على ميعاد
شعر / د. محمد الأسمر
أيأتي الصبح على ميعاد
أم يأتي مع ولوج الغسق
كأني التقيك منذ شرنقة الحياة
عدنا معاً .. عشنا معاً
عاشقاً وعاشقة
سكنت أجسادنا الارواح
عاشقين ثملا من الحب حدّ التعب
أيأتيني الصبح على ميعاد
ونكمل الطريق
أجابت : كأنك لم تبارحني معي
منذ إنقطاع الحبل السرّي
تسكن قلبي .. تسير في العروق
تنثر ضحكتي
تتوسد دمي ودمعي
تاكتبني مقطع نثر
لأكتبك معلقة بلا عنوان
أتأتيني والصبح على ميعاد
أدركت أنك تقتحمينني يوماً
تدقين باب القلب والهوى
في آخر ساعة من العمر
ستأتيني قبل نهاية القصيدة
وتخطي آخر بيت بالمداد
أسمع ترنيمة العشق والهوى
تنيرين دهاليز روحي الشاحبة
تحطمين نافذة الشمس
هكذا إنتظرتك
فتشت عنك كل الدروب
قلـّبت كل الرياح
ذهبت مع حبّات المطر
أطرق كل النوافذ الموصدة
أبحث عنك وعني
مشّطت جدائل الطرقات
امتطيتُ الياسمين المتطاول لعنق السماء
أبحث عنك .. أبحث عني
قالت : تركت كلماتي تحرس الورق
لحينما أجد المعنى في القصيد
افترشت الأرصفة مع الغجر
تعلمت رمي الودع
اتقنت كل فنون البدع
فتشت عنك في كل سنبلة
وبين أوراق القرنفل والجوري
التي إرتطمتُ بها ذات مساء
أما زلنا على ميعاد..
بحثت في كل الحواري
وسألت عتبات البيوت القديمة
سألت عنك الشيح والقيصوم والزعتر
فتشت عنك كل المساجد والكنائس والمعابد
فأتاني الصبح بلا ميعاد.
تقول : دقات قلبي تشعر بوجودك
هناك فارس بحجم الحلم ينتظرني
بشكل إله
يرمقني
وخطاي تحثني .. تابعي المسير
خطوة أخرى
ستنتهي مسافة الإنتظار
خطوة أخرى
بحجم ما تقدم من عمري وما تأخر
أينبلج الصبح بالمعياد.؟
تعليق