انهيار عصبي...؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الكريم لطيف
    عضو الملتقى
    • 01-06-2011
    • 19

    انهيار عصبي...؟


    الماكنه الادمية كما يحلو لي ان اسميها,اصابتها العلل بغتة..
    فبعثرت العلل مكانيكيتها فأصبح الالف(س) والباء دبل (ب) فكثرت فعاليتها الخارجة عن نطاق التسمية وتحولت اللغة الى ايماء غير مبرر لا يفقهه حتى ارباب معارف الصم والبكم ,رمز الداء واشاراته مبهمه والمتلقي عاجز عن فك طلاسمه !!؟
    يجب ان يجتهد الفرد كثيراً حتى يصل الى كمال مفهوم اشارات الخرس ،أي الوجوم وانقطاع الكلام ؟

    الوقت يمر عصيباً وتداعياته كثيرة وربما تحصل المفاجأة غير المتوقعة.فكل ذي شأن أدلى بدلوه وتعطلت مفاهيم الداء ,عدا مفهوم التشخيصي (حالة انهيار )؟؟


    من السبب وماهو المسبب (لا يعرف)..تعاقبت المساءات والصباحات والوضع زاد استشراءً والماكنة الادمية لا تستجب.....


    شكلت وحدة الانقاذ (فريق العمل) وكانت هذه المرة من اناس يدعون المعرفة بميكانيكية ومخابئ هذه الالة من مهندس واختصاص علم الآلة الآدمية .....
    جمعتهم طاولة التشاور فتمخضت افكارهم بالأنصباب على نظم هذه الالة وبرمجتها.
    اختلطت صور المنظر وكادت تغلق المنافذ المؤهلة لكنه فهمها فأصبحت قاتمة تؤطرها صور المسخ..

    ركنت جميع المحاولات بجانب ركن عتيق بحيث اصبحت جماعة الانقاذ يعملون في وادي آخر,فأجبرهم يأسهم على القاء مباضع ومشارط بنات افكارهم في صفيحة الزبالة.

    السكون يحلق ويدور في فضاء المكان ولا يبارح.. الانشداد بأعين الثكالى يتفرس كل الوجوه ليرسم اكثر من حالة انبهار واستفهام ودهشة والحسرة الملؤها عسر الولوج لهذه الحالة المستعصية وربما المستديمة .


    ما اشد حالات اليأس خاصة لو لعبت الصدفة دورها وان تقترن بمثل هذه الحالة المؤلمة ... تعاقبت الساعات المملة والتي ولدت النهارات، والمساءات العقيمه دون لائحة بريق ناهيك ان صاحب الحالة قد افنى الوقت منه جل اعصابه تقريباً فخارت قواه واعتلته رعشة في الاعضاء للتقصير الواضح في فعاليات بدنه..


    تقدمت منه وجلست قبالته فأثرت فيه شكوتي وكأنني المعلول في عزم اليائس الذي يبحث عن اوقات يأسه .

    فبثت روحي تساؤلات نشبت في صدر الطفولة وكانت بمثابة ذكريات تقاسمنا طفولتها واستفاءت احلامنا الصغيرة أفياءها الظلال ،كل هذه الذكريات المجتزئة اوعزتها لدماغه المبهم وكانت تلتقطها أذني الاصغاء..
    ومن يأس الجريح قبلته بحرارة حتى كادت تحرق جبينه ,تركته زاحفاً مغادراً بكل ثقل روحي جاراً عربات وقطار الخيبة.. وفجأة !لمعت عيناه المتحجرة المآق ببريق ( الارث الاخوي) فرفع سبابته ببطئ ليعلن عن شئ ..يالله بدأ لسان الخرس ينخرط في المفهوم.

    انفرط الجمع يطوقونه وهم مشدودون لترقب اشتغال (الالة الادمية) وماهي الا لحظات حتى انفجر بركان صيحة مدوية صدرت منه قرعت همس السكون وشقته بعدها استكان واتكأ الى الجدار, وتندى جبينه وسال بمرازيب الحياء ,فهجع متخاذلا من فعل صيحته وما لبث حتى انتصب جالساً فرفع رأسه بخجل وتعرف على الجميع..
    وطلب مني سيجاره.

    عبد الكريم لطيف الحمداني
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الكريم لطيف; الساعة 15-04-2012, 07:36.
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    فبثت روحي تساؤلات نشبت في صدر الطفولة وكانت بمثابة ذكريات تقاسمنا طفولتها واستفاءت احلامنا الصغيرة أفياءها الظلال ،كل هذه الذكريات المجتزئة اوعزتها لدماغه المبهم وكانت تلتقطها أذني الاصغاء..
    ومن يأس الجريح قبلته بحرارة حتى كادت تحرق جبينه ,تركته زاحفاً مغادراً بكل ثقل روحي جاراً عربات وقطار الخيبة.. وفجأة !لمعت عيناه المتحجرة المآق ببريق ( الارث الاخوي) فرفع سبابته ببطئ ليعلن عن شئ ..يالله بدأ لسان الخرس ينخرط في المفهوم.



    زميلي الراقي : عبد الكريم ..
    نصّ عميق
    بعيد الأهداف والمرمى
    يصف حال زماننا
    وما فعلت بنا هذه الآلة التي تصنع إنسانا مبرمج الحواس والمشاعر
    كم تقتل فينا الإبداع ، والسموّ ، والموهبة ، والتلقائية كما خلقها الله
    وهل قتلت أرواحنا إلا آلة الزمن العجيب التي أسكتت حواسنا، وتواصلنا!!
    وأفقدتنا المقدرة على التواصل، والتخاطر ، والتعبير من خلال ذكائنا الفطريّ ــ لو أُحسن استخدامه ـــ وكانت أرواحنا هي الدالّة إليه..
    ولقد أشرت إلى نقطة غاية في الإدهاش ..لمسة إنسانيّة صادقة ، وبعض حنانٍ أخوي ، وبعض ذكريات من عهد الطفولة البسيطة ..كانت كفيلة بحلّ مشكلة الآلة المعقّدة.
    أخي الكريم ..مهما كتبت في نصّك فلن أفيه حقّه
    فهو في غاية الروعة، والإتقان، وبعد النظر.
    حيّااااااااااكَ .

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل القدير
      عبد الكريم
      لنبدأ من العنوان
      انهيار عصبي
      إذن هو في حالة عنف.. ضعف.. لغط.. تخبط.. ونكران.. وفي حالة غير مستقرة نفسيا
      كل الإنهيارات فيها تخبط يطغي على كل التصرفات وعليه هو معذور أصلا.
      وجدت ( انتصب جالسا لا تلائم الحالة مطلقا,, فالإنتصاب معناه أن يقف وليس أن يجلس .. هذا حد معرفتي وربما أكون مخطئة.. إلا إذا كان القصد جلس أنه جلس بصورة أخرى متناسين أنه في حالة انهيار عصبي. أو أنه أراد أن يبدو متمتسكا.. وهذا بحث آخر.
      ثم ( انفرط الجمع.. معناها انهم تفرقو.. فكيف طوقوه بعد الإنفراط) وربما فهمتمها أنا هكذا
      لكم النص جميل وفيه محاكاة لواقع يحيط بنا بكل تناقضاته وهنا سأقول أن النص رافق الحدث الآني الذي نعيشه
      أحببت النص بكل مفارقاته التي تشبه حياتنا التي لا تشبه شيئا
      ودي ومحبتي لك ولي قراءة أخرى لنصك ربما أخرج بها برؤية متمحصة بالحدث
      ودي ومحبتي لك ومعذرة لأني ل أشبه الناس برؤاي
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      يعمل...
      X