طيف قريحتي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلاديولس المنسي
    أديب وكاتب
    • 01-01-2010
    • 3432

    طيف قريحتي




    أيها الطيف الذي تسكنني هل تعرفني ... هل لو غاب عنك شيئاً مني ستفقدني ؟
    لولا معرفة الأرواح والسير خلف دبيبها لغيرت تجاعيد الزمان ملامحنا , فلا تكن على خجلٍ يا طيفي لطالما عاشت روحك ريعان شبابها فلن يصيبك الهرم ولن ترد إلى أرذل العمر عمرك يا طيفي يوم واحدٍ من مجموع خمسة أيام فأنت لم تكن في اليوم المفقود وكذا أعرفك في اليوم المشهود وأنتظر خروجك في اليوم الموعود وأخشى عليك من اليوم المورود وأتمنى مصاحبتك في اليوم الممــــــــــــــــدود هل عرفت أين مكانك يا طيفي ... فاذهب عني كما تشاء وغِب في فضائك كما يحلو لك , كن هلاماً , كن دخاناً , كن هياماً , كن صورة بلا جسد , كن حساً بلا عتد , كن طيراً يسرح في الفضاء كن خيراً أراه صبحاً ومساء , كن دليلاً للغرباء .. لتكن كما أريد لك فليس ملكي ولا ملكك أن نعيش كما نشاء ... طِر إذا أوثقتك القيود وتفلت من ظلي إذا غاب النور , لتكن رفيقي ساعة الضياء ولتكن حبيبي كما تشاء أيامٌ ثلاث وسيكون لي بك اللقاء ..... أيا طيفَ قريحتي الذواب أعلم أنك لا تخشى مهاب لن يقتلك عسكر ولا يضرك طُعْمٌ تعكر فأنت الواضح المفقود والغائب الموجود أنت الساري بين الحشايا كالهواء للوجود , أنت الدبيب الذي يسري في قنواتي , أنت الصلة بيني وبين حكاياتي ... أواهُ أواهُ وما الآه إلا سطراً من عباراتي ...

    قريحتي..... بغيابك تغيب حكاياتي وتُسد مسامات خيالاتي وتكثر المسافات بين زفراتي أشُدُّ الرحال إليكِ في كل حين وبين الحين والحين يكون منكِ التمكين تصفولي قبل أحلامي فتشدو العبارات كتغريد طيرٍ من لساني , وأخشى أن يطمسها قلمي بتدويني فأكتفي بتمتمتها في حيني , كوني قريبة كما أنتِ دوماً فستبقى حروفي على الأشواق شاهدة ويبقى فراغي بين فقراتي بنيرانه المتوقدة يصلاها في حنينٍ غاب عن النفوس الواردة .

    أوصل الآهه بين لفتةٍ وانتباهه فالتأوه معلوم لا يعرفه إلا من كثرت عليه الهموم وغابت عنه الراحة بالعموم ولكنّي بأشواقي وهم خير رفاقي نتأوه من قرب المسافات فالجميل منها كجميل النظرةِ في السكات كجميل الوصل إذا كثرت الأزمات , أيا طيف قريحتي الدوار يا شعاعاً فاق الحدود ويقف بالإنتظار هل لازلت موقناً أننا سيجمعنا عن قريبٍ اللقاء( قريبٌ أم بعيد : لا يهم ) لازلت لذكرياتي اللحظيه بكَ أستعيد قلت لك أنفاً أنك لم تكن في يومٍ فقدته فأنت في شهود يومي الحاضر توصلني إلى حد السكون معك أقصد السكون بك كلا القصدينِ من أجلك , أكتب يا طيف قريحتي كلامي بخطٍ من مداد الغزل يستشعره فياضٌ لمشاعره يختزل يسرح معه أواهٌ من مسامرة العلل , يرافق حالماً لا يعرف حر الظُلل , أهديك يا طيفي من رحيقي بلسماً على جبينِ الفؤاد الوقاد تسرح بكَ وتصحبك بلا انقياد إلى عالمي وعالمك , عالمٌ فيه الأشواق تتكلم والحِس من فيض الحنين يئِن ويتألم تأخذ بيده وتواريه عن الأنظار إلا نظر من أراد أن يتعلم ..... كن رحيقاً كن بريقاً كن كما يراك الحنين فأنا منك وأنت مني على مر أطراف السنين فسنبقى هناك منفردين مجتمعين مبتعدين قريبين سنبقى سوياً إن كان ذا حقاً نورد به في أعلى عليين وإن كان هوىً نتبعه فستكون سكنانا سجين كلانا سنبقى معاً والخير يواريه الحنين .
  • غسان إخلاصي
    أديب وكاتب
    • 01-07-2009
    • 3456

    #2
    أخي الكريم جلاديولس المحترم
    مساء الخير
    هلا وغلا ، حياك الله .
    لكم كان طيفك موحيا ، ينثر تويجات الجمال في حديقة مشاعرنا وعقولنا بكثير من الخلابة .
    كم تخفي - صديقي - في أعماقك الحرّى أنفاثا مضنية !!!!!!!!!!
    هاتها ..... لا تتوقف ، ففيها كثير من ملامح أحاسيسك الندية .
    لن أقول لك هي ماتعة ، بل هي المتعة بذاتها .
    ننتظر بوحك على الدوام .
    لو سمحت ابق - كعادتك - قرب مشاركات الزميلات والزملاء ، فرأيك يهمني .
    تحياتي وودي لك .
    (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

    تعليق

    • جلاديولس المنسي
      أديب وكاتب
      • 01-01-2010
      • 3432

      #3
      الفضل أستاذ / غسان
      الممتع هنا حقاً متعة القرب والتواصل ، ألم الإتحاد والتجانس هي حالة إمتاع يحياها منا القليلون لها نشوة لا تُعادل ولا تُقارب ، أن تحيا مع طيفك وتحيا به أن تكون سمعه ونظرة وهمسه.
      هي حيــــاة بعالم الأرواح هي إختراق لكل السدود وتعدي لكل الحدود هي ما فوق المسموح
      أستاذي الفاضل كل التحايا لتواجدك بحالتي

      تعليق

      • غسان إخلاصي
        أديب وكاتب
        • 01-07-2009
        • 3456

        #4
        أخي الكريم جلاديولس المحترم
        مساء الخير
        هلا وغلا بك على الدوام.
        لكم أحب هذا النوع من التواصل والتناجي بشيء يسمو فوق الردود التقليدية التي تتطبع -في غالب الأحيان - بكثير من المجاملات والإعجاب الفارغ ، وذلك ليكون متواصلا معه في نتاج آخر .
        صديقي :
        نحن نتجاهل الكثير من الحقائق والقضايا .... ليس لأننا لانرى ......
        بل لأن العين والقلب ارتويا وشبعا مما رأيا !!!!!!!!
        وأنا معك ، فربما التناجي مع الطيف يكبح جماح المعرفة والمشاعر والرغبة بشيء ما ، لأنها خير من التواصل الأخرق مع إنسان يعيش كثيرا من الحالات المرضية النفسية .
        لكنه يتجمّل ويصبح شيزوفرانيا رغما عن أنفه لكي يعيش وسط هذا المجتمع المترع بالتناقضات ....
        تحياتي وودي لك .
        (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

        تعليق

        • جلاديولس المنسي
          أديب وكاتب
          • 01-01-2010
          • 3432

          #5
          الفاضل أستاذ / غسان
          التناجي هو ملجأ الأطهار من دنس التناقضات المجتمعية ، حديث الروح مع ذاتها ومع من إإتلفتها وإمتزجت بها راغمة غير مختاره.
          أراه خير معين على مواصلة الحياة بصعوبتها وعقباتها .
          مناجاة طيفي هي حياة روحي ومن أحيا روحه خُلد لما أبعد من الحياة
          كل التحايا أستاذي لمتابعتك القيمة

          تعليق

          • مصطفى شرقاوي
            أديب وكاتب
            • 09-05-2009
            • 2499

            #6
            السلام عليكم :
            لا أدي من أين أقرأك فهو نص مُحكم من جميع الزوايا ليس فقط في حبكته ولا في عذوبةِ ألفاظه ولا في رشاقة التعبير إنما أقرأه من الروحانية التي تطفو على ساحات عباراته فمن وقف على الأعتاب ليس كمن اجتاز الباب والمطلق لا = المغلق ومعادلات الإرتقاء تصعب على الضعفاء .. لذا نسأل الله أن يفتح علينا ولنا وأن نلج من أبواب الأحاسيس ما نستطيع عليه أن نقيس ... قياس الإحساس من الخطورة بمكان وكثيراً يقرأون لكن القليل منهم من يتفهمون فلا أدري من لا يفهم أيتورع عن فهم معضلة المسألة أم أنها في غاية الصعوبة

            تعليق

            • منار يوسف
              مستشار الساخر
              همس الأمواج
              • 03-12-2010
              • 4240

              #7
              العزيزة جلاديولس
              كثيرا ما نجد أنفسنا في هذا التجلّي النفسي
              حين تضيق علينا الدوائر و تستحكم الحلقات
              و لا نكون في هذا الفضاء إلا .. نحن و نحن
              أو .. أنا وظلي .. أنا و طيفي .. أنا و أنا
              و لأن الطيف هو الأكثر شفافية و انطلاقا بعيدا عن أسوار الجسد
              لهذا دائما نحفزه .. نطلقه .. نشبعه بالأمنيات و ننتظر النتيجة اللامعقولة
              لأنها ستكون خيالية ..
              هو الرفيق حين لا يكون هناك ما هو أكثر قربا لنا منه

              نص أدبي متميز و محلق في آفاق الإبداع
              بهذا التجلي الروحي و المناجاة النفسية العميقة
              مع طيف ليس هو إلا .. نحن

              تحياتي و تقديري
              و شديد إعجابي بما قرأت

              تعليق

              • جلاديولس المنسي
                أديب وكاتب
                • 01-01-2010
                • 3432

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم :
                لا أدي من أين أقرأك فهو نص مُحكم من جميع الزوايا ليس فقط في حبكته ولا في عذوبةِ ألفاظه ولا في رشاقة التعبير إنما أقرأه من الروحانية التي تطفو على ساحات عباراته فمن وقف على الأعتاب ليس كمن اجتاز الباب والمطلق لا = المغلق ومعادلات الإرتقاء تصعب على الضعفاء .. لذا نسأل الله أن يفتح علينا ولنا وأن نلج من أبواب الأحاسيس ما نستطيع عليه أن نقيس ... قياس الإحساس من الخطورة بمكان وكثيراً يقرأون لكن القليل منهم من يتفهمون فلا أدري من لا يفهم أيتورع عن فهم معضلة المسألة أم أنها في غاية الصعوبة
                أ/ مصطفي
                حينما نعكف على تدوين مشاعرنا لا أعرف من أين أبدأ ..؟
                ولكنها محاولات للبدء فجميعها بدايات متداخلة ومحتشدة بزهني ، أن ترى وتسمع إلى أن تلمس فتستشعر ، فيعتصرك الحنين والشوق ، فيكون ليلك هو دنياك والغوص في الرؤا حد الإجتياح هو ملاذك ، ماعسانا نطلق عليه سوى انها روحانيات تعلو وتعلو إلى مراتب نجهل كنيتها .
                أ/ مصطفى مرحبا بك على هذه المساحة التي رسمها الطيف.

                تعليق

                • غسان إخلاصي
                  أديب وكاتب
                  • 01-07-2009
                  • 3456

                  #9
                  أختي الكريمة جلاديولس المحترمة
                  مساء الخير
                  هلا وغلا ، سامحيني على نسيان أنك أختنا .....
                  طبعا عندما تلحين على مناجاة طيفك فربما لنقائه وسموه وطهره ........
                  ولولا فداحة التناجي مع بعض البشر الذين فقدوا كل المثل والقيم لكان الناس يعيشون بألف خير .
                  أدعوك - سيدتي - لنص الأخ مصطفى فهو أديب سامٍ راق ، ونصه ( الفراغ )يستحق منا الرجوع إليه باستمرار) ، لنعقد حلقة نقاشية بشكل دائم حول هذه الحياة لقاسية بكل شيء بكل تناقضاتها وإيجابياتها.
                  فما رأيك ؟
                  وهاهي الأخت منار تشاركنا رؤانا ........ هلا وغلا .
                  وطبعا لي حديث طويل معك أختاه .
                  تحياتي وودي لكم .
                  (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

                  تعليق

                  • جلاديولس المنسي
                    أديب وكاتب
                    • 01-01-2010
                    • 3432

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
                    العزيزة جلاديولس
                    كثيرا ما نجد أنفسنا في هذا التجلّي النفسي
                    حين تضيق علينا الدوائر و تستحكم الحلقات
                    و لا نكون في هذا الفضاء إلا .. نحن و نحن
                    أو .. أنا وظلي .. أنا و طيفي .. أنا و أنا
                    و لأن الطيف هو الأكثر شفافية و انطلاقا بعيدا عن أسوار الجسد
                    لهذا دائما نحفزه .. نطلقه .. نشبعه بالأمنيات و ننتظر النتيجة اللامعقولة
                    لأنها ستكون خيالية ..
                    هو الرفيق حين لا يكون هناك ما هو أكثر قربا لنا منه

                    نص أدبي متميز و محلق في آفاق الإبداع
                    بهذا التجلي الروحي و المناجاة النفسية العميقة
                    مع طيف ليس هو إلا .. نحن

                    تحياتي و تقديري
                    و شديد إعجابي بما قرأت
                    العزيزة / منــــار

                    إلى أن نصل للمناجاة ونرى ونسمع ونحيا.. مراحل عديدة من التأمل والسكون ، إلى أن نناجي وتكون حياة أرواحنا ، التي تكسبنا طهر النفس ونقائها والمناجاة مراحل ودرجات كلما تطهرنا وصفينا قربنا وإقتربنا إلى أن إخترقنا ، كلما علت الروح تقابلت وإندمجت مع نصفها الآخر فالأرواح هائمة بالعلا تسبح بالكون والملكوت لا تحدها حدود ولا سدود تعبر وتُعبر ، كيف لا وهي نفخة العلّي القدير فينا
                    وعلى قدر طهر سريرتنا زادت الروح من الرحمن فينا فبتنا نحمل شيء من الروح العلا لذا أبداً ليس ما نناجيه ولا ما نحياة من درب الخيال ولا اللا معقول ربما لو عرفنا المعقول بعقول البشر حقاً ولكننا حينها نكون تعدينا حدود وخطوط وحواجز النفس البشرية ، هي منحة ربانية وهبه الرحمن لمن يشاء من عبادة ...
                    سرني تواجدك منــــار

                    تعليق

                    • جلاديولس المنسي
                      أديب وكاتب
                      • 01-01-2010
                      • 3432

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة غسان إخلاصي مشاهدة المشاركة
                      أختي الكريمة جلاديولس المحترمة
                      مساء الخير
                      هلا وغلا ، سامحيني على نسيان أنك أختنا .....
                      طبعا عندما تلحين على مناجاة طيفك فربما لنقائه وسموه وطهره ........
                      ولولا فداحة التناجي مع بعض البشر الذين فقدوا كل المثل والقيم لكان الناس يعيشون بألف خير .
                      أدعوك - سيدتي - لنص الأخ مصطفى فهو أديب سامٍ راق ، ونصه ( الفراغ )يستحق منا الرجوع إليه باستمرار) ، لنعقد حلقة نقاشية بشكل دائم حول هذه الحياة لقاسية بكل شيء بكل تناقضاتها وإيجابياتها.
                      فما رأيك ؟
                      وهاهي الأخت منار تشاركنا رؤانا ........ هلا وغلا .
                      وطبعا لي حديث طويل معك أختاه .
                      تحياتي وودي لكم .
                      معكم استاذ غسان سأكون
                      تحياتي لشخصكم الكريم

                      تعليق

                      • غسان إخلاصي
                        أديب وكاتب
                        • 01-07-2009
                        • 3456

                        #12
                        أختي الكريمة جلاديولس المحترمة
                        مساء الخير
                        هلا وغلا بك على الدوام .
                        كما يقول إخواننا في مصر العزيزة :
                        ( بيتك ومطرحك ) تشرفينا كلما قدمت .
                        تحياتي وودي لك .
                        (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

                        تعليق

                        يعمل...
                        X