الكلّ ُفانْ
السيفُ والسيافُ والجلادَ والسمسارُ....
والقططُ السمانْ
والحاكمُ المحكومُ والزمنُ المدانْ
فلكل طاغيةٍ أوانْ
ولسوف يرتفعُ الدخانُ على...
مدارِ الشمسِ حتى...
تَسمعَ الآفاقُ نبضَ الأرضِ يعلو....
في شرايينِ الزمانْ

لا تَخْدَعَنّكَ نبرةٌ حمقاءُ زَيّنَتِ البيانْ
هذا التّقافزُ لليسارِ ولليمينِ...
على حبالِ البهلوانْ :
سِرُّ انكسارِ النجمِ في الجسدِ المسافرِ...
تحت أحذيةِ الهوانْ
ولقد رأيتُ الشمسَ تبكي...
فوق "غزةَ" يا "أريحا" عندما انكفأَ الحصانْ
ومشى إلى ماءِ التزلِّفِ....
قطةً عرجاءَ أجهضها الرهانْ
وهناك نَزّتْ من عيون القدسِ...
فجراً دمعتانْ
وعلى شفاهِ الشمسِ صاحت وردتانْ :
تتساءلان على امتدادِ جراحنا الحمراءِ...
تصرخ بين أسرابِ الحمامْ :
من كَسّرَ القمرَ المسافر بين أودية الغمامْ ؟!
من كسّر الشمسّ الحزينةَ...
في دهاليزِ الذين تسوّلوا خبزَ السلامْ ؟!

يا أيها الوجعُ المهاجرُ في مساماتِ الجذورْ....
ماذا تقول لمن تَشَظَّوْا فوق وجهِ الأرضِ...
من أجلِ انتفاضِ اللوزِ والزيتونِ...
في رحمِ الظلامْ
ماذا نقول لزعترِ اليرموكِ يبكي...
حينما داست على خديه يا حطينُ...
قافلةُ السلامْ

هذي العصافيرُ الحزينةُ....
مات في فمها اللسانْ
يا حاديَ القطعانِ بين الصخرِ تكمنُ ذئبتانْ
يا حاديَ القطعانِ أَلْمَحُ...
في يمينكَ أُفعوانْ
وتظن أن يديكَ تحملُ صولجانْ

تَبّتْ يداكَ وأنتَ تحصدُ من جبالِ الشوكِ...
ما زرعتْ يداكْ
تَبّتْ يداكَ وأنتَ تكسِرُ في مدارِ الشمسِ...
نجماً كان يوماً مُشتهاكْ
أبداً أراكْ.. في ساحةِ الحمراءِ تبكي...
عند "عبد الله" مُلكاً ضَيّعته هنا يداكْ
ويصيحُ "عبد الله" تحت البهلوانْ : الكلُّ فانْ
السجنُ والسجانُ والجلادُ والسمسارُ والقططُ السمانْ
فلكل طاغيةٍ أوانْ الشاعر صبحي ياسين