صَمتَ الماء .. تكلمَ الغُثاء
في أنين شرنقة عودة الضحى
للندى لون المسيح
لو تصلبني الكلمات سأصعد أزلية الكوثر
ثاني ثلاثة إذ أنا في صومي
أتجرع النذر
أبحث عن صلاة عيسى و موسى
عن وطن جديد
لو أضمك إلى صدري هذا المساء
في تراقص الصور .. في غناء المزهرية .. في ملح التراب و أنفاسي المتعبة .. قد أمارس عربدة الطرق .. أنزف حلما و بعض من السطور .. أتأرجح مثل وسادة ليلية .. أمد سبابتي نحو الأفق و أنفخ بخار الترقب .. أتنفسك ياوطني كهواء بارد .. كعبق زهرة البنفسج في ربيع دامع .. كدخان سيجارة كوبية تبخرت في منتصف الاحتراق .
في انزيمات التجلي
يضيع الصحو .. غفلة من الطريق
أعبر بي نحوك
دك الطحالب بقضمة مطر
تيمم بجلدي .. لا وضوء مع الركام
لو لا أبصرت برهان خوفي
لاغتصبت القبل
لشربت المسافات
لو أضمك إلى صدري هذا المساء
هي الذكريات تتجول في أحداقي الملتهبة.. من ألوم هذا النزيف العابر ؟ هل ألوم الخطى المستبدة بالتمني ؟أم موج البحر و معانقة السحاب لنبض الجبال ، أم لوحة منسية رُسم فيها وجه شوارعي المنسية؟ .. هل ألوم الحقيبة يا وجع الفراق عندما طُعنت بخنجر السفر؟ أم أنثى تسللت إلى قارعة الموت .
في خريفي الرياح تفوح
الدِيباج فرصة ثانية
ثالثة .. رابعة
لفني في الضباب ورقة يانعة
تنتظر الانشطار
يا ترابك المتسخ بحنيني
أين مواسم الأرض الطيبة ؟
بياض الثلج و الكفن
ضوء الانكسار حطم الأهلة
نمت كأنني الرضيع
لو أضمك إلى صدري هذا المساء
هناك في الأزقة المتوسدة خريفها .. في متاجرالملابس المتسخة بطلاء الأظافر .. في المطاعم اللاهثة وراء قطع النرد المحشوة عرقا .. في أفواه المارة/ لا تريد الاغتسال / استقرت غصة مذنبة بالمساحيق تشبثت .. في شكلها الحريري قد تريد عودتي كي أغتصب دودة القز.. رحلتي الأخيرة ستكون نحو الشهد يا وطن البجع الأبيض و مُواء الأرض .. سأعود حين شتات .. حين تمني .. لأنني مللت من وقفات الخسوف .
قد أضمك إلى صدري هذا المساء
تعليق