أنشودةٌ عابرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نادر العثماني
    • 18-11-2011
    • 1

    أنشودةٌ عابرة






    [flash1=http://dc05.arabsh.com/i/03612/zhyoos5wfpl0.swf]WIDTH=1 HEIGHT=1[/flash1]



    مدخل


    صِبا :
    لطالما كان اسمها أنشودةً يتغنى بها ليلي البهيم فينبت في أحشائه نجمة

    ويهمسها شجري العقيم فيُزهر من يباس أغصانه ثمرة ,

    وتصهل بها أرصفتي الحزينة فيهرب الظل الحزين ويُقطع الوتر الأليم وتـُعزفُ أعذب أغنية .

    صِبا :

    فتاةٌ تتنقل في أوراق الحكايات البائسة فتجمل النهايات وترتحل في كلمات العابرين الحائرة فتسكت الآهات

    ويرتديها الشتاء القارس حلةً فتشجب حينها تمتات البرد وتروى من الربيع آيات .










    فيما مضى كنتُ أجمع ملامح الجمال من أوراق القصص وأساطير الروايات , من لفافة أهداني إياها جدي ورثها عن جده كُتب عليها من الصفات الحِسان مايعقل ومالا يعقل , أجمعها بلهفة المشتاق للوطن الحنون , بشغف الطامح لمجدٍ ولبناء مملكةٍ من نور , أجمعها بتأنيب الضمير الحي لأفعال الكسالى و بطهر الدعوات الكسيرة التي ترسلها أعين الثكالى , أجمعها بشوقٍ طالما دثرني ودثرته حين شعورٍ بظمأ السنين العجاف , أجمعها لينجلي ذاك الضباب الملازم طيفكِ , أجمعها ومازلتِ يا صِبا محض خيالٍ وعبث برسم المحال .



    ياصبا تولد الثورة من فم الجياع , تولد قصيدةً مبتورة الذراع , يتلقفها حزن وأيدٍ من ضياع , وحين بلوغها سدة المجد وإبحارها بأعظم سفينةٍ وأكبر شراع يتنازع عليها الكل وماهمهم إن غرقت السفينة أو قُدَ الشراع وكأنما اشتاقوا لأيام الضياع , وأنا اليوم ضالعٌ في ثورة للبحث عنكِ في تاريخ مواسم الحصاد , ومواسم الرخاء , في أساطير وأمجاد المطر في دوام الضوء وكمال القمر في نزوح الشر عن مدن الخطايا في سكون الغيّم كثير العطايا , أبحث عنكِ ولا أجدكِ يا سر الأمجاد الخالدة وأسراي الصغيرة يا وجه الجمال و قلب القصيدة .

    ياصبا إن الساكنين في أطراف الحكايات والمستوطنين في الكلمات العابرة والنائمين في ظلال الجوع الحارقة هتفوا بصوت كسير هتفوا والدمع كان غزير هتفوا : يا أمير الجائعين وياكبير العابرين إن الصوت صدى والحزن نمى , وجوهنا غبراء وأقدرانا صحراء , أمالنا قصيرة وأحلامنا ضريرة , أكبر همنا فتات خبز لغدٍ وأصغرها راحة بعد جهدٍ .وعدتنا بالنور وأسكتنا العتمة , أملتنا بالخلود فقتلنا الجوع عنوة , رسمت لنا فوق الرمال مدنًا خضراء فرسمنا , نسجت لنا من خيوط الشمس أمالاً عظيمة فنسجنا , قصصت لنا عن عيون المحال قصصًا جميلة فصدقنا ,أين الخلود ؟ أين الوعد ؟ أين العيون الناعسة؟ أين صِبا أين الصِبا ...؟

    ياصِبا ماذا أقول والشوق سيفٌ قطع اللسان ..؟ ماذا أفعل وجوعي لكِ أكبر من تحمل الإنسان .؟ ماذا أقول لشعوبي الثائرة ؟ علميني كيف أمحوعقد البؤس من جبين الصغار كيف أعدل أحلامهم المائلة ؟ حدثيني كيف يولد النهار من الليل كيف يولد الرخاء من ويلات الشقاء كيف تخفي الصحراء خلف قفارها جنة خضراء ..؟ حدثيني كما حدثتكِ يومًا عن ثورة الجياع .










    تقديري
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2
    نص محلق في ريعان صبا
    جميل الصياغة عميق المعنى

    لا شك ان لديك قلم مميز ...يتناول ما تريد بدقة وجمال

    مرحبا بأول أعمالك المشرقة

    تقديري

    تعليق

    • بلال عبد الناصر
      أديب وكاتب
      • 22-10-2008
      • 2076

      #3
      يا صبا
      انتهت كل الحِكايات , ماتت كل الروايات
      و لم يَبقى في القَلبِ سوى صَوتُ " الكَمنْجة الحَزين "
      للـصَدى " وادٍ " فـينا " و للصَمت " جَبلٌ " أيضاً

      يا صـبا
      هَل سَتكونين " حـكَايتنا " القَادمة ؟


      الفاضل نادر
      مَرحباً بكَ و بـقَلمك الجَميل هـنا
      جَميلٌ أن أستيقظَ على نَصٍ بـهذه الروعةْ .

      كل التقدير .

      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        #4
        حيا الله الفاضل القدير نادر بقلمه الراقي المميز
        لـ صبا حكايات كثيرة
        نابتة في الضلوع كالوطن نلوك المرارة من قسمات أرضه الباكية ..
        صبا تعني الكثير
        لنص عانق الحزن وارتقى برؤيا كبيرة
        كنا معك نحلق في سماء الحرف المميز بأسلوب ماتع وجاذب
        لابد لنا أن نطالبك بمزيدا من هذا الزهو
        تحية تليق مع فائق التقدير

        تعليق

        • جمال سبع
          أديب وكاتب
          • 07-01-2011
          • 1152

          #5
          الأستاذ نادر العثماني ..
          قلم رائع و محلق بالكلمة فوق أغصان البوح .. هناك بين الغيوم وجدت أروع الصور .
          مرحبا بك و نتمنى أن نقرأ كل جديد مع تفاعل مع النصوص هنا .
          تحياتي و تقديري .
          عندما يسألني همسي عن الكلمات
          أعود بين السطور للظهور

          تعليق

          يعمل...
          X