قصيدة : القطار ... مختار الكمالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مختار السيد صالح
    مهندس معلوماتية | شاعر
    • 05-06-2008
    • 144

    قصيدة : القطار ... مختار الكمالي

    القطار
    .... شعر : مختار الكمالي ...


    كانوا و كانَ القِطَارُ فارتَحَلُوا
    ها قَدْ أَضَعْتَ الفَجْرَيْنِ يا رَجُلُ !
    لِأَرْبَعٍ قَدْ مَضَيْنَ في عَجَلٍ
    أَرَّقْتَ عينيكَ و الهوى خَضِلُ
    لكنَّهُمْ يا نَديمَ قافِيَةٍ
    بِرَشْفِ خَمْرِ الكلامِ ما ثَمِلُوا !

    *

    شاخَتْ لِفَرْطِ الحنينِ طاولةٌ
    ياما عليها نِقَاشَاً انفعلوا
    و فَرَّتِ الذِّكرياتُ مِنْ جُدُرٍ
    لا قُبْلَةٌ خَلْفَها و لا بَلَلُ
    كأنَّها لَمْ تُوَارِ كُلَّ هوًى
    يوماً , و لا طالَ خَلْفَها الغَزَلُ !
    و الشَّارعانِ اللَّذانِ قَدْ شَرِبَا
    ظِلالَ كُلِّ العُشَّاقِ إذْ دخلوا
    عليهِما , أبكَيا ظِلالَهُما
    أنَّ الـمُحِبِّينَ كُلَّهَمُ رحلوا !

    *

    و الآنَ ها أنتَ أيُّها الرَّجُلُ
    حَرَّانَ حَرَّ القِطارِ ينتَقِلُ
    ترنو إليكَ الأشجارُ مُشْفِقَةً
    يكادُ فيها الخريفُ يشتَعِلُ
    شَيْبَاً , فتجري لِكُلِّ ناحِيَةٍ
    مَرُّوا عليها , تكادُ تقتَتِلُ
    حتَّى معَ الطَّيرِ إذْ يحطُّ على
    جبينِها مُجْهَدَاً لَهُ أَمَلُ !

    *

    مَرَّ قِطارُ الأحلامِ في مُدُنٍ
    كَمْ قُلْتُ أنِّي فيهِنَّ أحتَفِلُ
    و يومَ حانَتْ محطَّتي ضَحِكَتْ
    و فاجَأَتْني بِأَنَّها طَلَلُ !

    ***

    هوامش:
    1 - هذه القصيدة من مجموعتي الشعرية (في غيابة الحب) الفائزة حديثاً بالمركز الأول / جائزة الشارقة للإبداع العربي.
    2 - في البيت الأخير إشارة إلى بيت الشاعر محمد البغدادي الذي يقول :
    و من إليها قطعنا العمر نحسبها .. مدينةً فاجأتنا أنها طللُ.
    يُحاول
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    #2
    شاعرنا القدير " مختار الكمالي "
    نصٌّ حالم رائع و مشاهد حيّة صوّرها البيان الجميل
    حقّ لهذا النَّصّ أن يتوّج و يفوز فلا أقلّ من تثبيته
    طبت و بوركت شاعرنا و سلم اليراع
    لا إلهَ إلاَّ الله

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      كنت هنا أعانق هذا الجمال
      فأخذني عاليا
      لأغفو على سحابة عاشقة


      ~~~~

      اسمح لي سيدي الكريم ان اتوّج هذه القصيدة في برنامج اختيارات أدبيّة وفنّيّة
      الأثنين 7-5-2012 ســ 11 بتوقيت القاهرة.

      رابط المتصفح:
      . دعـــــــــــوة تسهرون الليلة الاثنين 07-05-2012 في تمام 11 بتوقيت القاهرة في الصالون الصوتي مع برنامجكم الأسبوعي اختيارات أدبيّة و فنّية يؤثثه لكم الثلاثي : سليمى السرايري صادق حمزة منذر غــــادة التركـــــي رابط الموضوع http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?100325 De. Souleyma Srairi


      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • مباركة بشير أحمد
        أديبة وكاتبة
        • 17-03-2011
        • 2034

        #4
        قصيدة نسجت حروفها من حرير الروعة

        فأمتعت الروح وطافت بها في خمائل زاهية .

        لك التقدير أيها الشاعر ،وأسمى تحية.

        تعليق

        • مختار السيد صالح
          مهندس معلوماتية | شاعر
          • 05-06-2008
          • 144

          #5
          أخي زياد بنجر ... ثبّتنا الله و إيّاك على الإيمان ... كنت أطمع بشيء من النقد.
          يُحاول

          تعليق

          • مختار السيد صالح
            مهندس معلوماتية | شاعر
            • 05-06-2008
            • 144

            #6
            أختي سليمى ... شكراً لكِ فقد أسعدتِني .
            يُحاول

            تعليق

            • مختار السيد صالح
              مهندس معلوماتية | شاعر
              • 05-06-2008
              • 144

              #7
              أستاذة مباركة ... شكراً لكِ
              يُحاول

              تعليق

              • خالدالبار
                عضو الملتقى
                • 24-07-2009
                • 2130

                #8
                رائعة ٌ هذه الكلمات
                فما كان حلما
                قد يكون حقيقة تراه العين المجردة
                لشعرك
                التألق أيها الرائع
                ودي ووردي
                أخالد كم أزحت الغل مني
                وهذبّت القصائد بالتغني

                أشبهكَ الحمامة في سلام
                أيا رمز المحبة فقت َ ظني
                (ظميان غدير)

                تعليق

                • خالدالبار
                  عضو الملتقى
                  • 24-07-2009
                  • 2130

                  #9
                  أرجو المرور على قصائد الاخوة والاخوات للعلاقة التشاركية وما يحقق الهدف الامثل للفائدة....طلب أخوي..خالدالبار
                  أخالد كم أزحت الغل مني
                  وهذبّت القصائد بالتغني

                  أشبهكَ الحمامة في سلام
                  أيا رمز المحبة فقت َ ظني
                  (ظميان غدير)

                  تعليق

                  • أحمد العمودي
                    شاعر
                    • 19-03-2011
                    • 175

                    #10

                    عندما قرأتُ مطلع النص، قفز إلى ذهني مباشرة مطلع معلقة (الأعشى) -إن لم تخني الذاكرة- الذي يقول:
                    ودِّع هريرة إن الركب مرتحل
                    وهل تُطيق وداعا أيها الرجل.

                    فـ(الرجل) في هذا البيت الذي تجاوز عمره الـ1400 سنة، هو نفس (الرجل) في مطلع هذه القصيدة، وهو: الشاعر الذي انسلخ عن نفسه ليخاطبها.
                    إلا أن الجمال الحقيقي في هذا الاستهلال وفي عموم المقطع الأول من القصيدة كان متجليا بكمية القلق والإضطراب الشعوري الذي نجح الشاعر في إصاله، عبر التكثيف بلغة شعرية تضرب عموديا، لا أفقيا سطحيا، في المعنى.
                    وإن كان الكثير من نقاد العصر الحديث يعيبون على الشعر (الخليلي) الحديث هذه الخطابية التي -حسب رأيهم- تقود إلى المباشرة في التناول الشعري، إلا أني أراها -عند الواعي بذلك- آسرة وشجية.. حين تُحمل على لغة شعرية مكثفة بالألق، لا تتنازل عن التصوير والتخييل الذي يُومئ إيماءً ويشير دون أن يقع في سذاجة المباشرة التصريحية التي تعجز عن ملامسة مكامن "شعور" المتلقي.. والتي هي خليط من وعي ولا وعي، أشياء ممكنة وواقعية.. وأخرى مثل أحلام ورؤي نستشعرها ونستلذ بها دون تحقُق. وما أليق الثانية بالشعر والشعراء، والأولى بالمقالة والدروس.

                    "و الآنَ ها أنتَ أيُّها الرَّجُلُ
                    حَرَّانَ حَرَّ القِطارِ ينتَقِلُ
                    ترنو إليكَ الأشجارُ مُشْفِقَةً
                    يكادُ فيها الخريفُ يشتَعِلُ
                    شَيْبَاً , فتجري لِكُلِّ ناحِيَةٍ
                    مَرُّوا عليها , تكادُ تقتَتِلُ"

                    ما أجمل هذا المقطع..
                    فالرجل او الشاعر: " حَرَّانَ حَرَّ القِطارِ ينتَقِلُ"
                    وعند ذلك: "ترنو إليه الأشجار مشفقة".. وأيضا: "الخريف يشتعل".
                    حين أتفقد السابق، محاولا استجلاء مصدر الجمال فيه، لا أجد
                    معجما لغويا جديدا باغتنا به الشاعر فبهرنا، ولا تراكيب لغوية
                    لم نألفها... ولا غير ذلك. إنما -برأيي- كان الجمال والألفة
                    والحميمية في هذا المقطع جاءت من (أَنْسَنَةِ الأشياء) ومواربة التصريح
                    والإلتفاف علية، ببث حاله الإنساني عبر تلك الأشياء بعد أن خلع
                    عليها شيئا من الأنسة .

                    فالشاعر "حرّان" كــحرِّ القطار الذي ينتقل ويجري من وقع ذلك..
                    ومن ثم لم يقل لنا (مباشرة) أنه أصبح في حالة ضياع وتيه من رحيلهم،
                    بل: "ترنو إليكَ الأشجارُ مُشْفِقَةً".. وكأنها –أي الأشجار- أصبحت
                    أُناس يحسون به، فاستعان بتعبيراتهم لوصف حاله..
                    وواصل الإستعانة بـ(أنسة الأشياء).. حين صار: "الخريف يشتعل شيبا"
                    حيث الوقت او العمر يمضي به دونهم..
                    وهنا فقط يعود لنا الشاعر بنفسه، بعد أن أثّث لحاله واضطراب نفسيته
                    في وجدان المتلقي بتلك المجازات غير المباشرة، وكأنها منظر شعوري
                    خلفي غافلني –كمتلقي- بزرعه في ذهني، ليكون خير ممهد لأتلقّف
                    -بكل أريحية- قوله في ختام المشهد: "فتجري لكل ناحية مروا عليها..."
                    وهو ما يعيدنا لحاله في أول المقطع، والذي فيه: "حرّان كــحرِّ القطار
                    ينتقل" ويجري من وقع ذلك.

                    قصيدة جميلة فعلا..

                    كل الود والتقدير أخي مختار الكمالي.

                    أحمد محسن العمودي
                    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد العمودي; الساعة 11-05-2012, 21:16.
                    " أهذا آخر المكتوب خلف نشيج أسفاري!
                    فيا لفداحة الأنهارِ
                    والأشعار لم تأتي بظلِّ النارِ..
                    بل قلبي الذي يَسْتَهْطِلُ الحطبَ
                    "


                    أنا..


                    تعليق

                    • عبده فايز الزبيدي
                      أديب وكاتب
                      • 05-05-2008
                      • 198

                      #11
                      للمنسرح جمال لا يقاوم أبداً
                      فكيف إذا جاء ممن نحبه و نحترمه.
                      موفق شاعرنا الكريم

                      تعليق

                      • مختار السيد صالح
                        مهندس معلوماتية | شاعر
                        • 05-06-2008
                        • 144

                        #12
                        أخي البار ... خالد البار ... شكراً لك و ربّما يتحول المجازي إلى واقعي ...
                        يُحاول

                        تعليق

                        • مختار السيد صالح
                          مهندس معلوماتية | شاعر
                          • 05-06-2008
                          • 144

                          #13
                          أستاذي العزيز أحمد العمودي ... أشكرك على هذه القناديل التي نثرتها على قصيدتي لتضيءَ لي مجاهل لم أكن أعيها من إرهاصات القصيدة ... و قد سمحت لنفسي بنقلها إلى صفحتي على الـ facebook ... شكراً لك.
                          يُحاول

                          تعليق

                          • مختار السيد صالح
                            مهندس معلوماتية | شاعر
                            • 05-06-2008
                            • 144

                            #14
                            صديقي العزيز عبده فايز الزبيدي ... أشكرك على الالتفاتة الجميلة إلى بحر القصيدة الصعب ....
                            التعديل الأخير تم بواسطة مختار السيد صالح; الساعة 14-05-2012, 19:24.
                            يُحاول

                            تعليق

                            يعمل...
                            X