للأرضِ أغنّي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صالح أحمد
    أديب وكاتب
    • 10-07-2008
    • 98

    للأرضِ أغنّي


    للأرضِ أغنّي...



    كيف حدثَ أن قتلني الشَّوقُ على أعتابك... وما عدتُ هناك؟!!

    لا بدّ من شمّك ليتاكد قلبي أنه فيك؛وانّك فيه...

    لن أطمع بمائدة من ترابك وأنفاسك، حتى أصل ذلك المرفأ...

    أو أسمع ذلك الصّهيل المشرق من عينيك...

    أيتها البعيدة كصوتي... القريبة كاسمك... الأثيرة كقدس ترابك...!!

    حين يتسنّى لي أن أتنزّهَ خارج حلمي... لا أرى – إن قدّرَ لي أن أرى-

    سوى وجهك الباسم تحت الرّماد..

    من يملِكُ... وأخرج من جسدي لحظة لأعيشك!

    لم أكن فيك حين مارست أزهارك طقس الذّبول...

    كنت في دوامة هروبي حين مارست ذبولها فيّ السّعادة..

    وذهبت عيون الماء تمارس عطشها بعيدا عن مرمى سيولي المتخمة بملوحة الكلمات..

    فينا تمارس السّاعات شرودها!

    أم فيها نعيش اغترابنا عن أحوالنا؟!...

    وهي تمارس صيرورتها أبراجا من صدى ماضٍ سكنّاهُ ولم يعد يشبهنا!

    إلامَ تسعى الفراشاتُ كلّ ذبولٍ؟

    والطقسُ يأوي إلى صوتِ انطلاقِ الرّيحِ،

    يسكن غضبة الأمواج، يرحل مع تكسّرها إلى رمالٍ بعيدة..

    كيف حدث أن سكنني الأمل وقلبي لغزٌ... ودفقي متاهة من ضباب...

    وغضبي إكليل شوكٍ ما غادر المنحدر؟!!

    كيف حدث أن هطل المطر بعيدا عن أمنيات التراب؟!

    بعيدا عن مواسمِ خُطانا على أرصفة المرافئ؛

    تزرع الابتسامَ فوق رؤوسٍ لا ترى سوى انعكاسها في ماءٍ؛

    ما حفظ يومًا بصماتها فوق فقاعاته...

    كيف حدث أن انتظر التّراب وجوهنا، ودليلنا على وجودنا...

    وقد عشنا زمنًا نقصد الأماكن العالية،لنقترب من خبايا نفوسنا؛

    وقد عوّدتنا ممارسة الطّقوس الكرنفالية في استقبال هبوطنا..

    عد بالحبّ أيها اللّيلك!

    فالأمواج عاكفة منذ زمن على تقشير جلدها من أثر بصماتنا الطائشة...

    والليل يغرق في كثافة حلمنا..

    الشّمس تجتاح مدن العطش الغافية خلف ضجيج أمعائها...

    والرّؤوس تهامس الحصى عن سرّ اشتِهاء الرّمل لأوهامها...

    الشمس لا تقرب المدن التي لا يسكنها الضجيج...

    ويعشق أهلها خبز الوداع..

    كطائرة ورقية تتمايل شمسنا،

    ونهاراتنا تتكئ على هياكل القلوب المعفّرة بالتّراب،

    الهاربة من أنفاس التّعب..

    في هذا الغيهب ما يتّسع لهشيمي متأبطًا شبحَ النّجاة...

    ينصهر اللّيل في ومضات خوفي...

    أرقب نفسي... الذّكريات بعيدة بعيدة...

    أبعد من بصمات الحنّاء على كف الرّحيل...

    كيف حدث أن أصبح ظِلّي طحلبًا يلتصق بي؛ وما عاد بي من تراب؟

    والسّقف يسكن وعيي قمرُهُ المشطور..

    بين شطريه تعدو خيول أمنيتي إلى حتفها...

    وحول سكونها عمري يدور؛ يتشبّث بظلّي...

    آخر ما تبقى مني ملازمًا لطقس التّراب...

    متعثّرًا بين الشّفاه التي تعشق صمتها في هجعة الآمال...

    تُنشِدُ لحنَ المدى ينهارُ في حزن الحقول..

    والطّبيعة تتخضّبُ بدماء قرابينها الآدمية..

    ليس سرًا أنّ ظلّي بات مغروسًا كنصل في خاصرةٍ فارقت خارطة الموت ورعشةالميلاد...

    حتى في بطن الحوت.. كان للأمطار رائحةً تزكم أنف الحياة الغريبة عن خيمتي...

    والبحر ينتصِبُ بيني وبين موتي..

    كل الأماكن يقتلها عسر التّنفّس حين يسكن موسمَ الفرحِ الفراغُ..

    ويصبح الفردوسُ إنسانَ الجروح..

    في مدائن المطر الذي لا يخوننا...

    هل نعثر على أمنياتنا تغفو على فراشٍ من أحزاننا؟

    وحين نحرّك أصابعنا؛ هل تستغدو الأرضُ مرقصًا لهالات الوهم،

    أم مهجعا لحفاة الرّوح...

    أم مذبحًا لمَسيرٍ لوّثناه بكل ما ادّخرنا من ذنوبٍ وخطايا...؟


  • عبد الرحيم عيا
    أديب وكاتب
    • 20-01-2011
    • 470

    #2
    الشاعر صالح احمد
    هي الارض رائحتها تنعش وتربتها تدفي وحضنها مدهش
    نص ممتع بصور راقية ولغة متمكنة .
    دمت مبدعا.
    مودتي .

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      لغة جميلة وصور ضوئية مشرقة
      تهادت بإحساس عالي عابرة المعنى
      بهمس نثري أصيل

      ابتعد عن مسار الشعر إلى قريب النثر الإبداعي رغم التقاطه لكثير من نبض القصيد
      قد يكون السبب تذبذب الموسيقى الداخلية واسترسال المعنى على حساب التكثيف الشعري

      لا يقلل هذا من جمال وروعة النص

      تقديري

      تعليق

      • صالح أحمد
        أديب وكاتب
        • 10-07-2008
        • 98

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم عيا مشاهدة المشاركة
        الشاعر صالح احمد
        هي الارض رائحتها تنعش وتربتها تدفي وحضنها مدهش
        نص ممتع بصور راقية ولغة متمكنة .
        دمت مبدعا.
        مودتي .
        ::::::::::::::::::::::::::::
        أخي الشاعر عبد الرحيم عيا
        شكرا لحضورك المزهر
        كلماتك هنا تاج فخار لي أستاذي الأديب
        لك التحية والتقدير
        دمت استاذا ومبدعا

        تعليق

        • صالح أحمد
          أديب وكاتب
          • 10-07-2008
          • 98

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
          لغة جميلة وصور ضوئية مشرقة

          تهادت بإحساس عالي عابرة المعنى
          بهمس نثري أصيل

          ابتعد عن مسار الشعر إلى قريب النثر الإبداعي رغم التقاطه لكثير من نبض القصيد
          قد يكون السبب تذبذب الموسيقى الداخلية واسترسال المعنى على حساب التكثيف الشعري

          لا يقلل هذا من جمال وروعة النص

          تقديري
          :::::::::::::::::::::::::::::::::
          قراءة متعمقة ..
          كشف لما وراء الحروف...
          كشف لمكنون روحي من وراء حروفي
          تماما هي أغنية للأرض...
          صاغتها روحي بلا انتباه للتقنيات التعبيرية، وأدوات الصياغة الأدبية
          لأنني كنت أجري خلف مفهوم عشقي للأرض بكل انطلاق
          وبلا اعتبار للضوابط والقوالب
          ؛؛؛؛؛
          أستاذتي الراقية
          لك التحية والتقدير كما ينبغي لروعة روحك

          تعليق

          • نجلاء الرسول
            أديب وكاتب
            • 27-02-2009
            • 7272

            #6
            كان نثرا جميلا
            وقد اكتنز بومضات متفرقة بين طياته بانزياحات جميلة
            احتاج برأي إلى التكثيف والاختزال في الصورة الشعرية ليشع أكثر
            أهلا بك أخي صالح وأهلا بحرفك
            نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


            مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
            أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

            على الجهات التي عضها الملح
            لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
            وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

            شكري بوترعة

            [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
            بصوت المبدعة سليمى السرايري

            تعليق

            • صالح أحمد
              أديب وكاتب
              • 10-07-2008
              • 98

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
              كان نثرا جميلا
              وقد اكتنز بومضات متفرقة بين طياته بانزياحات جميلة
              احتاج برأي إلى التكثيف والاختزال في الصورة الشعرية ليشع أكثر
              أهلا بك أخي صالح وأهلا بحرفك
              ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
              هو كذلك أختي المبدعة
              صدقت وصدق حسك وذوقك الرفيع
              شرف لي هذا المرور المثمر...
              منكم نتعلم ... وبإرشاداتكم نهتدي إلى الطريق
              لك التحية كما ينبغي لروعة حضورك

              تعليق

              • حكيم الراجي
                أديب وكاتب
                • 03-11-2010
                • 2623

                #8
                أستاذي العزيز / صالح أحمد
                هو روحك النضر أسفر عبيرا رائقا فسقى السطور ترفا ناعما ..
                كان الانسياب موفقا يسير مهيبا شاخصا ..
                لربما يلزمك الاشتغال أكثر على مستوى التكثيف وضيط الايقاع ..
                يبقى حرفك ساحرا بدفقه الصادق ..
                محبتي وأكثر ...
                [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

                أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
                بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



                تعليق

                يعمل...
                X