هل تكفي الجولات السّبع ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حيزي منجية
    أديب وكاتب
    • 23-09-2010
    • 50

    هل تكفي الجولات السّبع ؟

    هل تكفي الجولات السّبع ؟
    الجولة الأولى:
    الرّغيف على المائدة .
    هو : يجلس إلى المائدة بمفرده ، تمتدّ يده إلى الرّغيف ، يستبيحه لنفسه . يأكل منه حتّى يشبع ثمّ ينصرف.
    هي : لا تنصرف إلى المائدة إلاّ في غيابه . تلملم ما تبقّى من فتات براحة يدها ، حتى ينزلق عن الحافّة في كفّ يدها الأخرى ... تسدّ به رمقها .

    الجولة الثّانية :
    الرّغيف على المائدة .
    هو : تمتدّ يده لتمارس نفس القسمة .
    هي : تخنقها غصّة ، فتبتلع عيناها الدّمع خشية أن تفضح عدم الرضا في نفسها ، وتقتلع ابتسامة فاترة من الشّفتين المتشقّقتين من التّعب ّ حتّى لا تخسر الفتات ...

    الجولة الثالثة :
    هو : تمتدّ يده إلى الرّغيف تقسمه .
    هي : تتنهد وتترك نصيبها وتنصرف .

    الجولة
    الرّابعة :
    الرّغيف على المائدة وهما متقابلان.
    هو : تمتدّ يده إلى الرّغيف تقسمه . يمدّ لها بالثّلث ويستبيح الباقي لنفسه .
    هي : تحدجه بنظرة . وتمسح دمعة وقفت في حلق العين وأبت إلاّ أن تتدحرج رافعة لواء الرّفض .

    الجولةالخامسة :
    الرّغيف على طاولة الطّعام . وهما متواجهان العين في العين .
    هو : تمتدّ يده إلى الرّغيف تمارس قسمة بدت له لا لبس فيها .
    هي : تُخرج زفرة طويلة ، يكاد وهجها يحرقه ... وتأكل الثّلث على مضض . خوفا من سوطه .
    هو : يشعر بالمرارة في طعم الثّلث بفمها ، ويتجاهلها ، مستغلاّ خوفها من السّوط الذي لا يكاد يفارق قبضته .

    الجولة السّادسة :
    هو : يده تغادر موقع السّكون . تهمّ بالقسمة .
    هي : تمتدّ يدها ، تطبق على يده تشلّها عن ملامسة الرّغيف ... تنظر في عينيه مطالبة بحقّها في ممارسة القسمة ...
    هو : وقد انتفخت أوداجه ، تمتدّ يده ضاربة بيدها ... يأخذ نصيبه ويرمي أمامها بالثّلث ...
    هو ، هي : نقاش وجدال . ينتهي إلى تبادل العنف ...

    الجولة السّابعة :
    الرّغيف على الطّاولة والأيادي منكمشة ، متردّدة ... تمتدّ ، ثمّ تنطوي وتتراجع . العيون تسبح في فضاء الغرفة ... تتشابك نظراتها حينا ، وسرعان ما تتباعد خوفا من مشاكل القسمة ومرارة التّصادم .
    هي : تقطع الصّمت : " لابدّ لنا من حكم "
    هو : " من أين لنا بحكم ؟ "
    هي : " أترضى بسيّد القوم بيننا حكما ؟ "
    هو : وقد لمع في عينيه شيء من الخبث لم تفهم معناه " أنا راض بما يحكم . "
    سيّد القوم : يرسم بحدّ السّيف خطّا ينصّف الرّغيف دون أن يقطعه . ثمّ ينصرف دون تعليق .
    هو : يحترم الخطّ الذي رسمه السّيف . يأخذ نصفه وينصرف ليقبع بعيدا عن الطّاولة ، واجما .
    هي : تمتدّ يدها إلى النّصف تتناوله وحيدة . وملامح وجهها مزق بين غبطة بنيل النّصف ، وحزن لم تفهم مأتاه ...
    هو : أحسّ بمرارة في طعم النّصف ... وفسّر نظراتها إليه ، بالطّمع في النّصف الذي بين يديه . فأشاح بوجهه عنها وهو يتساءل إن كانت هناك جولات أخرى للقسمة ...
    التعديل الأخير تم بواسطة حيزي منجية; الساعة 05-05-2012, 15:22.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    يستهويني التجريب بشكل عام
    و مهما كانت نتائجه
    في القصة أو الرواية أو الشعر !

    جميل ما هنا
    sigpic

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      حتى لما كانت القسمة بالنصف كان هنالك طعم مر...
      ماذا لو اقتسم لقمته معها من البداية..
      أما كان أجدى لأكلا رغيفهما
      بهناء وسعادة...!

      الاستاذة حيزي .. شكرا لانك هنا...

      مودتي وتقديري.

      تحيتي.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • وسام دبليز
        همس الياسمين
        • 03-07-2010
        • 687

        #4
        هل تكفي الجولات السبع
        لا أعتقد
        اسلوب جميل وجديد في طريق الطرح وقلم رشيق تتابع حروفه بلا ملل
        دمت بخير

        تعليق

        • فاطمة يوسف عبد الرحيم
          أديب وكاتب
          • 03-02-2011
          • 413

          #5
          الأديبة حيزي
          أسلوب مبتكر في الطرح ، كأنه عرض ثمثيلي لفكرة معبرة عن معاناة ما، بعيدا عن الحشد الفني للتعبير
          رائعة
          سلمت يمينك

          تعليق

          يعمل...
          X