هل تكفي الجولات السّبع ؟
الرّغيف على المائدة .
هو : يجلس إلى المائدة بمفرده ، تمتدّ يده إلى الرّغيف ، يستبيحه لنفسه . يأكل منه حتّى يشبع ثمّ ينصرف.
هي : لا تنصرف إلى المائدة إلاّ في غيابه . تلملم ما تبقّى من فتات براحة يدها ، حتى ينزلق عن الحافّة في كفّ يدها الأخرى ... تسدّ به رمقها .
الجولة الثّانية :
الرّغيف على المائدة .
هو : تمتدّ يده لتمارس نفس القسمة .
هي : تخنقها غصّة ، فتبتلع عيناها الدّمع خشية أن تفضح عدم الرضا في نفسها ، وتقتلع ابتسامة فاترة من الشّفتين المتشقّقتين من التّعب ّ حتّى لا تخسر الفتات ...الجولة الثالثة :
هو : تمتدّ يده إلى الرّغيف تقسمه .
هي : تتنهد وتترك نصيبها وتنصرف .
الجولة الرّابعة :
الرّغيف على المائدة وهما متقابلان.
هو : تمتدّ يده إلى الرّغيف تقسمه . يمدّ لها بالثّلث ويستبيح الباقي لنفسه .
هي : تحدجه بنظرة . وتمسح دمعة وقفت في حلق العين وأبت إلاّ أن تتدحرج رافعة لواء الرّفض .
الجولةالخامسة :
الرّغيف على طاولة الطّعام . وهما متواجهان العين في العين .
هو : تمتدّ يده إلى الرّغيف تمارس قسمة بدت له لا لبس فيها .
هي : تُخرج زفرة طويلة ، يكاد وهجها يحرقه ... وتأكل الثّلث على مضض . خوفا من سوطه .
هو : يشعر بالمرارة في طعم الثّلث بفمها ، ويتجاهلها ، مستغلاّ خوفها من السّوط الذي لا يكاد يفارق قبضته .
الجولة السّادسة :
هو : يده تغادر موقع السّكون . تهمّ بالقسمة .
هي : تمتدّ يدها ، تطبق على يده تشلّها عن ملامسة الرّغيف ... تنظر في عينيه مطالبة بحقّها في ممارسة القسمة ...
هو : وقد انتفخت أوداجه ، تمتدّ يده ضاربة بيدها ... يأخذ نصيبه ويرمي أمامها بالثّلث ...
هو ، هي : نقاش وجدال . ينتهي إلى تبادل العنف ...
الجولة السّابعة :
الرّغيف على الطّاولة والأيادي منكمشة ، متردّدة ... تمتدّ ، ثمّ تنطوي وتتراجع . العيون تسبح في فضاء الغرفة ... تتشابك نظراتها حينا ، وسرعان ما تتباعد خوفا من مشاكل القسمة ومرارة التّصادم .
هي : تقطع الصّمت : " لابدّ لنا من حكم "
هو : " من أين لنا بحكم ؟ "
هي : " أترضى بسيّد القوم بيننا حكما ؟ "
هو : وقد لمع في عينيه شيء من الخبث لم تفهم معناه " أنا راض بما يحكم . "
سيّد القوم : يرسم بحدّ السّيف خطّا ينصّف الرّغيف دون أن يقطعه . ثمّ ينصرف دون تعليق .
هو : يحترم الخطّ الذي رسمه السّيف . يأخذ نصفه وينصرف ليقبع بعيدا عن الطّاولة ، واجما .
هي : تمتدّ يدها إلى النّصف تتناوله وحيدة . وملامح وجهها مزق بين غبطة بنيل النّصف ، وحزن لم تفهم مأتاه ...
هو : أحسّ بمرارة في طعم النّصف ... وفسّر نظراتها إليه ، بالطّمع في النّصف الذي بين يديه . فأشاح بوجهه عنها وهو يتساءل إن كانت هناك جولات أخرى للقسمة ...
تعليق