تويت
رمز الوفاء بقلم محمد بن عبدالله السلمان
من تلك المسافات والأعماق السحيقة
أصبحت مجرد مستوعب لتلك المشاعر الفياضة
وقد اختزلت الزمان في قصة
معالمها لازالت تقبع في كل مكان
أبطالها أنا وهي ..
وذكريات مترامية هنا وهناك
من يتأملها يعرف بأنها آثار عشق تزلزلت بفعل الأيام
ولازالت نقوشها تفضح محاسن روعتها
وهي راسخة في كل الأركان
مسرحها عامر بالأحداث
في قصص كان لها ما كان..
جمهورها لم يزل يترحم على أبطالها
ويتمنى لو عاد الزمان لهذا المكان
ليشهدوا ما فاتهم من حلقات العشق
بين سماء وأرض جمعت هذين الأثنين
وما دار بينهما من بصيص الأمل ونبع شوق وحب ترعرع وازداد مع طول الأيام
فماذا حدث ..؟
ما لذي غير هذا الحال ..؟
الجميع يتساءل ..!
يخمن ..!
يظن .. !
ويتأمل ... !
لكن الحقيقة كانت أغرب من كل التوقعات
كانت كسراب يابسة تطفو على ضفاف الماء
تراها من بعيد تغرق كلما حاولت الاقترابمنها
وكلما حاولت أن تنال منها تلاشت
وأصبحت مجرد حطام مبعثر ومتناثر ..!
لا يعرف أحدا ماذا حل بها
فكم من الذكريات باتت على سفوح التلال رموزا
لم تغيرها عوامل الزمان
وكم من الشواهد صارت مزارا يقصده العشاق
وكم من القصص باتت تروى عبر الأيام..
تحكي قصصا صارت مضرب الأمثال
آه .. كم توجعت من كل ذلك
ولم أزل على حالي البائس حتى اليوم
أنا من باع للهوى عمره وتاه في فهم الحياة
ولا أدري ...
أعاشق أنا ..
أم مجرد كائن يحتاج لحنان عشق
لطالما عاش الإنسان يبحث عن شيئا من تلك المشاعر ...
" العشق "
وصف عام ينسدل في مدلوله على كل مفاهيم اللغة المعبرة عن
الحب.. الوفاء.. الثقة .. الاستقرار..الاطمئنان..
الكل تغنى به وأنشده
أما أنا أردت أن اصنع لنفسي معها هالة خاصة
فيها من كل المعاني عدالة الإنسان للإنسان
اردت أن أكون .. مختلفا ومميزا
وفيا في إحساسي
صادقا في حبي
سخيا في عطائي
لا أختزل مشاعري في بضعة مواقف
بل اظهر ما بداخلي كطوفان من التضحية
والصبر والاحتساب
لأنني ترعرعت في حضن التضحية
التي ألهمتني كل هذا الصبر والتحمل
نعم من يرضع تلك القيم والمبادئ
ومن ترعرع في كنفها
من الصعب أن يجد فهما غير ذلك
هكذا اردت العيش مع من أحببت
وهكذا تبددت آمالي ..!
** ** **
زمان لم يعد كسابقه من الأزمان
وثاقه هش ..
وتطلعه كالقش في مهب الريح
يلهث وراء نسمات العصر السحرية
عجبا من هذا الحال في هذا الزمان
لم يعد فيه احترام لأبسط القيم الإنسانية
جعلوا الحب كلمات وبعض صور في الشبكات العنكبوتية
سحقا لهذا الجيل ...
سحقا لكل الإملاءات في الوسائل الإعلامية
سحقا لكل من ضيع قيمه
وظن الحب مجرد علاقة غرامية
سحقا لمن جعل العشق رذيلة
وخدش الحياء بكلمات وأفعال اباحية
أنا ضد من أراد النيل من براءة الطهر
أو شرف القيم الأخلاقية
أنا من أحببت بقلبي وفي صدري
صوره عظيمة
أردت الفوز بحبها
ولكن وفق ضوابط شرعية
** ** **
عاشق كما خلقني ربي
ولكن عشقي لك ليس معناه
أن أعيش كواهم يتوهم الحب
أو كضرير يتحسس الأشياء
أنا قلعة جسدها الحب
وبعثرها زمانك كيفما يشاء
أنا حصنك المهزوم
الذي يرفض الاستسلام
ويرفض أن يكون أسير الدخلاء
أنا المهموم الذي أردت العيش بكرامة
وفي قلبي أقسمت العهد
سأموت معك أو دونك
و سيبقى حبي رمزا يشهد على الوفاء
" رمز الوفاء "
بقلم محمد بن عبدالله السلمان
بتاريخ 17-6-1433هـ
الموافق 8-5-2012م
تعليق