القضية الفلسطينية بين مطرقة الجمهوريين وسنديان الديمقراطيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صبرى حماد
    أديب وكاتب
    • 22-04-2008
    • 115

    القضية الفلسطينية بين مطرقة الجمهوريين وسنديان الديمقراطيين

    القضية الفلسطينية بين مطرقة الجمهوريين وسنديان الديمقراطيين
    بقلم/ أ0صبرى حماد
    سؤال محير يتناقله الكثير من سكان هذا العالم سواء منهم العربي أو الأجنبي ,وهو يحتاج إلى إجابة والى رأى أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم إن عاد هناك بعض الضمائر, خصوصاً في هذا الزمن الصعب والأوقات العصيبة 0 أين تقع قضيتنا الفلسطينية بين أقطاب الصراع على الرئاسة الأمريكية؟؟؟ في وقت يتم فيه ممارسه القتل والإجرام اليومي ,وعلى مرأى ومسمع العالم كله دون من يحرك ذلك ساكناً, ورغم كل هذا فإن الكثير يعولون على الانتخابات الأمريكية ويعتقدون أنها ربما تكون مخرجاً من الأزمات المتراكمة على الساحة الدولية , والكل يضع الآمال الكبيرة بمن سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية راعيه الإرهاب الدولي , بكل ما تحمله هذه الدولة من عنصريه بعيده كل البعد عن الديمقراطية التي تتشدق بها ليلاً ونهاراً, وأن تمثال الحرية التي تفتخر به أمريكا ما هو إلا رمزاً بعيد كل البعد عن الممارسات الحقيقية لهذه الدولة المجرمة, والتي دمرت العالم وتمارس الضغوطات عليه من منبع القوه في غياب التكتلات العظمى التي ذهبت رياحها, وأصبحت تقف موقف المتفرج بما تفعله راعية الإجرام الدولي, وهذا ما يظهر جلياً في إتباع السياسات المؤيدة للكيان الصهيوني ضد العرب وقضيتهم العادلة, والتي هي القضية الفلسطينية محور وجوهر الصراع في العالم, و من اجل عيون دوله الكفر والأجرام الصهيونية, عملت أمريكا على تدمير فلسطين وتدمير العراق وسيطرة على العالم العربي 0
    فهذه الدولة (أمريكا)يقودها أكبر حزبين هما الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وإذا أمعنا النظر إلى الحزبين فكلاهما أقبح من الآخر وكلاهما يعطى الصورة الحقيقية للظلم والاستبداد والهيمنة , وهما متفقان على إذلال العالم العربي وإخضاعه تحت الهيمنة الأمريكية وذلك من اجل السيطرة على ثرواته ألطبيعيه, حيث تمثل هذه المنطقة منطقه الصراع على مدار العصور0
    وقضيتنا الفلسطينية التي تمثل جوهر الصراع على مدار أكثر من خمسين عاماً لازالت تراوح مكانها دون أي حراك سياسي, أو أي تقدم يذكر بالرغم من الأكاذيب الأمريكية وحتى كل الرؤساء الأمريكيين يمارسون الكذب على قضيتنا ويتبادلون الأدوار القبيحة أثناء فترة رئاستهم دون أن يحققوا شيئا , وهذا بوش التي وعد بقيام الدولة الفلسطينية في عام 2005يغادر بعد شهور دون تحقيق شيء يُذكر , ولهذا أما آن الأوان لهذه الأمة أن تستيقظ من سباتها وأن تتيقظ لما يحيط بها من مخاطر !!! وبالرغم من العلاقات العربية الأمريكية القوية إلا أن العالم العربي لا يملك قرارا جريئاً بالتدخل الفعلي لحل القضية ألفلسطينيه عبر عوامل الضغط المتوفرة لديهم, والتي هي قادرة على إركاع الغرب الأمريكي بكامله,ولا حتى قادرين على البوح بكلمه واحدة أمام الراعي الأمريكي المجرم, ولكن تمضى السنين بكل قسوتها ويبقى السؤال المحير من يصنع القرار في أمريكا؟؟؟ ومن يتحكم بتنفيذ القرار ويقود دفة السفينة هناك؟؟؟ إنه اللوبي الصهيوني والذي يلعب لعبه قذرة عبر الانتخابات الأمريكية, ويمارس ضغوطاً متواصلة على مرشحي الرئاسة الأمريكية, وعلى المرشح أن يخضع لأوامر بني صهيون وشروطهم التعجيزيه قبل منحه الولاء وإعطاءه الثقة ,ولهذا لم يتبق إلا شهوراً قليله للانتخابات الأمريكية التي يقودها كل من الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك اوباما من ناحية وهيلارى كلنتون من ناحية أخري, ولو تحدثنا عن ماكين فهو الذي يؤيد بقوه الكيان الصهيوني, وينادى بإعطائها العتاد العسكري والتكنولوجيا المعقدة, من اجل أن تكون المهيمنة , ومن اجل الدفاع عن نفسها , وهو الذي يسعى إلى استمرار التواجد الأمريكي في العراق بل حتى زيادته, وأما المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والتي تعاطفت ذات مره أثناء زيارتها لفلسطين مع الشعب الفلسطيني لدرجه أنها تأثرت بالمناظر المؤلمة لأطفالنا الفلسطينيون , ويومها زارت أماكن متعددة في الوطن وتم منحها الثوب الفلسطيني المطرز بألوانه الفلسطينية المعبرة عن تاريخ وحضارة أمة, وأثناء الزيارة احتضنت زوجه الزعيم الراحل ياسر عرفات,وهذالم يعجب الكيان الصهيوني ,ومن ثم قاموا بالهجوم عليها إعلامياً واضطرت لإرضاء العدو فوراً بعد ذلك من خلال التصريحات العنصرية ,والتي تطالب خلالها بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, في خطوة خطيرة جداً إضافة إلى التأييد الامحدود لدولة العدو, لدرجه أنها تهدد إيران بمسحها عن الوجود إذا أقدمت على ضرب دوله الكيان الصهيونى0
    وأما المرشح الديمقراطي الآخر باراك أوباما , والذي اظهر العطف يوماً بقوله (لا يوجد شعب تعرض لما تعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة)وسرعان ما انشقت الأرض وكادت تبتلع هذا المرشح لمجرد الحديث بهذه العبارة, ومن ثم غير موقفه فجأة وطالب مندوب أمريكا بالأمم المتحدة بإدانة إطلاق الصواريخ الفلسطينية , وقال سأعمل جاهداً لأمن دوله الكيان الصهيوني, وبقاء حكام العرب فوق صدور مناضليهم, وان اوباما يعارض حق العودة للاجئين الفلسطينيين عام ,48 وانه يحمل التزاماً عميقاً وقوياً وارتباطاً بالمجتمع اليهودي يجب ألا يشكك فيه أبداً 0
    ولكن تاريخياً فإن الإدارة الأمريكية معروفه بانحيازها السافر لدولة الكيان منذ إنشائه, وهذا مطلب جمهوري وديمقراطي ولا أحد يجرؤ على توجيه أي نقد لما تقوم به دوله الإرهاب الصهيوني من إجرام بحق العرب والفلسطينيون خاصة, ولو نظرنا إلى الأمريكيين فإنهم لا يكترثون كثيراً بالإحداث السياسية, والتي ليس لها تأثير على حياتهم ومصالحهم داخل البلاد, ولذا فإن الصراع العربي الصهيوني لا يشغل بالهم كثيراً إلا إذا ألقى بظلاله على حياتهم, كما حصل أثناء المقاطعة العربية واستخدام سلاح النفط كخطوة ايجابيه ,وأما العرب الأمريكيون فهم يقفون موقف المتفرج من الانتخابات الأمريكية, فيما يفعله المرشحون الأمريكيون من تلبيه لوعود وتحقيق طموحات وآمال لدولة العدو, وللأسف لا أحد يحرك ساكناً إلا قليل من الأصوات 0
    ولهذا أصبح الولاء لدوله الكيان الصهيوني وإرضائها والحفاظ على أمنها شرطاً أساسيا للتقدم في أي معركة انتخابيه, وعليه فإن المتقدم للرئاسة لابد أن ينال رضي اللوبي الصهيوني وإلا فالفضائح جاهزة لملاحقته والنيل منه, وهذا ليس ببعيد كما حدث للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون 0
    وختاماً فإن اختيار الرؤساء الأمريكيون ينصب في مهام متعددة, وهى مدى لعبه دوراً فاعلاً في السياسات الدولية, وقضايا حقوق الإنسان والبيئة وقضايا الحرب والسلام, وكذلك المشكلات الإقليمية على الصعيد العربي, وبهذا فإن كل السياسات الأمريكية تنصب أولا وأخيرا في ميزان دولة الكيان الصهيوني, ولا أمل إلا بوقفه جادة وشجاعة يتم من خلالها التصدي للغطرسة الأمريكية, واستخدام المؤثرات الفعالة, وليس بالانصياع الكامل للوعود الأمريكية الكاذبة التي مللناها على مدار سنوات طويلة , فكل الأحلام تبددت والقضية لن ترى النور بالوعود الأمريكية ولا بالهرولة العربية إلى حضن العدو المغتصب لأرضنا الفلسطينية 0
    sigpicإذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر
    ولا بد لليــــــــل أن ينجلي *** ولا بد للقيـــد أن ينكسر
يعمل...
X