لا وقْتَ للموتِ المؤَجَّل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد العمودي
    شاعر
    • 19-03-2011
    • 175

    لا وقْتَ للموتِ المؤَجَّل




    لا وقْتَ للموتِ المؤَجَّل

    "إذْ يستعجل الــ(السابق) أنفاسه المتأخرة وراء الباب..
    إذْ يُسابق الــ(لـاحق) أنفاسه السافرة، كي يكتمل النصاب..
    إذْ يتوحّد، في الطريق بينهما، سيمياء الدم والماء..
    فلا تشرب
    فهذا يوم شِرْب الأرض وحدها".



    لا وقْتَ لِلموتِ المؤَجَّلِ
    فَاصْطَبِحْ وطناً..
    سَجَى فيْ شُرْخِ كأْسٍ نازِفةْ
    وطنٌ..
    تعتَّقَ جرحهُ مذْ خمرهِ..
    سالتْ لخارطةٍ بساقٍ واقفةْ
    سُكِبَ النَّبيذُ مطهَّراً في أرْضِهِ
    والرمل أَغْلقَ قبرهُ ليُلاطِفهْ
    صلَّى الوريدُ على الوريدِ
    بإنَّهُ.. فرضاً تَنَاهى
    والنَّوافل راعفةْ.
    باسْمِ العمائمِ..
    يُجْتَبَى عُمْرُ الضحى
    في دَعْوَتَيْ شَرَكٍ تأُزُّ الرَّاجفةْ
    أَذِنَتْ، بنادقُ ردَّة التوقيتِ،
    بالـبعْثِ الــمُجنّحِ من كسور العارفةْ
    عذراءُ..
    قد فكَّتْ جدائِلها
    وكلّ نخاسة الجغرافيا أضحتْ سالفةْ.

    لا وقتَ للموت المؤجَّلِ..
    هاهنا موتٌ:
    تَمَكْحَلَ باحْتِدامِ الآزفةْ
    موتٌ..
    يكون بِرَجْعِهِ..
    قدْحًا يُكَبْرِتُ مِحْقَنَ التاريخ
    حتَّى يُكاشفهْ
    لا وقت،
    إنّ الماردَ انْتَبَذَ الزجاجةَ
    واسْتُدِلَّتْ بالبخور مشارفهْ
    بَرَزَ النفير،
    الآن دقّتْ روحهمْ.. قلقَ الصهيلِ
    فشقَّ ريحَ مخاوفهْ
    سِرْجُ الحناجرِ..
    يرتقيْ رئةً تُضَمّخُ..
    باخْتِلاجِ النَّفْثِ فوق العاصفةْ
    في كلِّ بَرْقٍ، تسْتبيحُ وجوههمْ..
    حمَّى معانٍ.. كالرُّؤى متعارفةْ
    فَتُضاجعُ الأحلامُ بالصوت المقدَّسِ
    والشوارع تلتقيْ متعاكفةْ
    والنَّؤْءُ يؤْمِنُ في سطور كتابهمْ
    فيُوَلِّيْ حِبرَ الغيمِ.. نحو صحائفهْ
    ساقٌ تلفُّ الساقَ.. في زَخَمِ التَّنَهُّرِ
    وافْتِضاضٍ للسواقي الزائِفةْ.
    هذي بلادٌ،
    والموَاطِنُ نطفةٌ،
    والكائنات على الأجنَّةِ عاكفةْ!

    ماذا ترى..
    والدّمّ قدْ شرخ الربابةَ؟!
    أغْطَشَ الرَّاويْ بعينٍ شائفةْ
    ماذا ترى؟
    ذا نَقْعُ أوردةٍ جرى في سكرةٍ كبرى،
    فهلْ ستُنَاصِفهْ؟

    فاصْلَى عروسَ الأرضِ من سهر التَّدَافُعِ..
    واسْتَبِقْ أشواقها الـمُتَرادفةْ
    اسلُكْ لها سَفَرَ الجنائزِ
    لا تُماري،
    وانْتَخِبْ شرقاً..
    وشُقَّ شراشِفهْ.

    صفر/1433
    يناير/2012

    * اللوحة المرفقة، للفنانة: غادة حبيب، من العراق.

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد العمودي; الساعة 19-04-2012, 00:59.
    " أهذا آخر المكتوب خلف نشيج أسفاري!
    فيا لفداحة الأنهارِ
    والأشعار لم تأتي بظلِّ النارِ..
    بل قلبي الذي يَسْتَهْطِلُ الحطبَ
    "


    أنا..


  • خالد سرحان الفهد
    شاعر وأديب
    • 23-06-2010
    • 2869

    #2
    قرأت جميلا . . ووجعا طاهرا
    ايها الشاعر اتمنى قبول المرور
    اخي
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100010660022520

    تعليق

    • ظميان غدير
      مـُستقيل !!
      • 01-12-2007
      • 5369

      #3
      الشاعر احمد العمودي

      قصيد سامق ورائع
      مغلف بالمعاني الرائعة
      من وحي التراب التي منها نخلق ولها سنعود ومن اجلها نعيش
      تثبت
      نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
      قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
      إني أنادي أخي في إسمكم شبه
      ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

      صالح طه .....ظميان غدير

      تعليق

      • أحمد العمودي
        شاعر
        • 19-03-2011
        • 175

        #4
        أ. خالد سرحان..

        كل التقدير لهذا المرور الطيب أخي الكريم

        تقبل مودتي.
        التعديل الأخير تم بواسطة أحمد العمودي; الساعة 24-04-2012, 01:07.
        " أهذا آخر المكتوب خلف نشيج أسفاري!
        فيا لفداحة الأنهارِ
        والأشعار لم تأتي بظلِّ النارِ..
        بل قلبي الذي يَسْتَهْطِلُ الحطبَ
        "


        أنا..


        تعليق

        • أحمد العمودي
          شاعر
          • 19-03-2011
          • 175

          #5
          أ. ظميان غدير..

          لقلبك الطيب موفور الرضا..
          ومداد من الشكر.. لا يكلّ.

          كل الود والتقدير.
          " أهذا آخر المكتوب خلف نشيج أسفاري!
          فيا لفداحة الأنهارِ
          والأشعار لم تأتي بظلِّ النارِ..
          بل قلبي الذي يَسْتَهْطِلُ الحطبَ
          "


          أنا..


          تعليق

          • وفاء الدوسري
            عضو الملتقى
            • 04-09-2008
            • 6136

            #6
            لا وقت،
            إنّ الماردَ انْتَبَذَ الزجاجةَ
            واسْتُدِلَّتْ بالبخور مشارفهْ
            بَرَزَ النفير،
            الآن دقّتْ روحهمْ.. قلقَ الصهيلِ
            فشقَّ ريحَ مخاوفهْ
            سِرْجُ الحناجرِ..

            شكرا للقلم
            للشاعر
            لقصيدة ينبعث منها الضوء
            تقديري
            ،،،،،

            تعليق

            • أحمد العمودي
              شاعر
              • 19-03-2011
              • 175

              #7
              أ. وفاء عرب..

              والشكر موصول لهذه الإطلالة
              ولذائقة غمرت النص منكِ.

              مودتي وتقديري.
              " أهذا آخر المكتوب خلف نشيج أسفاري!
              فيا لفداحة الأنهارِ
              والأشعار لم تأتي بظلِّ النارِ..
              بل قلبي الذي يَسْتَهْطِلُ الحطبَ
              "


              أنا..


              تعليق

              يعمل...
              X