عثرة الخيول في قلب مرصوف
يؤكد أن شيئا استثنائيا
ألهمها التخلي عن سيمترية الصمت
لتركض الدماء كنشيد كوني
يبحر حيث تلقي النجوم ظلالها
خارج خاصرة المنطق
على رؤوس الجبال
نجمتان
غصنا شجرة تعانقا
بينما القمر يعري ساعديه بافتتان
أو كان عليه أن يختبئ خجلا
وهو يشهد تنهيدة الدمعة
و أنياب اللوثة تتشهى لعاب الفقر
تسيله متخثر النقع
تربت شرود الرمل
تودعه هوانها قبل السقوط بعمر وردة و أسر
متواطئا في حضن لوعته ؟
كم عليهم أن يتذوقوا اليتم
يبتلعوا أشواك قهرهم
جاذبين ثوبه
ألا يخجلهم بما يأتي
يفتح لهم الطريق إلي قبو النسيان
كم عيدا لملم أشجاره
فرق بينهم النكاية و الدموع
وكم يلزمهم ليجبروه على خلع عينيه
يتدحرج بسلال اللوز على المنحدر
و بازلت الطرق
أو ينام على رصفان الندى انتظارا لأكفهم
ربما يعلو في سماء البلاد كطائر يحن للقنص
بينما دموع القهر تنسل من عيني الكبير
حين طالع دم الحمام يرسم بريشه و زغبه
أبراج الموت
و بناني الخديعة
فينهض البكاء في موكب مهيب
لا
لا تمش
إن الهزيمة معلقة بثوب التنحي
فاخلع حزنك
ليبتل الجرح .. و يتسع !
حزينا يتدحرج بثيابه القصب
ما انقطع سيله
و لا ضاق بالسؤال
بحضن صغيرة
أو بكف نالتها الشقوق
أو أربكتها الأساور من ذهب و فضة
يعشوشب في أرض لا تنام و تصحو على همس التواطئ
ووقت لا تصنعه حاوية قمامة
أو جارية في قصر الهوى
عين رأت و أذن خازنة
و عقل بيضاوي يحكي عن " تل الواقعة* "
النكبة
و الغجر القادمين من السحاب
يوزع عطاياه في أسواق المدن
مع آخر مستجدات الكيمياء
في محاربة البلهارسيا
و الانكلستوما
مدن الأرق
بلاد الواق
ضعف الفحولة
و لا ضير من منح الراغبين حق التجربة
على غنج غجرية مفخخة اللؤم
وربما يشنق على باب زويلة .. لمراتٍ
يصبح حكاية ساخرة في بحر الشمال الأسود
أو يقتله الظمأ الذي حل بابن خلدون
وهو ينحني أمام المسخ
لم يكن على المتنبي سوى الركض على السيف و الصحراء
و البيداء التي لا تعرفه
أو يخرج ديك الجن من ثيابه ليحسن وجه النهاية
كل ما في الأمر
أن يشذ ملك عن الخطوط المبثوثة
يمزق جدائل الطاعة
بخرق دهاليز الصمت الذي يبدو لنا
و ليس صمتا
ليعلن التمرد على مامر من تواريخ
يشهر نجوى حيواتنا
سقطاتنا
خياناتنا
ضعفنا
تهالكنا
وقتها لن ينام أحد
و لن يطيب لأحد أحد
نطرح في الأسواق مثل جلود الحملان
حين نكتشف صعوبة أن نعيش قطيعا براع مقطوع الرأس
أن الحواجز و القلاع التي حالت بيني و من أحب لم تكن سوى انتمائي لجغرافيا تنام أسفل المدينة
و جاء رجل يحمل الليل على كتفيه
ألقى به على النهار
فالتقمه
ثم مج قطعة من احورار الشمس
فانتصب القمر على ثوبه ضحوكا صبيا
مابين نهارين قمر
ما بين ليلين شمس
ما بين قلبين وجد
ما بين وجدين موت
ما بين سدرة الوقت دروب تفضي إلي الهباء
الليل لا يأتي منفردا باحثا عن رقعة شغفته حبا
أو ليطلق صافرة النهاية لعربدة النهار
لكنه يأتي على أسنة الرماح
ويرفع خيمته حيث شاء الهوى
فيلتهم هذه
و يراود تلك
وتلك أمانيهم
لكن الذي لم يدركه رغم خبرته البهلوانية
أن عين الصغير لم تغف خوفا حين طالعته
أن الناي الذي علا في بحره الأسود
لم يكن سوى أولى المحاولات لإرباكه و تعبئة بيادرالربيع القادم
ما بين صمت النهر وحزن الشجر
زقزقة عصفور
نواح بومة
طفل يشتهي اللعب بحبات غفوته
فيخلع صدره
يلقيه للماء
ليتسرب سر السكون
لغة الجزر و المد
الجفاف و الفيض
الجذب و الطرد
متى تنام الحكايات عارية
ومتى تعطي نفسها للريح
صرخة تلاحق دوران ثور الساقية
كلما استشعرت الملل يغلق عليه
الضعف يزحف كحيات تتقاسم قوائمه
لاحقته بسيرة الأرض
المنجل المركون بكوة الجدار يحن للسنابل
وابور الطحين الضاج بعربدة الصمت
الطفل الذي يحلم برائحة الخبز و الحليب
السيد الذي سوف يهرئ الأبدان إذا لم ترب خزائنه
حتى يصاب بتخمة المصير
لينال الدود من بعد عسره يسرا
النهر إذا تفيض مدائنه
تلبس العسجد و الدمسق و الديباج و السندس
كما الدروع و الرماح و النبال و البندق
وغنجة المترفين و أصحاب المعالي
لترسيخ حظائر الثيران
ملوثين طهر الآية و الكتاب و المئذنة
وما بين صرخة و غنجة
شموس و أقمار
تسلك السبل
تعلن البقاء لوردة حمراء تزهر في كف النهار !
تعليق