و ما بينها نهار .. مايزال مشنوقا (إلى محمد مثقال الخضور) ربيع عبد الرحمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    و ما بينها نهار .. مايزال مشنوقا (إلى محمد مثقال الخضور) ربيع عبد الرحمن

    عثرة الخيول في قلب مرصوف
    يؤكد أن شيئا استثنائيا
    ألهمها التخلي عن سيمترية الصمت
    لتركض الدماء كنشيد كوني
    يبحر حيث تلقي النجوم ظلالها
    خارج خاصرة المنطق
    على رؤوس الجبال
    نجمتان
    غصنا شجرة تعانقا
    بينما القمر يعري ساعديه بافتتان


    أو كان عليه أن يختبئ خجلا
    وهو يشهد تنهيدة الدمعة
    و أنياب اللوثة تتشهى لعاب الفقر
    تسيله متخثر النقع
    تربت شرود الرمل
    تودعه هوانها قبل السقوط بعمر وردة و أسر
    متواطئا في حضن لوعته ؟


    كم عليهم أن يتذوقوا اليتم
    يبتلعوا أشواك قهرهم
    جاذبين ثوبه
    ألا يخجلهم بما يأتي
    يفتح لهم الطريق إلي قبو النسيان
    كم عيدا لملم أشجاره
    فرق بينهم النكاية و الدموع
    وكم يلزمهم ليجبروه على خلع عينيه


    يتدحرج بسلال اللوز على المنحدر
    و بازلت الطرق
    أو ينام على رصفان الندى انتظارا لأكفهم
    ربما يعلو في سماء البلاد كطائر يحن للقنص
    بينما دموع القهر تنسل من عيني الكبير
    حين طالع دم الحمام يرسم بريشه و زغبه
    أبراج الموت
    و بناني الخديعة
    فينهض البكاء في موكب مهيب
    لا
    لا تمش
    إن الهزيمة معلقة بثوب التنحي
    فاخلع حزنك
    ليبتل الجرح .. و يتسع !
    حزينا يتدحرج بثيابه القصب
    ما انقطع سيله
    و لا ضاق بالسؤال
    بحضن صغيرة
    أو بكف نالتها الشقوق
    أو أربكتها الأساور من ذهب و فضة


    يعشوشب في أرض لا تنام و تصحو على همس التواطئ
    ووقت لا تصنعه حاوية قمامة
    أو جارية في قصر الهوى


    عين رأت و أذن خازنة
    و عقل بيضاوي يحكي عن " تل الواقعة* "
    النكبة
    و الغجر القادمين من السحاب
    يوزع عطاياه في أسواق المدن
    مع آخر مستجدات الكيمياء
    في محاربة البلهارسيا
    و الانكلستوما
    مدن الأرق
    بلاد الواق
    ضعف الفحولة
    و لا ضير من منح الراغبين حق التجربة
    على غنج غجرية مفخخة اللؤم


    وربما يشنق على باب زويلة .. لمراتٍ
    يصبح حكاية ساخرة في بحر الشمال الأسود
    أو يقتله الظمأ الذي حل بابن خلدون
    وهو ينحني أمام المسخ
    لم يكن على المتنبي سوى الركض على السيف و الصحراء
    و البيداء التي لا تعرفه
    أو يخرج ديك الجن من ثيابه ليحسن وجه النهاية


    كل ما في الأمر
    أن يشذ ملك عن الخطوط المبثوثة
    يمزق جدائل الطاعة
    بخرق دهاليز الصمت الذي يبدو لنا
    و ليس صمتا
    ليعلن التمرد على مامر من تواريخ
    يشهر نجوى حيواتنا
    سقطاتنا
    خياناتنا
    ضعفنا
    تهالكنا
    وقتها لن ينام أحد
    و لن يطيب لأحد أحد
    نطرح في الأسواق مثل جلود الحملان
    حين نكتشف صعوبة أن نعيش قطيعا براع مقطوع الرأس
    أن الحواجز و القلاع التي حالت بيني و من أحب لم تكن سوى انتمائي لجغرافيا تنام أسفل المدينة


    و جاء رجل يحمل الليل على كتفيه
    ألقى به على النهار
    فالتقمه
    ثم مج قطعة من احورار الشمس
    فانتصب القمر على ثوبه ضحوكا صبيا
    مابين نهارين قمر
    ما بين ليلين شمس
    ما بين قلبين وجد
    ما بين وجدين موت
    ما بين سدرة الوقت دروب تفضي إلي الهباء


    الليل لا يأتي منفردا باحثا عن رقعة شغفته حبا
    أو ليطلق صافرة النهاية لعربدة النهار
    لكنه يأتي على أسنة الرماح
    ويرفع خيمته حيث شاء الهوى
    فيلتهم هذه
    و يراود تلك
    وتلك أمانيهم
    لكن الذي لم يدركه رغم خبرته البهلوانية
    أن عين الصغير لم تغف خوفا حين طالعته
    أن الناي الذي علا في بحره الأسود
    لم يكن سوى أولى المحاولات لإرباكه و تعبئة بيادرالربيع القادم


    ما بين صمت النهر وحزن الشجر
    زقزقة عصفور
    نواح بومة
    طفل يشتهي اللعب بحبات غفوته
    فيخلع صدره
    يلقيه للماء
    ليتسرب سر السكون
    لغة الجزر و المد
    الجفاف و الفيض
    الجذب و الطرد
    متى تنام الحكايات عارية
    ومتى تعطي نفسها للريح


    صرخة تلاحق دوران ثور الساقية
    كلما استشعرت الملل يغلق عليه
    الضعف يزحف كحيات تتقاسم قوائمه
    لاحقته بسيرة الأرض
    المنجل المركون بكوة الجدار يحن للسنابل
    وابور الطحين الضاج بعربدة الصمت
    الطفل الذي يحلم برائحة الخبز و الحليب
    السيد الذي سوف يهرئ الأبدان إذا لم ترب خزائنه
    حتى يصاب بتخمة المصير
    لينال الدود من بعد عسره يسرا
    النهر إذا تفيض مدائنه
    تلبس العسجد و الدمسق و الديباج و السندس
    كما الدروع و الرماح و النبال و البندق
    وغنجة المترفين و أصحاب المعالي
    لترسيخ حظائر الثيران
    ملوثين طهر الآية و الكتاب و المئذنة
    وما بين صرخة و غنجة
    شموس و أقمار
    تسلك السبل
    تعلن البقاء لوردة حمراء تزهر في كف النهار !
    sigpic
  • حكيم الراجي
    أديب وكاتب
    • 03-11-2010
    • 2623

    #2
    أستاذي وصديقي الراقي / الربيع
    حسنا فعلت أن جمعتها هنا ..
    استمتعنا بها هناك وشربنا منها روعة التماهي وها أنت مجددا تسمح لنا أن نراقصها في واحة الحسن ونصفق لها انبهارا ..
    شكرا لك وللصديق الرائع محمد الخضور ..
    كنت سارحا في ميادين الجلاء أيها المبدع ..
    محبتي وأكثر ...
    [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

    أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
    بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حكيم الراجي مشاهدة المشاركة
      أستاذي وصديقي الراقي / الربيع
      حسنا فعلت أن جمعتها هنا ..
      استمتعنا بها هناك وشربنا منها روعة التماهي وها أنت مجددا تسمح لنا أن نراقصها في واحة الحسن ونصفق لها انبهارا ..
      شكرا لك وللصديق الرائع محمد الخضور ..
      كنت سارحا في ميادين الجلاء أيها المبدع ..
      محبتي وأكثر ...
      كانت متعة لي أن أعيش تلك اللحظات بين تلك الوارفة
      بالشعر و الحكمة و التأمل
      أن أفخخ بها
      لتنثرني على وجه البيضاء
      لم أكن لأراعي شيئا حتى أنفاس من تساقطوا بين يديّ
      و ناموا بقطيف أوردتي
      كنت مسروقا من نفسي
      لا أدري
      برغم أنها لم تكن أجمل ما كتب
      و لكنها كانت الأقرب لأنها كانت الأكثر دهاء و قدرة على الاختزال الشيق الذي يعطي من حيث لا تكون منتهبا
      و حين تكون بين أمواجها تجذف فأنت حيّ بقاربك !

      شكري الكبير لحكيم الرؤية و القيمة

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • محمد مثقال الخضور
        مشرف
        مستشار قصيدة النثر
        • 24-08-2010
        • 5517

        #4
        معقود بنواصيها الخير
        والخير يجوع صامتا
        والصمت ينزُّ . . تأملا
        النشيد الكوني خافت . .
        كمذياع يعلن – على استحياء – فوز الرئيس
        كأرض تخجل من ثمارها
        كغد . . لا يجد ما يقول لأم انتظرته طوال الليل

        يتقلب القمر كثيرا خلال اللعبة
        شكله مرهون بمكانه
        وبموقع الشمس
        والأطفال تنطلي عليهم خدعة الشهر القمري
        صدقوا أن العيد لا يأتي إلا مرة كل عام
        وصدقوا أن عليهم أن يفرحوا . . حين يأتي
        والحصاد يفرح مرة كل عام
        حتى حبة القمح صدقت . . أن يوم الحصاد عيد
        وأن قطع الأعناق . . عيد
        ما دام لا يقطع الأرزاق !

        كبيرة تلك الخرافة التي ورثتها الجدة العمياء اللقيطة
        لا أحفاد ، ولا مناقل
        النهر ليس أمينا على هوية الحكاية
        فهو يصب في بلاد الآخرين
        ولا أحد يدري أية قطرة تلك التي امتزجت بدمعة العجوز !
        من الساخر في اللعبة ؟ الصياد أم السمكة ؟
        هو فرح بصيده
        وهي فرحة بالهواء والدفء وربما . . بالموت

        الوجع يعطي الموت فرصة للتفوق على الحياة
        فأحيانا . . . يكون أقل إيلاما !
        الجارة تحزن على جدة بلا أحفاد
        الجدة تحزن على أحفاد جارتها
        فالأعياد لئيمة في الفقر
        الهزيمة متعة المنتصر
        لا فرق في الحروب بين دم الحمائم . . والصغار
        الأرض جارية يمتلكها الأشد سلاحا . . وفتكا
        بعد أن تموت الحكاية بستين دهرا
        ستقول الكتب أن أحدنا كان مظلوما . . فلا بأس

        قد يتجرد التاريخ من مواعيده لو طال الانتظار
        النجوم ليست ملزمة بتقديم استقالاتها إذا واصل القمر احتياله
        غمامة واحدة بينه وبين الشمس قد تجرده من حقه في الظهور
        ليلة العيد !
        لمن ستذهب الملابس الجديدة التي لا تأتي كل يوم ؟

        الوقت لا يندثر
        وقالت الجدة : الأنين أيضا
        ظلت أربعين عاما تحاول أن تقابل حفيدها لكي تشم رائحة ولدها الممنوع من الذهاب
        وبعد أربعين عاما . . قررت أن تموت
        المسافة ليست بعيدة ولكنها وعرة
        نهر ضعيف هزيل يفصل بين العروق
        وعشب ناحل كالمرض ينمو ببطء سلحفاة مريضة قرب النهر
        مضطر للبقاء لأن الماء يجري حوله
        كان الموت صعبا

        حاولت الأمنية أن تنفذ من أقطاب السماوات والأرض
        ليس لها سلطان
        فقعدت عن الطيران . . وتسمرت في متحف
        مخصص للقهر

        الطفل الكهل قال :
        الأرض المحروقة . . معقود بنواصيها الخير
        حمل شتلة زيتون تشبه أمه
        وبكل ما أعطته الحياة من بؤس وبأس . .
        غرسها
        وقرر أن يكبر قربها
        وأن يبني تحت ظلها . . تاريخا

        أستاذي الحبيب
        ربيع

        تأتيك حروفي خجولة راجفة
        لتنحني احتراما على عتبة القصيدة

        نعم المهدي أنت
        ونعمت الهدية

        محبتي واحترامي لك
        أيها الكبير






        تعليق

        • حسين يعقوب الحمداني
          أديب وكاتب
          • 06-07-2010
          • 1884

          #5
          السلام عليكم
          أرى ابداع وجمال في السرد
          يتنام مع حس عال في تلمس الأرض والروح والسماءوالطبيعه
          في بناء للقصيده التي لاتترك الا وأنت تتبع أنفاس الكلمات

          تقبل تقديري أخي والشاعر

          تعليق

          • مالكة حبرشيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 28-03-2011
            • 4544

            #6
            هنا نثر ...هنا شعر
            هنا لغة تسافر بنا نحو اعماق الابجدية
            لنتعلم كيف ترسم الحروف
            وكيف تبنى الصور
            فهل يسمح لي الربيع
            وبعده شاعرنا الجميل محمد الخضور
            بالمشاركة في هذه الحوارية الرائعة
            بكلماتي البسيطة ...هي منكما واليكما =

            حالةٌ تمويهيةٌ
            توهيميةٌ
            تعتري ذاكرةَ الكون
            ينتعلُ الغيابُ خفّي الحضور
            يعتلي عرشَ الافتراضِ
            في خارطةٍ مزورةٍ
            للذاتِ المشردةِ
            على حدودِ زمنٍ لا عاد
            ولا مألوفٌ
            فَقَدَ فيه التاريخُ ملامحَهُ
            على سُلمِ ريختر
            وعلى سلمِ أحلام
            حاصرها الرّعبُ في الزوايا
            لتكملَ المتاهةُ استدارتَها
            فكيف نمدِّدُ ثوبَ الخشوعِ
            ليغطي سيقانَ المهانة ؟

            الصمتُ استلقىَ على شاطئ العتمة
            حزينًا ينتظرُ أشلاءً متمردةً
            سبحتْ ضد التيار
            تعتكفُ العيونُ
            في ثقوبِ الظّلامِ
            تعيشُ زمنًا بلا عمر
            عمرًا بلا زمنٍ
            شد أوتادَهُ إلى رملٍ
            موشىَ بالنزفِ
            حين تشظىَ
            تحتَ تلاحق أمواجِ الوجعِ

            الشّمسُ تدورُ
            حولَ بؤرةِ القلقِ
            صوتُ الدّفوفِ يرتفعُ
            احتفالا بكرنفالاتِ الموتِ
            هل سيُحْكِمُ الفجرُ قبضتَهُ
            على قمرٍ كسّر النّواحُ دورتَهُ؟
            اللّيل يغترفُ النّورَ
            من شهقةِ أنفاسٍ
            من لمعةِ حزنٍ
            تشقُّ الخطوَ بثباتٍ
            نحو النارِ
            هاهي تُمسكُ بخيوطِ اللهبِ
            ترسمُ خارطةً جديدةً
            لدورةِ الدّمِ
            الرّصيفُ يَنفضُ غربتَهُ
            يقتلعُ الانتظارَ من جذورِهِ
            يُلقِيهِ في حُلكةِ الأمس

            من عُمقِ الأنينِ تخرجُ جزرٌ
            لم تلدْها المحيطاتُ
            ولا رسمتْهَا براكينُ التهويلِ
            حولَ ينابيعِ النداءِ
            يلتفُّ ما تبعثرَ من هديلِ الشّجرِ
            عندَ حدودِ الصّبرِ
            أينعَ الرّبيعُ
            في العيونِ المصابةِ بالخريفِ
            أجنحةُ الانبعاثِ تفردُ ريشَها
            وسطَ ليلٍ مهووسٍ بالبياض
            رُغمَ خفافيشِ السوادِ
            التي عمّتْ أديمَ الكونِ

            اليومَ تنسلُّ صرخةُ الوليدِ
            من زحمةِ التيهِ
            ورجفاتِ الهواءِ
            لترسمَ على شاشةِ الأفقِ
            وجهَ الحريّةِ
            وتُسفكَ زغرودةُ ارتواءٍ
            في حقولِ ربيعٍ ظامئٍ
            إلى بللِ الأرواحِ


            أنفاس ترجُّ طرقاتِ الوطنِ
            التي نسيتْ بعضَها
            لتستعيدَ ذاكرتَها
            وتشدَّ الرحلَ نحو الضّفةِ المشتهاةِ
            لحلمٍ ترفلُ أزهارُه
            على بُعدِ جثةٍ وبضعِ تراتيل

            تعليق

            • آمال محمد
              رئيس ملتقى قصيدة النثر
              • 19-08-2011
              • 4507

              #7
              كم تحمل من زواد الشعر أيها الكائن اللغوي الملائكي

              كنت أقرأ وأقرأ
              تبتل أفكاري بالصور المدهشة
              الغارقة في أصل الشعر
              عميق منابته
              كثريا نزلت من السماء
              مائدة تحمل الإبداع
              ممهورة بحس أدبي رفيع

              عائدة أقرأها
              عل بياضها يلهم الذات المتعبة

              جميل بكل معنى الكلمة


              تعليق

              • إيمان عبد الغني سوار
                إليزابيث
                • 28-01-2011
                • 1340

                #8
                الأستاذ ربيع عقب الباب

                لك كل التقدير اسمح لي أن أقول إنها هدية ثمينة
                جاءت من قلم يحمل من الوعي والأدب والإبداع
                بما يشهد له الكثير, وإننا أمام محطات أدبية جمالية عدة
                تحمل النثر الخطابي في طياتها قليلاً وتستهدف الأقصوصة
                بشكل أكثر لأن وأنت تفوقني خبرة إن قصيدة النثر
                باختلاف أشكالها تحمل السّياق النصي مثال:

                و جاء رجل يحمل الليل على كتفيه
                ألقى به على النهار
                فالتقمه
                ثم مج قطعة من احورار الشمس


                ويرفع خيمته حيث شاء الهوى
                فيلتهم هذه
                و يراود تلك
                وتلك أمانيهم
                لكن الذي لم يدركه رغم خبرته البهلوانية
                أن عين الصغير لم تغف خوفا حين طالعته
                أن الناي الذي علا في بحره الأسود
                لم يكن سوى أولى المحاولات لإرباكه و تعبئة بيادرالربيع القادم


                السيد الذي سوف يهرئ الأبدان إذا لم ترب خزائنه
                حتى يصاب بتخمة المصير
                لينال الدود من بعد عسره يسرا
                النهر إذا تفيض مدائنه
                تلبس العسجد و الدمسق و الديباج و السندس
                كما الدروع و الرماح و النبال و البندق
                وغنجة المترفين و أصحاب المعالي
                لترسيخ حظائر الثيران
                ملوثين طهر الآية و الكتاب و المئذنة

                أرى بأنها زوايا لا تتفق مع طبيعة الخطاب الدلالي
                الذي يكشف لنا في النهاية عن خيبة اللامتوقع!
                ربما المضمون نعم,لكن الصياغة لاتتناسب مع دينامية التطلع
                وتبقى الرؤيا ليست هروب من الواقع أو الاقتلاع منه بقدر
                ماهي تتسامى به فنصل للمدلولات الحياتية التي تطلقها البنية النثرية.

                اسمح لي أستاذي إن كان تذوقي مختلف لهذا الطرح وأتمنى الفكرة وصلت, وتبقى الآراء مختلفة أيضاً
                إلا إن المعظم يتفق إن هذا العمل الأدبي الإبداعي يحمل من الحكمة والتأمل الكثير , لك كل الشكر.

                تحيتي:
                التعديل الأخير تم بواسطة إيمان عبد الغني سوار; الساعة 08-05-2012, 10:11.
                " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
                أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  ذرني و ما حرثت في ماء أوردتي
                  لتخرج الطفل من شهقة الرؤيا
                  إلي تلمس القمر بين البيوت
                  حين فارق صدر المشهد
                  متخليا عن ثيابه
                  عاري الغضب و القلب !



                  خلف غيمة
                  ألقى ما بيمينه
                  قبضة من نور
                  وقبضة من جحيم
                  كيف يمشي النور متأبطا دهشة الشجر
                  ثم يسكبها
                  فإذا هي نجوى شريدة
                  جابت الفلاة بحثا عن مأوى
                  فمبكى
                  فمبغى !



                  تنام النواطير
                  أو تتناوم
                  وما بين الغفلتين يتسلل البستان
                  مخلفا بعض أثر و إطارا فارغا
                  علق عليه فأسا لا تعرف العربية



                  يصحو أول النهار بوجه أبيض
                  يشنق الطرقات على النواصي
                  يجلد الشجر
                  يكفر الريح التي تهب من وجهه
                  و على صراخ الأرض
                  أنين بناتها
                  شهيق ظلمها
                  ينام بوجه أبيض



                  يلوك لفافات الوقت
                  مغموسة بما يروى
                  يقال
                  يرى على عين السماء
                  و صدر الأرض
                  فيغمس إصبعه في ماء يقينه !




                  بم يبدأ
                  براقصة دوخت الأمير
                  انسلت من بين ثقوبه
                  أغرقته في بركة الشبق



                  أم أب تشقق ماء وجهه
                  فأنّ برميم نسله : رأيتني في المنام أبيعك
                  أم تكون مضاجعة الكواكب
                  ما تناثر من لهاثها من جبال و أقبية و كهوف
                  ماذا عن فضحيتها ؟



                  قبضة من دراهم
                  قبضة من دم
                  أيهما أولى
                  لتبني حكمة الورق !



                  قلع الحنجرة
                  حشوها بكنز من ذهب
                  تفخيخ مئذنة برماد الصدق
                  تفكيك روح على حد سكين
                  و إشباع جوع تنور ؟



                  فاسقني الخمر حتى
                  إذا ماتت مفاصلي
                  وذَهِلت ذوا هلي
                  فشأنك وما تريد !*




                  من أي الحطابين
                  أستدفئ
                  لشتاء يغتال : وجه الصبح
                  رأس النهار
                  خاصرة الليل
                  يلاحقني بمدية
                  يقابلني خافضا جناح القلب بوردة
                  الحطابون و الأمراء سواء
                  في انتماء قرابينهم !



                  رؤية لم تكتمل بعد أستاذنا و شاعرنا الغالي ( محمد الخضور )






                  · الحديث لعبيد بن الأبرص الشاعر الجاهلي
                  عند اغتياله على يد النعمان بن المنذر ( في يوم بؤسه )
                  sigpic

                  تعليق

                  • محمد مثقال الخضور
                    مشرف
                    مستشار قصيدة النثر
                    • 24-08-2010
                    • 5517

                    #10
                    الريحُ رهينةُ الفصول
                    تمذُقُ نفسَها بالغبارِ عند المناورة
                    بالغمامِ . . عند سقايةِ الحجيج
                    لا قمرَ على سطحِ ذبابةٍ تبحثُ عن فريستِها . .
                    الدمُ الذي كان غاليًا
                    راودتْهُ الأَسوارُ عن شريانِهِ
                    فاندلقَ كشهوةٍ مسحورةٍ
                    ولم يمت القتيل !

                    للشارعِ رحمٌ أَيضًا
                    فمن أَينَ يخرجُ الطفلُ مؤهَّلا للإِمساك بذيلِ القمر ؟
                    أَهوَ النورُ ؟
                    يسحبُ البساطَ من تحتِ أَرضٍ سجينةٍ ؟
                    أَم دورانٌ حولَ نور ؟
                    كان علينا أَن نلتحفَ شيئًا قبل أَن ننام !
                    وربما . . أَن نفترشَ شيئًا
                    فقد يكونُ في الدفءِ شيءٌ مختلف
                    وقد يكونُ لهذا العراءِ فكرةٌ لم نفهمها
                    حين سحبتنا خلفها الضوضاء
                    ولم يكن للطريق أَمامٌ . .
                    سوى ذلك الوهم القمري !
                    كل شيء كان خلفها . .
                    حتى الشمس . . والمدارس . . والعيد !

                    الليلُ . . معقودٌ بنواصيِهِ القمر
                    الحريقُ أَكثر وضوحًا من العتمة
                    أَشجارُ الزيتونِ أَكثر قربًا من الأَرض للأَرض
                    فجذورُها تجعلُ أَرضَها . .
                    غيرَ صالحةٍ . . لصنع القبور

                    أستاذي الجميل
                    سأَظلُّ أَلهثُ خلفَك . .
                    كتلميذ مشاغب

                    محبتي

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      حسين يعقوب الحمداني
                      السلام عليكم
                      أرى ابداع وجمال في السرد
                      يتنام مع حس عال في تلمس الأرض والروح والسماءوالطبيعه
                      في بناء للقصيده التي لاتترك الا وأنت تتبع أنفاس الكلمات

                      تقبل تقديري أخي والشاعر

                      أخي الشاعر الجميل
                      كانت أنفاس متقطعة و منهكة تحاول جاهدة أن تتبع خطا الفرسان من شعراء
                      أصبحوا لي كالهواء و قضمة الخبز !

                      شكرا على مرورك الجميل
                      و مانثرت في حق حديثي

                      محبتي
                      sigpic

                      تعليق

                      • سليمى السرايري
                        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                        • 08-01-2010
                        • 13572

                        #12
                        جميل أن يتعانق بحر اسمه ربيع عبد الرحمن
                        وسماء اسمها محمد الخضور

                        وبين السماء والبحر، قلوب تنبض قمحا وبنفسجا
                        جميل أن يخيّم في الحلم سلالم الألوان والأطياف

                        سنشتهي طقوسا جديدة لنكتب....
                        لنعرف من أين تخرج العبارة
                        سنشتهي مسافات جديدة لنتعلّم كيف نبذر الضوء والمطر في القصائد.

                        ربيعنا المزهر ، أستاذنا الخضور،
                        مثقّلان بالشذى والورد...................................أحبّكما جدّا.

                        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                        تعليق

                        • شيماءعبدالله
                          أديب وكاتب
                          • 06-08-2010
                          • 7583

                          #13
                          عصف الجمال هنا تناقلت الصور ببراعة في أفق رحب
                          ثراء انثال من ثنيات الألق
                          عجبت لهذه الصفحة كأنها دروس تزخر بالروعة
                          هنيئا لنا بهذه اللوحة الفنية
                          أستاذ ربيع كالمعتاد أبدعت ولا شك وكانت الصور راقية لتحلق بذاكرتنا في فضاء الحرف الرحب
                          دام هذا التسامي وهذا الود مابين شعرائنا الكبار ربيع عبد الرحمن ومحمد الخضور

                          وبدوري أشكر الرائعة مالكة على هذه التقنية المميزة في بلاغة التعبير والتصوير شاعرة مميزة بحق

                          شكرا ألف ألف أستاذنا ربيع دائما تغدق علينا بما يطيب ويثري
                          تحية كبيرة كبيرة بحجم هذا الفضاء الزاخر الذي أذهلني بحق
                          مع فائق التقدير

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة
                            معقود بنواصيها الخير
                            والخير يجوع صامتا
                            والصمت ينزُّ . . تأملا
                            النشيد الكوني خافت . .
                            كمذياع يعلن – على استحياء – فوز الرئيس
                            كأرض تخجل من ثمارها
                            كغد . . لا يجد ما يقول لأم انتظرته طوال الليل

                            يتقلب القمر كثيرا خلال اللعبة
                            شكله مرهون بمكانه
                            وبموقع الشمس
                            والأطفال تنطلي عليهم خدعة الشهر القمري
                            صدقوا أن العيد لا يأتي إلا مرة كل عام
                            وصدقوا أن عليهم أن يفرحوا . . حين يأتي
                            والحصاد يفرح مرة كل عام
                            حتى حبة القمح صدقت . . أن يوم الحصاد عيد
                            وأن قطع الأعناق . . عيد
                            ما دام لا يقطع الأرزاق !

                            كبيرة تلك الخرافة التي ورثتها الجدة العمياء اللقيطة
                            لا أحفاد ، ولا مناقل
                            النهر ليس أمينا على هوية الحكاية
                            فهو يصب في بلاد الآخرين
                            ولا أحد يدري أية قطرة تلك التي امتزجت بدمعة العجوز !
                            من الساخر في اللعبة ؟ الصياد أم السمكة ؟
                            هو فرح بصيده
                            وهي فرحة بالهواء والدفء وربما . . بالموت

                            الوجع يعطي الموت فرصة للتفوق على الحياة
                            فأحيانا . . . يكون أقل إيلاما !
                            الجارة تحزن على جدة بلا أحفاد
                            الجدة تحزن على أحفاد جارتها
                            فالأعياد لئيمة في الفقر
                            الهزيمة متعة المنتصر
                            لا فرق في الحروب بين دم الحمائم . . والصغار
                            الأرض جارية يمتلكها الأشد سلاحا . . وفتكا
                            بعد أن تموت الحكاية بستين دهرا
                            ستقول الكتب أن أحدنا كان مظلوما . . فلا بأس

                            قد يتجرد التاريخ من مواعيده لو طال الانتظار
                            النجوم ليست ملزمة بتقديم استقالاتها إذا واصل القمر احتياله
                            غمامة واحدة بينه وبين الشمس قد تجرده من حقه في الظهور
                            ليلة العيد !
                            لمن ستذهب الملابس الجديدة التي لا تأتي كل يوم ؟

                            الوقت لا يندثر
                            وقالت الجدة : الأنين أيضا
                            ظلت أربعين عاما تحاول أن تقابل حفيدها لكي تشم رائحة ولدها الممنوع من الذهاب
                            وبعد أربعين عاما . . قررت أن تموت
                            المسافة ليست بعيدة ولكنها وعرة
                            نهر ضعيف هزيل يفصل بين العروق
                            وعشب ناحل كالمرض ينمو ببطء سلحفاة مريضة قرب النهر
                            مضطر للبقاء لأن الماء يجري حوله
                            كان الموت صعبا

                            حاولت الأمنية أن تنفذ من أقطاب السماوات والأرض
                            ليس لها سلطان
                            فقعدت عن الطيران . . وتسمرت في متحف
                            مخصص للقهر

                            الطفل الكهل قال :
                            الأرض المحروقة . . معقود بنواصيها الخير
                            حمل شتلة زيتون تشبه أمه
                            وبكل ما أعطته الحياة من بؤس وبأس . .
                            غرسها
                            وقرر أن يكبر قربها
                            وأن يبني تحت ظلها . . تاريخا

                            أستاذي الحبيب
                            ربيع

                            تأتيك حروفي خجولة راجفة
                            لتنحني احتراما على عتبة القصيدة

                            نعم المهدي أنت
                            ونعمت الهدية

                            محبتي واحترامي لك
                            أيها الكبير






                            يوما ما .. سأحاول أن أقرا فيها
                            يوما ما ربما منحت قدرة الشعراء
                            أكون جديرا بمعايشتها كما يجب
                            فأرجو معذرتك

                            محبتي

                            أرجو من الأخوة المشرفين
                            تخليص هذا الميت من المشنقة !

                            محبتي لكم جميعا
                            sigpic

                            تعليق

                            • منار يوسف
                              مستشار الساخر
                              همس الأمواج
                              • 03-12-2010
                              • 4240

                              #15
                              كم أحب تلك النصوص التي تخفي في طياتها الحكمة
                              التي تدفعنا نحو التأمل في كل ما يؤرقنا من متناقضات
                              شكرا لك أديبنا الربيع
                              استمتعت بما قرأت
                              أعجبتني كذلك نصوص أ محمد الخضور
                              تلك التي تناثرت كحبات النور لتنير لنا الطريق
                              هنا علينا أن نتعلم و نتعلم
                              من الكبار
                              شكرا لكما بحجم السماء
                              نعم الهادي و المهدى له

                              تعليق

                              يعمل...
                              X