بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم أيها الأخوة والأخوات الكرام، وأقدم لكم هذا العمل السينمائي الذي يفتح لنا نافذة نحو تركيا. ومن الجميل أن تكون هذه النافذة معبرة عن العلاقة المقدسة بين الأب وابنه. ومشاهدة هذا العمل قد تعتبر عملية غير سهلة لما يكتنفه من تحريك شديد للمشاعر وتأثير عميق بالنفس. وعلى هذا فإني أنبه جميع المشاهدين الكرام حتى لا ألام بعد ذلك.
أحييكم أيها الأخوة والأخوات الكرام، وأقدم لكم هذا العمل السينمائي الذي يفتح لنا نافذة نحو تركيا. ومن الجميل أن تكون هذه النافذة معبرة عن العلاقة المقدسة بين الأب وابنه. ومشاهدة هذا العمل قد تعتبر عملية غير سهلة لما يكتنفه من تحريك شديد للمشاعر وتأثير عميق بالنفس. وعلى هذا فإني أنبه جميع المشاهدين الكرام حتى لا ألام بعد ذلك.

من النادر أن نرى السينما تتطرق لعلاقة الأب بابنه من منظور صادق وشفاف. ولكن هذا ما قرر المخرج التركي جاغان إيرماك أن يعرضه عبر هذا العمل. والفيلم يتحدّى المشاهدين بطريقة غير اعتيادية لأن مواجهة الصدق الواضح قد لا يتحملها كثير من الناس، لا سيما عبر علاقة قد تأخذ الجانب الإشكالي خصوصًا في هذا العصر المعقد والذي بلغت به الرغبة بتحقيق المصلحة الذاتية والأنانية الشديدة مبلغًا كبيرا. لم تعد علاقة الابن بأبيه أو الأب بابنه كما كانت بالماضي، حيث البساطة والوضوح والاحترام والمحبة. فقواعد الزمن قد تغيرت والأحوال تبدلت. فرأينا ابناء وبنات عقوا آباءهم وأمهاتهم، وشهدنا آباء وأمهات قسوا على فلذات أكبادهم ولم يمنحوهم رعايتهم وحقوقهم. وبالتالي فإن من الصعب الالتماس بقضية مواجهتنا لأنفسنا بكل شفافية وصدق وقياس درجة تنفيذنا لواجباتنا قبل مطالبتنا بحقوقنا. فلا بأس من تحرك المشاعر وذرف الدموع إن تسنى للمرء مشاهدة العمل، فهذا أيضا دليل على الصدق ونقاء السريرة. لكن يبقى الأهم، وهو ماذا قدمنا لوالدينا لكي يرضيا عنا حتى وإن قسى الزمن ووقعنا ضحايا له. فهذا ما أمرنا ربنا عز وجل به
((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً)) الإسراء

وعلينا كآباء أن نصون حقوق الابن أيضا ولا نكن كهذا الرجل الذي أتى عمر بن الخطاب رضي الله يشكو عقوق ابنه، فاستدعى أمير المؤمنين الابن وسأله: لماذا عققت أباك؟ فقال الابن: ما حق الابن على أبيه يا أمير المؤمنين؟ فقال له: أن يختار له أماً صالحة، وأن يحسن تسميته، وأن يعلمه كتاب الله.. فقال له الابن: أبي تزوج أمة سوداء فأنجبتني، وسماني جعراناً (أي صرصاراً)، ولم يعلمني آية واحدة من كتاب الله.. فقال أمير المؤمنين للأب: اذهب فقد عققت ابنك قبل أن يعقك.
وإلى جانب موضع علاقة الأب بالابن، فإن العمل يطرح قضية الغربة بكل تداعياتها النفسية. والغربة هنا ليست غربة الوطن والديار أو الغربة المادية، بل غربة النفس داخل الوطن وداخل العائلة. وهي بلا شك أشد وأقسى من الأولى وعلاجها أصعب إن لم يكن من المستحيلات. وقد ذكر الشاعر الكبير بدر شاكر السياب هذه الغربة بقصيدته الجميلة "غربة الروح"
وإلى جانب موضع علاقة الأب بالابن، فإن العمل يطرح قضية الغربة بكل تداعياتها النفسية. والغربة هنا ليست غربة الوطن والديار أو الغربة المادية، بل غربة النفس داخل الوطن وداخل العائلة. وهي بلا شك أشد وأقسى من الأولى وعلاجها أصعب إن لم يكن من المستحيلات. وقد ذكر الشاعر الكبير بدر شاكر السياب هذه الغربة بقصيدته الجميلة "غربة الروح"
يا غربةَ الروح في دنيا من الحَجَر
و الثلج و القار و الفولاذ و الضجر ِ,
يا غربة الروح ... لا شمس ٌ فأأتلقُ
فيها ولا أفقُ
يطير فيه خيالي ساعة َ السَّحَر ِ .
نارٌ تضيء الخواء البرد’ تحترقُ
فيها المسافات, تًدنيني , بلا سَفَرِ ,
من نخل جيكورَ أجني دانيَ الثَّمَرِ .
نارٌ بلا سَمَرِ
إلاّ أحاديثَ من ماضيَّ تندفقُ
كأنهنّ حفيفٌ منه أخيلةٌ
في السّمْع باقية تبكي بلا شَجَرِ .
ياغربةَ الروح في دنيا من الحَجَر!
مسدودة كلُّ آفاقي بأبنية ٍ
[/GASIDA]مسدودة كلُّ آفاقي بأبنية ٍ
سودٍ , وكانت سمائي يلهث البَصَرُ
في شطِّها مثل طير ٍ هدَّه السَّفَرُ:
النهر والشَّفَقُ
يميلُ فيه شراعٌ يرجف الألقُ
في خَفقِهِ ,وهو يحثو ,كلما ارتعشا
دنيا فوانيسَ في الشطَّين تحترقُ,
فراشة بعد أخرى تنشر الغبَشا
فوق الجناحين ...حتى يلهَث النّظرُ
الحبُّ كان انخطاف َ الروح ناجاها
روحٌ سواها , له من لمسةٍ بيدِ
ذخيرةٌ من كنوز ٍ دونما عَدَدِ .
الحب ليس انسحاقاً في رحى الجَسَدِ
ولا عشاءً وخمراً من حُميَّاها
تلتفُّ ساقٌ بساقٍ وهي خادرةٌ
تحت الموائد تُخفي نشوةَ البَشَر ِ
عن نشوةِ الله من هَمْس ٍ و من سَمَر ِ
في خيمَةِ القَمَر ِ .
يا غربة َ الروح لا روحٌ فتهواها.
لولا الخيالات من ماضيَّ تنسربُ
لولا الخيالات من ماضيَّ تنسربُ
كأنها النوم مغسولاً به التَّعَبُ
لم يترك الضجرُ
مني ابتساماً لزوج ٍ سوف ألقاها
إن عدتُ من غربة المنفى : هو السَّحَرُ
و الحلم كالطلِّ مبتلاً به الزَّهرُ
يمس جفنين من نور ٍ وينسكبُ
في الروح أفرحها حيناً وأشجاها .
تسللتْ طرقتي للباب تقتربُ
من وَعيها وهو يغفو ثم تنسحبُ ,
ونشَّرالحُلُمُ أستاراً فأخفاها
ورفَّ جفناها
حتى كأنَّ يدي
إذ تطرق الباب مسَّت ْ منهما : " واها !
من دقّ بابي ؟ أهذا أنت يا كبدي ؟"
وذاب في قبلتي ما خلَّفَ السَّهَرُ
في عينها من نعاس , فهْي تزدهر
كوَردَةٍ فُتّحت للفجر عيناها .
وعندما نعود لعملنا الذي أقدم لحضراتكم ترجمته اليوم، فأود عبر هذا الموضوع عرض كلمة االصديق العزيز والأخ الفاضل سعيد عبد الجليل مدير قسم الترجمة المرئية في موقع الديفيدي العربي حيث تفضل بتحليل العمل فنيا. ولكن قبل ذلك، أود الإشارة إلى أن الترجمة هنا تعرض روح العمل إجمالا وقد لا تتسم بالدقة الشديدة بنقل المفردات والعبارات التركية الأصيلة، وذلك لاعتمادي أساسًا على ملف ترجمة إنجليزي لترجمة الفيلم، وهو ما قد يبعد جانبًا من روح العمل المتدفق خصوصًا وأن اللغتين العربية والتركية أقرب لبعضهما من اللغة الإنجليزية ثقافيًا ودينيًا وشعوريًا. ولعل محاولتي بتقريب هذه الفجوة تفلح بعدم ملاحظة هذا التباعد الذي لا بد منه.
وقد تفضل الأستاذ سعيد عبد الجليل بكتابة هذا التحليل الفني
المشاركة الأصلية بواسطة سعيد عبد الجليل
وتفضلت الأستاذة منيرة الفهري رئيسة قسم الترجمة بملتقى الأدباء والمبدعين العرب بتقديم انطباعات لها بعد مشاهدة الفيلم وتأمل معانيه، وهذا اقتباس لما تفضلت به مشكورة:
المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري
مشاهدة المشاركة
لتنزيل الترجمة والتورنت
من هنا
ملحوظة: يرجى النقر على أيقونة Download لتحميل الملف الذي يحتوي الترجمة والتورنت مباشرة
مشاهدة ممتعة بإذن الله
وتقبلوا مني أطيب تحية
فيصل كريم
من هنا
ملحوظة: يرجى النقر على أيقونة Download لتحميل الملف الذي يحتوي الترجمة والتورنت مباشرة
مشاهدة ممتعة بإذن الله
وتقبلوا مني أطيب تحية
فيصل كريم
تعليق