كلما ضجّ المكانُ بزرقة البحر ، استفتيتُ قلبي
قال لي : لا تثق بالسراب
وهادن –ما استطعت – وجهَك في قطرة الماء ، على طريق الملح الطويل
لو غصتَ في الطبيعة
سيحملك الخصام بين وترين اثنين
صباحٌ مخمليّ لحبيبة تصطاد
ومساءٌ نرجسيّ ، يضيء وجهك بين الأيائل
لا أنت أنت ، ولا أنت غزالٌ شاردٌ من السهام
أرجوحةٌ عصريّةٌ ، مشانق البطولة
والكلام ، حرفة الفَراش في قتل الرواة و صدّ الغزاة
كلما ضجّ المكان بالسواد
طرّزتُ على طرف هويّتي حرفين من بياض
أنا وحبيبتي
تلك هواية الشعر منذ القِدَم ، وصعلكة العاشقين
يبنون كلّ ليلةٍ شرفةً أعلى من أحلامهم ، على ضوء القمر
يندفون كلّ ليلةٍ غيمةً ، قطنا جديدا لجراحهم
على وتر السهر
أنطونيو ، روميو ، وقيس أيضاً
طاغور ، وطفلٌ رمى لعبته من أجل إسقاط النظام
كلهم عاشقون
يهزمون وقتهم ويرحلون ، بتواضع السحاب
يتركون أمطارهم مشاعا للطريق،ذائبين في الغياب
- للرحيل مذاق لاذع ، يحبه الشعراء لحظة القصيدة
والعشّاق ، لحظة الذكريات
سيخذلانك ،الموت والحبيبة متفقين :
لا أنت قتيلٌ ولا هي عاشقة
ركام لامع على قارعة إنسان
لا تثق بالسراب أكثر
كلّما ضجّ المكان بيديك ،
أنت السراب .
هيثم الريماوي
تعليق