للجنوبِ
من عطرِ الشمالِ
فجأةً وجدتُني أسيرُ القهقرى
وأَجدُني أعودُ لقلبِ جَوادي
بلجةِ البحرِ أسكنُ
وأَرفضُ
الصعودَ لتاريخٍ عربي حديثٍ يضجُ بركامهِ
بُحّتها ..
إنه مقيمٌ في الأحداقِ لا يبرحُها
قالتْ ...
يحلمُ أن تكونَ روح الياسمين خباء
لأريجهِ يتعتقُ ويولدُ فجراً ممتزجاً من قصائدِ
الماءِ وعطرِ البرتقال
مرتني طيورُ السُنونو
فقلتُ .. قولي له
بأنَ أنفاسَ قاسيونَ
تَصِلُني مقاصيراً أندلسيةً تَحتويني
برحيقٍ من الهذيانِ
قولي لخفقةِ الفؤادِ
هذا زمنٌ من جدارٍ ..
وأنتَ جبلُ كنعنانٍ .. نافذةٌ منها دَرعا تطلُ
بحرٌ أن أطلَ بعسلِ عينيهِ
أغرَقها في موجٍ منْ لظى
درجةً درجة
حتى أعلى تاجَ الوردِ
وخلعَ عنها غبارَ الوقتِ
أيا صدىً
يستريحُ في خفقاتِ الياسمين متى يشاءُ
أيا مدىً انطلقُ على جنحهِ
كلما حضرَ
بكَ أنا أحيا
آه ..
كمْ يعشقُ
الياسمينُ فتافيتَ حكاياهُ الخَضراءَ
ذاتَ سهرٍ أَخبرني بأنَ شاعرُ الكنعانيين
أشتعلَ قلبهُ بنارنجةِ شامية ٍ
في مساءٍ يضجُ بفصاحةِ الشعرِ والأهدابِ
قلتُ .. وما زالتْ قوافي ذاكَ القلبُ
الوسيم
فوانيساً تملأُ الدربَ .. وأن غابَ
ملك ُالشعرِ فصوتهُ خالداً لم يغبِ
يا جواداً ...
شآمٌ لا تحلمُ إلا بعيونهِ
وحينَ يغيبُ في أجنحةِ البُعدِ
تُداهمُني أزهارُ القطبين تجمدُ ستائرَ الوقتِ
فجأةٌ من البعدِ يتحدرُ قمري
غَمامةً .. غَمامةً
ليسهرَ في حضن الشامُ
ما أروعكَ من قمرٍ ..
يرتدي مجازاتِ النارِ ترتفعُ أمواجهُ
فينجدلُ بضفائرِ الياسمين أعاصيراً
تتلون بجلنارهِ بانوراما الشمس
وفي هدآةٍ
لا يغيبُ فيها الوطنُ من أوتارِ الروحِ
ينطلقُ من كلينا سؤالْ
لماذا فخخوا الأشجارَ والأطيارَ
في بلادِ الياسمين
؟!
لماذا فَخخوا نوافذاً يطلُ منها الربيعُ
؟!
و متى تفتحُ السماءُ أبوابَها وتطلقُ أعنةَ المجازَ
الأبيضَ وتنثرُ أزهارُ السلامِ
؟!
اغفري لي سؤاليَ أيتُها السماء
فالوقتُ يَتلظى في كلِ الجهاتِ جمراً
وحدهُ القلبُ العاشقِ
من يخرجُ خارجَ دائرةَ الزمنِ
ليستقبلَ جوريةً حمراءْ
يَزرعها في شرفةِ القلبِ
صلاةً .. ماءً .. عطراً .. وفَرَاشات
من قال ..
أنْ الماءَ وحدهُ سُقيه للعطش
فالقصائدُ فاكهةُ للروحِ وماء
والهواءُ الرطبِ للقلبِ العطشِ
زمزمٌ ودواء
في جِزّرِكَ أيها البحر
كلماتُكَ كَانت تَنطقُ بكَ أمامي
نخلاً يُحادثُني بحلوِ الرطبِ
ورقيقَ النرجسِ
ففي كل جزرٍ لكَ كانَ يكتسحُني مد شوقِ ٍ
في شواطئكِ يزرعُني
أرخبيلَ حبٍ لا ينتهي
أَفتحُ أبوابَ الليلِ
أعبرُها لعروشِ قاسيون
النخل الباسق
أَفتحُ بكلماته دروبَ الحلم
تُرى منْ أينَ يجيءُ المساءُ
حاملاً رائحةَ الحبيب والشعرِ وزهر البُرتقالِ
؟!
ليُزهرَ في رضابِ التوتِ الشامي
قطرُ ندى و ضراوة
تزدردُ البعدَ الذي أثقلَ بملحهِ روحَ الياسمينَ
والواقعَ الحاضرِ الذي عَلقم نداوةَ العربِ
من أين ..
يطلُ ذاكَ المساءُ متحدراً
بوجهِ
قمري
الذي يغفو على نبضةِ خافقي
من أين
؟؟!
،،،
،،
.
الفيديو الخاص بالقصيدة هدية الصديقة الشاعرة منار يوسف
بانوراما : هي كلمة معرّبة من كلمة Panorama التي هي بدورها محوّله من كلمة horāma اللاتينية وأصلها إغريقي متكون من كلمتين وهي :-
pan وتعني الكل
و horama و تعني المشهد
و مصدرها horan و تعني البحر
- وتعني
1- نظرة غير منقطعة للمحيط كاملا
2- وتأتي بمعنى مشهد .. وصورة ذهنية لأحداث متتالية و تلفظ -> panəˈramə
تعليق