قبلت ثغراً يانعاً
ألثم يديها غيرنا لا يعشقُ=الطهر عطرٌ من يديها يُنشقُ
عانق بروحك كبرياءً طاهراً=وارشف رحيقاً من سناها يعبقُ
الطهر عانق وجنتيها خاشعاً=فالنحل يهوى زهرةً تتشوقُ
شحرورها يشدو ترانيم السما=والتين والزيتون آياً ينطقُ
جدد وضوءك أو تيمم تربها=فالرجس دوماً في ثراها يُزهقُ
كحل عيونك من مدادبريقها=فالقدس نورٌ في المآقي تشرقُ
قبل ثرى ياقوتة في تاجها=عزٌ ونقشٌ خالدٌ لا يمحقُ
كتبت على التاج الموشى أمتي= القدسُ غرسٌ من دمانا تغبقُ
بمحمدٍ ملكت عروش قلوبنا=معراجه منها فنعم الموثقُ
بمحمد طابت فطاب رحيقها=يعلو طباقاً والمهيمن يرمقُ
عمرٌ أناخ بساحها فتجملت=وتزينت بثياب عزٍ تبرقُ
فرساننا غنوا لها فتبسمت = فالروح عادت بعد حزن يفلقُ
أهدى صلاح الدين زهرة عمره=لعيونها رايات عشق تخفقُ
واليوم تلبس أثواب الأسى فرقاً=بالدم حيكت والمنايا ترمقُ
أكنافها بيعت بسوق نخاسةٍ=والزيزفون الغض صبراً يشنقُ
تاريخها أضحى مآثر عصبةٍ=صلبت نواميساً وشرعاً يشفقُ
قبل ثراها عاشقاً متبتلاً=فالحب والإيمان غرساً يورقُ
في مرجها وردٌ يرحبُ باسماً=والآس والريحانُ حتى الزنبقُ
قبلت ثغراً يانعاً في ثغرنا=فشربت شهداً من رضابٍ يُهرقُ
داويتُ فيها علتي متلهفاً=فالقلبُ نهرٌ من شذاها يدفقُ
صفحاتها أحيت مشاعر شاعرٍ=في بابها غرُ المعاني تطرقُ
يأبى الإباء إقامة في غيرها=في حضنها يرعى ويبنى
الجوسقُ
يتشوقُ التاريخُ لمس جفونها=كيما يُخلد في الزمان ويصدقُ
يا قدسُ أهديك البشارة واثقاً=أرحامنا جيلاً فريداً تنتقُ
تأبى النفوسُ شوائباً ممهورةً=مادام فيها وحي ربي يغدقُ
تعليق