كاليجولا و الحطب الأبيض!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبده فايز الزبيدي
    أديب وكاتب
    • 05-05-2008
    • 198

    كاليجولا و الحطب الأبيض!

    الحَطَبُ الأبيضُ
    و
    (جايَوْسُ دِمَشَق)
    شعر/ عبده فايز المصلحي الزبيدي
    21 -2- 1433
    16 - 1- 2012


    كاليْجُوْلا الشَّامِ ! ،
    ألاَ تقنع ؟.
    ما عَادَ لشاميٍّ مفزع
    فتجيبُ شفاهٌ قد دقَّـتْ
    كشفاهِ جرادٍ لا تشبع .
    .
    .
    أوصاني أبي قبْلَ يناير
    أنْ أحْطِبَ للقصْر رُكاما
    فجمعت من الجوز الأسود
    حطباً يكفينا أعْواماً .. أعْواما
    حتِّى تَدْفأ َكفُّ الأنكد
    كانونَ الثاني
    :
    أسْرعتُ بصُنعيَ مزْهُوَّاً
    أقداميْ تلهو كفراشْ ..

    جَهْلاً
    لم أدْرسْ ما سرُّ الأحْراش
    .
    .
    ذاتُ المِغزل قالتْ:
    قد آب إليَّ هبَنَّقتي
    حَنَقَاً
    حملتني أختي من نحْري
    ولذاكم عُنقي قد طالتْ
    :
    ناداني الوَالدُ مغتاظاَ
    و أسَرَّ إليَّ سياستنا
    ما زال حديثه في أذنيْ
    و حروفُه كفرٌ وَ وَعِيد:
    عُدْ !،
    و اجمع ليْ !
    حطباً أبيضَ وأراني عَظْمَ شهيد .
    ______________
    كاليجولا: هوالإمبراطور الروماني جايوس كاليجولا حكم فترة وجيزة( 37 -41 م ) صار بها رمز الطاغوت يلتحم بصلة قرابة من جهة أمه بحارق روما (نيرون) ، و صل لحكم الإمبراطورية الرومانية شاباً و بدأ بداية حسنة إلا أنه انتكس و أذاق الناس صنوف العذاب و ألّهَ نفسه ، و من أقواله: (لا أرتاح إلا مع الموتى)- (أمَّا أنا فأسرق علانية )، مات مقتولاً على يد الشعب في سن مبكرة.
    هبنَّقة: هو الأسطورة العربية في الغباء و الغفلة و قصصه مشهورة.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبده فايز الزبيدي; الساعة 27-04-2012, 18:52.
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    #2
    الشاعر المبدع " عبده الزبيدي "
    أبدعتها رائعة بارعة الإشارات ، دقيقة المقارنة
    نسأل الله عزّ و جلّ الخير للشّام الحبيبة و أن يحقن الدّماء
    تثبّت مع خالص الودّ و التّقدير
    لا إلهَ إلاَّ الله

    تعليق

    • ظميان غدير
      مـُستقيل !!
      • 01-12-2007
      • 5369

      #3
      جميلة رائعة

      تستلهم القصص من القديم وتشير لها في واقعنا

      وما الانسان إلا هو
      والشر يتكرر وتتطور اساليبه

      سلمت
      نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
      قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
      إني أنادي أخي في إسمكم شبه
      ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

      صالح طه .....ظميان غدير

      تعليق

      • عبده فايز الزبيدي
        أديب وكاتب
        • 05-05-2008
        • 198

        #4
        أخي الكريم
        و شاعري المميز
        زياد بنجر
        ممتنٌ جداً لهذا النص الذي استطاع _ بفضل الله -
        أن يأتي بشخص غالٍ و عزيزٍ في نفسي هو أنت.
        مودتي!

        تعليق

        • عبده فايز الزبيدي
          أديب وكاتب
          • 05-05-2008
          • 198

          #5
          أخي الحبيب
          و شاعري الكريم
          ظميان غدير

          لمرورك سناء من روحك الطاهرة النقية
          أشعر به في طيف الحب الذي يسكن جوانحي لك.
          مودتي الدائمة
          التعديل الأخير تم بواسطة عبده فايز الزبيدي; الساعة 27-05-2012, 09:36.

          تعليق

          • الشاعر إبراهيم بشوات
            عضو أساسي
            • 11-05-2012
            • 592

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عبده فايز الزبيدي مشاهدة المشاركة
            الحَطَبُ الأبيضُ
            و
            (جايَوْسُ دِمَشَق)
            شعر/ عبده فايز المصلحي الزبيدي
            21 -2- 1433
            16 - 1- 2012


            كاليْجُوْلا الشَّامِ ! ،
            ألاَ تقنع ؟.
            ما عَادَ لشاميٍّ مفزع
            فتجيبُ شفاهٌ قد دقَّـتْ
            كشفاهِ جرادٍ لا تشبع .
            .
            .
            أوصاني أبي قبْلَ يناير
            أنْ أحْطِبَ للقصْر رُكاما
            فجمعت من الجوز الأسود
            حطباً يكفينا أعْواماً .. أعْواما
            حتِّى تَدْفأ َكفُّ الأنكد
            كانونَ الثاني
            :
            أسْرعتُ بصُنعيَ مزْهُوَّاً
            أقداميْ تلهو كفراشْ ..

            جَهْلاً
            لم أدْرسْ ما سرُّ الأحْراش
            .
            .
            ذاتُ المِغزل قالتْ:
            قد آب إليَّ هبَنَّقتي
            حَنَقَاً
            حملتني أختي من نحْري
            ولذاكم عُنقي قد طالتْ
            :
            ناداني الوَالدُ مغتاظاَ
            و أسَرَّ إليَّ سياستنا
            ما زال حديثه في أذنيْ
            و حروفُه كفرٌ وَ وَعِيد:
            عُدْ !،
            و اجمع ليْ !
            حطباً أبيضَ وأراني عَظْمَ شهيد .
            ______________
            كاليجولا: هوالإمبراطور الروماني جايوس كاليجولا حكم فترة وجيزة( 37 -41 م ) صار بها رمز الطاغوت يلتحم بصلة قرابة من جهة أمه بحارق روما (نيرون) ، و صل لحكم الإمبراطورية الرومانية شاباً و بدأ بداية حسنة إلا أنه انتكس و أذاق الناس صنوف العذاب و ألّهَ نفسه ، و من أقواله: (لا أرتاح إلا مع الموتى)- (أمَّا أنا فأسرق علانية )، مات مقتولاً على يد الشعب في سن مبكرة.
            هبنَّقة: هو الأسطورة العربية في الغباء و الغفلة و قصصه مشهورة.
            تغترف من الماضي بحكاياه الدامية أو الباسمة
            لتنسج تباريح اليوم وجراحه النازفة
            قصيدة جميلة أخي

            تعليق

            • أحمد عيسى
              أديب وكاتب
              • 30-05-2008
              • 1359

              #7
              كاليجولا يمرح وحده
              تسري دماء ضحاياه عبر عروقه هو
              يتحسس جرح صنعته أيادي براكوس
              يصرخ قبل الموت : قتلاي يحبوني
              يرقص فوق دماءه شبح ضحاياه
              مت يا صاح وجرب كيف يكون الموت
              كيف شعور ضحاياك
              كيف تصير الروح على بعد أنملة
              أو أصبع
              تنساب من بين شرايينك
              تنسل الى الأفق وتمضي
              جرب مرة .. كيف تموت
              ***

              ماري وكل ممالك الشام الكبرى
              تبدو متأنقة جداً
              وكأن اليوم حفل زفاف
              أو عيدٌ قومي
              اليوم تزف عروستنا ماري
              تصنع كرسي المجد
              من كل طغاة التاريخ
              وعظام روايات الشر
              وبقايا الخوف الزائل
              مت يا فولدمورت
              واسحب جثة سورون
              سيد الظلام
              فقد انقشع الليل أخيراً
              وأطلت شمسٌ واعدةٌ
              لتزيل العفن الكامن في أعماق الأرض
              تنقشع غمامات الخوف
              ويصير براكوس بطلا قوميا
              ويسمي ابنته الكبرى
              .
              .
              ثورة

              ***

              في حارات الشام
              نبتت طفلة
              وضعت قمراً فضياً
              على ركبتيها
              ضمته اليها
              رضع العفة والجرأة
              نشأ فتياً
              يحمل خنجره في خصره
              يبحث عن كاليجولا القرن الحالي
              لن يغفر
              والأم وقد فقدت بعض مريديها
              لن تغفر
              ودماء ضحاياه
              سقطت بالصدفة في درعا
              نبتت شجرة زيتون في حمص
              امتدت فوق حماة الى دير الزور
              فتعثر كاليجولا
              سقط جريحاً بين اربعة وعشرين قمراً فضياً
              قمراً عربياً
              والليلة حفل وداع بدأ بغرة آذار
              ولم يأفل ..

              "بأم عينيّ رأيتُ
              كاهنة بلدة كوماي وقد أدلتْ رأسَها في جرة
              وعندما سألها الفِتية
              ماذا تريدين يا كاهنة
              أجابتهم..
              أريد أن أموت" *

              ****

              بأم عيني قد رأيت ..
              وما شبعت من الرؤى
              وما ارتويت

              ***





              * ت س اليوت
              ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
              [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

              تعليق

              • عبده فايز الزبيدي
                أديب وكاتب
                • 05-05-2008
                • 198

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الشاعر إبراهيم بشوات مشاهدة المشاركة
                تغترف من الماضي بحكاياه الدامية أو الباسمة
                لتنسج تباريح اليوم وجراحه النازفة
                قصيدة جميلة أخي
                أخي الحبيب
                و شاعري الكريم/ إبراهيم بشوات
                الجميل هو وجودك و طيب مرورك
                و كريم تفاعلك و بديع تواصلك
                أسعدك الله حيثما كنت!
                التعديل الأخير تم بواسطة عبده فايز الزبيدي; الساعة 29-05-2012, 07:19.

                تعليق

                • عبده فايز الزبيدي
                  أديب وكاتب
                  • 05-05-2008
                  • 198

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                  كاليجولا يمرح وحده
                  تسري دماء ضحاياه عبر عروقه هو
                  يتحسس جرح صنعته أيادي براكوس
                  يصرخ قبل الموت : قتلاي يحبوني
                  يرقص فوق دماءه شبح ضحاياه
                  مت يا صاح وجرب كيف يكون الموت
                  كيف شعور ضحاياك
                  كيف تصير الروح على بعد أنملة
                  أو أصبع
                  تنساب من بين شرايينك
                  تنسل الى الأفق وتمضي
                  جرب مرة .. كيف تموت
                  ***

                  ماري وكل ممالك الشام الكبرى
                  تبدو متأنقة جداً
                  وكأن اليوم حفل زفاف
                  أو عيدٌ قومي
                  اليوم تزف عروستنا ماري
                  تصنع كرسي المجد
                  من كل طغاة التاريخ
                  وعظام روايات الشر
                  وبقايا الخوف الزائل
                  مت يا فولدمورت
                  واسحب جثة سورون
                  سيد الظلام
                  فقد انقشع الليل أخيراً
                  وأطلت شمسٌ واعدةٌ
                  لتزيل العفن الكامن في أعماق الأرض
                  تنقشع غمامات الخوف
                  ويصير براكوس بطلا قوميا
                  ويسمي ابنته الكبرى
                  .
                  .
                  ثورة

                  ***

                  في حارات الشام
                  نبتت طفلة
                  وضعت قمراً فضياً
                  على ركبتيها
                  ضمته اليها
                  رضع العفة والجرأة
                  نشأ فتياً
                  يحمل خنجره في خصره
                  يبحث عن كاليجولا القرن الحالي
                  لن يغفر
                  والأم وقد فقدت بعض مريديها
                  لن تغفر
                  ودماء ضحاياه
                  سقطت بالصدفة في درعا
                  نبتت شجرة زيتون في حمص
                  امتدت فوق حماة الى دير الزور
                  فتعثر كاليجولا
                  سقط جريحاً بين اربعة وعشرين قمراً فضياً
                  قمراً عربياً
                  والليلة حفل وداع بدأ بغرة آذار
                  ولم يأفل ..

                  "بأم عينيّ رأيتُ
                  كاهنة بلدة كوماي وقد أدلتْ رأسَها في جرة
                  وعندما سألها الفِتية
                  ماذا تريدين يا كاهنة
                  أجابتهم..
                  أريد أن أموت" *

                  ****

                  بأم عيني قد رأيت ..
                  وما شبعت من الرؤى
                  وما ارتويت

                  ***





                  * ت س اليوت
                  جميلة مشاركتك أيها الكريم
                  و شخصية جايوس كاليجولا
                  جديرة أن تجد لها هذا الصيت و هذا الاعتناء من الشعراء
                  في شعر العرَب ( كما فعل أخوك) أو في شعر الغرب
                  فالأيقونات الإنسانية لا تختلف و إن اختلفت الأبدان و الألسنة و الألوان
                  و أنا سعيد بمرورك أيها الأديب ،
                  مودتي

                  تعليق

                  • أحمد عيسى
                    أديب وكاتب
                    • 30-05-2008
                    • 1359

                    #10
                    شكراً لك أخي الشاعر عبده فايز الزبيدي

                    فعلاً قصيدتك رائعة وأحسنت فيها الاستعانة بهذا الطاغية التاريخي لخدمة واقع معاصر
                    كان أستاذي ربيع عقب الباب قد أشار الى كاليجولا وعلاقته بواقعنا الحالي عبر قطعة نثرية في حوارية : سلمى
                    قال فيها :
                    كاليجولا
                    لاينام منفردا
                    يتخذ شكل قنينة
                    بين أصابع مبتورة
                    الخنصر
                    ويستلقى على قفا
                    أثينا
                    معطيا تصاريحه
                    لبيادق الطاولة
                    وملاط
                    شرفته
                    بممارسة الموت
                    تحت
                    جلد معشوقته
                    كاليجولا
                    توسد جنية
                    في شعر مهر
                    سليط
                    بين حد التسني
                    و الذهاب
                    يقشر جلد التصنع
                    يبيح أحشاء الهواجس
                    والفتون
                    فلتستوى قمامة
                    وعود أخضر

                    ::::

                    جميل أن يتم تناول هذه الرموز مع ربطها بواقعنا
                    لأن التاريخ أثبت دائماً أنه يعيد نفسه
                    وأن الطغاة يسلكون ذات الدرب وربما يتمتعون بالنفسية الاجرامية ذاتها

                    تقديري لك شاعرنا الجميل
                    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                    تعليق

                    يعمل...
                    X